عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-06-2010, 02:59 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

وقفات ..

الوقفة الأولى : أهمية العلم الشرعي .
يذكر " مصطفى حسني " مرارا أنه لا يتكلم من تلقاء نفسه ، وأنه ليس عالما ، والواقع يشهد بذلك ، وبأنه : جاهل ، في جهل مُدقِع ! وحسبك بهذا علة تمنع العاقل من التحدث إلى الناس ، ولو في الوعظ ، فإن الواعظ أيضا يلزمه علم يعظ به ، وإلا تكلم من هواه . فما بالك بمن يتكلم في أمور العقيدة والفقه ، فضلا عن مسألة فيها نزاع حاد ، تسبب في فتن ومشاحنات !
فالمسائل العلمية – خاصة المتنازع فيها – تحتاج علما وبصيرة إذا تُطرح على العامة ، وطرح الجاهل لها ، لا ريب يكون أخرقا ، وقد يسبب من الفتنة ما الله به عليم .

الوقفة الثانية : معرفة الواقع ، ووفقهه .
علم المتكلم بالواقع أمر لا غنى عنه لمن تصدر ، قال ابن القيم - رحمه الله - : ولا يتمكن المفتي ، ولا الحاكم ، من الفتوى ، والحكم بالحق إلا بنوعين من الفهم :
أحدهما : فهْم الواقع والفقه فيه ، واستنباط علم حقيقة ما وقع ، بالقرائن ، والأمارات ، والعلامات ، حتى يحيط به علماً .
والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع , وهو فهم حكم الله الذي حكم به ، في كتابه ، أو على لسان رسوله في هذا الواقع ، ثم يطبق أحدهما على الآخر .
[" إعلام الموقعين " ( 1 / 87 ) ] . والذي أتعرض له في هذه الوقفة هو فهم الواقع ، أما بيان الواجب في هذا الواقع فهو آتٍ لاحقا إن شاء الله .
واقع المسلمين فيه أن بلوى المعازف قد عمت ، إلا من رحم الله ، ولا تسلم في بلد " مصطفى حسني " مصر من سماع معزفة أينما سِرتَ إلا نادرا . والمساجد أكثرها مهجور ، والقرآن مهجور بكل أنواع الهجر ، والمراهقون يمسك أحدهم المال الذي يأخذه من والديه ، ولا ينفق كما يشتهي ؛ ليشتري شريط غناء ، والناس شغلتهم المعازف عن أمور دينهم ودنياهم ..
بل من " الملتزمين " من غرق في سماع الأناشيد حتى شغله عن القرآن والذكر وطلب العلم ، وهو - غالبا - يسمع النغم واللحن وإبداع المنشد الصوتي ، وقلَّما ينتبه إلى كلامه ، إن خلا الكلام من محظور . وقد عاينت أحوال بعض هؤلاء ، وكان علاج بعضهم عسيرا جدا .
ودائما أمسح الأناشيد - وإن كانت مباحة - من هواتف الشباب في المسجد ، لما أراه من انشغالهم بها عن النافع ، وقد أسمح لبعضهم بما أراه مناسبا ، ويكون رجزا لأرجوزة علمية أو أدبية ، ليس فيها التطريب الزائد ، فيجمع المتعة بذلك والفائدة .
وكان واحدٌ منهم يسمع الأغاني طالما هو مستيقظ ، وربما وهو نائم ، فلما طلب الاستقامة ، استبدل الأناشيد بالأغاني ، وصار يسمعها على نفس الحال ، فلما شددتُ عليه حتى قلل من هذا الأمر ، بدأ يُقبل على حفظ كتاب الله بهمة عالية ، إذ خلا قلبه . فهذا واقع من ؟! واقع الملتزمين ن فما بالك بمن دونهم !
أنت في بلد نصف سكانها فقراء ، وكثير من الفقراء لا يجد قوت يومه ، بينما الحفلات الغنائية تصل تذاكرها لآلاف الجنيهات ، وحفلات الموسيقى كما في " الأوبرا " وغيرها يُنفق عليها مئات الألوف في الحفلة الواحدة !
فهل يأتي أحدٌ فاقهٌ ، واعٍ لما يقول ، ليقول للناس في هذا الواقع : إن تلكم المعازف مباحة ؟! بل إنه لم يقتصر على الترخيص فيها ، إنما زينها بعبارات كثيرة ، قد أتعرض لبعضها في مقامها إن شاء الله .

الوقفة الثالثة : خضوع الداعية لضغط الواقع .
تشم رائحة هذا في قول الأستاذ (خد بالك: تليفزيون فيه معازف ، عشان أخرج أتغدى ولا أتعشى بره المطعم مشغل معازف ، رايح أشتري بنطلون ولا جزمة من المول. المول مشغل معازف ، وأنا راكب في وسيلة المواصلات فيها معازف ، وأنا بسمع برنامج ديني ممكن يستخدموا معازف. المعازف في كل حتة ، أنا ببقى نفسي أسمع الراديو شوية ، أسمع الراديو كل قنوات الراديو في لحظة واحدة ممكن يكونوا مشغلين معازف. فالمعازف دي والأغاني داخلة في حياتنا كلها ) . وأعتذر عن صعوبة قراءة كلامه ، ولذلك للعامية في الكلام ولقطعه الكلام فجائيا وانتقاله إلى معنى آخر ، وتكرر هذا الأمر كثيرا .
أقول : إنك تشم رائحة الخضوع لضغط هذا الواقع المؤلم ، كما قال بعضهم وهو يتكلم عن نشر الإسلام في العالم كله : ( ومنها أمم وشعوب ترى الغناء والموسيقى والرقص والطرب جزءا لا يتجزأ من حياتها ) ، ثم قال : ( فكيف نرغبهم في الإسلام ، ونحن نحرم عليهم الغناء والموسيقى؟ ) ، ولا أدري لماذا لم يذكر ( الرقص ) أيضا ويعترض على تحريمه ، مع أنه كذلك جزء لا يتجزأ من حياة تلك الشعوب ، كما قال هو بنفسه .
والحق أن الله أمرنا بخلاف ذلك ، فقال سبحانه : " ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " [ الجاثية-18 ] ، وقال : " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " ، فنحن نعرض الحق صافيا كما هو ، دون نظر إلى هوى الناس ورغباتهم ، وهذا مهمتنا ، وضل من تعداها .
أرجع إلى كلام صاحبنا لأقول : إنه يتكلم عن الغناء والمعازف اللذين نسمعهما في الشارع والمحلات وغيرها ، ويرى أنه يجب معرفة الحكم لنعرف إن كنا طيلة يومنا نسمع إلى الحرام ... الخ ، وغفل وهو يقول هذا عن كون البلاء الذي عم بلواه ، جلُّه – إن لم يكن كله – من الألحان المثيرة ، المتكلمة عن العشق المحرم ، المهيجة للشهوات ، بأصوات راقصات ساقطات ، وأشخاص صورتهم صورة الرجال ، وطباعهم طباع المخانيث ! فكيف يربط هذا بكلامه ؟!

الوقف الرابعة : حول زعمه أنه محايد بين المانعين والمجيزين .
ويكذِّب هذا الزعم أمور ، منها :
أولا : اسم برنامجه " خدعوك فقالوا " ، وهو ينتصر في هذه الحلقة لمن قالوا بالإباحة ، ويرد على أدلة المانعين ، فما قال الذين خدعوا إذن ؟! هم القائلون إن المعازف محرمة طبعا !
ثانيا : استعماله المعازف في برنامجه ، في بدايته ونهايته ، وكل فاصل . فهل يفعل هذا ويخرج ليقول إلا إن المعازف مباحة ؟!
ثالثا : أنه عرض أدلة المانعين في بضع دقائق [ 5 دقائق تقريبا ] ، ثم قضى معظم باقي الوقت في الرد على هذه الأدلة ، والانتصار للقائلين بالإباحة .
رابعا : عرضه بأسلوب استعراضي قوي لأقوال المبيحين ، وتعبيره بأن أحاديثهم التي يستدلون بها قوية كما قال (بص بقى الأحاديث ، بص فرق القوة) !
خامسا : أنه بعد عرضه شبهات المبيحين ، لم يعرض ردود أهل العلم على هذه الشبهات ، وأهل العلم قد ردوا كل هذه الشبهات ، بل قلبوا بعضها ضد من يترخص ! مع أنه نقل عن بعض هؤلاء العلماء عبارات تحلو له . وهذا من تدليسه الذي سنكشفه بإذنه الله .
سادسا : عدم عرضه كل أدلة المانعين ، وإخفاؤها . وسيأتي كشف هذا التدليس بإذن الله .
سابعا : نقله ما استطاع من أقوال المبيحين القدماء والمعاصرين ، بينما لم ينقل قولا واحد لمانع ، قديم أو معاصر ، خلا ذكره أسماء ثلاثة من المعاصرين ، هم أصحاب الفضيلة / الألباني ، وابن باز ، وابن جبرين ، عليهم سحائب الرحمات من رب الأرض والسماوات . ولو كان غير متحيز كما يزعم لما نقل أقوال فريق وترك أقوال الفريق الأخير ، مع أن منهم مثلا أئمة المذاهب الأربعة ! وسيأتي نقل أقوال فقهاء المذاهب ، فضلا عن الإجماع !
ثامنا : تعرضه لنقد أسانيد الأحاديث التي يحتج بها المانعون ، ولم يفعل مثله في الأخبار الكثيرة ، التي لا زمام لها ولا خطام عن الصحابة والتابعين وغيرهم . وهذا تدليس وكذب سيأتي كشفه وبيانه إن شاء الله .
تاسعا : التدليس في النقول الذي طال الأحاديث ، والآثار عن السلف ، والأقوال المنسوبة إلى أهل العلم كثيرا ، وسيأتي كشف ذلك بإذن الله .
عاشرا : كتابته موضوعا باسمه في موقعه ، جمع فيها فتاوى المبيحين ، ولم ينقل شيئا عن المانعين !
أخيرا : دعا كثيرا مشاهديه أن يقتنوا كتاب " إبطال دعوى الإجماع " للشوكاني ، وتكراره الدعوة ، ولم ينصح بكتاب واحد فيه كلام لمانع !

الوقفة لخامسة : زعمه أنه يأتي بأقوال السلف .
تنوعت أساليب التدليس في عرض الحلقة ، لكن الذي أشير إليه في هذه الوقفة ، هو تكراره لكلمة " السلف " كثيرا ، مثل ( وببعد نفسي كده عشان أنقل للمسلمين السلف كانوا بيقولوا إيه ) ( افتح كتب السلف وانت تعرف ) ( غير أقوال العلماء اللي سردناها من السلف ) (أتمنى إن انا ربنا يوفقني في نقل أقوال أهل العلم ، في نقل اقوال السلف في حكم المعازف) ( وكم من إنسان استخدم الحديث وطلع منه حكم غلط بسبب إن هو مارجعش لأقوال السلف ) ؛ ليوهم سامعه أنه ينقل مذهب السلف ، وهذه كذبة فاحشة ، ودافعهم إليها هو ما يرونه من قوة الدعوة السلفية لأنها ترجع بالناس إلى فهم السلف رحمهم الله . وسيأتي بيان كذبه على السلف في كل موضع من مواضعه بإذن الله .

الوقفة السادسة :
حيث قال : (المتدينيــن هما اللي حاربوا تامر حسني لما حب يغني عن ربنا وعن النبي.. المتدينين هما اللي بعتوا تعليقات ازاي تخلي المطرب – مثلا – محمد فؤاد يغني أغنية – وهو بيغني أغاني حب – ازاي يغني عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويغني عن ربنا في برنامج الكنز المفقود؟؟؟ المتدينيــن هما اللي بيحاربوا المغنيين إن هما يغنوا حاجه.. ازاي عمرو دياب يقول يا نور على نور ، مش من حقه.. مش من حقه ايه!!!) ,, وقال : ( فانا من البرنامج البسيط ده بدعو كل المغنيين... أرجوكم وائل جسار عمل شريط حلو أوي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، الواحد يسمعه يبكي ) .
وأكتفي بنقل تعقيب الشيخ " حامد الطاهر " من موقعه :
((ذكرت أن المتدينين هم سبب إحجام (( تامر حسني ( المطرب ) )) عن إصدار أغاني دينية هو ومحمد فؤاد لأننا ادعينا أن النبي (( بتاعنا احنا )) وبالله يا رجل كيف يستقيم الكلام بهذه الطريقة ؟ أنت رجل يحل الغناء فاسمع صاحبك تامر وانظره في أغانيه هو والآخر وانظر ما يتحملونه من إثم ووزر لاشتراكهما في إضلال شباب الأمة وبناتها , واللعب على أوتار العشق والغرام , وهل يستقيم أنه بعد إصدار أغنية دينية (( لو صح الفرض )) أن أعود لإصدار شريط غرامي كله مخالفات ؟ الإجابة عندك فاتق الله .
ويا سيد مصطفى : هل من السهل أن تدعو إلى الاستماع إلى شريط (( وائل جسار الجديد الديني )) الذي ادعيت بكاءك عند سماعه ؟؟
لقد قام الأخ : محمد الهجان أحد أفراد فريق قناة الخليجية بتفريغ هذا الشريط من الموسيقى وعرض علي كلمات الأغاني : وادعى المحدث العلامة وائل جسار ان رسول الله صف الملائكة صفين للصلاة على طائر الغلام (( يقصد قصة النغير وابي عمير أخي أنس بن مالك )) وقصة مداعبة أخي أنس موجودة في الصحيح لكن أين وجد صلاة النبي على النغر ؟
هل تجوز يا سيد مصطفى الصلاة على الدجاج والأوز والبط؟؟ أم أن الوضع في عرفك ودينك لا ضرر منه ؟؟
وما أبكاك ؟ أقول لك : شجن الصوت , وقوة المؤثرات لا أكثر ؛ أما خطر الموسيقى التي تنبت النفاق في القلب , وفتنة الأخوات بصوت الرجل فلا قيمة لها عندك , وعلى هذا حق لنا البكاء .
أما قولك : أن الشرائط تكثر رغم أننا نفسق المغنيين ونحرم الغناء , فهذا من فعلك أنت وأقرانك ممن أحلوا ما حرم الله لعباد الله , وهي فتنة لنا ولك نسأل الله العافية .
يا مصطفى : إن كان هذا هو علمك فاجلس في بيت أبيك خير لك من إضلال الناس . أفلا دعوت الشباب إلى سماع العلم كبديل للهوس الموسيقي ؟
أفلا دعوتهم لسماع القرآن والاستغفار ؟؟
أسألك بالله : كم من الشباب أضللت بغير علم ؟ وكم منهم يأتي يوم القيامة متعلقا برقبتك ليحاجك عند الله ؟
أيها المخدوع : اتق الله وعد إلى صوابك , ولا أراك تفعل , فاجلس في بيت أبيك وأمك خير لك مما أنت فيه .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
)) . ا.هـ

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الملك بن عطية ; 05-06-2010 الساعة 05:00 AM
رد مع اقتباس