الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الفرق بين المحبة المحرمة.. وبين المحبة العادية ...للشيخ محمد العريفي
أذكر بعض الضوابط في ذلك : تجد أن المحِب العاشق لا يهتم بدين محبوبه.. ولا بصلاحه.. وإن اهتم بذلك فهو يهتم به ظاهرياً ليبعد اللوم عن نفسه.. وأكثر ما يعجبه في محبوبه.. نظراته.. وحركاته.. بل قد يضل ويقع في الآثام من أجل موافقة محبوبه.. كما قال أحدهم وقد أحب امرأة فاسقة.. فإن تُسْلِمي نُسْلِم وإنْ تَتَنْصَّري يُعَلق رجالٌ بين أعينهم صُلْبا وتجد أن هذا العاشق.. ينبسط انبساطاً زائداً.. عند وجوده في مجلس مع معشوقه.. وينشرح صدره.. ويكثر كلامه وضحكه.. ويحاول أن يجذب الأنظار إليه.. بل ويحاول الجلوس بجانبه دائماً.. والمشي معه.. مع قبض اليدين على بعضهما.. ونحو ذلك.. وكذلك تجد أنه يديم إحداد النظر إليه..ولا يكاد يصرف عنه بصره مع الغيرة الشديدة على من يحب.. فإذا رآه مع غيره.. ضاق صدره.. ويحس أن ذلك الإنسان اعتدى على بعض خصوصياته.. ولا يصبر عنه أبداً.. بل إما أن يراه كل يوم.. أو يتصل به بالهاتف.. أو ينظر إلى صوره.. أو يقرأ رسائله.. فمن كانت عنده هذه الأعراض.. فليسارع إلى علاج نفسه.. فإنه مبتلى.. يا من يرى سقمي يزيد * وعلتي أعيت طبيبي لا تعجبن فهكذا * تجني العيون على القلوب فما هو السبب الأول.. والداهية العظمى.. والمصيبة الكبرى.. الذي يوقع في هذا الداء ؟! إنها السهم المسمومة.. إنها جناية العين.. كل الحوادث مبداها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * فتك السهام بلا قوس ولا وتر والمرء ما دام ذا عين يقلبها * في أعين الغيد موقوف على الخطر يســر مقلته ما ضر مهجته * لا مـرحباً بسرور عاد بالضرر نعم هي جناية العين.. بل.. إنها عقوبة المخالفة لقوله تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم }.. وقوله للمؤمنات : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ).. ما زلت تتبع نظرة في نظرة * في إثر كل مليحة ومليح وتظن ذاك دواء قلبك * وهو في التحقيق تجريح على تجريح نعم.. قد أفسد قلبه وجرّحه.. ومستفتحٌ باب البلاء بنظرة * تزوّد منها قلبه حسرة الدهر فوالله لا تدري أيدري بما جنت * على قلبه أم أهلكته ولا يدري قال ابن القيم رحمه الله : إن الله تعالى لما أمر بغض البصر أعقب ذلك بالأمر بحفظ الفرج.. ليدلّ بذلك على أن من أطلق بصره.. أداه ذلك إلى إطلاق فرجه.. نعم.. أيها الأخوة والأخوات.. وفي الحديث الذي أخرجه الحاكم وصححه ( النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه جل و عز إيماناً يجد حلاوته في قلبه ).. وفي الصحيحين : ( إن الله كتب على بن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة.. فزنا العين النظر.. وزنا اللسان المنطق.. والنفس تمنى وتشتهي.. والفرج يصدق ذلك.. أو يكذبه ) . فتأمل كيف بدأ بالعين.. وختم بالفرج.. ليدل أن إطلاق البصر.. هو طريق الزنا.. قال ابن القيم : دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة.. وصدق رحمه الله.. فإن المرء إذا تساهل بالسهم الأولى وهي النظرة.. أصابته السهم الثانية وهي النظر بالقلب فيتفكر ويتمنى.. ثم يتدخل الشيطان فيزين ويوسوس.. يقول له : افعلها وتب.. كل الشباب هكذا.. تمتع بحياتك.. فتتحول هذه الفكرة إلى عزيمة وهم.. فيبدأ يفكر ويخطط.. فإن لم يدافع ذلك.. صار فعلاً.. فإذا هتك الستر بينه وبين ربه.. هانت المعصية على النفس.. وتعودت على المعصية.. لكنه لو تعوذ بالله من أول نظرة.. وصاح بها كما صاح يوسف.. ويقول : { معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون }.. نعم.. هذا حال الأبرار المتقين.. { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون * وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون }.. وإطلاق البصر في الشهوات سبب لسوء الخاتمة والعياذ بالله.. من كتاب اعترافات عاشق للشيخ : محمد العريفي انشروووووووووه للفائدة جزاكم الله خيرا |
#2
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
...للشيخ, محمد, المحبة, المحرمة.., العادية, العريفي, الفرق, بين, وبين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|