احجيات

[ابو سليمان الدمشقي]

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية احب ان احييكم جميعا وان تقبلوني ضيفا في منتداكم حيث اني استفدت كثيرا من مواضيعه من خلال بحثي في الجوجل عن امور كثيرة واهمها الاخير الذي قمت بالتسجيل بعده وهوا بحثي عن ترجمة للامام الذهبي رحمه الله..
انا اخوكم عبد الله من مدينة دمشق ومن اصول شيشانية لجد هاجر واستقر في الشام
ونحمد الله على نعمه الكثيرة التي لاتحصى وعلى نعمة الاسلام واتباع السنة المطهرة..
احببت ان ابدأ بأول مشاركة في هذا القسم.

نحن لا نعلم حين نقرؤ الأحرف مدى صعوبة دمجها ولا استبسال كاتبها في مهارة الانتقاء والتركيب...نحن نقرأ فقط...لا نعلم فقط...ولا يحق لنا ان نعلم...لأننا خارج دوامة صراعات الكاتب وما يعانيه ويكابته...ولكننا وبحس استشعار نستطيع ان نواكب...وبعضنا يترائى له الخيال الغازر كنبع معطاء من التجارب...وحين تكون الاحلام ممزوجة بحس كائن خاص...ليخط لنا احرفاً خاصة...بألوان من طيف الذكريات التي قد تلامس إلى حد ما أرواحنا...فلكل منا قلبه وعلياؤه في الأحلام...والسير معاً في ركب واحد يمتد حيث مانشترك به معاً في الحرية وهوس الطيران والتحليق إلى سماء الأبجديات...ورسم الأمنيات ودمجها بكلمات تأخذنا وتسير بنا معاً حيث اللامنطق واللاشعور...بوسط واقعنا والقناعات المترابطة بغلاف محيطنا إلى الحدود الحمر التي تأسرنا وتقيد اجنحتنا...فنحن لانجرؤ حتى على السقوط..!ولطالما نلجؤ إلى الاختباء داخل صمتنا...الذي يجرنا إلى الهواجس والخوف...الخوف من انفسنا ومن انفجار ما بداخلنا قد يدمر كل شيء...وما هو الشيء الذي نحاول الحفاظ عليه بداخلنا..!! هل نجرؤ بالبوح به لأنفسنا!!...أم أن الخوف استشرى إلى حد المصارحة الذاتية..!!إذاً فنحن دائماً نكذب!! بانطباعاتنا..وردود أفعالنا التي لاتنتج عن الوحي الذاتي وانما عن الغطاء الذي نلتحفه كي نشعر بدفئ التجمد...حيث للحرية قواعدها وانحصاراتها داخل هذا الكوكب...النتيجة اتساع حجم الصراعات بداخلنا وامتداد الصرخات والتي تؤجج لأقتتال داخلي نشترك به نحن..تارة سجناء وأخرى سجانين...!!
ونعود أيضاً...لنغوص في بحر الاحتمالات والتراجيح...ولا نجد الركيزة والقاعدة والمرجعية في ترجمة مانحمل في اعمق اعماقنا...كي تكون الصورة واضحة...والأسطورة جاهزة للنشر...نهرب من هذا كله إلى التأمل...بذكرياتنا..أو التوجه بشعور يائس اتجاه مشاعرنا الجريحة...حيث للجائر دور البطولة..وللمستبد حكاية وأسطورة...ومزيج من ألحان الطفولة...إذ إن للصراحة عنده مأوى...وللأحاديث معه أنطفاء لكل براكين الشوق...وللأحجية عنده الكفاية والتتمة...فكم من لحظة نستعر بها خوفاً..منه..وعليه..فبابتسامته الحزينة...يخمد كل الثورات بداخلنا..ويمتد..ويعطي..ويصل..ويرقى..إلى حيث تكثر المفردات ومنابع الكلمات داخل ألبابنا...حينها فقط نكتب...ونحن في واقع الأمر عاجزون عن فعل أي شيء آخر...لانستطيع حتى التذمر...نحن في واقع الحال نؤرخ لذكريات مستقبلية...ونسطر بعضاً مما كنا نشعر به في بعض الأحيان...فندرك بذلك حقيقتنا ولأي نوع من أنواع السلاطين ننتمي....قد نكون متربعين على عرش مملكة من الخزعبلات...أو الخرافات...وقد تكون الأمنيات والأحلام...ولكنها في إطار القناعات مجرد احتباسات صدر يخط ويفرغ كي لاتكون دوامة من الصراعات...فالكتابة تفقد محتوى الصدر من القلق والخوف...إلى هذا الحد من المرارة نستطيع أن نتلاعب بالمفردات...وكم تنجينا احيانا..من الوقوع بالضعف الذي قد تنتج عنه قرارات تفقدنا قدراً من كرامتنا...ولا ركيزة في كل ذلك..إنما أهواء ودساتير نضعها بأنفسنا..أما العودة إلى الحقيقة...فتحتاج إلى هجرة كلية..هجرة نكون بها الرابحون في كل الظروف المحيطة...هجرة بأحاسيس صادقة..حتى رفع الأكف طلباً للطمأنينة..واللجوء إلى الحبيب الأوحد..الذي إليه ننتمي بأرواحنا...وأكثر من يعلم طبيعة هذه الروح وهو طبيبها الأمثل...
إليك إلهي أختم كل هذه الاحجيات...بحقيقتك التي ظهرت فوق كل غموض....ووجودك الذي طغى على كل وجود...وعفوك الذي وسع كل شيء...
هذا وللقلوب تقلبات أهواء......
فثبت اللهم هذا القلب على حبك...وطاعتك...وارزقه سعادةً في لجوئه إليك...