#1
|
|||
|
|||
الزواج والدراسة؟!!
الدكتور زيد بن محمد الرماني إن الزواج حاجة فطرية ومطلب شرعي يحقق مصالح الفرد دنيوية وأخروية، وبه تنمو البشرية وتتكاثر الأمم وتتحقق الغاية من أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهذه الأمة الإسلامية (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم)؛ رواه أبو داود. ولاشك أن الزواج المبكِّر بحد ذاته فيه فوائد كثيرة ومصالح عظيمة وإيجابيات كثيرة، خاصة في الجانب الاجتماعي منها: 1- العفة والحصانة الزوجية، حيث يحصل إشباع الرغبة الجنسية بطريق مباح، بما يبعد الشخص عن الوقوع في الرذيلة، وبغض النظر عن النظر إلى المحرمات، يحصل العفاف والحصانة عن المفاسد والرذائل. 2- الاستقرار النفسي، فالزواج سكن واستقرار وراحة بال، لأنه سبب للتواد والتراحم والتعاطف. 3- قرة الأعين بالولد، في الزواج سبب لوجود الولد وبالأولاد تقر الأعين وتتشبع غريزة الأبوة والأمومة مما يزيد في الاستقرار النفسي لدى الأفراد بالمتعة بالولد والانشغال في التربية وأمور المعاش. إلى جانب تكاثر الأمة وتوافر الأيدي العاملة، والتفرغ للأسرة وصفاء التفكير وايجابيات أخرى عديدة. ثم إن الزواج المبكر والدراسة أمران مطلوبان شرعًا، وبهما تستقيم حياة الإنسان ويهنأ عيشه ويسعد في دنياه وآخرته، فالزواج حصانة ووقاية ومتعة واستقرار وسكن، والدراسة علم ونور وبصيرة، وبهما يحصل التكامل في حياة المرء، ليصبح نافعًا منتفعًا صالحًا مصلحاً. لذا نقول: 1- الزواج معين على الدراسة، ومهيئ لها وليس معوقًا في طريقها، لأنه سبب للاستقرار والسكن وراحة النفس وهدوئها. 2- في الحياة الزوجية توفير لمطالب الأكل واللبس بطريق فيه تعاون وتكاتف. 3- يحصل بالزواج تنظيم للوقت وترتيب للأولويات وحسن استغلال أوقات الفراغ فيما ينفع. إذن، يمكن القول إنه لا عوائق من الزواج المبكر في سبيل الدراسة، إذا أحسن تنظيم الوقت واستغلاله، بل الزواج معين على الدراسة وعلى النبوغ فيها وتحقيق أعلى الدرجات العلمية. وعليه يبقى أثر الزواج المبكر على الطالب والطالبة بشكل عام ايجابياً، كما دلت على ذلك مجموعة من الدراسات والأبحاث، من ذلك دراسة د. فهد السنيدي حول (الزواج والدراسة - دراسة فقهية اجتماعية). ثم إن فوات التكافؤ العلمي بين الزوجين (الطالب والطالبة) ليس عائقًا في سبيل تحقيق الزواج أو استمراره أو سعادته، بل عدم وجود العلم أصلًا في حق أحد الزوجين أو كليهما ليس عقبة في طريق الزواج. فالطالب متى كان أعلم من الطالبة، فذاك لا يؤثر على الحياة الزوجية إلا بخير، وهو أمر معتاد، حتى لو كان يحمل أعلى المؤهلات العلمية وزوجة أمية، لأن العلم حليته وهو رب الأسرة، له القوامة وعليه مسؤولية الرعاية والتربية أكثر من غيره. فإن كان الطالب أقل من الطالبة في المستوى العلمي فمع العقل والرشد يبقى الاحترام والتقدير والوئام قائمًا بين الزوجين. أما الطالبة فمتى كانت في مستوى أقل عن الطالب فذاك محمدة ومستقر للحياة الزوجية وأكد في الصفاء. أما إذا كانت في مستوى أعلى من زوجها فيخشى عليها من الغرور والإعجاب والتعالي، وبالتالي تقويض الحياة الزوجية وهي لا تشعر. ومن ثم يمكن القول: إن التكافؤ العلمي بين الزوجين (الطالب والطالبة) أو التقارب فيه، مطلوب في الحياة الزوجية، لتحقيق السعادة بحظ أوفر لهما ولأولادهما متى كان ذلك ممكنًا يسيراً، كالتقارب بين الزوجين في السن لكن عدم التكافؤ العلمي ينبغي ألا يقف حجر عثرة في طريق تحقيق الزواج. إن أفضل سن للزواج سن الشباب والشباب ما بين البلوغ إلى الثلاثين من العمر، لأنه مظنة ثوران الشهوة وجماحها، والقوة البدنية أكثر من أي مرحلة أخرى من مراحل العمر ومما يؤكد ذلك ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرح)؛ متفق عليه. وفيما بين الرابعة عشرة والعشرين، كمال النضج البدني والرغبة في الزواج عند الفتاة غالباً، لذا قيل: أحسن ما تكون الزوجة بنت أربع عشرة سنة إلى العشرين. فالزواج من الشابة محصلة لمقاصد النكاح فهي أحسن عشرة وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها. أما الشاب، فلعل أنسب فترة ما بين العشرين والخامسة والعشرين من العمر، لأن رسولنا عليه السلام تزوج خديجة رضي الله عنها زواجه الأول وهو شاب وعمره حينئذ خمس وعشرون سنة. جاء في تقرير لهيئة الأمم المتحدة أن متوسط سن الزواج في العالم كله أربع وعشرون سنة للمرأة وسبع وعشرون للرجل وأن الناس بدأوا يتزوجون في سن أصغر في جميع أنحاء العالم. ختامًا أؤكد على حقائق أساسية، منها: 1- الزواج مطلب شرعي وحاجة فطرية لابد منه لكل شخص، قادر عليه، متمكن منه. 2- مرحلة الشباب أفضل مراحل العمر للزواج، لتوافر الاستعداد البدني له، ولإمكانية تحقيق الغايات. 3- الدراسة مطلب شرعي، وحاجة شخصية واجتماعية. 4- الجمع بين الزواج والدراسة، إذا كان الإنسان في مرحلة من العمر يتمكن فيها منهما معاً، خير معين له على تحقيق غاياته في عاجله وآجله. 5- تقارب المستوى العلمي محمدة في حق الفرد، وفي حق الأسرة، وإن كان ليس معوقًا في طريق الحياة الزوجية السعيدة. 6- ينبغي مد يد العون المادي لكل من يحول فقد المال بينه وبين الزواج أو الدراسة. 7- ينبغي التكاتف الاجتماعي والتعاون البناء في تحقيق التعارف بين الأسر بغية تيسير أمور الزواج.
|
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
|
#3
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرًا
|
#4
|
|||
|
|||
|
#5
|
|||
|
|||
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الزواج, والدراسة؟!! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|