عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-01-2008, 04:49 PM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




افتراضي

نعم يا أستاذ خيري

بقلم جمال الشاعر ١/٤/٢٠٠٨
هل هو مشروع خيري فعلاً.. مستشفي سرطان الأطفال؟!.. الإجابة.. نعم.. هل من الخيرية إنفاق مليار جنيه علي مائة سرير فقط؟!.. لتصبح تكلفة السرير عشرة ملايين جنيه.. الإجابة لا.. إنها رفاهية لم أرها في أوتيل پننسُولا في بيفرلي هيلز بأمريكا.. مليار جنيه ألم تكن كافية لتوفير ألف سرير تكلفة الواحد منها مليون جنيه.. أستاذ خيري رمضان يا صديقي العزيز والكاتب الأمين وصاحب القلب الذهب.. هل من الخيرية أن يتقاضي الطبيب المدير أربعين ألف جنيه في مستشفي ٥٧، بينما راتب الطبيب ٩٠٠ جنيه في معهد الأورام؟.. المعهد الذي يعالج من ستة آلاف إلي سبعة آلاف مريض في الشهر.. معهد الأورام الذي يرسل إليه مستشفي ٥٧ بعض المرضي الأطفال لتلقي العلاج الإشعاعي..
وهل من الخيرية أن تكلفة الكرة الزجاجية في مقدمة مستشفي المليار تكلفت ثلاثة ملايين جنيه وهو رقم يكفي لعلاج مائة طفل علي الأقل.. وهل من الخيرية أن نواصل التبرع لمستشفي المليار والمائة سرير فقط بينما معهد القلب في إمبابة الذي يعالج عشرات الآلاف من المرضي الفقراء ميزانيته ١٣ مليون جنيه وفيه ٦٠٠ سرير.. وفيه ٢٤٠ سرير عناية مركزة وأجر الطبيب ألف جنيه فقط.. بالمناسبة الدكتور عادل إمام مثلاً.. ظل أربعين عامًا يجري عمليات في معهد القلب دون أن يتقاضي مليمًا واحدًا.. لوجه اللّه.. بالمناسبة أيضًا بعض أطباء مستشفي ٥٧ «المتفرغين».. ليسوا متفرغين مع تقاضيهم الأربعين ألفًا.. إنهم يجرون عمليات خاصة في مستشفي السلام وفي مستشفي kids.. سألتني عن نسبة الشفاء في مستشفي ٥٧.. ممتازة.. هل تعرف لماذا؟..
لأنهم لا يقبلون مريضًا «قديمًا» بحجة بروتوكول العلاج المختلف.. هل من الخيرية أن نترك ثمانية آلاف ونصفًا من الأطفال مرضي السرطان كل عام يموتون ولا نحاول إنقاذ الآلاف منهم بحجة البروتوكول!!.. تحدثت عن الموقع الذي كان خرابة فأصبح منارة.. أرجوك قم بزيارة حديقة مستشفي ٥٧ في العاشرة مساء وأتحداك لو صمدت نصف ساعة بدون أنبوبة أوكسجين.. أنت في منطقة المدابغ والمذابح.. ألم يكن من الأنسب إقامة المستشفي في السادس من أكتوبر أو التجمع الخامس؟..
هل من الخيرية إنفاق نصف المليار المتبقي لدي المستشفي علي إنشاء أكاديمية لتدريس إدارة المستشفيات وأكاديمية للتمريض.. بحجة أن هذه هي مشكلة الصحة في مصر.. أنتم يا أصحاب هذا المشروع النبيل لم تأخذوا الجنيه الذي تبرع به الناس لإقامة الأكاديميات.. ولكن لإنقاذ حياة طفل.. وقلتم لنا تعاطفك وحده لا يكفي.. والعقد شريعة المتعاقدين.. أنتم أخللتم بالبنود وأنفقتم الأموال في مصارف الأبهة والرفاهية أو النشاطات الأكاديمية المهمة..
ولكن نسيتم أن مهمتكم الأولي هي إنقاذ حياة طفل مريض.. مشروع مستشفي ٥٧ رائع كفكرة ولكنه تحول إلي محمية طبية ومزار سياحي للأجانب بينما أطفالنا يموتون كل يوم.. يموتون ويموت معهم أهاليهم حسرة من (حرقة الضني) وهم يرون أطفالهم يتحولون إلي أشباح وهياكل عظمية.. إنهم أرخص عندنا من كراسي الفرست كلاس وسيراميك إسبانيا.. أرواحهم لا تساوي شيئًا للأسف للأسف للأسف.
 

رد مع اقتباس