انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-25-2009, 04:48 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ العقيدة 6 للفرقة 3و4(تم والحمد لله)

 

تفريغ المحاضرة 6 عقيدة للفرقة 3و4 بفضل الله تعالى .

من أول المحاضرة إلى الدقيقة 30:08:5



... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين .

تكلمنا في المحاضرة السابقة عن تقدمة عن الإيمان بالقضاء والقدر . وذكرنا مراتب الإيمان بالقضاء والقدر . وقلنا أنها أربع . وسنتعرض لها بشيء من التفصيل اليوم بإذن الله تعالى . ثم يلي ذلك المحاضرة الأخيرة في القضاء والقدر . تكون حول إشكالات حول القضاء والقدر والفِرَق التي ضلت في هذا الباب .
لكن اليوم بإذن الله تعالى نفتتح بمراتب القدر . وقبل أن نتكلم عنها نذكر كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ قال :
" وإذا علِم العبد من حيث الجملة أن لله فيما خلقه وما أمر به حكمة عظيمة ، كفاه هذا . ثم كلما ازدادا علما وإيمانا ظهر له من حكمة الله ورحمته ما يبهر عقله ويبين له تصديق ما أخبر الله به في كتابه حيث قال {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } .
فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في الحديث الصحيح :
" الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها " .
وفي الصحيحين عنه أنه قال :
" إن الله خلق الرحمة . يوم خلقها مائة رحمة . أنزل منها رحمة واحدة . فبها يتراحم الخلق حتى إن الدابة لترفع حافرها عن ولدها من تلك الرحمة . واحتبس عنده تسعا وتسعين رحمة . فإذا كان يوم القيامة جمع هذه إلى تلك فرحم بها عباده ( أو كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )
ثم هؤلاء الجمهور من المسلمين وغيرهم كأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم من السلف والعلماء الذين يثبتون حكمته ، فلا ينفونها .
كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يتكلم فيه أن الله تبارك وتعالى إذا فعل شيئا فإن له حكمة . وهذه الحكمة في معتقدنا ، معتقد أهل السنة والجماعة أننا لا ننفيها . كما نفتها بعض الفِرَق . وقد أشرنا إلى ذلك حيث قلنا أن فرق الأشاعرة نفت الحكمة . ولم تعبر بلفظ الحكمة إنما كانت تعبِّر بلفظ "حاجة " حين الكلام على قول المؤلف ـ رحمه الله ـ " خالق بلا حاجة ورازق بلا مؤونة " .

ومراتب القدَر :
ـ أولا العلم ... ما معنى ذلك ؟ .. نقول أننا نؤمن أن الله تبارك وتعالى يعلم كل شيء جملة وتفصيلا . لا يعزب عن علمه شيء سبحانه وتعالى . يعلم ذلك قبل حدوث الشيء وبعد حدوثه وحصوله ، سواء ما يتعلق بأفعال الله تعالى أو ما يتعلق بأفعال عباده . فالله تبارك وتعالى بكل شيء عليم . وهذا أمر متَّفق عليه بين الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. لا ينازع في ذلك أحد . لكن خالف في ذلك القدرية الغُلاة . وقالوا أن الأمر أنُف وأن لا قدر .
قال الله تعالى { هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة} .. أي ما غاب وما شوهد وعُلِم .
فالمقصود : السر والعَلن . وأيضا ما كان وما سيكون . كل هذا يدخل .
وهنا الله تعالى قال : عالم الغيب والشهادة . قُدِّم الغيب على الشهادة . لأن الغيب يكون متقدما وجودا . كيف ذلك ؟ .. قبل أن تعرف الشيء ، فالله تعالى يعلمه في الغيب . ثم بعد ذلك يحصل . فعليه قُدِّمت الغيب قبل الشهادة .
وقال الله تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}... هنا أضله على علم ، كما يقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ علم ما يكون قبل أن يخلقه . فبعلمه أنه سيختار طريق الضلالة أضله الله عز وجل .
وقال أيضا ـ رضي الله عنه ـ : على علم قد سبق عنده . وقال أيضا : يريد الأمر الذي سبق له في أم الكتاب .
ونقل هذه الأقوال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه " شفاء العليل " .

وجاء أيضا في الصحيح من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما سئل عن أولاد المشركين قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الله أعلم بما كانوا عاملين .

يقول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث : قال ابن قتيبة معنى قوله " الله أعلم بما كانوا عاملين أي لو أبقاهم فلا تحكموا عليهم بشيء . وقال غيره : أي علم أنهم لا يعملون شيئا ولا يرجعون فيعملون أو أخبر بعلم شيء لو وُجد كيف يكون ، مثل قوله {ولو ردوا لعادوا } .. معنى هذا الكلام أي : الله أعلم بما كانوا عاملين .
هؤلاء أطفال صغار . ماتوا في الصغر . فلما يُسأل عنهم ، فالمعنى أنهم لو كانوا أحياء ، وظلوا إلى أن بلغوا إلى سن الرشد الذي يُحاسب فيه المرء ، فإن الله أعلم بما سيكون من حالهم . ( الله أعلم بما كانوا عاملين ) .
وهذه مثل قوله تعالى { ولو ردوا لعادوا لما نُهوا عنه } .

ويقول الإمام ابن القيم حول هذه الآية {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }الأنعام28
يقول : فهذا إضلال ناشئ عن علم الله السابق في عبده . أنه لا يصلح للهدى . ولا يليق به .
وأن محِلَّه غير قابل له . هذا العبد لا يصلح ولا يُقبَل فيه أن يكون من المهتدين . وأن محله غير قابل له . فالله أعلم يحث يضع هداه وتوفيقه . كما هو أعلم حيث يجعل رسالاته .
فهنا الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ يبين في هذه الآية وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }الأنعام28
الله تبارك وتعالى لم يجبرهم أن يعودوا إلى ما كانوا عليه . ولكن الله تبارك وتعالى لسابق علمه ، علم أنهم لو ردوا إلى الدنيا لعادوا لما نُهوا عنه . فلذلك لم يُعد لهم الله تبارك وتعالى الفرصة حتى يرجعوا إلى الدنيا .

وقال علي ـ رضي الله عنه ـ كما في الصحيحين : كنا في جنازة في بقيع الغَرْقَد . فأتانا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقعد ، وقعدنا حوله . ومعه مِخْصَرة . فجعل ينكت بمخصرته ثم قال :
ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة و النار . وإلا قد كُتبت شقية أو سعيدة . قال رجل : يا رسول الله ، أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل . فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة . ومن كان من أهل الشقاوة فسيسير إلى عمل أهل الشقاوة . فقال عليه الصلاة والسلام : إعملوا ، فكل مُيَسر لما خُلق له . أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل أهل السعادة . وأما أهل الشقاوة فييسرون إلى عمل أهل الشقاوة . ثم تلى قوله تعالى :
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10}

وفي رواية مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " ما منكم من نفس إلا وقد عُلم منزلها في الجنة والنار " .
في هذه الرواية " عُلم " . في الرواية الأخرى "كُتب " . فرواية "عُلِم " هذه تدل على المنزلة الأولى وهي منزلة العلم . وكتب تدل على المنزلة الثانية التي ستأتي بإذن الله تعالى ، وهي الكتابة .
فهنا في الرواية الأولى " ما من نفس منفوسة إلا وقد كُتب ... " . وهنا " ما من نفس إلا وقد عُلم .. " ..
خلاصة هذا الباب . وهو المرتبة الأولى ، مرتبة العلم . أن الله تبارك وتعالى بكل شيء عليم .
فلا تقل أن الله تبارك وتعالى علم الشيء بعد حصوله . بل قل إن الله تبارك وتعالى بكل شيء عليم . أليس الذي هو بكل شيء عليم يعلم الشيء قبل حصوله ؟ .. بل لو أن الله تبارك وتعالى لم يعلم الشيء قبل حصوله فهذا نقص تعالى الله عليه علوا كبيرا ، سبحانه وتعالى .

وقلنا التوجيه لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " الله أعلم بما كانوا عاملين " بالنسبة لأولاد المشركين ، أي أن أولاد المشركين ، لو كانوا أحياء في سن التكليف ، الله أعلم بما كانوا عاملين . هل سيكونون مثل آبائهم أم سيتوبون ويكونون من أهل الجنة ومن المسلمين .
فلذلك في سورة الكهف في قصة موسى والخضر ، ذُكر منهم الولد الذي قتله الخضر . فهنا الله تبارك وتعالى بسابق علمه ، علم أن هذا الولد سيكون من أهل الشقاء . فبمقتضى ذلك قتله الخضر بأمر من الله تبارك وتعالى . فهذا لسابق علم الله تبارك وتعالى أنه سيكون من أهل الشقاء . فهنا كذلك بالنسبة لهذا الولد ، إن مات وهو على هذه الحالة هل سيكون في النار أم في الجنة ؟ .. أولاد المشركين إن ماتوا على هذه الحالة ، هل سيكونون من أهل الجنة أم من أهل النار ؟ . أما حالهم فالله أعلم بما كانوا عاملين أو بما كانوا سيعملون إن كانوا أحياء .

ومسألة أولاد المشركين مسألة خلافية بين أهل العلم . فيها أقوال كثيرة جدا . فبعضهم قال أنهم من أهل الجنة . وبعضهم قال أنهم من أهل النار . وبعضهم قال يُتَوقَّف فيهم . وبعضهم قال أنهم يكونون مثل أصحاب الأعراف ، يُختبرون ... أقوال كثيرة في هذه المسألة . ولكن الأصح في هذه الأقوال ، والعلم عند الله تعالى ، أنهم من أهل الجنة ، لما جاء في الصحيح من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أنه سيكون في الجنة يعلم أولاد المشركين . وهذا الحديث في باب التعبير في صحيح البخاري وهو الحديث المشهور من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من منكم رأى رؤيا ..... " وهو حديث طويل .

ثم بعد ذلك المرتبة الثانية وهي الكتابة .
فنحن نؤمن أن الله تبارك وتعالى كتب ما سبق به علمه من مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض إلى يوم القيامة .

قال الله تبارك وتعالى {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحج70

وقال تعالى {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12
والمقصود بالإمام هنا أي الكتاب . وهو اللوح والمحفوظ كما قال المفسرون .

وقال تعالى {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا }التوبة51

وقال الله تعالى في قصة موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى }طه51{قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى }طه52

وقال الله تبارك وتعالى :
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105

هذه الآيات كلها تدل على أن الله تبارك وتعالى كتب ما سبق به علمه من مقادير الخلائق إلى قيام الساعة .
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " . قال " وعرشه على الماء " . وهذا الحديث في صحيح مسلم من حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ

يقول الإمام النووي طيب الله ثراه :
قال العلماء المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل التقدير . فإن ذلك أزلي لا أول له .
المعنى أن الله تبارك وتعالى كتب سبحانه ذلك قبل خلق السماوات والأرض . لكن متى علم ؟ ..هذا لا نعلمه . هذا أزلي . الله تبارك وتعالى يعلم الشيء قبل ما يحصل . ولا تتكلم في مثل هذه المسائل أصلا . فأنت لا تعلم عن الله تبارك وتعالى إلا ما جاء به النص .
فهو يقول : فإن ذلك أزلي لا أول له . ولا يُعبَّر عنه أصلا بمتى علم . لا تقل عن الله تبارك وتعالى متى علم ذلك ؟ . لكن يُقال : متى كتب ؟ . وطبعا هذا لا نعلمه . لكن هو كان قبل خلق السماوات والأرض ، كما جاء في الحديث .
فهذا هو الذي جاء في النص . لكن بالنسبة للعلم ، فالله تبارك وتعالى لا يقال عنه : متى علم ؟. فهذا أزلي لا أول له .

العبارة ، عبارة الإمام النووي ـ رحمه الله ـ قال : قال العلماء المراد تحديد وقت الكتابة . ( يقصد لا تحديد وقت العلم ) . المراد تحديد الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل التقدير .فإن ذلك أزلي لا أول له .

ثم بعد ذلك المرتبة الثالثة وهي المشيئة .
فنحن نؤمن أن الله تبارك وتعالى ، مشيئته نافذة وشاملة سبحانه وتعالى .

قال الله تبارك وتعالى :
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ }القصص68

وقال الله تعالى :
{وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }الأنعام111

وقال تعالى :
وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }البقرة253

وقال الله تبارك وتعالى :
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً }يونس99

ونستفيد من هذه الآية الأخيرة مع قوله تبارك وتعالى {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }الزمر7
أن الله تعالى يحب منك أن تكون شاكرا . يحب منك أن تكون عابدا وأن تكون مؤمنا صادقا .
لكن يشاء الله تبارك وتعالى أن تكون غير ذلك . لكن بسابق اختيارك وإرادتك . {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }الصف5
إذن المشيئة ، مشيئة الله عز وجل وهي المشيئة الكونية في الإضلال تكون على غير ما يريده الله عز وجل شرعا . فهو سبحانه يريد شرعا منك أن تكون مؤمنا عابدا . ثم أراد تبارك وتعالى كونا من الكافر أن يكون كذلك .
إذن الإرادة الشرعية قد تختلف مع الإرادة الكونية . الله تبارك وتعالى يريد من كل عباده أن يكونوا مؤمنين صادقين . يعبدونه حق العبادة . ولا يرضى لعباده الكفر .{ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} . هذه هي الإرادة الشرعية .
أما المشيئة ، وهي الإرادة الكونية ، فقد تختلف عن ذلك . فإننا نجد أن الله تبارك وتعالى يقول هنا {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً }يونس99
وهل في الحقيقة كل أهل الأرض مؤمنون ؟ .. ليسوا كذلك . فحتى تجمع بين الحديثين ويتضح الأمر أردت أن أبين هذه المسألة . وهي أن الإرادة الكونية وهي المشيئة ، قد تختلف عن الإرادة الشرعية . واضح ؟ .

س/... ؟
ج/ هنا لما يقول الله تعالى {وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ}البقرة253 أي : لو أراد الله إرادة كونية ألا يقتتلوا لحصل . ولكن الله يفعل ما يريد .
ولو شاء ربك ، التي هي الإرادة الكونية ، لآمن من في الأرض كلهم جميعا .
وكذلك {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رب العالمين}
وكذلك {مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }الأنعام111

وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عبد الله ابن قيس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إشفعوا تؤجروا " . ويقضي الله على لسان نبيه ما يشاء .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

 

الكلمات الدلالية (Tags)
3و4, 6, للفرقة, العقيدة, تفريغ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:32 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.