جزاكِ الله خيرا أخت " إحسان " ..
ولما قيل لرسول الله صلى الله عليه : " إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ، ونعله حسنًا " ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله جميل يحب الجمال " .
والتجمل في اللباس والتزين له ثلاثة أحوال ، ذكرها الإمام ابن القيم رحمه الله ، وهي :
حالة محمودة : وهي ما كانت بقصد الطهارة ، لله ، وأعان على طاعة الله ، والدعوة إليه ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمل للوفود ونحوه .
حالة مذمومة : ما كان التزين فيه تفاخرا وخيلاء .
وحالة لا تُحمد ولا تُذم ، وهو ما خلا عن هذين القصدين .
قال ابن القيم رحمه الله : والمقصود أن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين : فأوله معرفة [ يعني نعرف من أوله أن الله جميل ] وآخره سلوك [ يعني نعرف أنه يحب الجمال فيكون التجمل سلوكًا لنا ] .
فيُعرف الله سبحانه بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء ، ويعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق ، فيحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل وجوارحه بالطاعة وبدنه بإظهار نعمه عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ والشعور المكروهة والختان وتقليم الأظفار .
فيعرفه بصفات بالجمال ويتعرف إليه بالأفعال والأقوال والأخلاق الجميلة .
فيعرفه بالجمال الذي هو وصفه ويعبده بالجمال الذي هو شرعه ودينه.
فجمع الحديث قاعدتين المعرفة والسلوك . ا.هـ [الفوائد 1/185]