ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مقتبسات من كتاب :: قواعد معرفة البدع :: تعالوا نفهم سوياً معنى البدعة ومسبباتها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد, "فالناس في تحديد مسمّى البدعة وضبط معناها فريقان: فريق بالغ في التبديع وتساهل في الحكم بالبدعة على كل محدثة أو قضية لم يبلغه دليلُها, وهؤلاء جعلوا باب الابتداع واسعاً, وربما أدرجوا تحت مسمّى البدعة شيئاً من الشريعة والسنة. وفريق تساهل في الأخذ بالبدعة, وتوسّع في ارتكابها, وهؤلاء جعلوا باب الابتداع ضيقاً, لا يدخل فيه سوى البدع الأمهات. وكبائر المُحدثات(*), وربما وصل الحال بهم إلى إدراج الكثير من البدع والمحدثات تحت مسمّى الشريعة والسّنة. فانظر رحمك الله كيف أن الفريق الأول وسّعوا مسمّى البدعة حتى أدخلوا فيه ما ليس منه, وهم في المقابل قَصَروا مسمّى الشريعة على ما عرفوه وألفوه من النوازل والأحكام, حتى أخرجوا من مسمّى الشريعة بعض ما هو منها. وانظر كيف أن الفريق الآخر ضيّقوا مسمّى البدعة حتى أخرجوا منه بعض أفراده, وهم في المقابل وسّعوا مسمّى الشريعة والسّنة حتى أدخلوا فيه ما ليس منه. ومن هنا يتبين لك -أيها الناظر- ما عند كل فريق من الخطأ في ضبط معنى البدعة, وهو الذي أثمر الخطأ في معنى السّنة; إذ السنة والبدعة معنيان متقابلان, وعُلم بهذا أن كل فريق أخذ بطرف مائل به عن الوسط"(1) وأهل السّنة هم الوسط بين طرفين; فهم بين الغالي والجافي لذا كان من الواجب أن يتم عرض مفهوم البدعة والكلام حولها بنظرة سنيّة تُعطي للبدعة حقّها دون إجحاف ولا إسراف, إذ أن الأمر جَلَل, ومنزلق للأقدام لكل من يتكلم فيه بغير علم! ولا فَهْم!, إذ أن هناك فارق بين حامل العلم ومن هو يفقه العلم الذي يحمله -وسوف نتعرض لهذا المعنى فيما بعد إن شاء الله- وقد أشار ابن تيمية إلى نحو ذلك بقوله: لكنّ أعظم المهم في هذا الباب وغيره تمييز السّنة من البدعة; إذ السّنة ما أمر به الشارع, والبدعة مالم يشرعه من الدين. فإنّ هذا الباب كَثُر في اضطراب الناس في الأصول والفروع, حيث يزعم كل فريق أنّ طريقه هو السّنة, وطريق مخالفه هو البدعة, ثم إنه يحكم على مخالفه بحكم المبتدع, فيقوم من ذلك من الشرّ مالا يحصيه إلا الله. (2) من أجل ذلك أقبلتُ على أن أقتبس من هذا الكتاب الرائع المُسمى " قواعد معرفة البدع " لـ محمد بن حسين الجيزاني, فهو قليل في الورقات لكنّه بفضل رب البريات كثير البركات ؛ إذ أنه غاصَ غَوْص المُتَبَحِّر المُتقن الماهر في بطون الكُتُبِ المصنفة في هذا الباب, وأخرج الدرر والفوائد والفرائد والنكت وقَعَّد القواعد وأحْكَمها, وبعدم الإطالة المملة ودون الإختصار المُخل جَمَّلها فتعالوا بنا نتعلم هذا الباب الخطير, الذي له علاقة بأصل وأساس الدين سائلين الله أن يُعَلِّمُنا ويُفَقِّهنا مستعيذين به أن نَزِلّ أو أو يُحال بيننا وبين الحق فاللهم ارزقنا الإتباع وجَنِّبنا الإبتداع ولله الحمد والمنة على القرآن والسنة وعلى فهم سلف الأمة .. ----- (*) وهناك من أخرج البدع الأمهات وكبائر المُحدثات من تحت لفظ البدعة, فالمُشتكى إلى رب الأرض والسماوات. (1) من مقدمة الكتاب المُشار إليه. (2) الاستقامة (1/13) نفسه.
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الملك بن عطية ; 05-24-2009 الساعة 10:11 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|