التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
|||
|
|||
الحديث الحادي عشر
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما توادَّ اثنان في الله جل وعز - أو في الإسلام - فيفرّق بينَهما ؛ أول ذنب يُحدِثُه أحدُهما " .. صححه الألباني .. الشرح :- ( ما توادَّ اثنان في الله جل وعز - أو في الإسلام - فيفرّق بينَهما ؛ أول ذنب يُحدِثُه أحدُهما ) : قال شيخنا في التعليق ( أوّل ذنب ) : " كذا ، ومرّ عليه الشارح الجيلاني ! وفي " الجامع الصغير " برواية ( إلا بذنب ) ولعله الصواب .. ثم تأكدت من ذلك حينما رأيته في " المسند " هكذا على الصواب من حديث ابن عمر ، وحديث رجل من بني سليط ، ونحوه في " الحلية " من حديث أبي هريرة ، وهي مخرجة في " الصحيحة " .. قال في " الفيض " - بتصرف يسير - : " فيكون التفريق عقوبة لذلك الذنب ، ولهذا قال بعضهم : إذا تغيَّر صاحبُك ، فاعلم أن ذلك من ذنبٍ أحدثته ، فتب إلى الله من كل ذنب يستقِمْ لك ودّه .. وقال المزني : إذا وجدتْ من إخوانك جفاءً فتُب إلى الله ، فإنك أحدثت ذنباً ، وإذا وجدت منهم زيادة ودّ ، فذلك لطاعةٍ أحدثتها فاشكر الله تعالى " .. وفي رواية لأحمد : " إلا بحدَث يُحدِثه أحدُهُما والمحدَث شرٌّ والمحدَث شرٌّ والمحدَث شرٌّ " حسنه الهيثمي في " المجمع " (10/275) ورجاله ثقات غير علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف الحفظ .. قال شيخنا : وهذا إسناد لا بأس به في الشاهد .. وانظر " الصحيحة " (637) .. وفيه شؤم الذنوب والمعاصي وما لها من تأثير يقود إلى الذلة والهوان والفُرقة بين المسلمين ، عياذاً بالله تعالى ! وفيه بركة الطاعات / وما لها من أثر في المحبَّة والتآلف بين الإخوة في الله والأقارب والجيران والأصدقاء ..
|
#22
|
|||
|
|||
قال الحسن :
" إن الرجل ليذنب الذنب ، فيحرم به قيام الليل "
|
#23
|
|||
|
|||
الحديث الثاني عشر
عن الأشعري [ وهو أبو موسى ] قال : " إنَّ مِنْ إجلال الله إكرامَ ذي الشَّيبة المسلمَ ، وحاملِ القرآن ؛ غيرِ الغالي فيه ، ولا الجافى عنه ، وإكرامَ ذي السُّلطان المُقسِطِ " .. حسنه الألباني .. الشرح :- ( إنَّ مِنْ إجلال الله ) : أي : تبجيله وتعطيمه .. ( إكرامَ ذي الشَّيبة المسلمَ ) : أي : تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام ؛ بتوقيره في المجالس والرفق به والشفقة عليه ونحو ذلك ، كلّ هذا من كمال تعظيم الله لحُرمته عند الله .. " عون " (13/192) .. ( وحاملِ القرآن ) : أي : وإكرام حافظه وقارئه ومُفسّره ، وسمّاه حاملاً له لِما تحمَّل لمشاقّ كثيرةٍ تزيد على الأحمال الكثيرة .. قاله العزيزي .. " عون " بتصرف .. ( غيرِ الغالي فيه ) : الغلوّ في الشيء : التشدّد فيه ومجاوزة حدّه .. قال في " النهاية " : " إنما قال ذلك لأن من أخلاقه وآدابه التي أُمر بها القصدَ في الأمور ، وخير الأمور أوسطها " .. قال في " المرقاة " (8/706) : " أي : غير المجاوز عن الحدّ لفظاً ومعنىً كالموسوسين والشكّاكين أو المرائين ، أو في معناه بتأويله الباطل كسائر المبتدعة .. وقيل : الغلو المبالغة في التجويد أو الإسراع في القراءة بحيث يمنعه من تدبُّر المعنى " .. ( ولا الجافى عنه ) : الجفاء : ترك الصّلة والبرِّ والبعدُ عن الشيء ، فأمر بتعاهده وعدم الابتعاد عن تلاوته والعمل بما فيه .. " النهاية " بتصرف .. قال القاري : " والجفاء : أن يتركه بعد ما علمه ، لا سيما إذا كان نسيه ، فإنه عُدَّ مِن الكبائر .. ولذا قيل : اشتغل بالعِلم بحيث لا يمنعك عن العمل ، واشتغل بالعمل بحيث لا يمنعك عن العلم ، وحاصله أن كُلًّا من طرفي الإفراط والتفريط مذموم ، والمحمود هو الوسط العدل المطابق لحاله صلى الله عليه و سلم في جميع الأقوال والأفعال " .. ( وإكرامَ ذي السُّلطان المُقسِطِ ) : المُقسط : العادل .. قال في " المرقاة " - بحذف - : " أي : العادل ، وأقلُّه أن يغلب عدله جوره ؛ خلافاً لمن كان عكْسه ، فإن البعد عنه أفضل ، مع أنه لا يخلو كل سلطان عن نوع عدل ، وتحقيقه مبنيٌّ على الفرق بين من يعدل وبين العادل ، فإن الثاني يُطلق عرفاً على من كان موصوفاً بالعدل على طريق الدوام ، كما يقال : فلان المصلّي وفلان الذي يصلِّي " .. والمتدبر المتأمّل ؛ يرى أهمية المعطوفات في الأحاديث ، وسموّ منزلتها ، وأنَّ من إجلال الله سبحانه وتعظيمه أن يعرف حقّ هؤلاء عليه ، وتضمّن ذلك إجلال الكبير ، وفيه منزلة القرآن والنهي عن الغلوّ فيه والجفاء عنه ..
|
#24
|
|||
|
|||
أهل الحديث هم أهل النبي * * وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا صلى الله عليه وسلم
|
#25
|
|||
|
|||
الحديث الثالث عشر عن عبد الله [ وهو ابن مسعود ] : أن النبي صلى الله عليه وسلم نزَل منزلاً فأخَذ رجل بيضَ حُمَّرة ، فجاءت تَرِفُّ على راس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أيُّكم فَجَع هذه بيضتها ؟ " .
فقال رجل : يا رسول الله ، أنا أخذت بيضتها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اردُدْه ؛ رحمةً لها " .. صححه الألباني .. الشرح :- ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نزَل منزلاً فأخَذ رجل بيضَ حُمَّرة ) : الحُمَّرة : طائر صغير كالعصفور .. ( فجاءت تَرِفُّ على راس رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : وفي بعض الروايات : " فجعَلت تَفْرُش " ، وبعضها " تَعْرُش " .. والتفريش مأخوذ من فرْش الجناح وبسْطه ، والتعريش أن يرتفع الطائر ؛ ويُظلّل بجناحيه .. قال الخطابي - رحمه الله تعالى - .." عون المعبود"(7/334) .. بتصرف .. ( فقال : أيُّكم فَجَع هذه بيضتها ؟ ) : فجَع : أوجع وأقلق وأوحش .. وقد وقَع مِثل هذا مع الجمل الذي حنَّ وذرفت عيناه ، حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه ويلم : " من ربّ هذا الجمل ؟ لمن هذا الجمل " .. فجاء فتى من الأنصار ، فقال : لي يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك الله إياها ؟! فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه " حديث صحيح أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم ، وخرجه شيخنا في " الصحيحة " (20) .. ( فقال رجل : يا رسول الله ، أنا أخذت بيضتها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اردُدْه ؛ رحمةً لها ) : رحمةً : مفعول لأجله ، أي : اردُدْه لأجل رحمة الحُمّرة .. وفيه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للطائر ورِفقُه به وشفقتُه عليه ..
|
#26
|
|||
|
|||
الحديث الرابع عشر
عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينبغي لذى الوجهين أن يكون أمينا " .. قال الألباني : حسن صحيح .. الشرح :- ( لا ينبغي لذى الوجهين أن يكون أمينا ) : جاء في " العمدة " (24/255) - بحذف - : " ذو الوجهين ليس المراد منه حقيقة الوجه , بل هو مجاز عن المدحة والمذمّة .. قال تعالى : ** وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ } ( البقرة/14) .. وذو الوجهين لا يكون أميناً ؛ لأنه لم يحافِظ على أمانة الكلمة , ويتقلب حسب الأهواء والمصالح , فأنّى يُطمأنّ له .. وفي الحديث : آية المنافق ثلاث : " إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا اؤتمن خان " رواه مسلم ..
|
#27
|
|||
|
|||
قال الحسن البصرى :
" من نافسك فى دينك فنافسه , ومن نافسك فى الدنيا فألقها فى نحره " ..
|
#28
|
|||
|
|||
الحديث الخامس عشر
عن عائشة رضي الله عنها : أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السَّام عليكم , فقالت عائشة : وعليكم , ولعَنَكم الله وغضِب الله عليكم ! قال : مهلاً , يا عائشة .. عليك بالرِّفق , وإياك والعُنفَ والفحشَ" .. قالت : أو لم تسمعْ ما قالوا ؟ قال : أو لم تسمعي ما قلتُ ؟ رَدَدْت عليهم , فيستجاب لي فيهم , ولا يستجاب لهم فيّ " .. صححه الألباني .. الشرح :- ( أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السَّام عليكم ): السّام : يعني الموت .. ( فقالت عائشة : وعليكم , ولعَنَكم الله وغضِب الله عليكم ) : واللعنة : الطرد من رحمة الله سبحانه , والغضب , من الله إنكاره على مَن عصاه , وسخطه عليه , وإعراضه عنه , ومعاقبته إيّاه .." النهاية " .. ( قال : مهلاً ) : مصدر لفِعل محذوف : أي : ارفقي رفْقاً .. " مرقاة " .. والمهل : التُّؤَدَة والرفق .. ( يا عائشة .. عليك بالرِّفق ) : أي : عليك بلين الجانب في القول والفعل والأخذ بالأسهل على ما ذكره السيوطي .. " مرقاة "(8/423) .. وفيه الأمر بالرفق والحِلم حتى مع الأعداء , مع ملاحظة عدم مجاملتهم في المعاصي , وفيه توجيه الرجل أهله وزوجه .. ( وإياك والعُنفَ ) : العُنف : الشدّة والمشقّة , وكلّ ما في الرفق من الخير , ففي العُنف من الشرّ مثله .." اللسان" .. ( والفحشَ ) : أراد النبي صلى الله عليه وسلم بالفُحش التعدّي في القول والجواب , لا الفحش الذي هو من قَذَع الكلام ورديئه .. " النهاية " .. وفيه أن قولها - رضي الله عنها - " لعَنَكم الله وغضِب الله عليكم " من العُنف والفُحش .. قال النووي (4/147) : " في هذا الحديث استحباب تغافُل أهل الفضل عن سفه المبطلين ؛ إذا لم تترتب عليه مفسدة .. قال الشافعي - رحمه الله - : الكيّس العاقل هو الفَطِن المتغافِل " .. ( قالت : أو لم تسمعْ ما قالوا ؟ قال: أو لم تسمعي ما قلتُ ؟ رَدَدْت عليهم , فيستجاب لي فيهم , ولا يستجاب لهم فيّ ) : أي : يُستجاب لي فيهم دعائي بالموت , ولا يُستجاب لهم فيَّ به , وذلك حين بادروا وقالوا : السّام عليكم , وبذلك تحقّق الانتصار برفقٍ دون عنف .. وفي الحديث أدب التعامل مع الخصوم والأعداء والنّهي عن العُنف والفُحش مع اليهود , فكيف بمن يكون عنيفاً فاحشاً مع المسلمين !!؟ وفيه توجيه الزوجة والأقارب كما تقدم , والانتصار للنفس برفق وحِكمة , وفيه حُسن خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم وأدبه ..
|
#29
|
|||
|
|||
قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله - :
كنا نضحك ونمزح .. فلما صار يُقتدى بنا .. خشيت أن لا يسعنا التبسم ..
|
#30
|
|||
|
|||
الحديث السادس عشر
عن أسماء بنت يزيد قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبرُكم بخياركم ؟" قالوا: بلى , قال : الذين إذا رُؤُوا ذُكِر الله . أفلا أُخْبركم بشِراركم ؟ قالوا : بلى , قال : المشَّاءون بالنميمة , المفسِدون بين الأحبة , الباغون البُرآء العَنَت " حسنه الألباني .. الشرح :- ( ألا أخبركم بخياركم ) : قال المناوي : " أي : بالذين هم من خياركم أيها المؤمنون " .. ( قالوا: بلى ) : بلى : حرف جواب مُجابٌ به عن النفي , ويُقصد به الإيجاب .. ( قال : الذين إذا رُؤُوا ذُكِر الله ) : أي : بسمَتهم وهيئتهم ؛ لكون الواحد منهم حزيناً منكسراً مطرِقاً صامتاً ؛ تظهر أثر الخشية على هيئته وسيرته وحركته وسكونه ونُطقه , لا ينظر إليه ناظر إلا كان نظَره مُذكِّراً بالله , وكانت صورته دليلاً على عِلمه , فأولئك يُعرفون بسيماهم في السكينة والذلّة والتواضع .. " فيض "(3/115) .. قلت ( العوايشة ) : ذُكر الله بألسنتهم وقلوبهم , وائتمَروا بأمره , وانتَهوا عن نهيه , وأحلوا حلالَه وحرّموا حرامه .. ( أفلا أُخْبركم بشِراركم ؟ قالوا : بلى , قال : المشَّاءون بالنميمة , المفسِدون بين الأحبة ) : المشّاء : صيغة مبالغة للتكثير .. ( الباغون ) : يقال : بَغَيْتُ فلاناً خيراً , وبَغيتُك الشيء : طلبتُه لك , وبَغيْتُ الشيء : طلبْته .. ( البُرآء ) : البرآء : جمع بريء .. ( العَنَت ) : المشقة والفساد , والهلاك , والإثم والغلط , والخطأ والزّنا , كل ذلك قد جاء , والحديث يَحْتَمِل كلَّها .. والبرآء والعَنَت : منصوبان مفعولان لـ ( الباغون ) .. " النهاية " بتصرف .. والمعنى : الطالبون للأبرياء المشقّة والفساد ونحو ذلك ..
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|