Untitled-2
 

 

دروس غـرفة الأخوات يُدرج فيه دروس " العقيدة - الحديث - التفسير - التجويد - اللغة العربية " كتابة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-14-2009, 10:15 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الأربعون النووية ( 8 )

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكن أخواتي الدرس الثامن من الأربعين النووية
ويشمل شرح الحديثين التاسع والعاشر
أرجو أن ينفعكم الله به
اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
آمين آمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-21-2009, 07:16 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

حفظكِ الله معلمتي و رعاكِ
جزاكم الله خيراً.

التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-21-2009, 11:12 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وخيراً جزاكم يا حبيبة
أسأل الله أن يبارك لكِ فى وقتك وعملكِ
وأن ينفع بك وأن يستعملك فى مرضاته
آمين آمين

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-30-2009, 02:47 AM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الأربعون النووية ( 8 )
بسم الله والحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن تبع هُداه .. ثم أما بعد ..
فموعدنا اليوم مع الحديثين التاسع والعاشر من الأربعين النووية .. نسأل الله التيسير والسداد والقبول .. ونسأله سبحانه وتعالى أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً
آمين .. آمين

الحديث التاسع
عن أبى هريرة عبد الرحمن بن صخر رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما نهيتكم عنه فأجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم
رواه البخارى ومسلم
راوى الحديث هو أبو هريرة ، وقد إختلف الناس فى إسمه ولكن أصح الأسماء هو ما ذكره المؤلف فى الحديث أنه ( عبد الرحمن بن صخر ) ، وقد كُنى بـ ( أبى هريرة ) لأنه كانت له هرة ألِفها وألِفتهُ وكانت مُلازمة ومُصاحبة له فكُنى بها

وهذا الحديث له سبب ، وهو أن النبى صلى الله عليه وسلم خطب مرةً من المرات وقال : يا أيها الناس قد فُرض عليكم الحج فحجوا .. فقام رجلٌ من الناس وقال : أفى كل عامٍ يارسول الله ؟ ( وهذا سؤال ليس فى محله لأنه لو كان فى كل عام لبيَّنه النبى صلى الله عليه وسلم ) فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وقال : "" لو قلتُ نعم لوجبت وما استطعتم .. ثم قال : ذروني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة سؤالهم وأختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشئٍ فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شئٍ فدَعوه ""..
قوله صلى الله عليه وسلم " ما نهيتكم عنه فأجتنبوه " :
النهى هو طلب الترك على وجه الإستعلاء ( يعنى يطلب منك مَن هو فوقك أن تترك شيئاً ما) ولا شك أن النبى صلى الله عليه وسلم أعلى منّا جميعاً
فأجتنبوه : أى إبتعدوا عنه ، فكونوا فى جانب وهو فى جانب
وقوله صلى الله عليه وسلم " وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " :
يعنى إفعلوا منه ما قدرتم عليه
وفى هذا الحديث : رحمة النبى صلى الله عليه وسلم بأُمته ، وهذه الرحمة عرفناها من قوله صلى الله عليه وسلم ( ما أمرتكم بشئٍ فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شئٍ فدعوه ) فالفرق بين المنهيات والمأمورات أنه صلى الله عليه وسلم قال فى المنهيات ( إجتنبوه ) ولم يقل ( ما استطعتم ) لأن النهى ( كفٌ ) وكل إنسان يستطيعه ، والأمر قد يُستطاع وقد لا يُستطاع ولهذا قال فى الأمر ( فأتوا منه ما استطعتم ) فالتعبير النبوى تعبيرٌ دقيق

قوله صلى الله عليه وسلم " إنما أهلك الذين من قبلكم :
يشمل فى العموم جميع الأُمم السابقة ، و يشمل اليهود والنصارى ( وهذا هو الأرجح )
"كثرة مسائلهم " : جمع مسألة وهى ما يُسأل عنه
" وأختلافهم على أنبيائهم " أى : وأهلكهم كثرة إختلافهم على أنبيائهم ، وهذا يعنى أن كثرة الخلاف سبب للهلاك
" إختلافهم على أنبيائهم " يدل على أن هناك معارضة للأنبياء

والحديث يُبين أن الدين أوامر ونواهي ، كما يُبين لنا الحديث كيفية التعامل معهما :
-فأما النواهي فيجب أن تُجتنب
-وأما الأوامر فيأتى بما يستطيع
ومن هنا استنبط أهل العلم قواعد شرعية كثيرة منها : أن المشقة تجلب التيسير
أى أنه إذا حدثت مشقة فى الفعل فإن الإنسان يتجه إلى الأقل :
-فإن كان لا يستطيع أن يصلى قائماً فإنه يصلي جالساً أو على جنب
-وإن كان لا يستطيع أن يغتسل أو يتوضأ فإنه يتيمم
-وإن كان لا يتسطيع الحراك ولا الوضوء فإنه يصلي على حاله بلا وضوء أو تيمم
-وإن كان لا يستطيع التوجه إلى القبلة فإنه يتوجه إلى أى جهة
-وإن كان لا يستطيع الصوم فإنه يؤجل الصوم ويؤخره إلى وقت سعة
إذاً المشقة تجلب التيسير

ومن القواعد التى استنبطها أهل العلم أيضاً : أن الضرورات تُبيح المحظورات :
( فلا مُحرم مع ضرورة ولا واجب مع العجز )
فالأصل أن أجتنب شرب الخمر أو أكل الميتة – مثلاً - لكن إذا كان المرء على مشارف الموت والهلاك فله أن يأكل من الميتة بقدر ما يحفظ حياته ، وإن كان سيموت من العطش فله أن يشرب الخمر إذا لم يجد غيره أيضاً بالقدر الذى يحفظ له حياته ، فالضرورة تُقدر بقدرها قال الله تعالى { يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يسروا ولا تُعسروا ، وبشروا ولا تُنفروا " فدين الإسلام قائم على السماحة والتيسير وعلى ما يستطيعه الإنسان ، ولذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم ما خُيــِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-30-2009, 03:12 AM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن فوائد الحديث :
1)وجوب الكف عمّا نهى عنه النبى صلى الله عليه وسلم لقوله " ما نهيتكم عنه فأجتنبوه "
2)أن المنهى عنه يشمل القليل والكثير لأن الإجتناب يشمل القليل والكثير فمثلاً نُهينا عن الربا وهذا يشمل قليله وكثيره ، ونُهينا عن شُرب الخمر وهذا يشمل قليله وكثيره
3)أن الكف أهون من الفعل لأن النبى صلى الله عليه وسلم أمر فى المنهيات أن تُجتنب كلها لأن الكف سهل يستطيعه كل إنسان
4)قوله صلى الله عليه وسلم " فأتوا منه ما استطعتم " يؤخذ منه أنه لا يجب فى الفعل المأمور إلا ما كان مُستطاعاً ، قال الله تعالى { لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها }
5)يدل الحديث على أن الإنسان له إستطاعة ، وفى هذا ردٌ على الجبرية الذين يقولون أن الإنسان لا استطاعة له وأنه مُجبر على عمله ( وكلامهم هذا باطل لا شك )
6)يدل الحديث أيضاً أن الإنسان إذا لم يقدر على فِعل الواجب كله فليفعل ما استطاع
7)أن ما أمر به النبى صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه فإنه شريعة ، فيُعمل بالسُنة الزائدة على القرآن أمراً أو نهياً .. ففى القرآن ما يدل على وجوب إتباع السُنة وإن لم يكن لها ذكرٌ فى القرآن كما قال الله تعالى { مَن يُطع الرسولَ فقد أطاع الله } وقوله تعالى { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا } وقوله تعالى { فأمنوا بالله ورسوله النبى الأُمى الذى يؤمنُ بالله وكلماته وأتبعوه } فالقرآن دلَّ على أن السُنة شريعة يجب العمل بها
8)أن من أسباب هلاك الأُمم : كثرة الأسئلة التى لا داعى لها ، لا سيما فى الأمور التى لا يمكن الوصول إليها كمسائل الغيب ( أسماء الله وصفاته ، وأحوال اليوم الآخر .. وغيرها ) فلا يجب على المسلم أن يُكثر السؤال فيها حتى لا يهلك ، وأما ما يحتاج إليه الناس فى المسائل الفقهية فلا حرج أن يسأل إذا إحتاج ، بل إنه يجب على الإنسان أن يسأل فيما أشكل عليه وخاصةً فى دينه كما قال الله تعالى { فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ، وقال مجاهد : لا ينال العلم مستحيي ولا مستكبر ، فالسؤال المحظور هنا هو الذى لا طائل منه وليس للفائدة وإنما هو للتعجيز أو للتنطُع فى فرضيات لا يمكن أن تقع فى الواقع ، فهذه هى الأسئلة المنهي عنها
9)أن الفرقة والإختلاف من أشد عوامل الهلاك ، قال تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } فهذه الأُمة أُمة واحدة يجب أن تكون أُمة مجتمعة ، فكثرة التفرق والإختلاف سبب للعداوات والبغضاء وبالتالى تكون سبب لدخول الأعداء .. فيجب أن يتعاون المسـلمون كما قال تعالى { وتعاونوا على البـر والتـقوى } ، وقال تعالى : { وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا }
10)التأدب فى طلب العلم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-30-2009, 03:14 AM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الحديث العاشر
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله أمر المؤمنينَ بما أمرَ به المرسلينَ فقال { يا أيها الرُسُلُ كلوا من الطيباتِ واعملوا صالحاً } ، وقال تعالى { يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيباتِ ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياهُ تعبدون } .. ثم ذكرَ الرجلَ يُطيل السفرَ اشعثَ أغبرَ يمُدُّ يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمهُ حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذّى بالحرام فأنَّى يُستجاب لذلك "" ... رواه مسلم
الطيب هُنا معناه الطاهر ، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى مُقدس ومُنزّه عن النقائص والعيوب كلها ، وهذا كما فى قول الله تعالى { الطيباتُ للطيبين والطيبونَ للطيبات أولئكَ مُبرَّءون مما يقولون } ، فالله تعالى طيبٌ فى ذاته وفى أسمائه وصفاته وفى أفعاله وفى أحكامه سبحانه وتعالى .. كلها طيبة ليس فيها ردئ بأى وجه

لا يقبل إلا طيباً : من الأقوال والأعمال والإعتقادات :
الأقول { ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها فى السماء } وقال تعالى { إليه يصعد الكَلِمُ الطيب والعمل الصالح يرفعه }
والأعمال لا يقبلها تعالى إلا إن كانت طيبة طاهرة من المفسدات كالرياء والعُجب ، والأعمال الطيبة هى ما كانت خالصة لله تعالى وموافقة للشرع
والأموال لا يقبل منها إلا ما كان طيباً حلالاً ( يعنى مُكتسبة من الحلال وبالطرق المشروعة ) كما قال صلى الله عليه وسلم " لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول " .. رواه مسلم ، وفى الحديث الصحيح : " مَن تصدّق بعدل تمرة من طيب – ولا يقبل الله إلا طيب – فإن الله يأخذها بيمينه ويُربيها ( يعنى يزيدها ) حتى تكون مثل الجبل – أو كما قال صلى الله عليه وسلم
والقبول قد يُراد به :
1)الرضا بالعمل ومدح فاعله والثناء عليه بين الملائكة أو
2)حصول الثواب والأجر عليه أو
3)سقوط الفرض به من الذمة
وأن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلون فقال { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وأعملوا صالحاً } وهذا تعليةً لشأن المؤمنين وأنهم أهلٌ أن يُوجّه إليهم ما وُجِّه إلى الرسل ، فأمرهم الله تعالى بالأكل الذى به قوام البدن ، ثم أمرهم بالعمل الصالح
وقال تعالى للمؤمنين { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله } فأمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، أمرهم أن يأكلوا من الطيبات كما أمر الرسل أن يأكلوا من الطيبات

ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذى بالحرام فأنى يُستجاب لذلك
هذا الكلام أشار فيه النبى صلى الله عليه سلم إلى آداب الدعاء وإلى أسباب إجابته وما يمنع من إجابته ، فالأسباب التى تقتضى إجابة الدعاء أربعة وهى :
1)إطالة السفر : فالسفر بمجرده من أسباب إجابة الدعاء كما فى حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن : دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده : خرّجه أبو داود وابن ماجه ، وعند الترمذى ( ودعوة الوالد على ولده )
والسفر سبب لإجابة الدعاء لأنه مظنة حصول إنكسار النفس بطول الغُربة عن الأوطان وتحمُل المشآق ، والإنكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء
2)أشعث أغبر : ( يعنى حصول التبذُل فى اللباس والهيئة ، فهذا دليل على أنه لا يهتم بنفسه لأنه مشغولٌ بالدعاء ) ففى الحديث المشهور عن النبى صلى الله عليه وسلم :" رُبَّ أشعث أغبر ذى طمرين مدفوعٌ بالأبواب لو أقسمَ على اللهِ لأبرَّهُ "
3)يمد يديه إلى السماء : وهذا من آداب الدعاء التى يُرجى بسببها إجابته ، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يرفع يديه فى الإستسقاء حتى يُرى بياض إبطيه ، وفى يوم بدر رفع يديه يستنصر الله على المشركين حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، قال النبى صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى حيى كريم يستحيى إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين "
4)الإلحاح على الله عز وجل بتكرار ذِكر ربوبيته ( يارب يارب ) ، وهذا من أعظم ما يُطلب به إجابة الدعاء ، عن عائشة رضى الله تعالى عنها ( مرفوعاً ) : إذا قال العبد يارب أربعاً قال الله : لبيكَ عبدي سل تُعطه " (خرّجه البزار) ، وعن أنس( مرفوعاً ) : ما من عبدٍ يقول يارب يارب يارب إلا قال له ربه : لبيكَ لبيكَ "
وعند التأمُل فى أدعية القرآن نجدها غالباً تفتتح بإسم الرب كقوله تعالى : { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملتهُ على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ... } وقوله تعالى { ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن ءامنوا بربكم فآمنا ربنا فأغفر لنا ذنوبنا وكفِّر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تُخزنا يوم القيامة إنك لا تُخلف الميعاد } وقوله تعالى { ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }

وأما ما يمنع إجابة الدعاء فقد أشار النبى صلى الله عليه وسلم إلى أنه : التوسع فى الحرام أكلاً وشرباً وملبساً وتغذيةً ، فأكل الحرام يُفسد العمل ويمنع قبوله ، وهناك حديث عن ابن عباس بإسنادٍ فيه نظر أن سعد بن أبى وقاص قال : يارسول الله ادعُ الله أن يجعلني مستجاب الدعوة . فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ياسعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة
وروى عكرمة بن عمار قال : قيل لسعد بن أبى وقاص : تُستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ما رفعتُ إلى فمي لقمة إلا وأنا عالم من أين مجيئها ومن أين خرجت
قوله صلى الله عليه وسلم " فأنّى يُستجاب لذلك " يعنى كيف يُستجاب له ، فهذا إستفهام على وجه التعجب والإستبعاد وليس صريحاً فى إستحالة الإستجابة ومنعها بالكلية
ويؤخذ من هذا أن التوسع فى الحرام والتغذى به من جُملة موانع الإجابة ، فهذا تحذير من أكل الحرام وشربه ولبسه والتغذى به
فإرتكاب المحرمات مانع من الإجابة ، وكذلك ترك الواجبات يمنع من الإجابة ،
كما أن فِعل الطاعات يكون موجباً لإستجابة الدعاء ، ولهذا لمّا توسل الذين دخلوا الغار وأنطبقت عليهم الصخرة لمّا توسلوا بأعمالهم الصالحة التى أخلصوا فيها لله عز وجل ودعوا الله بها أُجيبت دعوتهم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-30-2009, 03:15 AM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


فوائد من الحديث :
1)أن من أسماء الله عز وجل ( الطيب ) لقوله صلى الله عليه وسلم إن الله طيبٌ
2)أن الله تعالى غنىٌ عن الخلق فلا يقبل إلا الطيب
3)تقسبم الأعمال إلى مقبولٍ ومردود
4)أن الرسل عليهم الصلاة والسلام مأمورون من ربهم لقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، والرسل أكمل العباد عبادة لله عز وجل ، ولهذا كانالنبى صلى الله عليه وسلم يقوم فى الليل حتى تتورم قدماه ، فقيل له فى ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال : أفلا أكون عبداً شكوراً .. عليه الصلاة والسلام
5)أن المؤمنون مأمورون منهيون لقوله " إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين " وكلما كان الإنسان أقوى إيماناً كان أكثر إمتثالاً لأوامر الله عز وجل ، فإذا رأى الإنسان من نفسه هبوطاً فى إمتثال الأوامر فليعلم أن هذا نقص فى الإيمان وعليه أن يُصحح الوضع قبل أن يستشري هذا المرض فيعجز عن الإستقامة فيما بعد
6)إستعمال ما يُشجع على العمل ، لقوله ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) فإذا علم المؤمن أن هذا من مأمورات المرسلين فإنه يتقوى ويتشجع على الإمتثال
7)الأمر بالأكل من الطيبات ، ومن إمتنع عن الطيبات لغير سبب شرعي فهو مذموم رادٌ لمنة الله عليه ، وهذا فيه إساءة أدب
8)أنه يجب شكر نعمة الله عز وجل بالعمل الصالح لقوله تعالى { كلوا من الطيبات وأعملوا صالحاً } وقوله تعالى { كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله } فالشكر هو العمل الصالح
والشكر ليس مجرد أن أقول بلساني ( الحمد لله والشكر لله ) ولكن يجب أن أعمل عملاً صالحاً .. حتى قال بعض الفقهاء ( الشكر طاعة المُنعم )
9)إستبعاد إجابة دعاء آكل الحرام ، لقوله فى آخر الحديث ( أنى يُستجاب لذلك ؟ ) وهذا إستفهام إستبعاد
ولا يعنى هذا أنه يستحيل أن يستجاب ولكن النبى صلى الله عليه وسلم إستبعد هذا تنفيراً من أكل الحرام
10)أن السفر من أسباب إجابة الدعاء
11)أن الشعث والغبرة ايضاً من أسباب إجابة الدعاء ( يعنى يهتم بأمور الآخرة أكثر من إهتمامه بأمور الدنيا )
12)أن رفع اليدين فى الدعاء من أسباب الإجابة


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(, ), 8, الأربعون, النووية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأربعون النووية ( 4 ) أم سلمى دروس غـرفة الأخوات 12 06-14-2011 05:32 PM
الأربعون النووية ( 3 ) أم سلمى دروس غـرفة الأخوات 7 06-14-2011 04:43 PM
درس : الأربعون النووية (1) أمّ ليـنة دروس غـرفة الأخوات 34 05-12-2011 12:41 AM
الأربعون النووية ( 6 ) أم سلمى دروس غـرفة الأخوات 5 12-28-2009 11:07 PM
الأحاديث الأربعون النووية ..mp3 العائد إلى الله حسن واحة الصوتيات الإسلامية 1 04-21-2009 10:12 PM


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 06:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.