عرض مشاركة واحدة
  #114  
قديم 06-01-2009, 12:38 AM
اشرف رشدي اشرف رشدي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

أما عملاق الأدب الروسي والمصلح الاجتماعي والمفكر الأخلاقي ( ليو تولستوي) والذي يعده البعض أعظم الروائيين على الإطلاق بفضل أعمال عظيمة خطها يراعه مثل "الحرب والسلام" و"آنا كارنينا"، فله كذلك كتاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم موسوم تحت عنوان (حِكَم النبي محمد) وقبل أن أعرض الكتاب وددت أن أنقل مقدمة مترجم الكتاب إذ يقول فيها: "بعد اطلاعي على رسالة الأديب الروسي ليو تولستوي عن الإسلام وعن النبي محمد, هالني ما جاء فيها من الحقائق الباهرة فدفعتني الغيرة على الحق الى ترجمتها الى العربية"، علما أن مترجم الكتاب (سليم قبعين) هو مسيحي لبناني.

يصف ليو تولستوي النبي محمد في كتابه (حِكَم النبي محمد) قائلا ًهو مؤسس دين ونبي الإسلام الذي يدين به أكثر من مائتي مليون إنسان ( الكلام عام 1912م) قام بعمل عظيم بهدايته وثنيين قضوا حياتهم في الحروب وسفك الدماء، فأنار أبصارهم بنور الإيمان وأعلن أن جميع الناس متساوون أمام الله .

ثم في فصل آخر من كتابه وتحت عنوان (من كان محمد): يقول من أراد أن يتحقق مما عليه الدين الإسلامي من التسامح فليس له سوى أن يطالع القرآن الكريم بإمعان وتدبر فقد جاء في آياته ما يدل على روح الدين الإسلامي السامية منها"، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).

ويقول: "لقد تحمل في سنوات دعوته الأولى كثيراً من اضطهاد أصحاب الديانة الوثنية القديمة وغيرها شأن كل نبي قبله نادى أمته إلى الحق ولكن هذه المحن لم تثن عزمه بل ثابر على دعوة أمته مع أن محمداً لم يقل إنه نبي الله الوحيد بل آمن أيضاً بنبوة موسى والمسيح ودعا قومه إلى هذا الاعتقاد أيضاً وقال إن اليهود والنصارى لا ينبغي أن يكرهوا على ترك دينهم بل يجب عليهم أن يتبعوا وصايا أنبيائهم.

ويقول تولستوي أيضاً: ومما لا ريب فيه أن النبي محمد كان من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة ويكفيه فخراً أنه هدى أمة بأكملها إلى نور الحق وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرقي والمدنية وهذا عمل عظيم لا يقوم به شخص مهما أوتي من قوة، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال.

كما اختار تولستوي مجموعة من أحاديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) بلغت 64 حديثا ً وضمنها كتابه ومنها:
•لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
•ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
•إن الله عزوجل يحب ان يرى عبده ساعيا ً في طلب الحلال.

في نهاية هذا العرض أقول إن أهمية هذا الكتاب تكمن في أنه من الكتب النادرة الذي طبع قبل 90 عاما ً وهو كتاب غير معروف لدى الكثير من قرّاء العربية وهو في الوقت نفسه ينصف الإسلام ونبيه الكريم ويدعوا الأخرين إلى إنصافه، والكتاب في النتيجة النهائية هو وثيقة تاريخية لصالح الإسلام والمسلمين.