انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-26-2008, 07:24 PM
أمّ يُوسُف أمّ يُوسُف غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي العلمانية لا تقبل التجزئة -3-

 



الواقع العملي المُعاش في البلاد العلمانية يؤكد أن مفهوم فصل الدين عن الدولة من الناحية العملية مفهوم أوسع مما نتصور؛
فالعلمانية هي دعوة شمولية لفصل الدين بكل قيمه عن حياة الناس العامة والخاصة، وإذا ما كانت هناك حرية ترجى فهي حرية مؤطرة في دائرة هذا الفصل.

العلمانية - على التفسير المعاصر للدولة بما هي عليه اليوم - تتجاوز مسألة كونها مرجعية منزوعة الدين، يتحاكم إليها المجتمع، إلى كونها نظامًا شاملاً يقصي الدين من الحياة!!

من الغريب فعلاً أن نجد لمَنْ لا يرون بأسًا في التلميح أو التصريح بعلمانيَّتهم تفسيرات مغلوطة عن العلمانية نفسها، فَهُم لتبرير تلك الدعوات - تحت ضغط الواقع - يعطون للعلمانية تفسيرًا خاصًّا بهم، مضمونه أن لا تناقض بينها وبين الدِّين، وأن غاية ما تدعو إليه هو الحدُّ من تأثير المؤسسات الدينية في تنظيم شؤون الدولة والمجتمع.

ولعل تفسيرهم (غير المسبوق) هذا، جعل تركيزهم منصبًّا على كل ما يرمز للدين في المجتمع، إنهم يهدفون إلى الحدِّ من تأثير المؤسسات الدينية على الدولة والمجتمع.

فهل هذا هو معنى العلمانية حقًّا؟!
وهل في أدبيات الفلاسفة والمفكرين والمنظرين إشارة إلى هذه العلمانية المجزأة قديمًا أو حديثًا!!
أم أن هذا اختلاق يحيدون به عن الحقيقة؟.

إن حقيقة الأمر:
أن الدعوة إلى هذه العلمانية المجزَّأة ما هي إلا جهل أو (تكتيك) في اتجاه إيجاد بيئة مجتمعية وسياسية ملائمة، تقبل دون اعتراض بالعلمانية الكاملة الشاملة، التي لا تقبل الوقوف عند الأخلاق والقيم الدينية؛ بل تتعداه - لا محالة - إلى ما هو أبعد من الأنظمة والسلطات، كما جرت بذلك العادة في البلدان التي تدرَّجت في استيعاب هذه التحولات خطوة بعد خطوة.

ولهذا نجد علماء الاجتماع في الغرب يقيسون انتصار العلمانية بتدنِّي نسبة المتديِّنين في واقع حياة الناس، وكل ما يمثِّل الدين في المجتمع ويرمز له، وليس فقط بمدى توافق القوانين والنظم للفصل بين الدين والدولة.

كما نجد بعض أنصاف المثقفين في الشرق ممَّن أُشربوا في قلوبهم عِجْلها بجهلهم، يحذون حذوهم شبرًا بشبر؛ فيستبشرون بانحصار كل ما يرمز للالتزام بالدين، بدايةً بسلوك الأفراد، ومرورًا بنشاطات المؤسسات الدينية، وانتهاءً بالمستوى التشريعي والسياسي! بل يخوضون حرب إشاعات إعلامية للترويج لذلك الانحصار بكل طرق الكذب والتدليس، وها هي مقالاتهم وأغاليطهم عن المرجعية الدينية وحركة التصحيح بكل وسائلها وأدواتها ومجالاتها وميادينها - شاهدةً ناطقةً بهذا الحال، وكأنَّ نجاح دعوتهم العلمانية هي بتحقيق ذلك الانحصار الديني على مستوى حياة الناس الخاصَّة.

لكن ما يؤكده الواقع، ويحاول الاتجاه العلماني المنبوذ تجاهله - أن العلمانية لم تجد لها في ديار المسلمين مكانًا؛ فعامة الدول العربية العلمانية تعيش بقوانينها العلمانية في وادٍ، بينما المجتمع المسلم في وادٍ آخر؛ لأنه لا يعترف إلا بشرع الله دينًا وحكمًا، وها هي صناديق الاقتراع كلما فُتح أمام الشعوب مجالٌ لانتخاباتٍ حرَّةٍ تشهد بهذا الأمر، حتى أصبح الغرب يخاف من إجراء انتخابات حرَّة نزيهة في بلدان المسلمين؛ لأنه يدرك مسبَّقًا أن النتيجة محسومة لصالح كل مَنْ يتبنَّى تحكيم الشريعة.
أليس هذا ما رأيناه في بلاد شتى؟!!.

فحتى بتطبيق مفهومها الشامل، وسيطرة مفهوم فصل الدين عن الدولة، وعن جزءٍ كبيرٍ من حياة الناس الخاصة - لم تستطع العلمانية أن تجد لها موطئ قدمٍ آمنٍ ترسخ فيها جذورها؛ فإذا نظرنا إلى العلمانية التركية التي فَصَلَت الدين عن كل مؤسسات الدولة فصلاً تامًّا، وأثارت إعجاب الغرب بذلك - نجد أن أحلام تلك المؤسسات (المنزوعة الدين) لم تتحقَّق!! فالمؤسسات التركية بأحلامها في وادٍ والمجتمع التركي المسلم المتديِّن في وادٍ آخر.. وهذا هو قمة الإفلاس العلماني، الذي أكَّدته صناديق الاقتراع على مدى سنين، كما يؤكِّده المَخَاض السياسي والاجتماعي التركي اليوم، والذي يشهد ولادة واقعٍ إسلاميٍّ جديد؛ أقضَّ مضاجع العسكر واللوبي العلماني ومَن وراءه.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-11-2008, 01:52 AM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً
هل هذه السلسلة لم تنتهي بعد..؟!

ويُرجى منكم عمل موضوع واحد فهرس فيه لنكات هذه المواضيع ويُثبت

وهيهات هيهات للعلمانيين وغيرهم
قال الله " يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "

والله نسأل ألا يؤتا الدين من نواحينا ومن ثغورنا
والحمد لله
..
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-17-2008, 08:46 PM
أمّ يُوسُف أمّ يُوسُف غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصعب مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصعب مشاهدة المشاركة

هل هذه السلسلة لم تنتهي بعد..؟ !

ويُرجى منكم عمل موضوع واحد فهرس فيه لنكات هذه المواضيع ويُثبت

..

إنتهت بفضل الله !!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:04 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.