الْقَــــــــدَرُ~

[الطامعة في رضا ربها]

 

الْقَدَرُ


فأْحكَمُ الحَاكمينَ وأرْحَمُ الرَّاحِمينَ وأعلمُ العَالمينَ ، الذي هُو أرحمُ بعبادِهِ مِنهُم بأنفسِهِم ومِن آبائِهم
وأمهاتِهم، إذا أنزلَ بهم ما يَكرهُونَ كانَ خيراً لهُم مِن ألا يُنزلَه بهِم ، نظراً مِنه لهُم وإحساناً إليهِم
ولُطفاً بهِم، ولو مُكِّنُوا مِن الإختيارِ لأنفسِهم لعَجزوا عَن القيامِ بمَصَالحِهم عِلماً وإرداة وعَمَلاً،
لكنَّه - سبحانه - تولَّى تدبيرَ أمورِهِم بمُوجِبِ عِلمِه وحِكمتِه ورحمتهِ ، أحبُّوا أم كَرِهُوا.

يا مَنْ تمنَّى للقَدَرْ
ألا يَجيءُ على خَطَرْ
ألا يَرَى في عُمْره يَوماً بَلاءْ؟
ألا يَرَى يَوْماً شقاءْ؟
ألا يَمُرُّ بهِ كَدَرْ؟
أو ما علمت من القَدَر
من ذَا الذي يأتِي بهِ
أم أنه يأتي بِشَرٍّ
لا يا أخِي
اعلم بأنَّ الخَيْرَ دَوْماً في القَدَرْ
فمنِ ارتضَي فله الرِّضَا
ذاك الذي حَتماً ظَفِرْ
والبائسُ المسكينُ لا يَجدُ الرِّضَا
فإذا بهِ حتماً خَسِر
أتريدُ تعلم مَن ظفِرْ؟
ذاك الذي أرخَى السِّتارْ
وغابَ عن دنيا البَشَرْ
ومَضَى يُناجي ربَّهُ
والقلبُ يَدعو في إنكسَارْ
ربَّاه آنسْ وَحشتِي
وامننْ إلهي بالثباتْ
ربَّاه أسألُكَ الظَّفَرْ
فاليَومِ أرجو في البَلاءْ
غفرانَ ذنبٍ قدْ بَدَرْ
وبِشارة للصّابرينْ
ومَعيّةَ الرّحْمن في دنيا الكَدَرْ
ربَّاه فامننْ بالظَّفَرْ


من كتاب ( كيف لا يحيا الأمل )
كلمات ابن القيم الجوزية ( رحمه الله)
تقديم/ د. عمر عبد الكافي
شعر/ موزة الجابــري

[نصرة مسلمة]

ما شاء الله
بارك الله فيكِ اختي الطامعة على هذا النقل الطيِّب
و بارك الله في كاتبتها
رائعة حقاً.