بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. أحبتي في الله ..
يقول ابن الجوزي : "من كان يسره ما يضره متى يفلح ، إن الله نظر إلى عبيد من عبيده فلم يرهم أهلا لمعرفته فشغلهم بخدمته إلا شارب بكأس العارفين ، إلا مستيقظ من رقدة الغافلين "
أول الأمر : يقظة في مقابل الغفلة ، فإذا كانت الغفلة معناها أن الإنسان يفقد الشعور بما حقه أن يشعر به ، فإنَّ اليقظة تعني الانتباه والاستشعار ، وهذا يتحقق بأمور
أهمها : قصر الأمل . حين يشعر الواحد منَا بقرب أجله ، وهذا قد يحدث حال مرض ، أو موت قريب أو صديق ، أو بزيارة قبر أو بتذكر أحوال ومشاهد القيامة .
قال تعالى : " اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ "
ثانيها : دوام الذكر :
قال تعالى : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ "
ثالثها : دراسة الأسماء والصفات .
قال تعالى : "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ . وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا "
كان من دعائه صلى الله عليه وسلم :" اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم و القسوة و الغفلة و العيلة و الذلة و المسكنة و أعوذ بك من الفقر و الكفر و الفسوق و الشقاق و النفاق و السمعة و الرياء و أعوذ بك من الصمم و البكم و الجنون و الجذام و البرص و سيء الأسقام " [رواه الحاكم وصححه الألباني ]
في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي به مناد يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادي مناد يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيذبح بين الجنة والنار ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ : " وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون " وأشار بيده إلى الدنيا .
وكتبه
هاني حلمي
لا تنسوني من صالح الدعاء