انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-27-2011, 11:05 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




3agek13 إلي من حجبته السحب .......

 

قبل البداية

رسالتي هذه إليك قصيرة جدًا ولا تكفي أن أبث لك فيها ما أريد.. ولكن حسبي منك نباهة وفطنة.
لقد عرفتك تحب الحوار.. وتتطلع إلى معرفة كل جديد.. امنحني عشر دقائق من وقتك وأصغ بسمعك وارعني قلبك.. ثم بعد ذلك أنت الحكم.

لقد احترت في نقطة البداية وأنت تضع يدك في يدي!! وعينك على حروفي؛ ولذا جمعت لك شهدًا مصفى وزهرًا معطرًا بالشذا..
إني محدثك بمجموعة من القصص قبل أن أبدأ حديثي معك.. جعلت ثلاثًا منها في البداية وهي قصص رأيت بعضها وسمعت بعضها ويتناقل الركبان أضعافها!!
فلا تبخل علي بقراءتها والتمعن فيها ويهمني معرفة رأيك في نهايتها.. بل وفي بدايتها.
جعلك الله إمامًا للمتقين وقائدًا فاتحًا من قواد المسلمين ونفع بك الإسلام والمسلمين.. ومثلك لا تسقط راية الإسلام من يده.


القصة الأولى
انتهت الإجازة والناس بين مشرق ومغرب.. وكل نفس بما كسبت رهينة.. اجتمع الأصدقاء.. كل يحكي ما رأى ويورد ما شاهد!!
أحدهم سبقت ضحكته حديثه وهو يحكي رحلته إلى أمريكا وقصة هبوط الطائرة الاضطراري!!
أما الآخر فقد كان مغرمًا بحب الرحلات والمغامرات.. وتملكه حب الصيد ومطاردة الغزلان والأرانب حتى وصل إلى القارة السوداء.. وكان حديثه متميزًا.
قال: ذهبت إلى أفريقيا وسرت في أرضها وبين أشجارها وغاباتها.. مناظر رائعة وطبيعة خلابة لا تمل مشاهدتها.. وفي وسط غابة متشابكة الأطراف لاح لنا مبنى مرتفع.. وخطر في بالي أن هذا القصر لحاكم الولاية أو لغني من أغنيائها.. ولكنه خاب ظني وأخطأ حدسي.. فما أن اقتربنا منه وبدت ملامحه حتى اتضح أنه كنيسة يعتني بأمرها منصر عجوز قارب الثمانين من عمره يعيش في غرفة صغيرة في زاوية منها لا تتجاوز مساحتها عشرين مترًا مربعًا.. في مجاهل مروعة وسط غابة مليئة بالوحوش واللصوص وقطاع الطرق.. وليس في هذه الغرفة أي وسيلة من وسائل الحياة المعاصرة التي نعيشها.. فلا يوجد هاتف ولا كهرباء ولا ماء.. ولا ما تراه عينك من الخدمات يوميًا!! وهذا المبنى الضخم هو الكنيسة التي يدعو فيها صباحًا ومساء.. حتى يرهقه التعب ويدركه النوم ثم يأوي إلى غرفته الصغيرة في زاوية مجاورة لمبنى الكنيسة!! ولكن ما الذي دفع هذا المنصر لأن يبقى في هذه الغرفة وسط الوحوش وفي ظل الخوف أربعين سنة متواصلة!!
لا بد أن له هدفًا ينشده وأملاً يسير في طريقه!! أربعون سنة في مكان تختفي فيه وسائل الحياة المعاصرة.. أربعون سنة يكد ويكدح.
أربعون سنة وسط الغابات وعلى مرمى من زئير الأسد وأنياب النمر..
سأخبرك لماذا بقي أربعين سنة في وسط هذا المكان.. ولعلمي بفطرتك الطيبة وعقيدتك الصافية ستضحك على ضلاله.
إنه يدعو إلى دين محرف وطريق معوج.. ولكنه يمضي قدمًا ويسير في ثبات. يبحث عن فريسة في وسط أدغال أفريقيا.. ربما تكون فريسته شيخ مسلم جائع أو طفل يتيم أو امرأة مريضة.. وربما يمر عليه العام والآخر ولم يستمع له أحد.. ولكنه الصبر على الضلال.
هذا فرد من ملايين يدعون إلى دينهم الباطل.. وهو في هذه الغابة المنقطعة عن العالم تصله طائرة مروحية كل حين محملة بالغذاء والأدوية التي هي إحدى وسائل دعوته.. ثم تغيب الطائرة لتهبط في مكان آخر فيه عجوز أو شاب آخر في مثل سنك تفرغ للدعوة!! نعم إنها معركة طاحنة وحرب ضروس لا هوادة فيها.. لقد بذلوا أموالهم وأوقاتهم وسخروا إمكاناتهم في سبيل دينهم.
إليك معلومات سريعة عن جهودهم في سبيل التنصير، ففي عام واحد هو عام 1996م وحتى لا نرى ضبابًا فحسب. بل إنه مطر أنبت شوكًا وأرضًا جرزًا.. إليك الأرقام..
1- تم جمع مبلغ وقدره 193 مليار دولار أمريكي.
2- عدد المنظمات التنصيرية 23300 منظمة وأما المنظمات المتخصصة في إرسال منصرين فعددها 4500 منظمة.
3- عدد المنصرين الذين يعملون داخل أوطانهم هو 4.635.500 منصر. وبلغ الذين يعملون خارج أوطانهم 398.000 منصر. بلغ عدد محطات الإذاعة والتلفزة التي تمتلكها المنظمات التنصيرية 3200 محطة، وعدد الأناجيل الموزعة 178.317.000 كتابًا.
سنخجل أنا وأنت من تلك المعلومات والأرقام، وربما لم يقدم الكثير من المسلمين ريالاً واحدًا مدى حياته!!
ألست معي في ذلك؟! وغدًا سيسألك الله عز وجل عن شبابك فيم أمضيته؟! فما هو جوابك؟!
وهاك أخي الحبيب معلومة تدمي الكبد وتقرح الفؤاد: أنشيء مستشفى تنصيري عام 1965م في قرية (معلوم جات) في منطقة (شيتاجانج) في بنغلاديش التي لم يكن يوجد بها نصراني آنذاك.. أما الآن فقد بلغ عددهم أربعين ألف نصراني!!
وكان عدد السكان النصارى في بنغلاديش بطولها وعرضها عام 1972م مائتي ألف نسمة فقط.. ها هو قد ارتفع عام 1991م إلى خمسة ملايين نصراني!! وخلف هذا الرقم جهود وأموال وتضحيات.
القصة الثانية
قال محدثي وكانت عليه علامات النجابة والنباهة وتعلوه سيما الخير والصلاح: نحن في زمن تقبل فيه أنصاف الحلول وتميع فيه الأوامر والنواهي.. فما وافق الهوى أخذنا وما خالفه تجاهلنا.. وسأحدثك عن حادثة وقعت لي قبل شهور.. سأحدثك عن قريب بعيد.. قربه النسب وأبعده الدين. وبحكم اطلاعي على دقائق حياته وتفاصيل أيامه فقد تأكد لي أنه لا يصلي مطلقًا.
كنت استعجل الأيام.. وأسير معه في الحديث خطوات عجلى ليقيم الصلاة ولكنه كان يقدم ويؤخر ويظن أن العمر طويل والحياة دائمة.. ورغم النهاية المرة التي يعلمها كل بني البشر إلا أنه يتماهل ويتجاهل.
قلت له: عشرون وثلاثون بل وثمانون عامًا ثم ماذا؟ الموقف نفسه سيمر عليك طالت بك الأيام أم قصرت عنك الليالي.
في ليل مظلم استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر الله أطلق قدميه تركض في أوحال المعصية وأوزار الكبيرة.. ألهته الأماني وغرته نسمة الحياة وبهجة الدنيا.. وكثير من الناس اليوم مثله لو أجلت طرفك في المجتمع.
وفجأة على غير موعد نزل به نازل وطرقه طارق ولم يكن هذا الضيف ليزوره إلا هذه المرة فحسب ولكنها زيارة ثقيلة مؤلمة.. إنه الزائر الذي لا يرد.
حاول أن يؤخره أو يؤجله بل ورغب أن يتفاهم معه ويدفع في وجهه الدواء والطبيب والأموال والأولاد ولكن انتهى كل شيء.. هوت آمال عظام وأحلام كالجبال، ورغم كل الوسائل الدفاعية نزل بساحته أمر كان ينكر وقوعه؛ فحشرج صدره وضاقت أنفاسه وغادرت روحه، وأمامه الأسئلة الصعاب والجنة والنار!!
في مجتمع أسرتي لم يكن هو أول من غادر الدنيا بهذه السرعة ولم يكن هو الشاب الوحيد الذي فقدناه.. ولكن كان لحياته فجيعة ولموته عبرة!! وكان يوم موته وتغسيله والصلاة عليه ثم دفنه يومًا مشهودًا غاب عنه الكثير وكنت أولهم. فكيف أصلي على من حرم الله عز وجل ورسوله الصلاة عليه. تراجعت طاعة وعبادة حتى تم كل شيء.. ولعلك تعلم أن في مجتمعي الصغير بعضًا ممن في دينه وهن وفي إسلامه دخن ومنهم من تلبسته الشياطين فأعلن النفاق قولاً وعملاً. وهؤلاء وأعوانهم اجتمعوا لحربي وإطلاق السهام نحوي في اجتماع عائلي شهري ملأه الأشياخ من كبار السن ومن شبابهم وصغارهم.
قال محدثني وهو يتذكر الموقف: في ذلك الجمع الكبير هب أحدهم شاهرًا سيفه ومصوبًا سهمه ورافعًا صوته باستغراب يملأه الاستهزاء وهو يسمع الجميع: أين أنت عن صلة الرحم والقيام بالواجب؟ فها هو فلان مات ولم نر لك أثرًا ولم نعلم لك مكانًا وهي أيام مشهودة لم يتأخر عنها القاصي والداني سوى أنت.. وأشار بأصبعه نحوي.
اتجهت العيون يملأها العتاب، وتحركت الأيدي تلوم، واهتزت الرءوس تؤكد حديثه وتستطلع جوابًا لسؤاله: أين أنت عن واجب الصلاة والعزاء؟ وأضاف أحدهم ممن اتخذ الاستهزاء طريقًا: تُصلي وتصوم ولا تعرف حقوق القريب وواجبات الأسرة؟
ثم نفث حقدًا أسود من قلبه وهو يقول: أنت مظهر بدون مخبر وصورة بدون روح. تدعون أنكم اتخذتم الدين شعارًا ودثارًا وأنتم لم تقيموا صلبه.
قال محدثي كأنه يزيل حيرتي واستعجالي سماع ردة فعله ونهاية المجلس الغاضب والمحاكمة السريعة:
جعلتهم يتحدثون ما شاءوا وجعلت نفسي هدفًا لسهامهم حتى فرغت كنانة الكثير منهم.. ثم قلت للمتحدث الأول بصوت يسمعه الجميع: ما رأيك لو صليت صلاة المغرب أربع ركعات؟ هل يجوز لك ذلك؟ سكت ولم يجب وهو يحرك حاجبيه ويهز يده باستغباء عجيب، ولكني عدت وكررت السؤال وطلبت منه الإجابة بصوت مسموع حتى يسمع المجلس كله.. قال لي بعد تكرار السؤال عليه ثلاثة مرات: لا يجوز..
قلت له: قد أحسنت، هذا أمر الله ورسوله فنحن نطيعه في هذا، والله عز وجل ورسوله r أمرنا في الكتاب والسنة أن لا نصلي على من مات وهو لا يصلي وسماه كافرًا.. رفعت صوتي وأنا أفرغ سهمًا من كنانتي.. هل أسمع كلام الله ورسوله وأطيع أمرهما أم أسمع جعجعتك وهراءك؟!
استدرت نحو المجلس وأنا أقول: أمرنا أن لا نصلي على من مات وهو تارك الصلاة ولا نغسله ولا ندفنه في مقابر المسلمين.. لقد سلمت وأنبت وأطعت ونفذت، ولهذا صليت المغرب ثلاث ركعات كما يجب وتركت الصلاة على من لا يصلي كما يجب.
خيم الصمت على المجلس واستراحت النفوس وأغمدت السيوف فقد ظهر الأمر واضحًا جليًا، ولم أفرح انتصارًا لنفسي بل لما عطرت به المجلس من قول الحق.
قال محدثي: مرت شهور فإذا كثير من شباب أسرتنا وقد سمع ورأى هذا الموقف يعيد حساباته ويراجع أفعاله ويخشى أن يمر عليه يوم لا يجد فيه من يصلي عليه.. لقد كان هلاك هذا القريب رحمة لمن بعده وعبرة لمن خلفه.. ولا يزال يتردد في جنبات المسلمين قول الله عز وجل: }وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ{. وقول المصطفى r: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر».
وهكذا تمر الأيام عجلى، وتنطوي صفحات الأيام ويبقى للمرء ما قدم. فأطلق بصرك قليلاً لترى الأمر، ثم مد يدك للترحيب بالزائر القادم وأكرم وفادته فهو يقطع الأيام والشهور سائرًا نحوك..


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
......., من, الصحة, حجبته, إلى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:40 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.