كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تعليق القلوب بالله .. للشخ محمد الشنقيطى ~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا مقطع للشيخ مُحمد مختار الشنقيطي قد يسر الله عز وجل لي تفريغه فأسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بهِ وأن يرزقني في الإخلاص آمين آمين آمين تعليق القلوب بالله سبحانه وتعالي موقوفٌ علي أمورٍ عظيمة أولها وأساسها الدُعاء فيسأل العبد ربهُ أن يُعلق قلبه بهِ لا بشئٍ سواه وإذا سأل الله عز وجل مُخلصاً من قلبهِ فصدق مع الله صدق الله معه، والله تعالي يقول (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ولا شك أن أعظم عطيةٍ أعطاها الله للعبد بعد توفيقهِ لهذا الدين وهدايتهِ له أن يجعل قلبه مُعلقاً بالله سبحانه وتعالي من تعلق بالله أعتصم بالله ومن يعتصم بالله فقد هُديَ إلي صراطِ المُستقيم من تعلق بالله صلح قلبه (ألا إن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ومن تعلق بالله أطمئن قلبه لأنه من ذكر الله (أَلاَبِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) لأن من تعلق بالله أصبح الله عز وجل أكبر همهِ ومبلغ علِمه وشُغلهِ الشاغل وحينئذ يُكثر من ذكر الله ويُكثر الخوف من الله والرجاء فيما عند الله والطمع في رحمة الله حتي يكونَ من أكمل الناس ذِكراً لله بكمالهِ وجوارحهِ وأركانهِ ولسانهِ ويتبوء أحسن المنازل فى الدنيا والأخره.. من تعلق بالله عزوجل رزقهُ الله القول السديد والعمل الصالح الرشيد فصلحت أحواله كُلها .. التعلق بالله أن يُصبح العبد لله لا لأحدٍ سواه (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) العبد حينما يعلم أنه ما خُلق في هذي الحياة من أجل أن يَطعم ويأكل ويشرب (إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) ما خُلق من أجل أن يكون عبداً للناس والنفاق والرياء والتملك والتزيف والكذب وغش الناس,ما خُلق من أجل أن يكون عبداً للدينار والدرهم يبيع دينهُ بعرضٍ من الدُنيا .. نسأل الله السلامة والعافية فإذا تعلق بالله إنكسرت هذه الامور كلها أمام عظمة الله سُبحانه وتعالي لأنه لا يجتمع الحق والباطل فى مكان (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) فالحق يغلب ولا يُغلب ومن هنا إذا كان قلبهُ مملوءً بالله عز وجل وبتعظيم الله سُبحانه وتعالي والطمع في رحمة الله، فإنه لا يُمكن أن تدخله فتنه على قدر إخلاصهِ ولذلك إذا تعلق بالله أخلص وإذا أخلص وحد وتجرد لله سُبحانه وتعالي وعندها إذٍ إذا تكلم تكلم لله وإذا عمل عملَ لله فبارك الله قولهُ وعمله وأصلح الله أمره كلهَ من كان لله، كان الله جل له،فأقرب إلي ربك تُكفل هم والمؤنة، من كان مع الله كان الله معه، وقال الله (إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاة وَآتَيْتُمْ الزَّكَاة وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي) الأصل أن المسلم إذا كان مع الله عزوجل كفاه الله وحماه ووقاه، ومن كان متعلق القلب بالله سُبحانه وتعالي فإن الله سُبحانه وتعالي يُغنيه من واسع فضلهِ المُتعلق بالله سُبحانه وتعالي من أصدق دلائله أنك تجده من أغنى الناس بالله عز وجل فلو عُرضت عليهِ الدُنيا بحاذفيرها من فتنها وزينتها وزاخرفها ولهوها لا يُلقي لها بالاً إذا لم تكن على طاعة الله سُبحانه وتعالي .. قلب خلاص إنصرف إلي الله فكما تري عيناك من استهوته الدُنيا ففتنته وألهته وشغلته وأخذت بمجماع قلبهِ إليها والعياذ بالله.. نسأل الله السلامة والعافية فأصبح يدور في أفلاكها,يوالي من أجلها ويُعادي من أجلها، فولي الله أعظم من هذا كلهِ في حبهِ الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ) التعلق بالله سُبحانه وتعالي أن تدعوا الله أن يجعل الآخرة أكبر همك ومبلغ علمك وغاية رغبتك، اللهم أرزقني المعرفة بك نسأل الله أن يرزقنا المعرفة بهِ..لأنه من أعظم أسباب التعلق بالله عز وجل أن يعرف العبد من هو ربه.. تعلقت قلوبٌ بربها حينما علمت أنه ملك الملوك وأنه إله الأولين والآخرين وأنه داين يومُ الدين وأن الامر له أولاً وأخراً وظاهراً وباطناً وسراً وعلاناً وأنه إليه يُرجع الأمر كله،عندها تعلقت بالله سُبحانه وتعالي ، ولذلك تجد الإسلام قوياً عزيزاً حتي في زمان الفتن، وتجد المُسلم أقوي ما يكون عوداً وصُلباً وأقوي ما يكون ديناً وأثبت ما يكون كمالاً والفتن تتناهشُ وتتخطفُ من بين يديهِ ومن خلفهِ فلا يزداد إلا إعتصماً بحبل الله وتمسكاً بدين الله، لأنه يعلم أن هذا كله لا يُغني من الله شيئاً وأن الله هو الأول الذي ليس قبله شئ وهو الأخر الذي ليس بعده شئ وأنه الظاهر الذي ليس فوقه شئ وأنه الباطن الذي ليس دونهِ شئ وأنه ربُ كل شئٍ ومليكه.. التعلق بالله أن تعرف من هو الله الذي تتعلق بهِ فإذا علمت أن بيديهِ ملكوت كل شئ وهو يُجير ولا يُجار عليهِ، عندها لا تُبالي بالشئ ومن هنا تجد فقر الناس أعظم الفقر إذا أفتقرت القلوب من التعلق بالله عز وجل،أعظم الفقر وأعظم الدمار وأعظم البلاء علي العبد أن يُصبح القلب خاوياً من الله عز وجل.. والعياذ بالله (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ) تُصبه الحيره وتُصيبه القلق، تجده يقولك المُستقبل المُستقبل وأولادي وكل شوية يأتيك بشئ.. تجد الرجل من بداية الصلاح ينهش وراء الدُنيا (مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً) هذا الكون كله لماذا لا نوقر الله كأن الله سبحانه وتعالي يُنبهنا وينبه نوح عليه السلام قومهِ وهو أول الرُسل لماذا لا توقرون الله عز وجل حق توقيره وتقدرون سبحانه حق قدرهِ هو الذي خلق السموات وخلق الأرض وجعل فيهن قمراً سِراجاً وقمراً منيراً سُبحانه وتعالي.. التعلق بالله سُبحانه وتعالي هو الغني الذي ليس بعده غني والتعلق بالله سُبحانه وتعالي هو الأمر الذي لا يصحبه خوف والتعلق بالله سُبحانه وتعالي هو النصر الذي لا يكون معه كسر والتعلق بالله سًبحانه وتعلي هو الطكمأنين والراحة التي لا يشوبها قلق (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُون) ولِهذا التعلق دلائل فإنك تجد الإنسان مُنذ أن يُصبح أول ما يُفكر كيف يُرضي الله سُبحانه وتعالي وتجده إذا أراد أن ينام أول ما يُفكر كيف حالهِ مع الله في يومهِ كله،وتجده إذا شُغل بشئٍ في مُستقبلهِ جاءت الآخرة أمام عنيهِ فأنسته هماً غيرها,فأصبح يُفكر كيف القدوم علي الله سُبحانه وتعالي، وهل حاله اليوم أحسن وأصلح من حالهِ بالأمس المُتعلق بالله جبر الله كسره وأصلح الله أمره ورفع الله قدره حينما أعطاه أعظم عطيةٍ وهي التعلق بالله سُبحانه وتعالي فالتعلق بالله سُبحانه وتعالي تجد دلائله وآثاره واضحه في العبد في دينهِ ودنياه وقولهِ وعملهِ وسمتهِ ودلهِ وأخذهِ وعطاهِ فتجده لا يُمكن أبداً أن يُقدم علي أمر الله شيئاً قيل له إن التجارة الفلانيه فيها ربح وإن الأسهم الفلانيه فيها ربح وإن العمل الفلاني فيه ربح،سأل هل هو حلال أم حرام؟ هل يأذن لي ربي أن أعمل هذا العمل أم لا يأذن لي ربي ثم لا تجده يتخلف يميناً وشمالاً يبحث عن الرخص مُتعلق بالله إذا كُل هذه الملايين والأولوف وليست مئات الألوف وقيل له هذه الملايين حرمها الله تعالي بقولهِ تعالي كذا وكذا قال سمعنا واطعنا بنفس مُطمئنه واثقة وليس ببغض ولا خوف التعلق بالله منازل،منازل السُعداء وعِيشة السُعداء وطِيبة السُعداء، طيبهم الله بها، طيب الله بالتعلق أولياؤه أمواتا وأحياءا والملائكة يدخلون عليهم من كل بابٍ سلامٌ عليكم، هم أهل السلام الذين سلامهم الله فنزع من قلوبهم الدُنيا وشهواتها وتعلقت قلوبهم بالله سُبحانه وتعالي فنسأل الله بعزهِ وجلاله وعظمته وكمالهِ أن يجعلنا من المتعلقين بهِ وأن يجعل قلوبنا تعظمه وتوقره سُبحانه وتعالي حق تعظيمه وتوقيره والله تعالي أعلم ...
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
.., لمسح, محمد, الشنقيطي, القلوب, بالله, تعليق, ~ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|