القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
لو ذكرتم المصدر بارك الله فيكم
ولي عودة إن شاء الله جزاكم الله خيرًا و نفع بكم .
|
#12
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا على حسن متابعتكم , فهذه السلسلة المباركة مستندة إلى كلام الله تعالى من أولها إلى أخرها ( القرآن العظيم ). ومستندة أيضا إلى الأحاديث الصحيحة.. وكتب التفسير الكبرى مثل إبن كثير والطبرى والساعدي وفي ظلال القرآن..وغيرها.. وقد أستعين بدروس فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله , وبعض كتب تمهيدي ماجيستير التي درستها في المعهد العالي للدراسات الإسلامية.. والجديد في هذه السلسلة أنها تعرض بحسب وردها في سور القرآن مرتبة بترتيبه .. فكثير من المؤلفات في هذا الموضوع يعرض القصة كاملة من أولها إلى أخرها ويستشهد بالأيات الكريمة والأحاديث الصحيحة.. وهذا عمل رائع لا غبار عليه.. ولكني بتوفيق الله تعالى أنظر إلى الهدف من ورود الآيات ..وأنها تخاطب واقع البشر في كل زمان ومكان ..وتأخذ بأيديهم إلى صراط الله الحميد.. مع الإلتزام الشديد بالتفسير المعتمد ...فلا أقحم رآيي ..ولكن أنظر في أقوال العلماء ..وأنتقي منها مايناسب فهم القارئ .. ثم أكتبها في مدونتي أولا ...ثم أعيد قرآتها مرات عديدة ..لتعديل بعض ما وقع مني من سهو أو نسيان. http://1anbiaa.blogspot.com/ أسأل الله العلي العظيم أن يديم علينا تدبر آياته العظيمة التي تضيئ لنا الطريق اليه.. ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الأخلاص على الدوام.. وأن يدخلنا جنات النعيم مع الأبرار.. دمتم في رعاية الله وأمنه.. |
#13
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم عليه السلام) وبعض آيات من سورة الأعراف يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ - 31 والخطاب لبني أدم لتذكيرهم بأبيهم , والنعيم في ظل الطاعة لشريعة الله تعالى, والشقاء المترتب على المعصية... جاء في تفسير القرطبي المسمى ( أحكام القرآن ) : " قيل إن العرب في الجاهلية كانوا لا يأكلون دسماً في أيام حجهم , ويكتفون باليسير من الطعام , ويطوفون عراة . فقيل لهم : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد , وكلوا واشربوا , ولا تسرفوا ) أي لا تسرفوا في تحريم ما لم يحرم عليكم " .. والإسراف يكون بتجاوز الحد , كما قد يكون بتحريم الحلال . كلاهما تجاوز للحد . هذا باعتبار , وذاك باعتبار . ولا يكتفي السياق بالدعوة إلى اتخاذ الزينة عند كل مسجد , وإلى الاستمتاع بالطيب من الطعام والشراب . بل يستنكر تحريم هذه الزينة التي أخرجها الله لعباده , وتحريم الطيبات من الرزق . فمن المستنكر أن يحرم أحد - برأيه - ما أخرجه الله للناس من الزينة أو من الطيبات . فتحريم شيء أو تحليله لا يكون إلا بشرع من الله تعالى.. قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ, قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ – 32 قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ – 33 يقول تعالى منكرا على من تعنت، وحرم ما أحل اللّه من الطيبات ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ﴾ من أنواع اللباس على اختلاف أصنافه، والطيبات من الرزق، من مأكل ومشرب بجميع أنواعه ، أي : مَن هذا الذي يقدم على تحريم ما أنعم اللّه بها على العباد ، ومن ذا الذي يضيق عليهم ما وسَّعه اللّه ؟". وهذا التوسيع من اللّه لعباده بالطيبات، جعله لهم ليستعينوا به على عبادته، فلم يبحه إلا لعباده المؤمنين، ولهذا قال: ﴿ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ أي : لا تبعة عليهم فيها. ومفهوم الآية أن من لم يؤمن باللّه، بل استعان بها على معاصيه، فإنها غير خالصة له ولا مباحة، بل يعاقب عليها وعلى التنعم بها، ويُسأل عن النعيم يوم القيامة. ﴿ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ ﴾ أي : نوضحها ونبينها ﴿ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ لأنهم الذين ينتفعون بما فصله اللّه من الآيات، ويعلمون أنها من عند اللّه، فيعقلونها ويفهمونها. ثم ذكر المحرمات التي حرمها اللّه في كل شريعة من الشرائع فقال : ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ ﴾ أي : الذنوب الكبار التي تستفحش وتستقبح لشناعتها وقبحها، وذلك كالزنا واللواط ونحوهما. وقوله : ﴿ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ أي : الفواحش التي تتعلق بحركات البدن، والتي تتعلق بحركات القلوب، كالكبر والعجب والرياء والنفاق، ونحو ذلك، ﴿ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ أي : الذنوب التي تؤثم وتوجب العقوبة في حقوق اللّه، والبغي على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، فدخل في هذا الذنوبُ المتعلقةُ بحق اللّه، والمتعلقةُ بحق العباد. ﴿ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ﴾ أي : حجة، بل أنزل الحجة والبرهان على التوحيد. والشركُ هو أن يشرك مع اللّه في عبادته أحد من الخلق، وربما دخل في هذا الشرك الأصغر كالرياء والحلف بغير اللّه، ونحو ذلك. ﴿ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه. فكل هذه قد حرمها اللّه، ونهى العباد عن تعاطيها، لما فيها من المفاسد الخاصة والعامة، ولما فيها من الظلم والتجري على اللّه، والاستطالة على عباد اللّه، وتغيير دين اللّه وشرعه. ( تفسير السعدي ) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ, وهكذا ندرك أن الاختبار الذي تعرض له أبينا أدم من النعيم في الجنة والتمتع بالإكل من كل ثمارها وتحريم شجرة واحدة , نموذج حي لحياة البشرية على الأرض إلى قيام الساعة..وأن السعادة في الطاعة والشقاء في المعصية.. يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ - 31 ******** دمتم في رعاية الله وأمنه وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى |
#14
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
أنبياء الله في القرآن العظيم ( أدم عليه السلام ) بعض آيات من سورة الإسراء وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا -61 قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا - 62 قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا - 63 وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا - 64 إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا – 65 ينبه تبارك وتعالى عباده على شدة عداوة الشيطان وحرصه على إضلالهم وأنه لما خلق الله آدم استكبر عن السجود له و ﴿ قَالَ ﴾ متكبرا: ﴿ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ﴾ أي : من طين وبزعمه أنه خير منه لأنه خلق من نار. وقد تقدم فساد هذا القياس الباطل من عدة أوجه. إنه حسد إبليس لآدم يجعله يذكر الطين ويغفل نفخة الله في هذا الطين ! فلما تبين لإبليس تفضيل الله لآدم ﴿ قَالَ ﴾ مخاطبا لله: ﴿ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ﴾ أي : لأستأصلنهم بالإضلال ولأغوينهم ﴿ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ عرف الخبيث أنه لا بد أن يكون منهم من يعاديه ويعصيه. ( تفسير السعدي ) ( يقول الشهيد سيد قطب في ظلال القرآن ) ويغفل إبليس عن استعداد الإنسان للخير والهداية استعداده للشر والغواية . عن حالته التي يكون فيها متصلا بالله فيرتفع ويسمو ويعتصم من الشر والغواية , ويغفل عن أن هذه هي مزية هذا المخلوق التي ترفعه على ذوي الطبيعة المفردة التي لا تعرف إلا طريقا واحدا تسلكه بلا إرادة . فالإرادة هي سر هذا المخلوق العجيب . فقال الله له: ﴿ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾ اذهب فحاول محاولتك . اذهب مأذونا في إغوائهم . فهم مزودون بالعقل والإرادة , يملكون أن يتبعوك أو يعرضوا عنك ﴿ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾ مغلبا جانب الغواية في نفسه على جانب الهداية , معرضا عن نداء الرحمن إلى نداء الشيطان , غافلا عن آيات الله في الكون , وآيات الله المصاحبة للرسالات.. واختارك على ربه ووليه الحق، ﴿ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ﴾ أي : مدخرا لكم موفرا جزاء أعمالكم. ثم أمره الله أن يفعل كل ما يقدر عليه من إضلالهم فقال : ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ﴾ ويدخل في هذا كل داع إلى المعصية. ﴿ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ﴾ ويدخل فيه كل راكب وماش في معصية الله فهو من خيل الشيطان ورجله. وهو تجسيم لوسائل الغواية والإحاطة , والاستيلاء على القلوب والمشاعر والعقول . فهي المعركة الصاخبة , تستخدم فيها جميع الوسائل.. ولعل أشد الوعود إغراء الوعد بالعفو والمغفرة بعد الذنب والخطيئة ; وهي الثغرة التي يدخل منها الشيطان على كثير من القلوب التي يعز عليه غزوها من ناحية المجاهرة بالمعصية والمكابرة . فيتلطف حينئذ إلى تلك النفوس المتحرجة , ويزين لها الخطيئة وهو يلوح لها بسعة الرحمة الإلهية وشمول العفو والمغفرة ! ( الظلال ) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ – 6 الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ - 7 الانفطار يا أيها الإنسان ما الذي جعلك تغتَرُّ بربك الجواد كثير الخير الحقيق بالشكر والطاعة , أليس هو الذي خلقك فسوَّى خلقك فعَدَلك, وركَّبك لأداء وظائفك, في أيِّ صورة شاءها خلقك ؟ ****** ﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ ﴾ وذلك شامل لكل معصية تعلقت بأموالهم وأولادهم من منع الزكاة والكفارات والحقوق الواجبة، وعدم تأديب الأولاد وتربيتهم على الخير وترك الشر وأخذ الأموال بغير حقها أو وضعها بغير حقها أو استعمال المكاسب الردية. بل ذكر كثير من المفسرين أنه يدخل في مشاركة الشيطان في الأموال والأولاد ترك التسمية عند الطعام والشراب والجماع، وأنه إذا لم يسم الله في ذلك شارك فيه الشيطان كما ورد فيه الحديث. ﴿ وَعِدْهُمْ ﴾ الوعود المزخرفة التي لا حقيقة لها ولهذا قال: ﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ أي : باطلا مضمحلا كأن يزين لهم المعاصي والعقائد الفاسدة ويعدهم عليها الأجر لأنهم يظنون أنهم على الحق، وقال تعالى في سورة البقرة : ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ﴾ ولما أخبر عما يريد الشيطان أن يفعل بالعباد وذكر ما يعتصم به من فتنته وهو عبودية الله والقيام بالإيمان والتوكل فقال: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾ أي : تسلط وإغواء بل الله يدفع عنهم - بقيامهم بعبوديته - كل شر ويحفظهم من الشيطان الرجيم ويقوم بكفايتهم. ﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ لمن توكل عليه وأدى ما أمر به. إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا.. ******** دمتم في رعاية الله وأمنه وإلى لقاء قادم بإذن الله تعالى |
#15
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم عليه السلام) وبعض آيات من سورة الكهف تعرض مشاهد اليوم ضمن معرض مشاهد القيامة والصور الحية التي تعرض في الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا – 50 تعرض الآيات حقيقة إبليس لعنه الله , فكان من الجن وليس من الملائكة, ثم إنه فسق أي خرج عن طاعة الله تعالى. فهل يعقل أن يتخذه الإنسان ولي من دون الله ؟؟؟ وقد حسد أبينا أدم وامتنع عن السجود , إذ كان الأمر بالسجود للملائكة ويشمله أيضا.. ومما يثيرالعجب أن من أبناء آدم يتخذون الشياطين أولياء , وقد علموا أنهم لهم أعداء , وبذلك ينتهون إلى العذاب في يوم الحساب مع المشركين. هؤلاء الذين وقفوا ذلك الموقف كانوا يعرفون أن الشيطان عدو لهم , ولكنهم تولوه فقادهم إلى ذلك الموقف العصيب . فما أعجب أن يتولوا إبليس وذريته وهم لهم عدو منذ ما كان بين آدم وإبليس..1 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا... يخبر تعالى، عن عداوة إبليس لآدم وذريته، وأن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، إكراما وتعظيما، وامتثالا لأمر الله، فامتثلوا ذلك .. ﴿ إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ وقال : ﴿ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا – 61 الإسراء ﴾ وقال: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ -76 ص ﴾ فتبين بهذا عداوته لله ولأبيكم ولكم. فكيف تتخذونه وذريته أي : الشياطين ﴿ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ أي: بئس ما اختاروا لأنفسهم من ولاية الشيطان ، الذي لا يأمرهم إلا بالفحشاء والمنكر عن ولاية الرحمن ، الذي كل السعادة والفلاح والسرور في ولايته. وفي هذه الآية، الحث على اتخاذ الشيطان عدوا ، وذكر السبب الموجب لذلك . وأي : ظلم أعظم من اتخذ عدوه الحقيقي وليا ، وترك الولي الحميد ؟ ". قال تعالى : ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾ البقرة وقال تعالى : ﴿ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ 30 الأعراف ******** مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا – 51 وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا – 52 واتخاذ إبليس وذريته أولياء يتمثل في تلبية دواعي المعصية والتولي عن دواعي الطاعة . ولماذا يتولون أعداءهم هؤلاء ؟؟؟ وليس لديهم علم ولا لهم قوة . فالله لم يشهدهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم فيطلعهم على غيبه . والله لا يتخذهم عضدا فتكون لهم قوة... بل المنفرد بالخلق والتدبير، والحكمة والتقدير، هو الله، خالق الأشياء كلها، المتصرف فيها بحكمته، فكيف يجعل له شركاء من الشياطين، يوالون ويطاعون، كما يطاع الله، وهم لم يخلقوا ولم يشهدوا خلقا، ولم يعاونوا الله تعالى؟! ولهذا قال: ﴿ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ أي: معاونين، مظاهرين لله على شأن من الشئون، أي: ما ينبغي ولا يليق بالله، أن يجعل لهم قسطا من التدبير، لأنهم ساعون في إضلال الخلق والعداوة لربهم، فاللائق أن يقصيهم ولا يدنيهم. ولما ذكر حال من أشرك به في الدنيا، وأبطل هذا الشرك غاية الإبطال، وحكم بجهل صاحبه وسفهه، أخبر عن حالهم مع شركائهم يوم القيامة، وأن الله يقول لهم : ﴿ نَادُوا شُرَكَائِيَ ﴾ بزعمكم أي: على موجب زعمكم الفاسد، وإلا فبالحقيقة ليس لله شريك في الأرض، ولا في السماء، أي: نادوهم، لينفعوكم، ويخلصوكم من الشدائد، ﴿ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ﴾ لأن الحكم والملك يومئذ لله، لا أحد يملك مثقال ذرة من النفع لنفسه ولا لغيره. ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ ﴾ أي : بين المشركين وشركائهم ﴿ مَوْبِقًا ﴾ أي، مهلكا، يفرق بينهم وبينهم، ويبعد بعضهم من بعض، ويتبين حينئذ عداوة الشركاء لشركائهم، وكفرهم بهم، وتبريهم منهم، كما قال تعالى ﴿ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾.....2 ******** وهكذا نرى الصورة واضحة تماما لا غموض فيها , صورة إبليس وتكبره على أمر الله تعالى , ثم حسده لأدم وتوعده بإغواء بني أدم وصدهم عن طريق الحق...وتزين طريق الشر بكل السبل.. ومع هذا الوضوح التام في الصورة تجد من البشر من يخذ الشياطين أولياء من دون الله.. نعوذ بالله من الشيطان الرجيم. 1-في ظلال القرآن 2- تفسير السعدي ********* دمتم في رعاية الله وأمنه وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى |
#16
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم عليه السلام) وبعض آيات من سورة طه وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا - 113 فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا -114 وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا - 115 تعرض قصة نبي الله آدم في صورة طه وربطها بالواقع , واقع رسالة الإسلام الذي يأخذ بيد البشرية إلى النجاة إلى جنات الخلد والنعيم الأبدي يوم الدين.. قال تعالى في سورة يونس : وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ - 25 لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ – 26 فالقرآن العظيم هو كلام الله تعالى لأهل الأرض , ففيه علم الأولين والأخرين , وهو حبل النجاة من ظلمات الجهل والضلال.. حيث ورد في ذلك الكتاب عقيدة التوحيد , وأسماء و صفات الجلال لله تعالى...فمن أين لبشر معرفتها ؟ وشريعة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان , ودارسي القانون يعلمون أن الشرائع تتكون عبر مئات السنين , ولا تكتمل . فمن جاء بشريعة الإسلام المتكاملة بهذا المستوى الراقي الذي يشيع العدل والأمان في المجتمعات الإنسانية. وجاء القرآن بدستور للأخلاق رفيعة عالية شهد لها العالم, فدخلوا في دين الله أفواجا بسبب تلك الأخلاق. كما جاء بأخبار الأمم السابقة التي لايعرفها إلا متخصصون في علوم التاريخ , وأخبار الدار الأخرة , فمن أين لبشر معرفتها ؟ وبيان بدأ الخلق . حيث لا يستطيع عقل بشري أن يخوض في ذلك الأمر. وورد في القرآن العظيم من العلوم التي تم إكتشافها حديثا , ومازال عطاء القرآن متجدد في هذا المجال . والقرآن معجز في بيانه ونظمه وترتيب آياته . وقد أعجز العرب والعجم أن يأتوا بمثله . قال تعالى : قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا – 88 الإسراء وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -107 الأنبياء ****** وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا - 113 أي: وكذلك أنزلنا هذا الكتاب، باللسان الفاضل العربي، الذي تفهمونه وتفقهونه، ولا يخفى عليكم لفظه، ولا معناه. ﴿ وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ﴾ أي : نوعناها أنواعا كثيرة، تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام ، وتارة بذكر المثلات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة، وتارة بذكر آثار الذنوب، وما تكسبه من العيوب، وتارة بذكر أهوال القيامة، وما فيها من المزعجات والمقلقات، وتارة بذكر جهنم وما فيها من أنوع العقاب وأصناف العذاب، كل هذا رحمة بالعباد، لعلهم يتقون الله فيتركون من الشر والمعاصي ما يضرهم، ﴿ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ فيعملون من الطاعات والخير ما ينفعهم،...1 ******* فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا -114 فتعالى الله الملك الحق الذي تعنو له الوجوه ; ويخيب في حضرته الظالمون ويأمن في ظله المؤمنون الصالحون . . هو منزل هذا القرآن من عليائه , فلا يعجل به لسانك , فقد نزل القرآن لحكمة , ولن يضيعه . إنما عليك أن تدعو ربك ليزيدك من العلم , وأنت مطمئن إلى ما يعطيك , لا تخشى عليه الذهاب . وما العلم إلا ما يعلمه الله فهو الباقي الذي ينفع ولا يضيع . ويثمر ولا يخيب.. وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا - 115 وعهد الله إلى آدم كان هو الأكل من كل الثمار سوى شجرة واحدة , تمثل المحظور الذي لا بد منه لتربية الإرادة , وتأكيد الشخصية , والتحرر من رغائب النفس وشهواتها بالقدر الذي يحفظ للروح الإنسانية حرية الانطلاق من الضرورات عندما تريد ; فلا تستعبدها الرغائب وتقهرها . وهذا هو المقياس الذي لا يخطئ في قياس الرقي البشري . فكلما كانت النفس أقدر على ضبط رغائبها والتحكم فيها والاستعلاء عليها كانت أعلى في سلم الرقي البشري . وكلما ضعفت أمام الرغبة وتهاوت كانت أقرب إلى البهيمية وإلى المدارج الأولى . من أجل ذلك شاءت العناية الإلهية التي ترعى هذا الكائن الإنساني أن تعده لخلافة الأرض باختبار إرادته , وتنبيه قوة المقاومة فيه , وفتح عينيه على ما ينتظره من صراع بين الرغائب التي يزينها الشيطان , وإرادته وعهده للرحمن ...2 ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ ) أي: ولقد وصينا آدم وأمرناه، وعهدنا إليه عهدا ليقوم به، فالتزمه، وأذعن له وانقاد، وعزم على القيام به، ومع ذلك نسي ما أمر به، وانتقضت عزيمته المحكمة، فجرى عليه ما جرى، فصار عبرة لذريته على مر العصور، وصارت طبائعهم مثل طبيعته، نسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ فخطئوا، ولم يثبت على العزم المؤكد، وهم كذلك، وبادر بالتوبة من خطيئته، وأقر بها واعترف، فغفرت له،....1 وكذلك لبني أدم إلى قيام الساعة فباب التوبة مفتوح لا يغلق حتي تطلع الشمس من مغربها... 1 – تفسير السعدي 2 – في ظلال القرآن ********* وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى |
#17
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم أنبياء الله في القرآن العظيم (أدم عليه السلام) وبعض آيات من سورة طه وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى - 116 فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى – 117 إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى - 118 وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى – 119 فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى - 120 فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى - 121 ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى - 122 ***** وهكذا تختم قصة نبي الله " آدم " عليه وعلى نبينا وسائر الأنبياء الصلاة والسلام.. تختم بالاصطفاء والتوبة والقرب من الله العلي الحكيم لأبينا آدم.. ونلاحظ من الآيات السابقة طبيعة الحياة على الأرض ... ( فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ) فالحياة على الأرض تتسم بالمكابدة والكفاح وبذل الجهد للوصول إلى العيش الكريم , قال تعالى في سورة البلد : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) والمؤمن يبذل جهده في وجوه الخير طيلة العمر حتى يلاقي ربه مخلصا من كل شوائب الشرك , فالغاية عنده هي رضى الله تعالى , حيث النعيم الأبدي. أما غير المؤمن يبذل جهده في هذه الدنيا لغايات عديدة منها صالحة وغير صالحة , فيحصل على نتائج ما يريد في الدنيا ولا نصيب له في الأخرة إلا الشقاء . فقد شقي في الدنيا والأخرة . قال تعالى: كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا – 20 الإسراء ****** وفي ظل رسالة الله تعالى يعيش المؤمن في نعيم رغم عناء الدنيا ومشقتها .. ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة.. فنعيم الأخرة وجنات الخلد والعتق من النار هو الخروج من سجن الدنيا.. بينما تكون الدنيا جنة للكافرين والمتكبرين لما يرونه من سجن الأخرة.. ففي الحديث الشريف : الذي رواه الترمذي في سننه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى : بولس تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال.. ****** قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى - 123 وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى -124 قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا - 125 قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى - 126 وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى - 127 ******* ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ) أي الكتب والرسل، فإن من اتبعه اتبع ما أمر به ، واجتنب ما نهي عنه ، فإنه لا يضل في الدنيا ولا في الآخرة ، ولا يشقى فيهما ، بل قد هدي إلى صراط مستقيم ، في الدنيا والآخرة ، وله السعادة والأمن في الآخرة. وقد نفى عنه الخوف والحزن في آية أخرى، بقوله : ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ -38 البقرة ﴾ ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ﴾ أي : كتابي الذي يتذكر به جميع المطالب العالية ، وأن يتركه على وجه الإعراض عنه ، أو ما هو أعظم من ذلك، بأن يكون على وجه الإنكار له، والكفر به ﴿ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ أي : فإن جزاءه ، أن نجعل معيشته ضيقة مشقة ، ولا يكون ذلك إلا عذابا. وفسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر، وأنه يضيق عليه قبره، ويحصر فيه ويعذب ، جزاء لإعراضه عن ذكر ربه .. وبعض المفسرين، يرى أن المعيشة الضنك، عامة في دار الدنيا، بما يصيب المعرض عن ذكر ربه ، من الهموم والغموم والآلام ، التي هي عذاب معجل ، وفي دار البرزخ ، وفي الدار الآخرة ، لإطلاق المعيشة الضنك ، وعدم تقييدها. ﴿ وَنَحْشُرُهُ ﴾ أي: هذا المعرض عن ذكر ربه ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ أي أعمى البصر على الصحيح ، كما قال تعالى : ﴿ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا – 97 الإسراء ﴾... ( تفسير السعدي ) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا - 125 قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى - 126 وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى - 127 ****** وهكذا ندرك مدى أهمية القصص القرآني في بناء العقيدة الصحيحة لدى الإنسان ..وتبصرته بحقيقة وجوده على الأرض , والمصير في البرزخ , والخلود الأبدي في الآخرة حيث النعيم للؤمنين , والعذاب للكافرين.. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المؤمنين المخلصين.. مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين. ******* وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى |
#18
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
أنبياء الله في القرآن العظيم (إبراهيم عليه السلام) وبعض آيات من سورة البقرة وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ – 124 وإبراهيم عليه السلام، هو أفضل الأنبياء كلهم بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب، وهو الذي دعا الخلق إلى الله، وصبر على ما ناله من العذاب العظيم، فدعا القريب والبعيد، واجتهد في دعوة أبيه، بقدر ما أمكنه... ( السعدي ) ويجيء الحديث عن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ; والحديث عن البيت الحرام وبنائه وعمارته وشعائره . . في جوه المناسب , لتقرير الحقائق الخالصة في ادعاءات اليهود والنصارى والمشركين جميعا حول هذا النسب وهذه الصلات . ولتقرير قضية القبلة التي ينبغي أن يتجه إليها المسلمون . . كذلك تجيء المناسبة لتقرير حقيقة دين إبراهيم - وهي التوحيد الخالص - وبعد ما بينها وبين العقائد المشوهة المنحرفة التي عليها أهل الكتاب والمشركون سواء ; وقرب ما بين عقيدة إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب - وهو إسرائيل الذي ينتسبون إليه - وعقيدة الجماعة المسلمة بآخر دين . ولتقرير وحدة دين الله , واطراده على أيدي رسله جميعا , ونفي فكرة احتكاره في أيدي أمة أو جنس . وبيان أن العقيدة تراث القلب المؤمن لا تراث العصبية العمياء . وأن وراثة هذا التراث لا تقوم على قرابة الدم والجنس ولكن على قرابة الإيمان والعقيدة . فمن آمن بهذه العقيدة ورعاها في أي جيل ومن أي قبيل فهو أحق بها من أبناء الصلب واقرباء العصب... فالدين دين الله . وليس بين الله وبين أحد من عباده نسب ولا صهر ... هذه الحقائق التي تمثل شطرا من الخطوط الأساسية في التصور الإسلامي , يجلوها القرآن الكريم هنا في نسق من الأداء عجيب , وفي عرض من الترتيب والتعبير بديع . . يسير بنا خطوة خطوة من لدن إبراهيم - عليه السلام - منذ أن ابتلاه ربه واختبره فاستحق اختياره واصطفاءه , وتنصيبه للناس إماما . . إلى أن نشأت الأمة المسلمة المؤمنة برسالة محمد [ صلى الله عليه وسلم ] استجابة من الله لدعوة إبراهيم وإسماعيل وهما يرفعان القواعد من البيت الحرام ; فاستحقت وراثة هذه الأمانة دون ذرية إبراهيم جميعا , بذلك السبب الوحيد الذي تقوم عليه وراثة العقيدة . سبب الإيمان بالرسالة , وحسن القيام عليها , والاستقامة على تصورها الصحيح . وفي ثنايا هذا العرض التاريخي يبرز السياق : أن الإسلام - بمعنى إسلام الوجه لله وحده - كان هو الرسالة الأولى , وكان هو الرسالة الأخيرة . . هكذا اعتقد إبراهيم , وهكذا اعتقد من بعده إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط , حتى أسلموا هذه العقيدة ذاتها إلى موسى وعيسى . . ثم آلت أخيرا إلى ورثة إبراهيم من المسلمين . . فمن استقام على هذه العقيدة الواحدة فهو وريثها , ووريث عهودها وبشاراتها . ومن فسق عنها , ورغب بنفسه عن ملة إبراهيم , فقد فسق عن عهد الله , وقد فقد وراثته لهذا العهد وبشاراته . عندئذ تسقط كل دعاوى اليهود والنصارى في اصطفائهم واجتبائهم , لمجرد أنهم أبناء إبراهيم وحفدته , وهم ورثته وخلفاؤه.... لقد سقطت عنهم الوراثة منذ ما انحرفوا عن هذه العقيدة . . وعندئذ تسقط كذلك كل دعاوى قريش في الاستئثار بالبيت الحرام وشرف القيام عليه وعمارته , لأنهم قد فقدوا حقهم في وراثة باني هذا البيت ورافع قواعده بانحرافهم عن عقيدته . . ثم تسقط كل دعاوى اليهود فيما يختص بالقبلة التي ينبغي أن يتجه إليها المسلمون . فالكعبة هي قبلتهم وقبلة أبيهم إبراهيم . . ( في ظلال القرآن ) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى, وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ – 125 كل ذلك في نسق من العرض والأداء والتعبير المعجز ; حافل بالإشارات الموحية , والوقفات العميقة ... نعيش معها وإياكم في اللقاءات القادمة إن شاء الله تعالى. ******* دمتم في رعاية الله وأمنه |
#19
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم أنبياء الله في القرآن العظيم (إبراهيم عليه السلام) وبعض آيات من سورة البقرة (2) وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ – 124 الدلالة , والإيضاح القوي التأثير . فنأخذ في استعراض هذا النسق العالي في ظل هذا البيان المنير: الدرس الأول: إمامة إبراهيم وشرط الإمامة في ذريته . وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ.. يقول الله تعالى للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] : اذكر ما كان من ابتلاء الله لإبراهيم بكلمات من الأوامر والتكاليف , فأتمهن وفاء وقضاء . . وقد شهد الله لإبراهيم في موضع آخر بالوفاء بالتزاماته على النحو الذي يرضى الله عنه فيستحق شهادته الجليلة : ( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى -37 النجم ). . وهو مقام عظيم ذلك المقام الذي بلغه إبراهيم . مقام الوفاء والتوفية بشهادة الله عز وجل . والإنسان بضعفه وقصوره لا يوفي ولا يستقيم ! عندئذ استحق إبراهيم تلك البشرى . أو تلك الثقة: قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً. إماما يتخذونه قدوة , ويقودهم إلى الله , ويقدمهم إلى الخير , ويكونون له تبعا , وتكون له فيهم قيادة . قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي. وجاءه الرد من ربه الذي ابتلاه واصطفاه , يقرر القاعدة الكبرى التي أسلفنا . . إن الإمامة لمن يستحقونها بالعمل والشعور , وبالصلاح والإيمان , وليست وراثة أصلاب وأنساب . فالقربى ليست وشيجة لحم ودم , إنما هي وشيجة دين وعقيدة.. ودعوى القرابة والدم والجنس والقوم تصطدم اصطداما أساسيا بالتصور الإيماني الصحيح: قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ.. والظلم أنواع وألوان:ظلم النفس بالشرك , وظلم الناس بالبغي . والإمامة الممنوعة على الظالمين تشمل كل معاني الإمامة : امامة الرسالة , وإمامة الخلافة , وإمامة الصلاة . فالعدل بكل معانيه هو أساس استحقاق هذه الإمامة في أية صورة من صورها . ومن ظلم - أي لون من الظلم - فقد جرد نفسه من حق الإمامة وأسقط حقه فيها ; بكل معنى من معانيها . وهذا الذي قيل لإبراهيم - عليه السلام - وهذا العهد بصيغته التي لا التواء فيها ولا غموض ...( في ظلال القرآن ) ********* وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى |
#20
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
أنبياء الله في القرآن العظيم (إبراهيم عليه السلام) وبعض آيات من سورة البقرة (3) المسجد الحرام أمن للعابدين. وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) لقد أراد الله تعالى البيت "الكعبة" مثابة يثوب إليها الناس جميعا , فلا يروعهم أحد ; بل يأمنون فيه على أرواحهم وأموالهم . فهو ذاته أمن وطمأنينة وسلام . ولقد أمروا أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى - ومقام إبراهيم يشير هنا إلى البيت كله وهذا ما نختاره في تفسيره .. فاتخاذ البيت قبلة للمسلمين هو الأمر الطبيعي , الذي لا يثير اعتراضا . وهو أولى قبلة يتوجه إليها المسلمون , ورثة إبراهيم بالإيمان والتوحيد الصحيح , بما أنه بيت الله , لا بيت أحد من الناس . وقد عهد الله تعالى - صاحب البيت - إلى عبدين من عباده صالحين أن يقوما بتطهيره وإعداده للطائفين والعاكفين والركع السجود - أي للحجاج الوافدين عليه , وأهله العاكفين فيه , والذين يصلون فيه ويركعون ويسجدون.. فحتى إبراهيم وإسماعيل لم يكن البيت ملكا لهما , فيورث بالنسب عنهما , إنما كانا سادنين له بأمر ربهما , لإعداده لقصاده وعباده من المؤمنين . ********** تأدب "إبراهيم" عليه السلام في دعائه لله تعالى. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) ومرة أخرى يؤكد دعاء إبراهيم صفة الأمن للبيت . ومرة أخرى يؤكد معنى الوراثة للفضل والخير . . إن إبراهيم قد أفاد من عظة ربه له في الأولى . لقد وعى منذ أن قال له رب العزة : ( قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ). . فقد وعى إبراهيم عليه السلام هذا الدرس . . فهو هنا , في دعائه أن يرزق الله أهل هذا البلد من الثمرات , يحترس ويستثني ويحدد من يعني : (مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ). . إنه إبراهيم الأواه الحليم القانت المستقيم , يتأدب بالأدب الذي علمه ربه , فيراعيه في طلبه ودعائه . . وعندئذ يجيئه رد ربه مكملا ومبينا عن الشطر الآخر الذي سكت عنه . شطر الذين لا يؤمنون , ومصيرهم الأليم. .-1 ( قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ). . فلما دعا "إبراهيم" عليه السلام, لأهل مكة بالرزق, وقيده بالمؤمن, وكان رزق الله شاملا للمؤمن والكافر, والعاصي والطائع, قال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ ﴾ أي : أرزقهم كلهم, مسلمهم وكافرهم، أما المسلم فيستعين بالرزق على عبادة الله, ثم ينتقل منه إلى نعيم الجنة، وأما الكافر, فيتمتع فيها قليلا ﴿ ثُمَّ أَضْطَرُّهُ ﴾ أي : ألجئه وأخرجه مكرها ﴿ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾-2 وهكذا نتعلم أدب الدعاء إلى الله تعالى.. اللهم نسألك علما نافعا وقلبا خاشعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا والسلامة من كل مكروه وسوء. ******** 1- في ظلال القرآن 2- تفسير السعدي وإلى لقادم قادم إن شاء الله تعالى |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|