[نصرة مسلمة]

	واحنيني. أَحِنُّ إليكَ ، يا مرفأ الأمان ، يا سجّلاً للذكريات ، يا وطناً للحاضر والمستقبل . قَضيتُ على تُرابكَ أجمل الأوقات ، وعشتُ على نسمات هوائكَ العليل . ماذا جرى ، يا وطني ؟! أتُراكَ تُلوِّثُ هواءكَ ، وتُبدِّلُ تُرابك ، وتفقِد هُويَّتُكَ؟ يُبكيني شعوري الدائم بالحنين إليك ؛ في الوقت الذي أعيش فيه بين أحضانك ! لماذا سمحتَ للدخلاء باستيطان فكرك ؟ تبدّلت لغة الكلام فيك ،فأصبحتَ من مُتحدّثي الإفرنجيّة ! لماذا رحّبتَ بأعدائكَ ، وأنت تعلم علم اليقين بأنّهم يمهّدون لنهايتك ؟ آه ، أقولها من أعماق قلبي ، فسماء الحريّة فيكَ مُظلمةٌ ، لا نجمٌ يسطع ، لا قمرٌ ، فقط أصداء تتردد ، تندّد بالحرية ! الحرية التي تعني فيك:الصمت، واستقبال ما يقدّمه الآخر دون اعتراض ! آمل في نور يسطع من جديد ، يبدّد كل ظلام يحاول تملّك كيانك ! أردّد دوماً : آمين ، بعد كل دعاء لكَ بالعودة إلى أصولك ، وبالعزّة والرفعة بين غيرك . أحِنُّ إليكَ ، يا وطني .