كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
عبــــادة مفقـــــــودة
مراقبــة الــرب حتى نعلم تقصيرنا في مراقبة الله تعالى فلننظر أحوال الناس؛ هل مراقبة الرب في المسجد تكون مثل مراقبة الرب في البيت؟ أم أن المراقبة في المسجد مرتفعة، وفي البيت منخفضة، لننظر لهم في سياراتهم، في أعمالهم، في أسواقهم، في شوارعهم، المراقبة عندهم منخفضة انخفاضًا شديدًا، بل لربما كانت المراقبة مفقودة عند كثير من الناس، حتى في الصلاة يوم أن يكبر العبد ثم ينصرف من صلاته إلى ضيعته ودنياه في أعظم عمل وأقرب عمل يتقرب به العبد إلى ربه عز وجل. وإذا أردنا أن نؤدي العبودية على الوجه المطلوب فإنه لابد أن نراقب الله مراقبة دائمة دقيقة جليلة، بأن نعبد الله وكأننا نراه، فإن كنا لا نراه فإنه يرانا، يجب أن نراقب الله مراقبة دائمة، فلا نضيع المراقبة إذا دخلنا بيوتنا مع عتبات الأبواب، بل نراقبه في البيوت كمراقبته في المساجد، ولنحذر أن نضيع المراقبة يوم أن نركب السيارة ونذهب بها يمنة ويسرة وننظر يمنة ويسرة، فلا نحارب الله بهذه النعمة التي وهبنا إياها. * يجب أن تكون المراقبة لله دائمة، نراقبه في كل زمان؛ لتصلح لنا جميع الأزمنة، فلو راقبنا الله، لصلحت لنا الأزمنة، وكانت جميع أزمنتنا صالحة، لا نراقبة في زمن دون زمن، نراقبه في الليل كله أوله وآخره، وفي النهار كله أوله وآخره، نراقبه تبارك وتعالى؛ لأنه حي لا يموت، ومن كانت حياته دائمة فيجب أن تكون مراقبته دائمة، ولأنه لا ينام ومن كان لا ينام وجب أن تكون مراقبته دائمة، ولأنه الذي نعمه علينا دائمة، ومن كانت نعمه دائمة وجب أن تكون مراقبته دائمة. * ويجب أن نراقبه في كل مكان؛ لتصلح لنا جميع الأمكنة؛ لأننا إذا راقبناه في البيوت، صلحت لنا البيوت، وإذا راقبناه في الشوارع، صلحت الشوارع وإذا راقبناه في المساجد صلحت المساجد، وإذا راقبناه في الأسواق صلحت السواق، ويجب أن نراقبه في جميع الأمكنة لتصلح لنا جميع الأمكنة، فلا نراقبه في مكان دون مكان، بل نراقبه في المنزل. الله الله يا أهل المنازل: في مراقبة الله في منازلكم؛ لتكون محاضن خير، ولا تكون محاضن شر. نراقبه في كل مكان؛ في المنزل وفي المسجد وفي السوق وفي الشارع والعمل؛ لأنه الذي يعلم ما في السماوات وما في الأرض، قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) المجادلة: 7، وقال تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59]. * يجب علينا أن نراقب الله على كل حال لتصلح لنا جميع الأحوال، ولا نراقب في حال دون حال، بل نراقبه في جميع الأحوال، نراقبه في الشباب؛ لأن مقدار درجة المراقبة عند الشباب منخفضة؛ ليسمح لنا الشباب أن نقول إن درجة المراقبة عندهم منخفضة، لكن الواقع يفرض علينا أن نقول هذه الكلمة: أيها الشباب: يا من أمدك الله بالصحة والعافية والقوة والفتوة والجمال، ألا تراقب الملك العلام! ألا تشكر الله على هذه النعمة العظيمة. كذلك نراقبه في الهرم: لأن كثيرًا من كبار السن لا يزال في عتوه، وهو يرى الشيب قد لاح في وجهه، واحدودب ظهره، وهو لا يزال بعيدًا عن المراقبة، رق عظمه، وبدأ جسمه يرتعش، ولا يزال بعيدًا عن المراقبة، لنراقبه في الشباب وفي الهرم، وفي الصحة والسقم، وفي الغنى والفقر، وفي الفراغ والشغل، وفي اليقظة والمنام، وفي القيام والقعود وعلى جنب، نراقبه على كل حال؛ لأنه الذي لا تخفى عليه خافية ولا تغيب عنه غائبة. اللهم الطف بحالنا يا ربنا، نراقبك في المسجد وننسى المراقبة إذا خرجنا من المسجد. لو أن الناس راقبوا ربهم في منازلهم هل ستبقى الأجهزة المحرمة في البيوت؟ الجواب: لا. لو أن الناس راقبوا ربهم هل يأخذ إنسان مال إنسان آخر؟ الجواب: لا. لو أن الناس راقبوا ربهم هل يوجد في المحاكم معاملات من ظالم على مظلوم؟ الجواب: لا. لكن ضعف المراقبة في كل شيء مع أننا مأمورون بالمراقبة على كل حال كما يقول صلى الله عليه وسلم : «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». هل أيقنا أن المراقبة عبادة، لكنها مفقودة عند كثير من الناس؟! هل تمتلئ القلوب بمراقبة علام الغيوب؟ هل تصلح أحوال الناس بمراقبة الله؟ لعل وعسى! نسأل الله أن يسدد القول والعمل، وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مفقـــــــودة, عبــــادة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|