الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
سؤال عن حكم استخدام مصيدة البعوض الكهربائية
ما حكم استخدام مصيدة البعوض والذباب الكهربائية التي تصعق ؟ فقد قرأت لبعض المشايخ الرسميين تحريم استخدامها لحديث ( لا يعذب بالنار إلا رب النار ). الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: قد صح نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التعذيب بالنار فقال صلى الله عليه وسلم: " لا يعذب بالنار إلا ربُّ النار ". وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " . رواه مسلم . وروى البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ولا تعذبوا بعذاب الله". ولكن فرق بين التعذيب وبين الصعق المؤدي إلى القتل الذي تفعله هذه الآلة بدخول الحشرات فيها كما تدخل في النار حين تكون مضرمة فكما أن اقتحامها للنار لا يحرم اشعال النار والاستفادة منها فكذلك اقتحامها لآلة الصعق بنفسها يسوغ استعمالها للتخلص من أذى البعوض والذباب الذي إن كثر فيعسر التخلص من أذاه بغير هذه الطريقة .. بل قد دل الدليل على جواز تحريق ما يؤذي من الدواب لدفع أذاه إن لم يندفع إلا بذلك كما في قصة نبي من الأنبياء الذي لسعته نملة فأمر أن تحرق قرية النمل كلها فأوحى الله إليه: هلا نملة واحدة. يعني هلا أحرقت النملة الواحدة التي لسعتك.. فهذا دليل على أنه إذا لم يمكن التخلص من أذى بعض الدواب إلا بالنار فإن ذلك لا بأس به ولكن دون تعدي.. وهذه الآلة لا تصعق إلا الذي يقتحمها من البعوض والذباب تماما مثل النار التي تضرم للاستضاءة والتدفئة أو الطهي ونحوه.. وأيضا فالتعذيب يكون بمباشرة ذلك من قبل الإنسان وهذه الآلة إنما يقحمها البعوض الذي يؤذي بني آدم وليس بنو آدم هم الذين يلقون البعوض فيها ليعذبوه .. ويفيد في هذا الباب تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد حرّق نخل بني النضير، والنخل عادةً لا يخلو من طير أو حشرة أو نحوها ويعسر التحرز من حرقه في هذه الحالة وهذا يندرج تحت ما يقوله الفقهاء يصح أو يثبت تبعا ما لا يثبت استقلالا .. فليس في تحريق النخل تقصّد وتعمّد تحريق ما تحويه من دواب ولكن لما عسر التحرز من ذلك رُخّص فيه من باب ( إذا ضاق الأمر اتسع ) . وقد حكى النووي الاجماع على جواز قتل الموذيات .. وأما تشديد بعض المفتين الرسميين في هذا الأمر وتحريمه بدعوى أنه تعذيب فهو من أعجب العجاب خصوصا وأن أكثرهم يتعامون عن تعذيب المسلمين والدعاة والمجاهدين في أقبية سجون ولاة أمورهم وتحريقهم بسجائرهم التي يطفئونها في أجساد بل وفي عورات المؤمنين المعذبين؛ فهذا التشدد قي تحريق وتعذيب البعوض مع هذا التساهل والتعامي عن تحريق الموحدين والمجاهدين يذكرني ويناسبه ما قاله ابن عمر رضي الله عنهما في رده على من جاءه من أهل العراق يسألونه عن دم البعوضه، والعهد ما زال قريبا بمقتل الحسين رضي الله عنه عندهم .. فقال لهم: تسألون عن دم البعوضة وقد قتلتم الحسين بن علي ؟! وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن الحسن والحسين: ( هما ريحانتاي في الدنيا ) أخرجه البخاري . وأنا أقول: هؤلاء يحرّمون تعذيب وتحريق البعوضة ويتشددون فيها؛ ولا يلتفتون إلى تعذيب وتحريق أنصار الدين الذي يمارس ليل نهار من قبل أوليائهم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: ( لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ، اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ، لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ ) رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( لَزَوَالُ الدُّنْيَا، أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ) رواه مسلم. وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: " ( مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْراً ) رواه ابن ماجة . وقال صلى الله عليه وسلم: ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) متفق عليه الكاتب : أبو محمد المقدسي |
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
.. بارك الله فيكم
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مشيخة, البعوض, الكهربائية, استخدام, حكم, سؤال, عن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|