ولا إله إلا الله ما أسعده من مولود .. ذلك المولود.
ولا إله إلا الله ما أفضلها من أيام .. تلك الأيام.
يوم يتمرد الإنسان عن الانقياد للشيطان.
يوم يرتبط الإنسان بالله الواحد الديان.
يوم يذوق الإنسان حلاوة الإيمان.
يوم تذرف بالدموع العينان.
يوم يلهج بذكر الله اللسان.
يوم تتنزه الأذنان عن سماع المعازف والألحان..
ومزمار الشيطان.. وتستبدلها بكلام الواحد المنان.
فقولى يا نفسى
يا من خلقكِ ربك فسواكِ.. وهو الذي رزقكِ وكساكِ.. وأطعمكِ وسقاكِ..
ومن كل خير سألتيه أعطاكِ ..
ومع ذلك عصيتيه وما شكرتِ..
وأذنبتى وما استغفرتى.. تنتقلين من معصيةِ إلى معصية.. ومن ذنبِ إلى ذنب..
كأنك ستخلدين في هذه الدنيا ولن تموتى.
تبارزين الله بالمعاصي والذنوب..
غافلة ساهيًة عن علام الغيوب..
فليت شعري متى ؟؟ متى تتوبين..
عند هجوم هادم اللذات؟!! عند الممات؟!!
وهل تظنين يقبل منك ذلك في تلك اللحظات؟!!
أختى
قد تقولين.. ماذا أفعل؟؟ ماذا أصنع؟؟
أذنبت كثيرا.. عصيت كثيرا.
أقول لكِ أختي عجلى ما دام الباب مفتوحا.
نعم لا يزال باب التوبة مفتوحًا لكِ
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر»
،رواه ابن ماجة والترمذي وقال: حديث حسن.
و«التائب من الذنب كمن لا ذنب له»رواه ابن ماجة والطبراني.
وأبشركِ ببشارة الله لك .. ولكل المذنبين التائبين..
أسمعها في قول الله تعالى:
}إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا{.
عجلى يا أختي ولا تجعلى للشيطان إليك سبيلاً..
عجلى قبل }أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{.
عجلى يا أختي واعلمى أن الله يفرح بتوبتك إذا تبتى..
ولكِ أن تتصورى نفسكِ إن كنت من المطيعين لرب العالمين وأنت في الجنة دار المتقين الأبرار بعد أن رحمك العزيز الغفار.
تلك الدار التي فيها
ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر،
: }فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{.
تصورى نفسكِ يوم يقال لكِ وأنت مع أهلها:
}ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ{.
فيا لها من لذة تلك اللذة.. ويا له من نعيم ذلك النعيم }لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{.
فكونى بقلبك.. بكلك مع القوم الذين قال الله فيهم
}وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
}وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{
فيا من ظلم نفسه بتسويف التوبة.
عليك أن تتصورى نفسكِ إن متى على غير توبة...
تخيلى نفسك وأنت في أودية جهنم تهيمين..
ومن طعامها تأكلين تصورى نفسك إن متى على المعاصي والذنوب...
تصور نفسك هل يتحمل جسمك هذا العذاب؟.
}وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ{.
أهل النار... }لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ{.
أهل النار... }يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ{.
أهل النار... }قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ{.
فاستعدى للسؤال، وتهيأى للجدال، قال الله الكبير المتعال: }يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{.
أختى
قبل حلول شهر رمضان أدعو نفسى وإياكِ بللحاق
هيا بنا نتوب ونطهر قلوبنا من الحقد
والحسد والنفاق والرياء
بلغنا الله وإياكِ رمضان وهو راضِ عنا غير غضبان
ومن هنا نبدأ وفى الجنة نلتقى أحبكم فى الله
منقوول