#1
|
||||
|
||||
في ذكر سورة البقرة وفضائلها العظيمة
بقلم :نايف بن محمد بن سعد الراجحي أخي المسلم أختي المسلمة: إن سورة البقرة عظيمة جداً، وهي أطول سورة في كتاب الله سبحانه وتعالى، وإن أمرها عظيم، وفضائلها كبيرة وكثيرة وعظيمة وجليلة، لا تعد ولا تحصى، ونذكر بعض ما جاء في فضائلها وهو كما يلي: أولاً: إن سورة البقرة هي سنام القرآن وذروته، وذلك للحديث الذي يروى عن معقل بن يسار -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ من تحت العرش فوصلت بها". ثانياً: لقد ذكر في الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان". ثالثاً: لقد روي عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط". وقال: "إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً، وإن لباب القرآن المفصل، وإن من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة: أربع من أولها، وآية الكرسي وآيتان بعدها، وثلاث آيات من آخرها". وفي رواية: "لم يقربه يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه، ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق". وإليك أخي المسلم هذه الآيات للعلم والعمل للحصول على الحصانة: أولاً: سورة الفاتحة: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفَاتِحَة: 1-7]. ثانيًا: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾ [البَقَرَة: 1-4]. ثالثًا: آية الكرسي وآيتان بعدها: ﴿ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ * لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البَقَرَة: 255-257]. رابعًا: ثم ثلاث آيات من آخر سورة البقرة: ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ * آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البَقَرَة: 284-286]. خامسًا: روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جعله على حفظ الزكاة في رمضان، قال: فأتاه آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فقال: لأرفعنك إلى رسول الله... فقص الحديث كاملاً فقال: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح". فقال: "صدقك وهو كذوب، ذلك شيطان". سادسًا: عن بريدة عن أبيه -رضي الله عنه- قال: كنت جالساً عند النبي فسمعته يقول: "تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة" (يعني السحرة). قال: ثم سكت ساعة، ثم قال: "تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان (أو غيايتان) أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى المُلْك بيمينه، والخُلْد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذّاً كان أو ترتيلاً". سابعًا: في الحديث عن النواس بن سمعان الكلابي قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران". قال: وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال ما نسيتهن، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما". ثامنًا: جاء في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو أمامة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت". أخي المسلم أختي المسلمة: ما أعظم وأجل وأرفع وأبرك هذه الفضائل العظيمة؟ فهل تعلمنا وعملنا به وهذا شيء مهم جدًا وينبغي الحرص عليه ومع هذا كم ضيعنا من الوقت في غير طاعة الله سبحانه وتعالى؟! فالله الله في المحافظة التامة على هذه الفضائل العظيمة، وكذلك المحافظة التامة على أوقات أعمارنا؛ لأنها محسوبة علينا. تاسعًا: عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان" فينبغي المحافظة على ذلك والحصن عليه. عاشرًا: إن هاتين الآيتين عظيمتين، وإن من قرأ الآيات العشر التي مر ذكرها ومنها هاتان الآيتان لم يقربه شيطان، ولا يزال عليه من الله حافظ حتى يصبح. وتكملة في الفضل وزيادة في الأجر فإن من قرأها بعد العشاء الآخرة كتب له قيام ليلة كاملة، وقيل: كفتاه قيام الليل، وهذه الفضائل العظيمة ينبغي علينا جميعاً الحرص عليها والعمل بها وتطبيقها وتعليمها للغير، فإن من قام بذلك بصدق وإخلاص ويقين تحققت له هذه الفضائل العظيمة، نسأل الله أن لا يحرمنا الأجر والثواب، وأن يجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة، اللهم آمين. حادي عاشر: إن من قرأ هذه العشر الآيات المذكورة وهي: أربع من أول سورة البقرة، وآية الكرسي وآيتان بعدها، وثلاثة آيات من آخرها، وقد جاء ذكرها مفصلاً، هي في الواقع الحصن الحصين والدرع الواقي والحصانة الإلهية من الرب العظيم الكريم لكل من عمل بها، وحافظ عليها في الصباح والمساء له ولأسرته ولجيرانه إذا نوى ذلك، نسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح، اللهم آمين. فنسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا جميعاً للعمل بالقرآن العظيم وتعلمه وتعليمه للغير، ففي ذلك كل الخير والصلاح والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. كما أنني أوصيكم ونفسي بقراءة هذه الآية العظيمة آية الكرسي دبر كل صلاة مفروضة لنحوز على هذا الفضل العظيم.
|
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
بارك الله فيكِ وجعلنا وإياكِ من أهل القرآن وخاصته
|
#3
|
||||
|
||||
اللهم آمين وإياكِ أم كريم
وشكرا ع المرور الطيب.
|
#4
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا واحسن الله لكم ونفعنا بكم
|
#5
|
||||
|
||||
وخيرا جزاكم ونفع بكم
|
#6
|
|||
|
|||
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع
|
#7
|
||||
|
||||
وخيرا جزاكِ وبارك الله فيكِ أختي الفاضلة أم وائل
أسعدني مرورك الطيب
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|