كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فائدة جليلة
لا يزال العبد منقطعا عن الله حتى تتصل ارادته و محبته بوجهه الأعلى. و المراد بهذا الاتصال أن تقضي المحبة اليه و تتعلق به وحده فلا يحجبها شئ دونه. و أن تتصل المعرفة بأسمائه و صفاته و أفعاله فلا يطمس نورها ظلمة التعطيل, كما لا يطمس نور المحبة ظلمة الشرك, و أن يتصل ذكره به سبحانه فيزول بين الذاكر و المذكور حجاب الغفلة و التفاته حال الذكر الى غير مذكوره. فحينئذ يتصل الذكر به و يتصل العمل بأوامره و نواهيه فيفعل الطاعة لأنه أمر بها و أحبها , و يترك المناهي لكونه نهى عنها و أبغضها . فهذا معنى اتصال العمل بأمره و نهيه , و حقيقته زوال العلل الباعثة على الفعل و الترك من الأعراض و الحظوظ العاجلة , و يتصل التوكل و الحب به بحيث يصير واثقا به سبحانه مطمئنا اليه , راضيا بحسن تدبيره له غير متهم له في حال من الأحوال . و يتصل فقره و فاقته به سبحانه دون من سواه , و يتصل خوفه و رجاؤه و فرحه و سروره و ابتهاجه به وحده , فلا يخاف غيره و لا يرجوه و لا يفرح به كل الفرح و لا يسر به غاية السرور . و ان ناله بالمخلوق بعض الفرح و السرور فليس الفرح التام و السرور الكامل و الابتهاج و النعيم و قرة العين و سكون القلب الا به سبحانه , و ما سواه ان أعان على هذا المطلوب فرح به و سر به , و ان حجب عنه فهو بالحزن به و الوحشة منه و اضطراب القلب بحصوله أحق منه بأن يفرح به , فلا فرحة و لا سرور الا به أو بما أوصل اليه و أعان على مرضاته . و قد أخبر سبحانه أنه لا يحب الفرحين بالدنيا و زينتها , و أمر بالفرح بفضله و رحمته و هو الاسلام و الايمان و القرآن , كما فسره الصحابة و التابعون. و المقصود : أن من اتصلت له هذه الأمور بالله سبحانه فقد وصل , و الا فهو مقطوع عن ربه متصل بحظه و نفسه , ملبس عليه في معرفته و ارادته و سلوكه. ابن القيم :الفوائد |
الكلمات الدلالية (Tags) |
جميلة, فائدة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|