|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
حديث مشهور ولا أصل له ، مع بيان خطورة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل وصلني هذا الحديث عبر الميل و أريد أن أتاكد من صحته - حفظك الله اقتباس:
جزاكم الله عنا خيرا و نفع بكم اللهم آهدنا و آهدي بنا و اجعلنا للمهتدين سبيلا |
#2
|
|||
|
|||
لمعرفة صحة الأحاديث يوجد موقع تيسير الوصول لأحاديث السول و عند الدخول علي الموقع سيكون البحث عن صحة الحديث ميسر إن شاء الله و إليكم إخواني و أخواتي رابط الموقع http://www.dorar.net/hadith.php |
#3
|
|||
|
|||
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ... فهذا حديث مكذوب لا أصل له في كتب السنة المعتمدة ، ولا ينتهي عجبي من القائمين على كثير من المنتديات في نشرهم لتلك الأحاديث الموضوعة ، وتركهم لآلاف الأحاديث الصحيحة المرفوعة ، في الصحيحين وفي غيرهما ، مع عدم التفاتهم للأحاديث المروية في تغليظ الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في مقدمة الصحيح من حديث المغيرة بن شعبة : ( من حدث عني بحديث يُرَى أنه كذب فهو أحد الْكَاذِبِينَ ) قال الإمام النووي رحمه اله في " شرح مسلم " : ( وأما فقه الحديث فظاهر ففيه تغليظ الكذب والتعرض له ، وأن من غلب على ظنه كذب ما يرويه فرواه كان كاذبا ، وكيف لا يكون كاذبا وهو مخبر بما لم يكن . ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) وهذا الحديث اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحيهما ، من حديث علي والزبير وأنس وأبي هريرة وغيرهم ، قاله النووي رحمه الله في " شرح مسلم " ثم قال رحمه الله تعالى في بيان ما اشتمل عليه هذا الحديث من فوائد وقواعد : ( الثالثة ( أي : الفائدة الثالثة ) : أنه لا فرق في تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم بين ما كان في الأحكام وما لا حكم فيه كالترغيب والترهيب والمواعظ وغير ذلك ، فكله حرام من أكبر الكبائر وأقبح القبائح بإجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع ، خلافا للكرامية الطائفة المبتدعة في زعمهم الباطل أنه يجوز وضع الحديث في الترغيب والترهيب ، وتابعهم على هذا كثيرون من الجهلة الذين ينسبون أنفسهم إلى الزهد أو ينسبهم جهلة مثلهم ، وشبهة زعمهم الباطل أنه جاء في رواية : ( من كذب علي متعمدا " ليضل به " فليتبوأ مقعده من النار .) ! وزعم بعضهم أن هذا كذب له عليه الصلاة والسلام لا كذب عليه ، وهذا الذي انتحلوه وفعلوه واستدلوا به غاية الجهالة ونهاية الغفلة ، وأدل الدلائل على بعدهم من معرفة شيء من قواعد الشرع ، وقد جمعوا فيه جملا من الأغاليط اللائقة بعقولهم السخيفة ، وأذهانهم البعيدة الفاسدة ، فخالفوا قول الله عز وجل : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } ، وخالفوا صريح هذه الأحاديث المتواترة والأحاديث الصريحة المشهورة في إعظام شهادة الزور ، وخالفوا إجماع أهل الحل والعقد ، وغير ذلك من الدلائل القطعيات في تحريم الكذب على آحاد الناس ، فكيف بمن قوله شرع وكلامه وحي ، وإذا نظر في قولهم وجد كذبا على الله تعالى ، قال الله تعالى : { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } ومن أعجب الأشياء قولهم : هذا كذب له ، وهذا جهل منهم بلسان العرب وخطاب الشرع ؛ فإن كل ذلك عندهم كذب عليه . وأما الحديث الذي تعلقوا به فأجاب العلماء عنه بأجوبة أحسنها وأخصرها : أن قوله : " ليضل الناس " زيادة باطلة اتفق الحفاظ على إبطالها ، وأنها لا تعرف صحيحة بحال ، الثاني : جواب أبي جعفر الطحاوي أنها لو صحت لكانت للتأكيد ، كقول الله تعالى : { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس } . الثالث : أن اللام في ليضل ليست لام التعليل ، بل هي لام الصيرورة والعاقبة ، معناه أن عاقبة كذبه ومصيره إلى الإضلال به ، كقوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا } ونظائره في القرآن وكلام العرب أكثر من أن تحصر ، وعلى هذا يكون معناه فقد يصير أمر كذبه إضلالا ، وعلى الجملة مذهبهم أرك من أن يعتنى بإيراده ، وأبعد من أن يهتم بإبعاده ، وأفسد من أن يحتاج إلى إفساده . والله أعلم . الرابعة : يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا أو غلب على ظنه وضعه ، فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ولم يبين حال روايته وضعه فهو داخل في هذا الوعيد ، مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويدل عليه أيضا الحديث السابق " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " . ولهذا قال العلماء : ينبغي لمن أراد رواية حديث أو ذكره أن ينظر ، فإن كان صحيحا أو حسنا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو فعله أو نحو ذلك من صيغ الجزم ، وإن كان ضعيفا فلا يقل : قال أو فعل أو أمر أو نهى وشبه ذلك من صيغ الجزم ، بل يقول : روي عنه كذا أو جاء عنه كذا أو يروى أو يذكر أو يحكى أو يقال أو بلغنا وما أشبهه . والله سبحانه أعلم . ) اهـ وروى مسلم في " المقدمة " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) وروى رحمه الله فيها عن أبي الأحوص عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ) وروى رحمه الله عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ( بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع ) قال النووي رحمه الله في " شرح مسلم " : ( قوله : ( بحسب المرء من الكذب ) هو بإسكان السين ، ومعناه : يكفيه ذلك من الكذب ، فإنه قد استكثر منه ، وأما معنى الحديث والآثار التي في الباب ففيها الزجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان ، فإنه يسمع في العادة الصدق والكذب ، فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لإخباره بما لم يكن ، وقد تقدم أن مذهب أهل الحق أن الكذب : الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو ، ولا يشترط فيه التعمد ، لكن التعمد شرط في كونه إثما ، والله أعلم .) اهـ ولذا قال الإمام مالك رحمه الله فيما رواه مسلم في " المقدمة " عن ابن وهب قال : ( قال لي مالك : اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع . ) ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذرنا في حديثه من الأخذ بأحاديث الكذابين والوضاعين ، والإعراض عما صح عنه من طريق الأئمة الثقات المعتبرين ، فروى مسلم في مقدمته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون ، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم ، لا يضلونكم ولا يفتنونكم ) وروى عن عامر بن عَبَدَةَ عن عبد الله بن مسعود قال : ( إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل ، فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب ، فيتفرقون فيقول الرجل منهم : سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث ) وروى عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : ( إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان ، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا ) قال الفقير إلى عفو ربه : وهذان أثران موقوفان في حكم المرفوع ، لأن مثل هذا لا يُقال بالرأي ، والله أعلم . هذا وإني ما أطلت الجواب في هذا المقام ، إلا لأني قد ضقتُ ذرعا بما يفعله الوضاعون اللئام ، وهذه دعوة لكل القائمين على المنتديات ، والعاملين عليها من الإخوة والأخوات ، فأقول لهم : اتقوا الله في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تنشروا حديثا إلا بعد أن تتثبتوا من صحته ، وترجعوا إلى أهل الشأن القائمين على خدمته ، فإن أكابر الصحابة والحفاظ قد تمنعوا عن الإكثار من التحديث ، خوفا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخولهم في هذه الأحاديث ، فهذا أنس بن مالك يقول : ( إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه مسلم في " المقدمة " هذا أنس رضي الله عنه الذي لزم النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه عشر سنين !!! فما ظنكم بنا نحن يا معشر المسلمين ! ولو شرعنا في ذكر الأحاديث الصحيحة الواردة في رحمة الله بعباده وفرحه بتوبتهم لطال بنا المقام جدا ، ولكن أكتفي بالإشارة إلى بعضها ، عسى الله أن يهديهم إلى نشرها ، والإعراض عن هذه الأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها ، فمنها ما أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما خلق الله الخلق كتب في كتاب ، فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت غضبي " ، وفي رواية : غلبت غضبي . وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين ، وأنزل في الأرض جزءا واحدا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه " وفي الصحيحين من حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال : قُدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَبْي ، فإذا امرأةً من السَبْي تسعى إذ وجدت صبيا في السَبْي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ " قلنا : لا والله ، فقال : " لله أرحم بعباده من هذه بولدها " وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أذنب عبد ذنبا فقال : اللهم اغفر لي ذنبي ، فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، قد غفرت لعبدي ، فليفعل عبدي ما شاء " قال الإمام النووي رحمه الله في " رياض الصالحين " : ) وقوله تعالى : " فليفعل ما شاء " ، أي : ما دام يفعل هكذا ، يذنب ويتوب أغفر له ، فإن التوبة تهدم ما قبلها ( وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم " وعند أحمد وأبي يعلى والحاكم بإسناد صحيح من حديث أبى سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني" وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله عز وجل : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد ، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة سيئة مثلها أو أغفر ، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيتُه بمثلها مغفرة " وقراب الأرض : أي : ما يقارب ملأها . وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته ، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ! ) وروى الترمذي بإسناد حسن من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) وأخرج الطبراني في " الكبير " من حديث أَبِي أُمَامَةَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ صَاحِبَ الشِّمَالِ لِيَرْفَعُ الْقَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ الْمُخْطِئِ أَوِ الْمُسِيءِ، فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهَا أَلْقَاهَا، وَإِلا كُتِبَتْ وَاحِدَةً ". وهذا حسنه الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع الصغير " رقم 2097 وأختم بهذا الحديث الرائع ، الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيْهما واللفظ لمسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تُضَارُّونَ في رؤية القمر ليلة البدر ؟ ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : هل تُضَارُّونَ في الشمس ليس دونها سحاب ؟ ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فإنكم ترونه كذلك ، يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ، ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السَّعْدَانِ ، هل رأيتم السعدان ؟ ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : فإنها مثل شوك السعدان ، غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله ، تخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم المؤمن بَقِيَ بعمله ، ومنهم المجازى حتى ينجى ، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد ، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار ، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله ، فيعرفونهم في النار ، يعرفونهم بأثر السجود ، تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود ، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار وقد امْتَحَشُوا ، فيصب عليهم ماء الحياة ، فينبتون منه كما تنبت الحبة في حَمِيلِ السَّيْلِ ، ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار ، وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، فيقول : أي رب اصرف وجهي عن النار ؛ فإنه قد قَشَبَنِي ريحها ، وأحرقني ذكاؤها ، فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه ، ثم يقول الله تبارك وتعالى : هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره ، فيقول : لا أسألك غيره ، ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله فيصرف الله وجهه عن النار ، فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول : أي رب قدمني إلى باب الجنة ، فيقول الله : له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك ، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ، فيقول : أي رب ، ويدعو الله حتى يقول له : فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك ، فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة ، فإذا قام على باب الجنة انْفَهَقَتْ له الجنة ، فرأى ما فيها من الخير والسرور ، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول : أي رب أدخلني الجنة ، فيقول الله تبارك وتعالى له : أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت ، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول : أي رب ، لا أكون أشقى خلقك ، فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه ، فإذا ضحك الله منه قال : ادخل الجنة ، فإذا دخلها قال الله له : تَمَنَّهْ ، فيسأل ربه ويتمنى حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا ، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى : ذلك لك ومثله معه ) قال عطاء بن يزيد : وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا ، حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله قال لذلك الرجل : ومثله معه ، قال أبو سعيد : وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة ، قال أبو هريرة : ما حفظت إلا قوله : ذلك لك ومثله معه ، قال أبو سعيد : أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ذلك لك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة !!! هذا والله الموفق لما يحب ويرضى سبحانه . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|