( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرسالة السادسة : اصحب الله
أما بعد .. فاللهم تمّ نورُك فهديتَ فلَكَ الحمدُ ، عظُمَ حِلمُكَ فعفوتَ فلَكَ الحمدُ ، بَسطتَّ يدَك فأعطيتَ فلَكَ الحمدُ ، ربَّنا وجهُك أكرمُ الوجُوهِ ، وجاهُك أعظمُ الجاه ، وعطيّتُك أفضلُ العطيّة وأهناها . تُطاعُ ربَّنا فتَشكرُ ، فلكَ الحمدُ ، وتُعْصَى ربَّنا فتَغفرُ ، فلكَ الحمدُ ، وتُجيبُ المُضطَرَّ ، وتَكشِفُ الضُّرَّ ، وتَشفي السقم ، وتَغفرُ الذنبَ ، وتقبلُ التوبةَ ، ولا يجزِي بآلائِك أحدٌ ، ولا يَبلغ مِدحتَك قولُ قائِلٍ . أحبتي .. من الواضح أن " رمضان الإكسبريس " لا يقف لأحد ، وأخشى الآن من ظاهرة " الروتين الرمضاني " ، مرت أيام خمسة ، واعتاد الناس الصيام والقيام ، وتنقلب العبادة شيئا فشيئا إلى عادة ، والبطارية الإيمانية تبدأ في استنفاذ الشحن ، ومن هنا فلابد من " محفزات سريعة " لإعادة الأمور لنصابها الصحيح . إنني أدعوك لعلاج من نوع جديد " اصحب الله " ، تعرف كيف ؟ الله يصحبنا في سفرنا ، ولقد لقينا من سفر الدنيا هذا نصبًا ، والله يقول :" أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ " فما صحبك إلا من صحبك وهو بعيبك عليم ، وليس ذلك إلا مولاك الكريم ، فخير من تصحب من يطلبك لا لشيء يعود منك إليه . فالوصية : خذ عن الناس جانبا وارض بالله صاحبا ، فاستعن به ، وفضفض له ، وتوكل عليه ، واستشعر قربه منك ، وراقب عينه الناظرة إليك ، وتخيل لو صحبت الله بقلبك كيف ستتبدل أحوالك ؟ وإذا استشعرت ذلك تعلمت معنى المراقبة ، وأول شيء تطالب به أن تراقب نيتك ، وأن تجدد توبتك ، واحتسابك ، حتى لا تعتاد العمل بدون " إيمانا واحتسابا ". آية التدبر من الجزء السادس : " وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " قالوا في التفسير : {ومن يُرِد الله فتنته} أي : ضلالته أو فضيحته ، {فلن تملك له من الله شيئًا} أي : تقدر على دفعها عنه ، {أولئك الذين لم يُرد الله أن يُطهر قلوبهم} من الكفر والشرك والآفات ، {لَهُم في الدُّنيَا خزيٌ} أي : هوان وذل ؛ {ولهم في الآخرة عذاب عظيم} وهو الخلود في النيران. وللمتدبرين شهقة قلب : " لم يرد الله أن يطهر قلوبهم " سلَّم يا رب سلم ، لماذا ؟ سماعون للكذب .. أكالون للسحت ، حافظ على قلبك من سماع الإعلام الفاسد ، وتحرَّ اللقمة الحلال، وإلا فعياذًا بالله من عقوبة " قذر القلب " وللمجتهدين وصايا في أعمال رمضان : (1) تحسس قلبك بعد كل عملك مناجيًا ربك " ربنا تقبل مني " " هل يرضيك ؟ " (2) اشتغل بقلبك قبل جوارحك ، استحضر نوايا العمل مرة أخرى ، وابدا في مرحلة الشحن الإضافي قبل الفتور المعتاد في الأسبوع الثاني من رمضان . (3) قاوم " فلول الغفلة " ، وفتور " الثورة المضاد " بعمل محرك للقلب . اختر ما بين القوسين ( زيارة مريض في حالة حرجة ، زيارة لايتام في منطقة شديدة الفقر ، الذهاب لقبر ليلا ، سماع موعظة مؤثرة جدا تذرف منها العيون ) وللمناجاة أسرار في الأسحار : يا مَن أظهرَ الجميلَ ، وسَترَ القبيح ، يا مَنْ لا يُؤاخذُ بالجريرةِ ، ولا يَهتِكُ السترَ ، يا حَسنَ التجاوُز ، يا واسعَ المغفرة ، يا باسطَ اليدينِ بالرحمة ، يا صاحِبَ كُلِّ نجوى ، يا مُنتهَى كُلّ شَكوى ، يا كريمَ الصفحِ يا عَظيمَ المنِّ ، يا مُبْتدئ النعمِ قبلَ استحقاقِها ، يا ربَّنا ويا سيّدَنا ، ويا مَولانا ، ويا غايةَ رغبتِنا ، أسألُك يا الله ألاّ تَشوِيَ خَلقي بالنار . إلهي أبعدَ الإيمانِ تُعذّبُني ، ومِنْ مُقطَّعاتِ النيرانِ تُلبِسُني ، وإلى جهنّمَ مع الأشقياءِ تحشُرُني ، وإلى مَالكٍ خازنِها تُسلِمُني ، وفيها يا ذا العفوِ والإحسانِ تُدخِلُني ، وعفوَك الذي كنتُ أرجُو تحرمني ! فيا مَن هُو غنِيٌّ عَن عَذابي وأنا مُفتقِرٌ إلى عفوِه ورحمتِه اغفِر لي ، وارحمني ، واقبلني . سؤال الرسالة : ما هي أخوف وأرجى آية مرت عليك في رمضان حتى الآن ؟ وكتبه هاني حلمي قيم نفسك في رمضان |
الكلمات الدلالية (Tags) |
:, الله, الرسالة, السادسة, اصيب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|