انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-28-2009, 08:22 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ العقيدة 9 للفرقة 3 و4

 



بسم الله الرحمن الرحيم ،



تفريغ العقيدة 9 للفرقة 3 و4 بفضل الله تعالى


من أول المحاضرة إلى الدقيقة


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

أما بعد ،

فبحمد الله تبارك وتعالى قد انتهينا من الكلام على باب القضاء والقدر ، وختمناه بمبحث أقوال المخالفين في القضاء والقدر . وذكرنا أدلة كل فريق . وناقشنا أدلتهم منافشة إجمالية . وهذه المناقشة الإجمالية نعود إليها . ثم بعد ذلك نتكلم عن المناقشة التفصيلية . وبهذا يكون نهاية هذا الباب .

فنقول بالنسبة للمناقشة الإجمالية في نقاط :

النقطة الأولى وهي أن الجبرية أدلتهم لتثبت أن الله تبارك وتعالى خالق لأفعال العباد . هم أرادوا أن يقولوا أن الله تعالى خالق لأفعال العباد .( طبعا نحن نتفق معهم في الأولى أن الله خلق أفعال العباد ) .
ومع ذلك لا قدرة للعبد . فالعبد مجبور على عمله . فهذه مجمل أدلتهم تسعى لإثبات هاتين النقطتين : الله خالق أفعال العباد ولا قدرة للعبد . فنقول هذا فيه جانب حق وجانب باطل .
جانب الحق وهو أن الله تعالى خالق لأفعال العباد . أما جانب الباطل فهو أن ننفي القدرة عن العبد .
فنقول أن هذه الدعوى مردودة . فإثبات أن الله خلق أفعال العباد هذا ثابت في كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أما اللاقدرة للعبد ، فهذا يخالف ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فقال الله تعالى :
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3

النقطة الثانية وهي أن المعتزلة في مقابل الجبرية أرادوا أن يثبتوا أن العباد هم الذين يخلقون
أفعالهم . فلذلك مثلا لو رجل قتل آخر ، وعمره عشرين سنة ، يقولون بأن الرجل الذي قتَل خالف
قدر الله وأمره . لأن هذا المفترض أن يموت في الثمانين أو في التسعين فلما جاء هذا الرجل وقتله ، قطع عنه عمره المكتوب . ( نعوذ بالله من ذلك ) .
فهم أرادوا أن يقولوا أن العبد هو الذي خلق فعله وأن الله تبارك وتعالى لم يخلق فعل العباد.
فهم أثبتوا للعبد مشيئة ونفوا عن الله تبارك وتعالى أنه يخلق فعل العبد .
فنقول : هذا أيضا فيه حق وفيه باطل : فيه حق وهو أن نثبت للعبد مشيئة . وفيه باطل وهو أن الله تبارك وتعالى لم يخلق أفعال العباد .

ثم قلنا في المناقشة الإجمالية أن الجبرية ردوا ما استدل به المعتزلة . والمعتزلة ردوا ما استدل به الجبرية . فكلاهما نقض دليل الآخر .
فلذلك خرجت فئة أرادت أن تتوسط بين الفريقين ، وهي فرقة الأشاعرة . فجاؤوا بلفظ جديد وهو لفظ الكسب . وهم بهذا حاولوا أن يقتربوا من أهل السنة والجماعة . لكنهم في الحقيقة جبرية .
وسبق بيان ذلك .

الأمر الرابع ، وهو أن المذهب الحق الذي تؤيده الأدلة ويؤيده العقل وهو مذهب أهل السنة والجماعة ، وهو أن الله تبارك وتعالى خالق أفعال العباد ونثبت للعبد قدرة ومشيئة .

ثم بعد ذلك تأتي مناقشة كل فريق . ذكرنا أولا أن القدرية المعتزلة استدلوا بالأدلة التي تثبت المشيئة للعباد .
فنقول بأن هذه الأدلة في النقاط الإجمالية التي ذكرناها ، نقول : ردها عليهم الجبرية بأدلة أخرى معارضة . فقال الله تعالى :
{لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ }التكوير28
فهذا دليل يرد دليل القدرية . وسبق في المحاضرة السابقة أن قلنا أنهم سُموا قدرية ، لماذا ؟
.... ونسبوا التحكم في القدر إلى أنفسهم .
المعتزلة قدرية .

إذن النقطة الأولى نرد بها على القدرية . ولنرد عليهم لابد أن نعرف ما الإشكال عندهم .. الإشكال عندهم هو أنهم يريدون أن يثبتوا مشيئة للعبد وأنه هو الذي خلق فعله . والجبرية يقولون بأنهم هم الذين جبرهم الله تبارك وتعالى على أفعالهم .

فقلنا أول شيء أن هذه الفرقة ردت أدلة الفرقة الأخرى . الجبرية يقولون بأننا مجبورون . وهؤلاء يقولون بأن لنا مشيئة ولنا إرادة ونحن نخلق أفعالنا . فبماذا نرد عليهم ؟
نرد عليهم بقول الله تعالى :
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }الصافات96
ونرد على الآخرين بقول الله تعالى :
{لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ }التكوير28
{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }الإنسان30
وهذه الآية جمعت بين الأمرين . وقلنا أن المشيئة في كتاب الله تعني المشيئة الكونية .

الآيات التي ذكروها في بيان أن العباد هم الذين يؤمنون . والعباد هم الذين يكفرون . وهم الذين يطيعون وهم الذين يعصون . إذن العبد هو الذي قام بفعله وخلق فعله ، سواء كان إيمان او كفرا أو معصية أو طاعة .
فنقول : إذن يترتب على ذلك أن الله تبارك وتعالى لما يدخل العاصي والكافر الناس أنه ظالم له بمقتضى هذا الأمر . فالله تبارك وتعالى جعل الجنة للمتقين المؤمنين وجعل النار للعاصين . إذن من يعصي الله تبارك وتعالى فيدخله النار إذن يُعدُّ على مذهبهم أنه ظلم . وتعالى الله عما يقول هؤلاء علوا كبيرا . {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }فصلت46

إذن ، كذلك النقطة التي تليها وهي أنهم لماذا يُحمدون على طاعتهم ؟ ولماذا يُعاقبون على معصيتهم ؟ . هم الذين يقومون بفعلهم إذن لا بأس . يُثابون ويؤجرون . لكن الله عز وجل جبرهم على ذلك ، إذن ، لا فائدة من الثواب . ولا فائدة من العقاب . المسألة على قولهم كأنها تمثيل.

ج/ نحن نتكلم الآن في الجمع بين الاثنين . فنذكر أولا الذي يقول بأنه مجبور . فالله تبارك وتعالى فرض عليه الطاعة وفرض عليه المعصية . فنقول : الآن لا فائدة من الثواب ولا فائدة من العقاب .

النقطة التي تليها : الاستدلال بالآيات التي تدل على ترتيب الجزاء على الأعمال .
لما يقول الله تبارك وتعالى :
{جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ... قد يفهم البعض من هذه الآية أي : هم الذين عملوا فيثابون على فعلهم ولا تدخُّل لله تبارك وتعالى في ذلك . نعوذ بالله من الخذلان .
{ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } إذن هم يُثابون على فعلهم إذا كان طاعة ويعاقبون على فعلهم إذا كان معصية . إذن هم الذين يقومون بأفعالهم . إذن هم الخالقون لأفعالهم .

وأيضا مثله حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " واعلموا أن لن ينجو أحد منكم بعمله "
هنا باء وهنا في باء . وهذا الحديث الظاهر للإذهان أنه مخالف للآية .
فهنا هذا الحديث "واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله " . وقال الله تعالى {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . فهنا الباء إما أن تكون باء عِوض وتسمى عند بعض أهل العلم بالثمانية .( من الثمن )
وهذا الذي قالته المعتزلة . فقالوا : سميت بالثمانية لأنه أخذ الثمن على فعله الذي خلقه بيده .
فقالوا :{جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي ثمنا لأفعالهم التي قاموا بها .
( وهذا الكلام باطل وغير صحيح ) .
فنقول : {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } برحمة الله وفضله . وهذا فيه جمع بين الحديث والآية .
فباعتمادك على عملك المحض ، دون توفيق الله تبارك وتعالى ودون رحمته وفضله ، فستهلك .
وحاول أن تتدبر هذه العبارة جيدا . الله تبارك وتعالى ، وهذا له ارتباط بالمحاضرة السابقة ، في المحاضرة السابقة قلنا : لو أن الله تبارك وتعالى عامل الناس بالعدل لهلكوا . لماذا ؟ .. لأن كثيرا من الناس ، إلا من رحم الله تبارك وتعالى ، لا يبلغ عملهم مبلغا عظيما . وأعمالهم وطاعاتهم لا تبلغهم المنازل العالية . ولكن الله تعالى يتفضل على من يشاء من عباده فيرفعهم في الدرجات.

وقلنا بان رفعة الله عز وجل لبعض الناس ، ومعاملة الآخرين بالعدل ليس فيه ظلم للعباد أبدا .
فلذلك ، نقول في قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " واعلموا أن لن ينجو أحد منكم بعمله "
هذه تسمى الباء المنفية . والثانية : {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } هذه تسمى المثبتة أو السببية .
المقصد : لن يكون العمل وحده هو السبب في النجاة . هذا هو المعنى . ليس معناه : أترك العمل
وسِرْ إلى فضل الله ورحمته وهو الذي سينجيك ، لكن لا تجعل العمل وحده . والثانية وهي :{جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } أي بسبب أعمالهم . بسبب أنهم كانوا يقومون بأعمال صالحة فهم من أهل الجنة .
أضف إليه ما فهمته من الحديث أنه لابد من فضل الله ورحمته .

كان من استدلالات القدرية أيضا :
{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } قالوا أن الله تبارك وتعالى خلق كل شيء . إذن فأفعال العباد ليست مخلوقة لله تعالى لأنها من الأشياء . ( إذا فعل الإنسان معصية ، نقول أن الله تعالى لم يخلق هذه المعصية )
فهنا الآية تعني : خلق الله تبارك وتعالى الذي أتقن كل شيء . فهو صنع متقن .

قالوا إذن كل شيء هو الذي خلق الله عز وجل وأتقنه . إذن المعاصي ليست من خلق الله .
هذا على فهمهم . فلذلك أفعال العباد التي تتضمن الشر ليست مخلوقة لله . هذا استدلالهم هم .
واضح ؟ .

س/ .... ؟
ج/ يدخل في هذا أيضا أفعال العباد . فهو يقول لك : ألست تقول أن أفعال العباد مخلوقة ؟
فربنا يقول : {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } .
إذن الله عز وجل يخلق شيئا من الشر . أقول لك مثلا . شخص نجار . قال لك سأصنع لك مائدة متقنة جدا جدا . ليس فيها غلطة . فأنت طبعا عندما تجد غلط ما ذا تفعل ؟ . ستبدأ بالاستهزاء منه.
تقول له :أنت عملت كذا وكذا ... يقول لك : لا . لست أنا ! .. لقد عملها فلان . فهم بعقلهم القاصر قالوا : كيف الله تبارك وتعالى خلق كل شيء وأتقنه ومن ضمن هذه المخلوقات المعاصي التي يقوم بها العباد .
إذن الله عز وجل لم يخلق هذه المعاصي . إذن الله عز وجل لم يخلق أفعال العباد . وضحت ؟.

طيب ، لا نستعجل . لكن أهم شيء فهمنا ماذا يقولون ؟ .. طيب ، فبماذا ترد عليهم ؟ .
فنقول بداية ، نحن ذكرنا أشياء منها قلنا أن الله تبارك وتعالى خلق كل شيء وخلق أفعال العباد كلها . وإن كان في ظاهرها الشر ، فمآلها إلى خير . ولذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : والشر ليس إليك .
وضربنا مثلا يُكرر كثيرا وهو الوالد يعطي إبنه حقنة . لماذا ؟ .. لأنه يريد له الشفاء . لكن الحقنة مؤلمة . والولد هذا لو كان ينطق لسب أباه : أنت تؤذيني ! .. لكن الولد لا يعلم مآل هذه الحقنة أنه يشفى بإذن الله تعالى .
إذن أراد الأب لهذا الإبن الخير . لكن استعمل، حتى يصل إلى هذا الخير ، ما ظاهره الشر .

س/ ..... ؟
ج / يكون هذا الشر الذي حصل عقاب له بفعله . وخير فيه موعظة للآخرين .
فالذي يدخل النار هذا بعدل الله عز وجل . وهو لم يظلمه . فعله أودى به إلى ذلك .

الله عز وجل ما يفعل فعلا إلا وله حكمة خفيت أو علمناها ، لكن لله تبارك وتعالى في أفعاله
حكم . إنه خبير بما تفعلون . وهنا هذه الخاتمة كانت مع قول الله تعالى :
{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88

فهنا هذه الخاتمة تعليل لما سبق . فهنا الله تبارك وتعالى أتقن كل شيء وهو يخبُر ما أنت فاعله وعليم به . محيط بكل ذلك سبحانه وتعالى .
فالله تبارك وتعالى عليم بما يفعله العبد من الخير . وعليم بما يفعله العبد من الشر . وهو خالق
لفعله الذي هو مآله إلى الخير .

يقول ابن حزم ـ رحمه الله ـ : ومن زعم أن الله تبارك وتعالى لم يخلق أعمالنا فقد ألحد .
إذ قد رد قول الله عز وجل :{خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} فزعم أن أشياء كثيرة لم يخلقها الله عز وجل . وهذا تكذيب للقرآن .

طبعا نقول من ضمن هذه الأشياء ، الكافر الذي كفر ، هذا كفره وفعله لم يخلقه الله ، على قولهم ، إذن صار شيء في كون الله لم يخلقه الله عز وجل ، وهذا محال . لكن الله تبارك وتعالى
خالق كل شيء . وله في ذلك حكم سبحانه وتعالى .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

 

الكلمات الدلالية (Tags)
3, 9, للفرقة, العقيدة, تفريغ, و4


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:49 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.