11-05-2010, 10:34 PM
|
|
من ديوان الإمام عبدالله بن المبارك
من ديوان الإمام عبدالله بن المبارك
غاية الصبر
وجد فتى ـ كان يصحب ابن المبارك ويلازمه ـ في نفسه عليه ، لما حدث غيره بحديث كثير ، فكتب له بيتين رد عليهما ابن المبارك قائلاً :
غاية الصبر لذيذٌ طعمهـا ******ورديء الذوق منه كالصبر
إن في الصبر لفضلاً بيننا****** فاحمل النفس عليه تصطبر
طاعة الله
أيضمن لي فتى ترك المعاصي****** وأرهنـه الكفالـة بالخـلاص
أطـاع الله قـومٌ فاستراحـوا *******ولم يتجرعوا غصص المعاصي
الخوف من الله
إذا ما الليل أظلـم كابـدوه ******فيسفر عنهم وهـم ركـوع
أطار الخوف نومهم فاقاموا******* وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجودٌ ******أنينٌ منه تنفـرج الضلـوع
وخرسٌ بالنهار لطول صمتٍ *******عليهم من سكينتهم خشـوع
الاستعداد للقاء الله
وكيف قرت لأهل العلـم أعينهـم *****او استلذوا لذيذ لنـوم أو هجعـوا
والموت ينذرهـم جهـراً علانيـةً****** لو كان للقوم أسماعٌ لقـد سمعـوا
والنار ضاحيـةٌ لا بـد موردهـم ******وليس يدرؤن من ينجو ومن يقـع
قد أمست الطيـر والأنعـام آمنـةً ******والنون في البحر لم يخش لها فزع
حفظ اللسان
احفظ لسانـك إن اللسـان ******حريصٌ على المرء في قتله
وإن اللسان بريـد الفـؤاد ******دليل الرجال علـى عقلـه
مناجاة
أيا ربُّ يـاذا العـرش أنـت رحيـم***** وأنت بمـا تخفـي الصـدور عليـم
فيا رب هل لي منـك حلمـاً فإننـي ******أري الحلـم لـم ينـدم عليـه حليـم
ويا رب هب لي منك عزماً على التقى****** أقيـم بـه فـي النـاس حيـث أقيـم
ألا إن تـقـوى الله أكــرم نسـبـةٍ****** يسامـي بهـا عنـد الفخـار كريـم
إذا أنت نافست الرجال علـى التقـى****** خرجـت مـن الدنيـا وأنـت سليـم
أراك امرأ ترجـو مـن الله عفـوه ******وأنـت علـى مـالا يحـب مقـيـم
وإن ارمأ لا يرتجـي النـاس عفـوه***** ولـم يأمنـوا مـنـه الأذى للئـيـم
فحتى متى تعصي الإله ؟ إلى متى ؟ *****تـبـارز ربــي إنــه لرحـيـم !
ولو قد توسـدت الثـرى وافترشتـه***** صرعـت ولا يلـوي عليـك حميـم
الفرار إلى الله
بغض الحياة وخوف الله أخرجني *****وبيع نفس بما ليسـت لـه ثمنـاً
إني وزنت الذي يبقـى ليعدلـهما***** ليس يبقى فلا والله ما أتزنـا
المعاصي تميت القلوب
رأيت الذنوب تميت القلوب***** ويتبعهـا الـذل إدمانـهـا
وترك الذنوب حياة القلوب***** وخيـرٌ لنفسـك عصيانـا
وهل بدل الدين إلا الملوك *****وأحبار سـوءٍ وربهانهـا
وباعوا النفوس فلم يربحوا *****ولم تغل في البيع أثمانهـا
لقد رتع القوم فـي جيفـةٍ *****يبين لـذي العقـل إنتانهـا
لا حياء في طلب العلم
إن تلبست عن سؤالك عبد الله***** ترجع غـداً بخفـي حنيـن
فاعنت الشيخ بالسؤال تجـده *****سلسـاً يلتقيـك بالراحتيـن
وإذا لم تصح صياح الثكالـى *****قمت عنه وأنت صفر اليدين
|