عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-18-2011, 10:24 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي




حكم ترشيح المرأة وتوليها الولايات العامة للشيخ محمد الحمود النجدي


السؤال :
هل يجوز للمرأة الدخول في الانتخابات العامة (( البلدية – مجلس الشورى )) ونحوها من الولايات العامة ؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
وبعد :
فجواباً على سؤالكم حول جواز دخول المرأة في الانتخابات العامة (( مجلس الشورى – البلدية)) .
وتوليها الولايات العامة كالوزارة والقضاء ونحوها .
نقول : الذي عليه اتفاق أهل العلم أن المرأة لا يجوز لها تولي رئاسة الدولةالإسلامية أو الإمارة العامة ، وقد جاء بذلك كتاب الله تعالى في قوله : الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ فعموم هذه الآية يدل على أن القوامة حق للرجال على النساء ، فإذا كانت المرأة لا تملك الولاية على زوجها في بيتها ، فمن باب أولى أن لا تملك الولاية على غيره .
ومن السنة النبوية : ما روى أبو بكرة أنه قال : لما بلغ رسول الله أن أهل فارس ملَّكوا عليهم بنت كسرى قال :
" لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة " .
رواه البخاري في الصحيح وأحمد وغيرهما .

وهو نص صريح في أن المرأة ليست أهلاً لأن تتولى الملك أو الإمارة أو الولاية العامة ، ولا يحل لقومها توليتها عليهم ، لأن تجنب الأمر الموجب لعدم الفلاح واجب على الجميع كما قال العلماء .
والعقل السليم يدل على هذا المعنى الصحيح : فإن المشرع الحكيم قد راعى ظروف المرأة وما يعتورها من حالات أنثوية خاصة ، هي من طبيعتها وخلقتها ، فجعل شهادتها على النصف من شهادة الرجل ، وهو سبحانه لايظلم أحدًا وهو يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فكيف يقال بتوليتها رئاسة الدولة أو الولايات العامة على الرجال ؟!!
ثم ما تتمتع به المرأة من عواطف جياشه ، وانفعالات تفوق في كمها وكيفها ما يتمتع به الرجل ، وما يتمتع به الرجل من قوة وصلابة وصبر وجلد ، وتفرغ للمسؤوليات وإدارة شؤون الحياة ، يجعل ذلك من المرجحات القوية لكفة الرجل في هذا المجال ، وذلك مما يزيدنا ثقة وقوة بأن ما شرعه الله تعالى واختاره ، هو الحكمة البالغة ، والمصلحة العامة ، والرحمة بالخلق أجمعين ..
ثم إن دخولها في هذه المجلس يعني اختلاطها بهم ، والجلوس معهم ربما لساعات طويلة والتحدث معهم ، وأن تنظر إليهم وينظروا إليها ، وهذا كله مما حرمه الله عز وجل في كتابه ورسوله في سنته .
قال عز وجل : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيّةِ الأُولَى .
فأمر أمهات المؤمنين وجميع المسلمات بالقرار في البيوت ، لما في ذلك من الحفظ والصيانة لهن وابعادهن عن وسائل الفساد والشرور ، لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى التبرج ،كما قد يفضي إلى شرور أخرى ، كما روى الترمذي : أنه قال : " المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان " أي : هي موصوفة بهذه الصفة ، ومن هذه صفته فحقه أن يستر ، والمعنى : أنه يستقبح بروزها وظهورها للرجل ، قال في الصحاح : العورة كل خلل يتخوف منه .
" فإذا خرجت استشرفها الشيطان " قال الطيبي : أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي أغواء الناس ، فإذا خرجت طمع وأطمع ، لأنها حبائله وأعظم فخوخه . ( فيض القدير 6/266 ) .
وقال عز وجل : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا .
وهذان الأمران المطلوبان ( وهما غض البصر وحفظ الفرج ) يستحيل تحققهما إذا اختلطت المرأة بالرجال كزميلة أو مشاركة في العمل .
وقد صح عن النبي أنه قال : "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " متفق عليه من حديث أسامة بن زيد .
وقال أيضا : " اتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " رواه مسلم .
والخلاصة :
أن استقرار المرأة في بيتها ، وقيامها بما يجب عليها فيه من تدبيره وإدارة شؤونه ، والقيام بحق زوجها وأولادها - بعد قيامها بحق الله تعالى -هو الذي فيه صلاح مجتمعها وأمتها ، وإن كان عندها فضل وقت وفراغ فيمكنها أن تعمل في الميادين النسائية ، كتعليم النساء والتطبيب والتمريض وما أشبه ذلك ، وهي بذلك تسد ثغرة في المجتمع ، وتعين على رقية كل في مجال اختصاصه،،،
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم




التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس