#1
|
|||
|
|||
هذه قصتها ...
كنا قد أعلنا عن حاجتنا لمعلمات للقرآن فى دار أنشئ حديثا ، وكنت قد وُكل إلىَّ اختبار المتقدمين للتحفيظ من الرجال وكذا المتقدمات من التعليم من النساء.
وجاء دور إحدى الأخوات الفاضلات وهى في العقد الثالث من عمرها ، فاستمعت للقراءة فإذا بى أستمع قرآنا عجبا ، صفير وضجيج وهمس كالريح المرسلة وجهر يعصف بالآذان وشدة لا تسمح للحرف بأن يخرج من حيز الفم ويرى النور ، ورخاوة كالماء الجارى لا منتهى له. هذا هو - ما كانت تسميه - تحقيقا للحروف وبيانا للمخارج وتوضيحا للصفات ، ولا شك أنى أتحدث عن صورة متكررة ولم آت بجديد حتى الآن ، وإنما الجديد هو الحوار الآتى الذى دار بين لجنة الاختبار وبين الممُتحنة لتعلم الناس القرآن الكريم ، وسأتركك مع الحوار دون أي تدخل بتعليق منى ثم أعود إليك بإذن الله تعالى. الفاضلة : أحفظ 26 جزءَا من القرآن ، وأدرس الشاطبية مع فضيلة الشيخ ... اللجنة: اقرئى من قوله تعالى: أول الزمر الفاضلة: هذه من الأجزاء التى لم أحفظها. اللجنة: حسنا ، اقرئى من قوله تعالى: أول العنكبوت.. الفاضلة : الصمت الرهيب!! اللجنة:حسنا ، اقرئى سورة الفاتحة !!! الفاضلة : انطلقت تقرأ على الوصف الذى ذكرته لك آنفا. اللجنة: الواضح أنك غير حافظة للقرآن نهائيا ، ويلزمك أن تعلمى أنك يجب عليك أن تحفظين القرآن كما يحفظ أحدنا فى أول أمره ؛ فشأنك فيما تقولين أنك تحفظينه كشأنك فيما لا تحفظينه تماما. الفاضلة: صدقتم اللجنة: السؤال الذى يطرح نفسه ، لماذا تدرسين القراءات ولمَّا تتقنى القرآن حفظا أو تجويدا؟! الفاضلة: لأن الشيخ ... شيخ مشهور متقن وانتهزت فرصة أنه الآن يدرس الشاطبية بجوار منزلنا ( ويا عالم هتيجى فرصة ثانية أم لا )! اللجنة: هذا خطأ فظيع ، فالقراءات باقية بإذن الله تعالى ، طلب العلم مراحل ، أتقنى مرحلة ثم انتقلى لغيرها ، ثم إن القراءات تحتاج لحفظ متن الشاطبية حفظا كحفظ القرآن ليحصل لك حفظ القراءات ، وبدون المتن ستكون دراستك للقراءات نوعا من العبث وتضييع الأوقات ، ومن المعروف أن حفظ المتن يحتاج إلى وقت أضعاف أضعاف ما يحتاجه حفظ سورة من القرآن ، وذلك يؤثر سلبيا على حفظ القرآن ، فانتبهى فإن طلب علم القراءات يفتقر إلى نية خالصة لله سبحانه وتعالى ( ولا أنسى أبدا تلك التى سألتها لماذا تدرسين القراءات وأنت صفر فى النحو والحفظ سيئ ، فأجابت : بصراحة ووضوح : ريــــــــــــــــــــــاء ؛ فكل الأخوات فى الدار الذى أقوم بالتحفيظ فيه يدرسن القراءات ومعهن إجازات ، والذى لا يدرس القراءات ينظرن إليه نظرة انتقاص وازدراء ، لذا طلبت القراءات) . الفاضلة: فى الحقيقة ، ما جئت إلا لأسمع تلك الكلمات ، فأنا أريد الحق حيث كان. اللجنة: أولا : تتركى دراسة القراءات نهائيا ؛ فإن ذلك ليس مرحلتك. ثانيا: ابدئى الحفظ بداية جديدة من أول سورة الفاتحة إلى سورة الناس ثالثا: نبذ التكلف في القراءة ؛ فإن التكلف في القراءة بدعة حذر من علماء التجويد والقراءات ، ولم يكن من هدى النبي صلى الله عليه وسلم التكلف فى القراءة بل القراءة السهلة الرسلة الغضة الطرية ، واللاتى يقلن بأنه تحقيق وضبط للمخارج والصفات ، نقول لهن: هل فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هاتين برهانكن ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، فنحن لدينا مراجع صوتية تشهد بأن القراءة السهلة هى طريقة القراء المتقنين مثل الشيخ الحصرى والمنشاوى وغيرهما ، أما أنتن فليس لكنَّ مرجع صوتى إلا الهوى ، والأخذ من الكتب دون شيخ متقن ماهر فى الأداء. واستجابت الفاضلة للنصح كاملا ، فأتقنت حفظ القرآن الكريم فى مدرستنا (الحصون الخمسة) فى سنة تقريبا ، وهى الآن من أسرع الناس قراءةَ ، ومن أتقن الناس حفظا للقرآن ؛ فقد قرأت وصديقة لها غيبا عن ظهر قلب خمسة أجزاء من القرآن (11- 15) فى حوالى 90 دقيقة تقريبا ، وهى الآن من المتقنات بمواضع المتشابهات اللفظية ، حصرا وضبطا وسردا ، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات. أقول: هذا لم يكن بالراحة ، وإنما بالتعب وترك الملذات والسعى وصدق الطلب وإخلاص النية - نحسبها كذلك - وبالأدب فى الطلب ، رزقنا الله وإياكم حفظ كتابه خالصا لوجهه الكريم ، وبارك اللهم لفاضلتنا الكريمة فى حفظها واجعله خالصا لوجهك الكريم. وعلى الوجه الآخر ، يأتى الواحد منهم يقول إنى حافظ وأحتاج إلى تثبيت وكذلك الواحدة منهن ، ولا يقتنع أبدا أن حفظه ركيك جدا ، ونمضى معه إلى أن يبلغ سورة التوبة ، ثم تأتى سورة يونس ، أو على الأكثر نصف القرآن ويظهر عور الحفظ ، فتبدأ الأعذار العجيبة ، والححج الواهية الداحضة لا مجال لذكرها فهى حقا مضحكة جدا وتعكس شخصية صاحبها من التهاون وحب الظهور معا إلا ما رحم ربى ، للحديث بقية بإذن الله تعالى. |
#2
|
|||
|
|||
اللهم بصرنا بأمور ديننا وحقيقة انفسنا
|
#3
|
|||
|
|||
واستجابت الفاضلة للنصح كاملا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه |
#4
|
|||
|
|||
رزقنا الله و إياكم الإخلاص في القول والعمل
بارك الله فيكم .
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
..., هذه, قصتها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|