#11
|
|||
|
|||
***[يا رب أشوفك أحسن واحد في الدنيا]***
دعاء مشهور .. سمعناه كثيرا من أبائنا وأمهاتنا .. غالبا ما يترجم في ذهن السامع إلى : يارب أشوفك دكتور أو مهندس أو نحو ذلك من أنواع الوظائف التي يكتسب بها الشاب وجاهة اجتماعية أو عائدا ماديا وهذا دعاء جميل ... لكنه بحاجة إلى تعديل لأن معيار الخيرية لا يكون بأمور الدنيا بحال من الأحوال ... سواء في ذلك الوجاهات أو الدراسات أو الأموال فأحب الخلق إلى الله منهم الفقراء كالنبي عليه الصلاة والسلام .. ومنهم الأغنياء كسليمان عليه السلام وأبغض الخلق إلى الله منهم الفقراء كفقراء الكافرين .. ومنهم الأغنياء كقارون وغيره من الملاعين ولذا قال الله تعالى في سورة الفجر : فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)كَلَّا [[كلا]] هذه إبطال لما قبلها من ربط الإنسان الجاحد بين رزقه ورضا الله عليه سلبا وإيجابا وهذا المعنى كثيرا ما يترسخ في عقول الأطفال من غير قصد من أبائهم ولا ذويهم فيتشربون هذا المعنى الخطير .. ويربطون بين رزقهم الدنيوي وكرامتهم عند العليم الخبير وهذا خطأ فادح في تربية الأولاد لأن هذا يعلق جسد الطفل وعقله بالحياة الدنيا.. ويحرمه من تعلق روحه وتلذذها بالحياة العليا وعليه فالأولى أن نرتقي بمعنى هذه الجملة المشهورة [يارب أشوفك أحسن واحد في الدنيا] إلى ما سبق معنا في قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ألا تريد أيها الأب الفاضل أن تجعل ولدك من خير البرية ألا تتطلعي أيتها الأم الفاضلة إلى علو منزلة ولدك عند رب البرية من لم يتطلع للارتقاء بأولاده لهذه المنزلة الروحية العظيمة فهو للأسف الشديد ضعيف الديانة .. وناقص العقل والأمانة وما أكثر هؤلاء الآباء في زماننا يخرجون أطفالا بلا أرواح .. أجساد تأكل وتشرب وتلعب بكل مباح يهتمون بمظهرية جوفاء .. لا روح فيها ولا صفاء وهذا عين التفريط والجفاء ولا يخفى على عاقل أن الارتقاء بروح الطفل لهذه المعاني العالية مؤثر في دينه ودنياه فأما تأثير ذلك في دينه فلا يخفى عليكم ما تلبس به كثير من المنتسبين إلى التدين من الإفراط أو التفريط في دين الله وهذا ناجم عن عدم فهم الشريعة أولا .. وعدم ارتقاء أرواحهم لمعانيها ثانيا وأما تأثيره على دنياه فهنا صورتان .. بهما يعلم الفرق الشاسع والبون الواسع بين الشاب الذي تعلق في صغره بالحياة العليا والشاب الذي تعلق في صغره بالحياة الدنيا شاب يذاكر ويجتهد ويعمل وينجح ويعامل أهله وزوجه ابتغاء مرضاة الله رب العالمين وآخر يفعل هذا جميعا ابتغاء الوجاهة الاجتماعية أو التقدم على غيره من الناس ! قال ربي سبحانه : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ يشري هنا من الأضداد .. فالمراد بها ضدها والمعنى : ومن الناس من يبيع نفسه لله .. ببذلها في طاعة الله .. ابتغاء مرضاة الله ياله من بيع عظيم .. قال فيه ربنا الكريم : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ تجارة مع الرب الغفور .. لا تقل ولا تضيع ولا تبور يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين
|
#12
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما شاء الله سلسلة حقاً نافعة ومفيدة بارك الله فيكِ خالتو الحبيبة ونفع بكِ وجعلها في ميزانكِ اللهم آمين تسجيل متابعة |
#13
|
|||
|
|||
كتاب منهج التربية النبوية للطفل
تأليف محمد نور عبد الحفيظ سويد نشر دار ابن كثير بدمشق ودار الوفاء بالمنصورة بمصر تجده على النت إن شئت ففيه كل ما تريد رابط منهج التربية النبوية للطفل http://www.4shared.com/file/59304997/c503395e/___.html |
#14
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم ونفعنا الله بكم وزدكم علما وفضلا
|
#15
|
|||
|
|||
أحسن الله اليكم جميعا وجزاكم الله خيرا
|
#16
|
|||
|
|||
***مراعاة نفسية الطفل وتقلبها في كل وقت وحين***
هذا هو الغرض الخامس من أغراض التعليق كثير من الآباء يظن أن الأطفال أجسام بلا أوراح ... أجساد بلا مشاعر ... لا يبالون بنفسيتهم .. ولا يراعون تقلبات مشاعرهم فكم من طفل يشتاق لأحضان أبيه ... وأبوه لا ينتبه إليه وكم من طفلة تحلم بقرب أمها ... وأمها لا تلتفت إليها تمر على بعض الآباء والأمهات الليالي والأيام لا يتوددون لأبنائهم ولا يلعبون معهم ويشبعون رغباتهم وربما لا يقبلونهم إلا في المناسبات .. وإذا قبلوهم كانت بمشاعر أبرد من الثلاجات قلوبهم باردة كثلج القطبين .. لا يؤثر فيها وهج العواطف ولا دفء الحنين نزع الله من قلوبهم الرحمة .. كما قاله نبي الرحمة ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تقبلون الصبيان! فما نقبلهم ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة !! يعاني كثير من الأطفال من الفراغ العاطفي الرهيب لعدم التفات الآباء لمشاعرهم ومراعاتها بجميل الفعال وطيب التعقيب هذا الفراغ الذي يدفع الأولاد بعد بلوغهم للهروب من أفكار الآباء وإهمالهم بحثا عن أناس يملؤون فراغهم .. ويراعون مشاعرهم وقلوبهم فيقدم صديقه على أمه وأبيه .. ويصرح له بكل ما يعتريه فيتشرب أفكارا مضطربة .. ويتشبع بآراء مشوهة لابد أن يشعر الطفل بإهتمام والديه .. واحتوائهم لمشاعره وكل ما لديه يشعر بذلك في إهتمامهم بأفعاله .. وسؤالهم عن ألعابه وأفكاره مجرد التعليق على مهارات الطفل وهو يلعب يكسبه مهارات جديدة والأخطر من ذلك أن مفاهيم هذا الطفل للمعاني الإنسانية الأساسية [كالفرح والحزن والحب والغضب وغيرها] تتشكل وتتبلور من خلال مفاهيم والديه لهذه المعاني وتعليقهم عليها تخيلوا معي رعاكم الله طفل رأى أمه تبكي بكاء شديدا .. فسألها عن سبب بكائها فقالت :فاتتني صلاة العصر .. ولم أنتبه لوقتها !! وآخر رأى أمه تبكي بكاء شديدا .. فسألها عن سبب بكائها فقالت : رأيت مشهدا مؤثرا في هذا المسلسل التليفزيوني !! وطفل رأى أباه يبكي عند سماعه للقرءان وآخر رأى أباه يبكي عند سماعه للأغاني والألحان لو أن هذه المشاهد تكررت أمام الطفلين هل تظنون أن مفهوم [البكاء] عندهما سيستوي الجواب : قطعا لا فالطفل الأول سيرتبط عنده البكاء بمعالي الأمور الدينية والدنيوية أما الطفل الثاني فسيرتبط عنده البكاء بسفساف الأمور وصغارها وقد روى الحاكم في المستدرك من حديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [إن الله يحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها] ومن وسائل مراعاة نفسية الطفل في باب التعليق والتعقيب على تصرفاته [[تغليق التعليق .. وإخراج الطفل من سجن التدقيق]] وسأجعل الكلام على هذه القاعدة المهمة في المرة القادمة إن شاء الله والله الموفق
|
#17
|
|||
|
|||
شكرا يا أم عبد الرحمان على الموضوع القيم..
دائما تتحفينا بمواضيعا قيمة فجزاك الله عنا خيرا.. افتقدنا أيضا مشاركات الأخت الفاضلة أم مريم فأرجو أن تكون بخير.. |
#18
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
الجميع بخير وكل يشارك فى المنتدى حسب ظروفه وفقكم الله
|
#19
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع قيم أختنا الغالية أم عبد الرحمن جزاكِ الله كل خير..متابعة بإذن الله |
#20
|
|||
|
|||
بارك الله بك وأسعدك في الدارين
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
(, ), متجدد, مع, الأطفال, التعامل, والمراهقين, قواعد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|