#21
|
|||
|
|||
الدرس الثاني م/ ( عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " [ رواه البخاري (2/486) ، ومسلم (28) ] ولهما من حديث عتبان : " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " [ رواه البخاري (1/154) ، ومسلم (33) ) . ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ( e ) أصح ما قيل في صفة صلاة الله على عبده ، ما ذكره البخاري عن أبي العالية : ( صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة ) . الفتح ( 8/532 ) ، ونصره ابن القيم . ( من شـهد أن لا إله إلا الله ) أي من تكلم بها عارفاً لمعناها ، عاملاً بمقتضاها باطناً وظاهراً ، كما قال تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ وقوله : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ . أما النطق بها من غير معرفة بمعناها ، ولا يتبين ولا يعمل بما تقتضيه من نفي الشرك وإخلاص القول والعمل ، فغير نافع بالإجماع . وقوله في حديث عتبان ( فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله ) مســائل لا إله إلا الله : & معنــاها : أي لا معبود بحق إلا الله ، وأما من فسرها : لا إله في الوجود إلا الله ، فهذا ليس بصواب ، لأن الله أخبـر عن وجود آلهة كثيرة للمشركين ، كما في قوله تعالى : ﴿ وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ، فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء ﴾ . وقوله ( لا إله بحق إلا الله ) توضح بطلان جميع الآلهة ، وتبين أن الإله الحق والمعبود بالحق هو الله وحده ، كما نبّه على ذلك جمع من أهل العلم منهم : أبو العباس ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم . ومن أدلة ذلك قوله سبحانه : ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ﴾ . & دليلهـا : قوله تعالى : ﴿ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ﴾ . وقوله تعالى : ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ . قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن : لا بد في شـهادة أن لا إله إلا الله من سـبعة شـروط ، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها ، وهي : 1. العلم المنافي للجهل ، والدليل قوله تعالى : ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ أي : بـ لا إله إلا الله ـ وهم يعلمون ـ بقلوبهم . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ) . رواه مسلم عن عثمان 2. اليقين المنافي للشـك ، قال تعالى : ﴿ إنما المؤمنـون الذين آمنـوا بالله ورسـوله ثم لم يرتابوا ﴾ . وقال صلى الله عليه وسلم : ( أشـهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسـول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شـاك فيهما إلا دخل الجنة ) . رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريـرة : ( من لقيت وراء هذا الحـائط يشـهد أن لا إله إلا الله مسـتيقناً بها قلبه بشـره بالجنة ) . رواه مسلم 3. الانقياد لها المنافي للترك ، قال تعالى : ﴿ ومن يسـلم وجهه إلى الله وهو محسـن فقد استمسك بالعروة الوثقى ﴾ . 4. القبول المنافي للرد ، قال تعالى : ﴿ احشروا الذين كفروا وأزواجهم وما كانوا يعبدون ـ إلى قوله ـ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾ . 5. الإخلاص المنافي للشرك ، قال تعالى : ﴿ ألا له الدين الخالص ﴾ . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) . رواه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم : ( أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) . رواه البخاري 6.الصدق المنافي للكذب ، قال تعالى : ﴿ ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ﴾ . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحـد يشـهد أن لا إله إلا الله وأن محمـداً رسـول الله من قلبـه إلا حـرم الله على النار ) . رواه البخاري 7.المحبة لها ولأهلها ، والمعاداة لأجلها ، قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ﴾ وقال تعالى : ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ﴾ . وفي قوله ( من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) رد على المرجئة الذين يقولون يكفي قول لا إله إلا الله ،ولاداعي للعمل بل يكفي القول فقط وهو مذهب فاسد ، بل هو مذهب معلوم الفساد من الشريعة . ( وحده لا شريك له ) : ( وحده ) للإثبات ، ( لا شريك له ) للنفي في كل ما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات . ( وأن محمداً عبده ورسوله ) محمد : هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، خاتم النبيين .فمن ادعى نبي بعده فقد كفر عبده : فليس له من الربوبية والإلهية شيء ، إنما هو عبد جميع خصائص البشرية تلحقه ما عدا شيء واحد ، هو ما يعود بأسافل الأخلاق فهو ممنوع منه . قال تعالى : ﴿ قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ﴾ . وقال تعالى : ﴿ قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ﴾ . فهو بشر مثلنا إلا أنه يوحى إليه ، قال تعالى : ﴿ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ﴾ . وقد وصفه الله بالعبودية ـ فهذا تشريف له صلى الله عليه وسلم وليس فيه انقاص ابدا ـ في أعلى المقامات: في إسرائه ، وفي حال قيامه بالدعوة ، وفي حال التحدي مع الكفار أن يأتوا بمثل القرآن ( كما سبق ) . ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ) . رواه البخاري بل وصف الله تعالى الرسل في أعلى مقاماتهم ، وفي سياق الثناء عليهم . فقال تعالى في نوح عليه السلام : ﴿ إنه كان عبداً شكوراً ﴾ . وقال في إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السـلام : ﴿ واذكر عبادنا إبـراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ﴾ . وقال في عيسى بن مريم عليه السلام : ﴿ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ﴾ . ﴿ ورسوله ﴾ أي ويشهد أن محمداً رسول الله إلى كافة الورى ، قال تعالى : ﴿ محمد رسول الله ﴾ وقال تعالى : ﴿ وما أرسلناك إلا كافة للناس ﴾ وقال تعالى : ﴿ وأرسلناك للناس رسولاً وكفى بالله شهيداً ﴾ . وقال النبي :صلى الله عليه وسلم ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، ... وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) . متفق عليه &ومقتضى هذه الشهادة هو الإقرار باللسان ، والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي رسول إلى جميع الخلق من الجن والإنس . &ومقتضى هذه الشهادة أيضاً أن تصدق رسول الله فيما أخبر ، وأن تتمثل أمره فيما أمر ، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع . فالرسول عبد لا يعبد ، ورسول فلا يكذب . ﴿ وأن عيسى عبد الله ورسوله ﴾ ﴿ عبد الله ﴾ رد على النصارى الذين يقولون إنه الله أو ابن الله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ﴿ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من آلهة ﴾ . فيشهد المؤمن أنه عبد الله ، أي عابد مملوك ، فليس له من الربوبية ولا من الإلهية شيء . ﴿ ورسوله ﴾ رد على اليهود الذين يقولون إنه ولد بغي ، بل يقال فيه ما قال عن نفسه ، كما قال تعالى : ﴿ قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً ﴾ ( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) ( وكلمته ) إنما سمي عيسى عليه السلام بكلمته ، لوجوده بقوله ﴿ كن ﴾ كما قاله السلف من المفسرين . وليس عيسى هو نفسه كلمة ، لأنه يأكل ويشرب ويبول ، وتجري عليه جميع الأحوال البشـرية ، كما قال تعالى : ﴿ إنما مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ﴾ . ( ألقاها إلى مريم ) قال ابن كثير : ( خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها من روحه بأمر ربه عز وجل ، فكان عيسى بإذن الله ) . ( وروح منه ) من : ابتدائية ، وليست تبعيضية ، كقوله تعالى : ﴿ وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه ﴾ أي : روح صادرة من الله ، وليست جزءاً من الله كما تزعم النصارى . قال أبي بن كعب : ( عيسى روحٌ من الأرواح التي خلقها الله تعالى واستنطقها بقوله : ﴿ ألست بربكم ؟ قالوا بلى ﴾ ) . رواه عبد بن حميد ( والجنة حق والنار حق ) أي : وشهد أن الجنة التي أخبر بها تعالى في كتابه أنه أعدها للمتقين حق ثابتة لا شـك فيها ، وشـهد أن النار التي أخبـر بها تعالى في كتـابه أنه أعـدها للكافـرين حق كذلك ثابتة ، كما قال تعالى : ﴿ سـابقوا إلى مغفـرة من ربـكم وجنـة عرضـها كعـرض السـماء والأرض أعـدت للذين آمنـوا بالله ورسوله ... ﴾ . وقال تعالى : ﴿ فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ﴾ . وفي الآيتين ونظائرهما دليل على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن ، خلافاً للمبتدعة . ( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) وفي رواية : ( أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) . رواه البخاري [3435] إدخال الجنة ينقسم إلى قسمين : 1. إدخال كامل لم يُسبق بعذاب لمن أتم العمل . 2. إدخال ناقص مسبوق بعذاب لمن نقص العمل . قال الحافظ : ( ومعنى قوله : ( على ما كان من العمل ) أي من صلاح أو فساد ، لكن أهل التوحيد لا بد لهم من دخول الجنة ، ويحتمل أن يكون معنى قوله ( على ما كان من العمل ) أي يدخل أهل الجنة الجنة على حسب أعمال كل منهم في الدرجات ) . أ . ﻫ قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( [ على ما كان من العمل ] أي : على ما كان عنده من صلاح وفساد ، ولكن هذا الدخول قد يكون من أول وهلة ، أي يدخل ابتداءً إذا مات على توبة وعمل صـالح وصـدق ، وقد يكون بعد ما يبتلى به من جزاء السيئات والمعاصي ، وبعد ما يمحص في النـار ويعذب فيها ثم مصيـره إلى الجنة ) . أ.ﻫ مناسبة الحديث للباب : أن فيه بياناً لفضل التوحيد ، وأنه سبب لدخول الجنة وتكفير الذنوب . من فوائد الحديث : 1. هذا الحديث فيه فضل من فضائل التوحيد ، وهو دخول الجنة . ومن الأحاديث التي تدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ) . وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : ( من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة ) 2. سعة فضل الله وإحسانه سبحانه وتعالى . 3. وجوب تجنب الإفراط والتفريط في حق الأنبياء والصالحين . 4. أن أعظم ما يشرف الإنسان أن يكون عبداً لله ، فكلما كملت عبودية الإنسان زادت منزلته عند الله . 5. أن أبواب الجنة ثمانية . نكمل المرة القادمة ان شاء الله واشكركم جميعا فقد كان دعائكم له اثر كبير في تحسن صحتي باذن ربي وكان من نعم ربي عليَّ ان وهبني مثلكم جزاكم الله خيرا جميعا |
#22
|
|||
|
|||
الدرس الثالث م/ ( وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال موسى: يا رب ، علمني شيئاً أذكـرك وأدعـوك به ؟ قال : قل يا موسى ، لا إله إلا الله ، قال : كل عبادك يقولون هذا ، قال : يا موسى ، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفه ولا إله إلا الله في كفة ، مالت لا إله إلا الله " ) .رواه ابن حبان والحاكم وأبو نعيم ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ موسى : هو موسى بن عمران رسول الله إلى بني إسرائيل . ( أذكرك وأدعوك به ) أي : أثني عليك وأسألك به . ( قال : قل لا إله إلا الله ) فيه أن هـذه الكلمة ذكـر ودعـاء ، فهي ( ذكر ) : لأن فيها شـهادة لله بالوحدانيـة ، ( ودعاء ) : لأن قائلها يرجو ثوابها . ( كل عبادك يقولون هذا ) ليس المعنى أنها كلمة هينة كلٌ يقولها ، لأن موسى يعلم عظم هذه الكلمة ، ولكنه أراد شيئاً يختص به ، ولذلك جاء في سنن النسائي والحاكم بعد قوله ( كل عبادك يقولون هذا ) قال : ( إنما أريد أن تخصني به ) أي : بذلك الشيء من بين عموم عبادك ، فإن من طبع الإنسان أن لا يفرح فرحاً شديـداً إلا بشيء يختص به دون غيره ، كما لو كانت عنده جوهـرة ليست موجـودة عند غيره . ( لو أن السموات السبع وعامرهن غيري ... ) أي : لو أن السموات السبع ومن فيهن من العمال غير الله ، والأرضين السبع ومن فيهن ، واستثنى سبحانه نفسه لأنه العظيم ، وهو سبحانه فوق العرش ، وبه قامت السموات والأرض ، وهو الذي أمسكهن ، قال تعالى : ﴿ ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ﴾ . ( في كفة ) أي : في كفة الميزان ، و " لا إله إلا الله " في الكفة الأخرى لمالت بهن "لا إله إلا الله " ، أي مالت بمعناها وليس بأجرامها ، وذلك لما اشتملت عليه من توحيد الله الذي هو أفضل الأعمال ، وأساس الملّة ، ورأس الدين . المعنى الإجمالي للحديث : أن موسى طلب من ربه عز وجل أن يعلمه ذكراً يثني عليه به ويتوسل إليه به فأرشده الله أن يقول : لا إله إلا الله ، فأدرك موسى أن هذه الكلمة كثير ذكرها على ألسنة الخلق وهو إنما يريد أن يخصه بذكر يمتاز به عن غيره فبين الله له عظم فضل هذه الكلمة وأنه لا شيء يعادلها في الفضل . مناسبة الحديث للباب : أن فيه بيان فضل كلمة التوحيد وأنه لا شيء يعادلها في الفضل . من فوائــد الحديــث : 1. فضل كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " ، ومما يدل على فضلها : عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر له تسعة وتسعون سجلاً ، كل سجل منها مُدُّ البصر ، ثم يقال : أتنكر من هذا شيئاً ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقال : ألك عذر أو حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول لا ، فيقال : بلى ، إن لك عندنا حسنات ، وإنه لا ظلم عليك ، فيخرج له بطاقة فيها : " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " فيقول : يا رب ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ) . رواه الترمذي وحسنه . أن " لا إله إلا الله " أفضل الذكر . 2. عن عبـد الله بن عمرو مرفوعاً : ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريكله ، له الملكوله الحمدوهو على كل شيء قدير ) . رواه الترمذي وقال : ( أفضل الذكر : لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء : الحمد لله ) . رواه الترمذي 3. أن السموات سبع ، وهذا بنص القرآن . قال تعالى : ﴿ قل من رب السموات السبع ﴾ وأما الأرض فقد ورد تلميحاً لا تصريحاً . قال تعالى : ﴿ الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ﴾ . فالمثلية بالكيفية غير مرادة لظهور الفرق بين السماء والأرض في الهيئة والكيفية فليس بينهما تشابه او تماثل في الشكل ، فبقيت المثلية بالعدد اي انها مثلها في العدد اي انها سبع ايضا. وأما السنة فهي صريحة بأنها سبع . قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من اقتطع شبراً من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين ) . رواه مسلم 4. فضل موسى u وحرصه على التقرب إلى الله . 5. إثبات ميزان الأعمال وأنه حق . 6. أن الأراضين سبع كالسموات . وللترمذي وحسنه ، عن أنس قال : سمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله تعالى : يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شـيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) . رواه الترمذي وأحمد ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ( قال الله تعالى ) هذا يسمى حديثاً قدسياً ، والحديث القدسي هو ما يضيفه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى .اي ينسب لله ( لو أتيتني بقراب الأرض ) بضم القاف ، وهو ملؤها أو ما يقارب ملؤها . ( خطايا ) جمع خطيئة ، وهي الذنب ، والخطايا الذنوب ولو كانت صغيرة ، لقوله تعالى : ﴿ بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ﴾ . ( لا تشرك بي شيئاً ) شـرط ثقيل في الوعـد بحصول المغفرة ، وهو السلامة من الشــرك كثيره وقليله ، صغيره وكبيره ، ولا يسلم من ذلك إلا من سلمه الله . ( لأتيتك بقرابها مغفرة ) أي أن حسنة التوحيد عظيمة تكفر الخطايا الكبيرة إذا لقي الله وهو لا يشرك به شيئاً. المعنى الإجمالي للحديث : يخبر النبي صلى الله عليه وسلمعن ربه أنه يخاطب عباده ويبين لهم سعة فضله ورحمته وأنه يغفر الذنوب مهما كثرت ما دامت دون الشرك . & مناسبة الحديث للباب : دل على أن من مات خالصـاً من الشـرك بجميع أنواعه ، دخل الجنة ولو كانت ذنوبه ملء الأرض . من فوائد الحديث : 1. فضل التوحيد وأنه سبب في تكفير الذنوب . 2. سعة فضل الله وجوده ورحمته وعفوه . 3. إثبات البعث والحساب والجزاء . سؤال المحاضرة للتوحيد فضائل كثيرة اذكر فضيلة منها مع ذكر الدليل عليها ونلتقي باذن الله يوم الثلاثاء القادم ومحاضرة جديدة وجزاكم الله خيرا |
#23
|
|||
|
|||
الدرس الرابع الباب الثالث باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب فمن فضله هذا الفضل العظيم الذي يسعى إليه كل عاقل ، وهو دخول الجنة بغير حساب . وتحقيق التوحيد : هو تهذيبه وتصفيته من الشرك الأصغر ، ومن البدع القولية والاعتقادية ، والبدع الفعلية والعملية ، ومن المعاصي . م/ ( وقول الله تعالى : ﴿ إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكُ من المشركين ﴾ . ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ﴿ إن إبراهيم كان أمة ﴾ أي قدوة وإماماً ومعلماً للخير ، وإماماً يقتدى به ، وما كان كذلك إلا لتكميله مقام الصبر واليقين اللذين بهما نال الإمامة في الدين ، كما قال تعالى : ﴿ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ﴾ . ﴿ قانتاً لله ﴾ أي خاشعاً مطيعاً ، دائماً على عبادته وطاعته ، كما قال شيخ الإسلام : القنوت في اللغة دوام الطاعة. ﴿ حنيفاً ﴾ الحنف : الميل ، أي / مائلاً منحرفاً عن الشرك . قال ابن القيم : الحنيف / المقبل على الله المعرض عما سواه . ﴿ ولم يكُ من المشركين ﴾ أي / موحد خالص من شوائب الشرك مطلقاً ، ويوضح هذا قوله تعالى : ﴿ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ﴾ . وذكر تعالى عن خليله أنه قال لأبيه آزر : ﴿ وأعتزلكم وما تدعـون من دون الله وأدعـو ربي ﴾ إلى قوله تعالى : ﴿ فلما اعتزلهم وما يعبـدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقـوب وكلاً جعلنا نبياً ﴾ . فهذا هو تحقيق التوحيد ، وهو البراءة من الشرك وأهله ، واعتزالهم والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم . المعنى الإجمالي للآية : أن الله سبحانه وتعالى يصف خليله إبراهيم بأربع صفات : الصفة الأولى : أنه كان قدوة في الخير . الصفة الثانية : أنه كان خاشعاً مطيعاً مداوماً على عبادة الله . الصفة الثالثة : أنه كان معرضاً عن الشرك . الصفة الرابعة : بعده عن الشرك ومفارقته للمشركين . مناسبة الآية للترجمة : من جهة أن الله تعالى وصف إبراهيم في هذه الآية بهذه الصـفات الجليلة التي هي أعلى درجات تحقيق التوحيد ، ترغيباً في اتباعه في التوحيد ، حيث أمرنا بالاقتداء به في قوله : ﴿ لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ﴾ . من فوائد الآية : 1. فضيلة أبينا إبراهيم u 2. وجوب الاقتداء بإبراهيم بإخلاصه . 3. ينبغي للداعية أن يكون قدوة بنفسه عن غيره . 4. دوام العبادة من صفات الأنبياء . 5. الرد على قريش الجاهلية الذين زعموا أنهم على ملة إبراهيم في شركهم . & قال المصنف رحمه الله في هذه الآية : ﴿ إن إبراهيم كان أمة ﴾ لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين . ﴿ قانتاً لله ﴾ لا للملوك ولا للتجار المترفين . ﴿ حنيفاً ﴾ لا يحيد يميناً ولا شمالاً كفعل العلماء المفتونين . ﴿ ولم يكُ من المشركين ﴾ خلافاً لمن كثر سوادهم ، وزعم أنه من المسلمين . م ( وقوله تعالى : ﴿ الذين هم بربهم لا يشركون ﴾ . ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ مناسـبة الآية للترجمة : من جهة أن الله تعالى وصـف المؤمنين السـابقين إلى الجنــات بصفـات ، أعظمها : الثناء عليهم بأنهم بربهم لا يشركون ، أي شيئاً من الشرك في وقت من الأوقات ، فإن الإيمان النافع مطلقاً لا يوجد إلا بترك الشرك مطلقاً ، ولما كان المؤمن قد يعرض له ما يقدح له في إيمانه من شرك جلي أو خفي ، نفى عنهم ذلك ، ومن كان كذلك فقد بلغ من تحقيق التوحيـد النهاية ، وفاز بأعظم التجـارة ، ودخل الجنة بلا حسـاب ولا عذاب . قال ابن كثير : ( ﴿ والذين بربهم لا يشركون ﴾ أي : يعبدون معه غيره ، بل يوحدون ويعلمون أن لا إله إلا الله ، أحدٌ صمد ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، وأنه لا نظير له ) . من فوائد الآية : 1. أن من صفات المؤمن الموحد أنه لا يشرك . 2. وجوب الابتعاد عن الشرك . نكتفي بهذا القدر وفي المرة القادمة ان شاء الله يختبر الجميع في الباب الثاني بأكمله وعلى الجميع الالتزام بالموعد جزاكم الله خيرا |
#24
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله
طبتم جميعا وطاب مسعاكم في طلب العلم والتريض في رياض الجنة وبعد انتهينا بفضل الله وحده من الباب الثاني في كتاب فتح المجيد وكما اتفقنا سيكون هناك اختبار كل نهاية باب من ابواب الكتاب وبعد ان اعطيتكم فترة كافية للمراجعة تقرر عقد الاختبار يوم السبت القادم ان شاء الله وسيوضع الاختبار بالقسم وعليكم الاجابة بفتح صفحة في قسم الاقتراحات ووضع الاجابة فيه دون النظر في الدروس او اي كتاب بل الاجابة تكون من حفظكم ومن الذاكرة فقط واخر موعد لتسليم اجابات هو الاحد القادم ان شاء الله ليستمر درسنا يوم الثلاثاء الذي يليه ان شاء الله كالمعتاد جزاكم الله خيرا واشكركم لمتابعتكم وحرصكم وعدم تغيبكم عن الاختبار |
#25
|
|||
|
|||
إختبار نهاية الباب الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الإختبار أرسلته أمي هجرة نظراً لإنقطاع النت ثانية فالرجاء البدء في الإجابة بفتح صفحة في قسم الاقتراحات وعدم الإجابة في هذا القسم وجزاكم الله خيراً ملحوظة :- آخر موعد لتقديم الإجابات يوم الخميس القادم بإذن الله **************** أسئلة الإختبار 1- ما معنى لا إله إلا الله وماهو دليلها ؟ 2- لابد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط لا تنفع قائلها إلا باجتماعها أذكر أربعة شروط منها ؟ 3- أذكر أنواع الظلم ؟ 4- أذكر معاني الكلمات الآتية :- لم يلبسوا _ روح منه _ قُراب الأرض - عامرهن 5- ( وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ) ما المقصود بأن عيسى عليه السلام كلمته ؟ 6- في الحديث ( لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع في كفة ) ما الدليل من القرآن والسنة على أن الأراضين سبع ووكذلك أن السماوات سبع ؟ ـــــــــــــــ وفق الله الجميع |
الكلمات الدلالية (Tags) |
(متجدد), المجيد, الباب, الثاني, دروس, شرح, فتح, إختبار, نهاية, كتاب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|