#1
|
|||
|
|||
نصائح للزوجين
المقدمة : أربعون عاماً عمر حياتي الزوجية الموفقة بعون الله ومدده .. أقتبس نوره من الشريعة الغراء التي فتح الله لي فيها وثبتني للسير في طريقها ، وواجبي الآن يلح عليّ أن أضع بين يدي القارئ النصائح التي أختم بها هذا الكتاب والتي تحمل خلاصة تجاربي المستوحاة من القرآن والسنة المطهرة وحياة الصالحين ، لنصل معاً أختي المسلمة وأخي المسلم إلى رضا الله والفوز بنعيم الحب الإلهي . يلزمنا في هذا المسير أن نحاول جاهدين أن نترقى في إيماننا ونتنافس ونسارع إلى مغفرة من ربنا وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ... ولنصطبغ بقول الله تعالى في المعاشرة الزوجية والحياة الأسرية ( إنني معكما أسمع وأرى ) <طه 47> . أحبتي في الله أزواجاً وزوجات : إن حسن اختيار الطريق يريح القاصد في سيره إلى مقصده ويضمن له الوصول باطمئنان ، أما الذي لايبالي أي مسلك يأخذ ، فإنه يعرض هدفه للضياع ويختلف الناس في حياتهم ويسلكون طرائق قددا ، وإن أبرز ميدان تظهر فيه شخصية الإنسان هوالسير وفق المنهج الذي رسمه له خالقه وبارئه ومصوره ومدبر أمره . أخي الزوج أهدي إليك هذه النصيحة : أخي الزوج لقد خصك الله بدرجة الإشراف والرعاية والمعبر عنها شرعاً بالقوامة وكل واحدة من هذه الخصائص تعتبر بمثابة مسؤولية كبيرة تحملها على عاتقك وتقدم فيها امتحاناً دنيوياً .. والحياة الزوجية هي أهم مادة امتحانية فكن من الناجحين والفائزين في هذا الإمتحان الخطير ، لأنه بنجاحك تعمّر وتبني الأسرة الصالحة والتي بمجموعها يعمُّر ويبنى المجتمع الصالح . فليكن عملك دؤوباً في مراقبة ربك الذي جعلك في مقام الإشراف والرعاية واحرص على أن يكون اسمك في قائمة الذين يتقبل الله أعمالهم ويحقق لهم وعده القائل فيه : ( أؤلئك الذين نتقبل عنهم أحسن ماعملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) <الأحقاف 16> . وحتى تستطيع بعون الله أن تبعد عن حياتك الزوجية رياح الشحناء والبغضاء وسمومها القاتلة فاتبع الخطوات التالية : أولاً – لاتدع للشيطان سبيلاً إلى حياتك الزوجية : وكيف تستطيع أن تمنعه وأنت لا تعرف كيف يمكر بك وبزوجتك ليوقع بينكما الشحناء والبغضاء . لقد أوضح لنا البيان الإلهي أن هذا العدو مشترك يوسوس للأزواج ليوقع بينهما .. لقد مارس عداوته مع أبينا آدم وأمنا حواء وعدو الآباء من المستحيل أبداً أن يكون صديقاً للأبناء . قال الله تعالى : ( فقلنا يا آدم إن هذا عدوٌّ لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) <طه 117> . بعد هذا الإخبار الإلهي عن حقيقة هذا العدو يجدر بنا أن نتخذ الأسباب لإبعاده وإقصائه بالكلية وذلك يكون بتقوى الله ومراقبته في الأهل والمال والولد وأن تكون ممن شرفهم الله بالعبودية الحقيقية لأن عباد الرحمن لايستطيع الشيطان أن يزاولهم بأي شكل من الأشكال . قال الله تعالى : ( إنَّ عبادي ليس لك عليهم سلطان ) <الإسراء 66> . كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن مكر هذا العدو للأزواج و محاولة الإيقاع بينهم فقال : (( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيئ أحدهم فيقول : حتى فرقت بينه وبين أمرأته فيدنيه منه ويقول ِنعْمَ أنت فيلتزمه )) ثانياً- إذا أحببت فأكرم وإذا كرهت فلا تظلم : إذا وقع حب زوجتك في قلبك فالتظهر آثاره على جوانحك بالكلمة الطيبة حيناً والغزل الرفيع حيناً آخر مع اختيار الأوقات المناسبة أن هذا يثلج قلب زوجتك ويعطيها قوة معنوية تنعكس على جنبات سعادة بيتك وأسرتك , يوصيك الله تعالى بهذه الوصية حين يقول:(وعاشروهن بالمعروف ) . ويحض النبي صلى الله عليه وسلم على تنمية الصلة الزوجية لما يثمر ذلك من تقوية وحدة الزوجين كما في الحديث : ( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة , فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ) . لأن المودة والرحمة هما عماد الحياة الزوجية وأقوى أركانها , فلا تبخل أخي الزوج بواحدة منهما وليكن قدوتك رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوج المثالي وهو يعطي صورة حيوية مشرقة في مداعبته لزوجه عائشة رضي الله عنها حتى في أثناء الحيض والغسل. قالت عائشة رضي الله عنها : ( كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إيناء بيني وبينه تختلف أيدينا عليه ! فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي : قالت : وهما جنبان ) . وإذا وقع بينك وبين زوجتك البغض والكراهية فلا تبخس زوجتك حقها وتسيء معاملتها للتتنازل عن حقوقها . ذلك لأنك راعٍ والراعِ بمثابة القاضي الذي يتبع الحق في كل الأحوال وعسى أنا تكرهها ويجعل الله لك فيها الخير الكثير . وهذا المعني بالبيان الإلهي في قوله تعالى : ( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئأً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) . < النساء 19> . أي صاحبهن بما أمركم الله به من طيب القول والمعاملة الحسنة فإن كرهتم هذه الصحبة فاصبروا عليهن واستمروا في الإحسان إليهن فعسى أن يرزقكم الله منهن ولداً صالحا ً تقر به أعيونكم وعسى أن يكون في الشيء المكروه الخير الكثير . وجاء في الحديث الصحيح قول رسول الله صلى عليه وسلم : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ً إن كره منها خلقاً رضي آخر ) . ومعنى يفرك: أي لا يبغض منها خلقاً . ثالثاً- إياك والغضب وتسلح بالحلم والأناة و الصبر . وكثيراً ما تحدث بين الزوجين بعض الأمور التي تكون في حد ذاتها تافهةً ولكن الظروف النفسية والمعيشية تلعب دورها في تصعيد المشاكل وتعقيدها , فإذا كنت ممن يضيق صدره وينفذ صبره لضيق ذات اليد أو من جراء مشاكل العمل وغير ذلك من الأمور فاصطبغ بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) . واجعل زادك الصبر وكلمة – لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم – والتمس لزوجتك الأعذار فليست ممن عُصم من الأخطاء والزلات وهذا من حسن المعاشرة (وعاشروهن بالمعروف ) . رابعاً- التعاون على الطاعة تاج الحياة الزوجية : والتعاون بكل أنواعه على البر والتقوى شعار المجتمع الإنساني , قال تعالى : ( فتعاونوا على البر والتقوى ) فكيف بالتعاون ضمن نطاق الأسرة والحياة الزوجية , وأي تعاون أعظم من أن تأخذ بيد زوجتك وتعينها على طاعة ربها , ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يهيب بالزوجين بأن يعين كل منهما الآخر بالحث على طاعة الخالق العظيم وإخلاص العبادة لله , قال صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ إمرأته فصلت , فإن أبت نضح في وجهها الماء : رحم الله إمرأةً قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماءه ) . ومن وجوه التعاون مع الزوجة مساعدتها في بعض الخدمات المنزلية التي ترهقها اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم فعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن صنع النبي صلى الله عليه وسلم في البيت قالت : ( كان يكون في مهنة أهله , فإذا سمع الأذان خرج ) ومعنى مهنة : أي خدمة أهله ومساعدتهم . سيد الخلق وحبيب الحق وإمام المتقين وسيد الأولين والآخرين يعين أهله في الخدمة فما بال زوج اليوم متربعاً على عرشٍ في بيته ؟؟!! المطلب الثاني : أختي الزوجة أهدي إليك النصيحة . إن البيت الزوجية السعيدة ، لا ينهض إلا على أركان قوية من المعاني الإنسانية الراسخة في شخصية كل من الزوجين ، وأصدقك القول بأنك أعظم ركن في الأسرة وعليك تقع مسؤولية صلاح البيت أو فساده والعياذ بالله . فالزواج سكن للنفس من الناحية الغريزية وبالتالي يصبح العطاء أكبر وأعظم بعد الزواج , وحتى يسعد زوجك وأبناؤك بعطائك أتبعي الخطوات التالية : أولاً- ألزمي نفسك العلوم التي جعلها الله ( فرض عين ) على كل مسلم : إن أول ما أبدأك به النصح أن تكون أركان بيت أسرتك قوية ومتينة وذلك عندما تلزمين نفسك بتلقي العلوم الشرعية ( الأنوار الإلهية المحمدية ) لتضيء شموس المعرفة على هذا البيت وتتلألأ أنوار الشريعة الأسلامية على جوارحك فينطلق لسانك بنور الحق والصدق وكلمات الحب ومشاعر الرحمة . إن تفهقك في دين الله يجعلك تتقين الله في زوجك فيكون جنتك ونارك ويجعلك أهلاً للعطاء الدائم , ولك في الصحابيات الكرام رضوان الله عليهن القدوة الصالحة الحسنة , ونرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشيد بحنوهن على أولادهن ورعايتهن لأزواجهن فيقول :( نساء قريش خير نساء ركبن الأبل أحناه على طفلٍ , وأرعاه على زوج ٍ في ذات يده). ثانياً- استعيني بالصبر والمصابرة : أختي الزوجة إياك والتذمر من ضيق ذات اليد عند زوجك , فالرزق معلوم والأجل محدود , فلا تضيعي لحظات عمرك مع من تحبين بالقيل والقال وكثرة السؤال الذي كرهه الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين . 1_ دعي زوجك يشعر دائماً بأن الأمور المادية لاتعني لك شيئاً فهي مجرد وسائل لاأكثر ولاأقل وليست غاية بحد ذاتها . 2_ دعي زوجك يشعر دائماً بأن أهم شيء عندك أن تراه عيناك سعيداً و تكونين سبب سعادته وهناءه . 3_ استقبليه بالوجه الضاحك والإبتسامة المشرقة ورد التحية بأحسن منها والثناء عليه والدعاء له وخاصة عندما ترينه مثقلاً بالأعمال الكثيرة وهموم المعيشة. 4_ كللي أوقاتك معه بالمتعة والمسرة باللمسات الساحرة والهمسات اللطيفة والقبلات الناعمة والحركات الرشيقة الحانية . 5_ لاتشغلك مشاكل الأولاد عنه ومشاكل البيت والخدم فحقه كبير عليك ، حاولي دائماً مستعينة بالصبر والحكمة حل المشاكل اليومية مع الأولاد دون الرجوع إليه إلا في الأمور الهامة جداً ، وليكن حديثك بشأنها للإستشارة والمشاركة لا للإزعاج والتنغيص. 6_ لاتتجلى هذه الصورة المشرقة الطيبة على حياة الزوجة المسلمة إلا إذا دخلت مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم . 7_ بيت بهذا الجو المريح كفيل بأن ينسى الزوج عندما يدخله كل يوم الهموم والتعب بإذن الله وعونه ، ولتخط أناملك ياأختي الزوجة أروع آيات البيان عن مشاعر قلبك المحب . 8_ ليكن همك الأكبر والأعظم أن تعيني زوجك على طاعة ربه وحضور مجالس العلم وحضور الجمع والجماعات والتحاور فيما بينكما بآيات الله وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام . ثالثاً – اغتنمي أعظم نعمة منحها الله للخلق ( الوقت): إن المشكلة الكبرى والمعضلة الرئيسة في نظري هدر هذه النعمة من قبل الأزواج بشكل عام ومن قبل الزوجة بشكل خاص . فأكثر الزوجات وربات البيوت يضيعن هذه النعمة بأحاديث هاتفية لافائدة ترجى منها أو بزيارات للترفيه عن النفوس حسب زعمهن ،والحقيقة التي ينبغي أن تقال وتعرف أن فساد البيوت من فساد النساء ، ونساء اليوم تحتاج كل واحدة منهن إلى دورة تدريبية عند صحابية جليلة تتعلم فيها كيف تفيد من هذه النعمة التي هي الوقت أو الزمن أو العمر ... وهذه النعمة لاتعوض إن ذهبت ، وإليك هذا النموذج من حياة صحابية كريمة. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ( جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوماً نأتيك فيه تُعلمنا مما علمك الله فقال صلى الله عليه وسلم : ( اجتمعن يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا ..) فاجتمعن ، فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلَّمهنَّ مما علَّمه الله )رواه البخاري في صحيحه . رابعاً – إياك والسير وراء الأهواءاعرضي أعمالك على العقل ليوقع عليها قبل القيام به: والآن وفي هذا العصر انتشر مرض اجتماعي معضل يفتك بحياة كثير من الأسر الإسلامية وتظهر عوارضه عند الزوجات اللاتي لايحسبن حساباً لصوت العقل وتسير الواحدة منهن وراء أهوائها وشهواتها سيراً مخيفاً يودي بها وأسرتها إلى الهاوية كما أشار إليه بعض العارفين فقال : الهوى : هو الشهوة التي تسير فوق أسوار العقل من غير أن يوقع عليها بالرضى والقبول . والشهوات كثيرة في عصرنا وفي قمتها شهوة السير وراء الأزياء وآخر التقليعات في اللباس والزينة وتسير المرأة وراءها سيراً أعمى لاقيود له حتى تذهب بذلك ريح شخصيتها الإسلامية وتصبح إمَّعه ، تنحل شخصيتها في شخصية من يخططلها أياً كان . والشهوة الأخطر في الحياة الزوجية السيطرة على الزوج وحب التسلط وشهوة الإستئثار والأنانية وشهوات كثيرة لايخرجها من النفس إلا التقوى ومخافة الله في السر والعلن ، وصدق ابن عطاء الله السكندري حين قال في حكمته التربوية البليغة ( لايخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق ) . أي لايخرج الأهواء النفسية ويطردها إلا الخوف من الله تعالى والشوق إلى لقاء الله . وأخيراً أتوجه إلى الزوجين بالقول : اتقوا الله في أنفسكم واتقوه في جوارحكم واتقوه في أعمالكم فإنها تجارة رابحة بلا ريب والله أعلم – وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله صلاة لايستطيع لها الحساب عداً ولا حصراً . كتبته العبدة الفقيرة إلى الله ندى قياســـة دكتوراه في الفقه الإسلامي وأصوله
التعديل الأخير تم بواسطة أم عمر ; 02-15-2010 الساعة 10:31 PM سبب آخر: تصحيح آية وحذف كلمة مدرسة الحضرة الإلهية |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا ان ضغوط الحياة تجعل وجود البسمة من العملة النادرة و الملل و الاضجار هما للاسف موجودان مما هو وسيلة لتمكن الشيطان اللهم اصلح بيوت المسلمين
|
#3
|
|||
|
|||
جزاك الله خير الجزاء
|
#4
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً أختنا على النقل الموفق وجزى الله الدكتورة خير الجزاء
|
#5
|
|||
|
|||
جزاكي الله خيرا اختي موضوع جد راااااااااائع
|
#6
|
|||
|
|||
جزاك الله خير اختي الكريمة على هذا النقل الرائع
موضوع قيم ونصائح رائعة لو سار عليها كل زوج وزوجة لما كان هناك مشاكل بينهما لكن اعتذر لك اختي ولكن من باب التنبيه يوجد في الموضوع حديث غير صحيح ( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة , فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما )
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
للزوجين, نصائح |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|