انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-12-2008, 03:15 PM
أرسلان أرسلان غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي من ينقذ ماري من مستنقع الإلحاد

 

من ينقذ ماري من مستنقع الإلحاد

ها نحن قد عدنا لنطرق أبواب أحد الجمهوريات الإسلامية فهل هناك من يتذكر تلك الديار التي زرنا إحداها من قبل ؟! وهل يا ترى تعرفون ماري ؟ وطبعاً ماري ليس اسم لفتاة كما يمكن للبعض أن يتخيله وإنما هي إحدي الجمهوريات الإسلامية التابعة لروسيا الاتحادية,فهيا بنا إلى أقاصي الدنيا حيث تلك الجمهوريات لنتعرف أحوال مسلمي ماري.
جمهورية ماري: هي إحدى جمهوريات إحدي جمهوريات حوض الفولجا وهي جمهورية من الكيانات الفيدرالية الروسية،توجد إلي الشمال من جمهورتي تتاريا وتشوفاشيا ،ويمثل نهر الفولجا الحدود بينهم ، ، وأرض ماري سهلية في جملتها ومناخها متطرف والزراعة أهم الأنشطة الأقتصادية بها.

• العاصمة: ماري (يوشكاراولا) ويبلغ عدد السكان في العاصمة 300ألف نسمة.
• المساحة: تبلغ مساحتها23،200 كيلو متر مربع.
• عدد السكان: مليون نسمة.
• عدد السكان المسلمين: يقدر بحوالي 564,800 ألف نسمة –أي حوالي 60% من تعداد السكان-.
وقد وصل الإسلام إلى ماري إل في حركة الانتشار التي قام بها الباشكير والتتار في القرن الرابع الهجري في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله عام (290هـ ) ، وكان الإسلام يسود منطقة الحوض الأدني من نهر الفولجا ، بل تجاوزها إلى منطقة القرم حيث أرسل الخليفة من يفقه هؤلاء القوم في الدين.
وعندما احتلها الروس وخضعت لحكم القياصرة عام 960ه الموافق 1553م حيث كان الإسلام وقتها منتشراً بين أهلها,حاول الروس جذبهم إلى المسيحية بالقوة والقهر ولكنهم فشلوا, وأهملوها وساموا سكانها الاضطهاد والعذاب.
وقد بذلت الامبراطورة كاترين الثانية جهودا جبارة في هذا المجال في سنة 1192 هـ - 1778 م فأمرت بأن يوقع كل من الذين اعتنقوا المسيحية (الجدد ) على إقرار كتابي يتعهد فية بترك (خطاياه ) ويتجنب الاتصال بالكفار-والتي قصدت بهم المسلمين-،ويظل على الدين المسيحي، وطبق هذا بالقوة على المسلمين ولكنهم كانوا مسيحين اسماً، وظلوا على إسلامهم، ولقد دونت أسماؤهم في السجلات المسيحية زوراً، ووقف المسلمون في ثبات وقوة ضد المنصرين وحملاتهم، وشهد القرن التاسع عشر الميلادي عدة قوانين تحد من انتشار الدعوة، لدرجة أن القانون الجنائي الروسي كان يعاقب كل شخص يتسبب في تحويل روسي إلى الإسلام بالأشغال الشاقة، ورغم هذا انتشرت الدعوة بصورة سرية ، ولما صدر قانون حرية التدين في روسيا القيصرية في سنة (1323هـ - 1905 م ) حانت الفرص للدخول في الإسلام بصورة جماعية.

وسارت االدعوة الإسلامية قدماً في حماسة بالغة وكان كل مسلم داعية إلى دينة وقد خدمت الدعوة الإسلامية هجرة جماعات ممن احترفوا الحياكة في القري الإسلامية في زمن الشتاء ، واعتنق هؤلاء الإسلام وتحولوا إلى دعاة للإسلام عند عودتهم إلى قراهم ، ولم تظهر دعوة التتر و البشكير ثمرتها بين أهل ماري فقط بل أثمرت أنصاراً في سيبريا وغيرها.

ومرت ماري بنفس مراحل التحدي التي مر بها جيرانها عندما استولي السوفيات على حكم روسيا, وواجه أهلها من المسلمين حرباً قاسبة على معتقداتهم ، فأغلقت المدارس الإسلامية ، ودمرت المكتيات والمطابع الإسلامية وحدثت ثورة عارمة ضد الاضطهاد الديني وقدموا العديد من الشهداء ، واعدم حتي أولئك من تعاونوا مع السوفيات،ورفض السوفيت وحدة الأراضي الإسلامية،وعملوا على تفتيتها إلى قوميات للقضاء على الوحدة.
وقد أدمج الروس كل المناطق الإسلامية التي توجد في روسيا الأوروبية في إدارة دينية واحدة مقرها أوفا عاصمة جمهورية بشكيريا كما سبق وذكرنا ذلك من قبل عند الحديث عن بشكيريا، وتشرف على المسلمين في سيبريا أيضاً،وجردوا هذه الإدارة من كل السلطات فأصبحت أمراً شكلياً ، ولكن في الآونة الأخيرة حدث تغير في الاتحاد السوفياتي،ونتج عن هذا حرية الأديان،وبدأت صحوة إسلامية في المناطق الإسلامية .

وعليه فلا عجب من أَنّ الثورة البلشفية في عام 1917 أَيقظت في البدئ طموحات كبيرة لدى المسلمين وحتى أَنّها جعلت استقلالهم قابلاً للتفكير. وقد عمل لينين بذاته على تقوية هذه الآمال، وذلك عندما وعد المسلمين بمختلف الوعود، من أَجل مساندتهم إيّاه في الحرب ضد من تصدّوا لثورته في روسيا البيضاء.

لكن بعد فترة قصيرة طوى النسيان على هذه الوعود وازداد وضع المسلمين في ظل الشيوعيين سوءً أَكثر مما كان عليه في زمن القياصرة.
لقد كبّدت الحملات المعادية للأَديان وللإسلام على وجه الخصوص، هذه الحملات التي أَدارتها القيادة السوفييتية، المرافق والمنشآت الدينية والثقافية الخاصة بالمسلمين، خسائر فادحة، وأدّت إلى ركود فكري ولكن عل كل حال فقدأعلنت ماري جمهورية في ظل الحكم الشيوعي سنة 1355ه -1936م.

و عندما بدأ ميخائيل غورباتشوف القيام بإصلاحاته في العام 1987، كان الإسلام قد اجتاز في الجمهوريات الإسلامية وبالطبع في ماري- التي نحن اليوم بصدد الحديث عن رحلة الإسلام بين دروبها- أَكثر من خمسمائة عام من القمع والتنكيل, ومع ذلك لقد عجز الكثير من تلك الحملات المناهضة للإسلام عن إيقاف أَثر الإسلام لدى المواطنين المسلمين.
نتوقف الآن عند هذا الحد لنلتقط أنفاسنا ونواصل الحديث في الحلقة القادمة إن شاء الله فتابعونا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:09 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.