انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


واحة النحو والصرف هنا توضع الموضوعات المتعلقة بقواعد علمي النحو والصرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 03-04-2008, 07:40 PM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

بارك الله فيكما أبا عيسى وأبا مالك .
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 03-04-2008, 08:35 PM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا على الشرح وبارك لكم
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 03-05-2008, 12:38 AM
أم البراء أم البراء غير متواجد حالياً
.:: لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ::.
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا فى انتظار علامات الاسم والفعل والحرف
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 03-05-2008, 02:04 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

وجزاكم الله بالمثل وبارك لكم وعليكم
نسأل الله التيسر .
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 03-05-2008, 07:44 PM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اعانك الله ووفقك اخى الحبيب
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 03-06-2008, 03:27 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

جزاك الله خيرا أخى الحبيب سمير .
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 03-11-2008, 07:44 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




Islam



الـحـمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين ( صلى الله وسلم عليه وآله وأصحابه أجمعين ) .
ثم أما بعد :
فقد تحدثنا فى المشاركة السابقة عـن تعريف الكلام عند النحـويين كـما عرّفـه صاحب المقدمة الآجُـرُّومِـيَّـة بأنه : [ اللفظ المركـب المفيد بالوضع ] ، ثم أعـقبْـنا هـذا بذكر ماينقسم إليه الكلام ، وقلنا أنه ينقسم إلى : [ اسم ، فعل ، حـرف جاء لمعنى ] .
ثـم نتحـدث اليوم كـمـا أشـرْنا سابقا عـن العلامات التى تميز كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة ، فنبدأ بعلامات الإسم ونقول :




عــــــلامــــات الإســـم



قال ابن آجُـرُّوم (رحمه الله) : [ فالاسم يُعْرَفُ : بالْخَفْض ، وَالتَّنْوِينِ ، وَدخولِ الألِفِ وَالَّلامِ ، وَحُـرُوف الْخَفْضِ ، وَهيَ : مِنْ ، وَإلي ، وَعَنْ ، وَعَلَي ، وَفي ، وَرُبَّ ، والْبَاءُ ، والْكافُ ، وَالَّلامُ ، وحُرُوفُ القَسَمِ ، وهِيَ : الْوَاوُ ، والْبَاءُ ، والتَّاءُ ] .

إذن فقد أشار (رحمه الله) إلى أرْبَـعِ علاماتٍ يتميز بها الإسم عن غيره ، وهى : [ الخـفض ، التنوين ، دخول الألف واللام ، حروف الخفض ] ؛ أمـا باقى ماجـاء فى المتن ، فقد كان الناظم (رحمه الله) يذكر فيه ماهى حـروف الخفض وأخذ يُـعَـدِّدُها (رحمه الله) ، ولعل هـذا كان سبباً من أسـباب الإنتقادات التى تعرض لها الكتاب ؛ حيث أن الكتاب فى الأصل وضعه صاحـبه للمبتدئين ، ومن أجـل مقصده هـذا فقد كان الشيخ أحيانا يُـسْـقِطُ أشياء ولا يذكرهـا خـشـْـيَةَ الإطالة ؛ ثم مع هـذا فـفى هذا الموضع تحـدث الشيخ عن حـروف الخفض فأخـذ يذكرها حـرفاً من بعدِ حـرفٍ ، ثم أضاف أيضا حـروف القسَمِ وأخـذ يذكرها حـرفاَ حرفاَ ، هـذا إلى جانب أن الشيخ فى آخـر بابٍ من أبوابِ الكتابِ تحَـدّثَ عـن المخفوضات وذكرتفصيل هـذه الحـروف ؛ ولذا فقد كان ذكر تلك هـذه الحـروف بمثل هـذا التفصيل مع تكرار ذكرها بخاتمة الكتاب موضعا من مواضع الإنتقادات التى وُجِّـهَتْ للشيخ (رحمه الله) ؛ حيث قيل أن هـذا لايجتمع مع المقصد الذى وَضعَ الشيخُ الكتابَ مِن أجـلِهِ .

******************

نعـود لما بدأنا فيه من ذكر علامات الإسم ، وسنغير من ترتيبهم فى أثناء حـديثنا من باب التقريب للأذهان فقط وإتمام الفائدة ، فنتناول أوّلاً العلامتين الأولى والأخيرة ، وهما [ الخفض ، وحروف الخفض ] ، و(الخفض) يُـرادِفُ قولـَـنا (الـجَـرّ) ، فكلاهما بنفس المعنى ، وهـو أن آخـرَ حـرفٍ من حـروف الكلمة كانت حركته (كَـسْـرَة) بسبب دخـول عامل من عوامل الجـر على هـذه الكلمة .
كما لو قلت : ( مُــحَــمَّــدٌ فى الـبَـيْـتِ ) .

فلدينا هاهنا كلمة ( البيتِ ) انتهت بحرف مكسور وهو (التاء) ، وقد كانت الكلمة مسبوقة بحرف (فى) وهـو حرف من حروف الجـر؛ فنقول عـن الكلمة أنها مجـرورة .
وقد يتساءل أحـد إخوانى أو إحدى أخواتى ، ويقول : لماذا ذكر المؤلف الخفض كعلامةٍ ثم ذكر دخـول حروف الخفض كعلامةٍ أخرى ؟ فهل هذا من باب التكرار ؟
نقول له : لا ليس هـذا من باب التكرار ، وإنما سيتبين لنا من هاتين العلامتين أنه لايلزم من كَوْنِ الكلمة انتهت بعلامة الخفض أن تكون مسبوقةً بحـرفٍ من حـروفِ الجـر ، وكذلك لايستلزم دخـولُ حـرف الجـر أن يكون آخـر الكلمة مكسورا .
فقد يدخل حرف الجر على الكلمة ولا تظهر عليها علامة الكسرة ، وقد تظهر تظهر علامة الكسرة وتكون الكلمة مجرورة ومع هـذا تجدونها غير مسبوقة بحـرفٍ من حروفِ الجـرِّ .


العلامة الأولى : الخَــفـْـض


وقد ذكـرنا فيه أنه هـو الجَـرُّ ، وأشـرْنا بعدها إلى أن الجـر لايتحـقـق بدخـول حـروف الجـر فقط ؛ وإنما قـد يتحـقـق الجـر بعـواملٍ أخـرى ، وهـذا يستلزم منا أن نكون على علم بحالات الجـر ، فما هى حالات الجـر ؟ أو : ماهى عوامل الجـر ؟
ثلاث حالات :
الأولى :الجـر بدخـول حرف من حـروف الجـر ، كالمثال السابق حينما قلنا (مُــحَــمَّــدٌ فى الـبَـيْـتِ ) .
الثانية :الجـر بالإضـافة ، كما لو قلنا ( أكـرَمْـتُ طالبَ عِـلْـم ٍ ) فهاهنا كما نرى جاءت الكلمة مجـرورة ، ولكن هل سبقها حـرف جـر ؟ لا لم يسبقها حـرف جـر ؛ ولكنها مرتبطة بما قبلها ولا يمكن الإستغناء عنها ولا يتم المعنى بدونها ، فيكون إعرابها أنها ( مُـضَـافٌ إليه ) أى تكون كلمة ( علم ) مضافة لكلمة ( طالب ) لأنها جزءٌ منها ، والمضاف إليه له أنواعٌ سنتطرق لها فى حينها إن شاء الله بالتفصيل المناسب .
الثالثة : الجـر بالـتـَّبَـعِـيَّـة ، فهناك حالات للإسم فى علم النحـو يكون الإسم فيها تابعاً لما قبله ، أى يتبعه فى كل علامات إعرابه ، فلو كان ماقبله مرفوعا يكون التابع مرفوعاً هـو الآخـر وإن كان ماقبله منصوبا يكون منصوبا وكذلك لو كان مجـرورا فيكون التابع مجـرورا كذلك ، وهـذه التوابع كالعطف والتوكيد والنعت ، سنتطرق إليها فى حينها إن شاء الله تعالى ؛ ولكن نحـن الآن فقط نفتح مداركنا ونُـمَهِّـدُ لاستيعاب علم النحـو .
ولنأخذ مثالا على ماقلنا فى الجـر بالتبعـية ، فنتناول على سبيل التوضيح : (النـعت و العطف)

فـ (النَّـعْـت ، أو الصِّـفـَـة) أن يكون هـذا الإسم مشتملا على وصف معين للإسم المذكور ، كأن أقول : ( سَـلـَّـمْـتُ على مـحـمـدٍالنَّـشِـيـطِ ) فكـما نرى أن (مـحـمـدٍ) وقعـت إسمٌ مجـرورٌ بـحرفِ الجـر (على) فكانت مجـرورة ، أما ( النَّـشِـيـطِ ) فجاءت نعت أو صفة لـمـحـمد فتبعتها فى علامة الإعراب ، وبما أن (مـحـمـدٍ) مجـرورة ؛ إذن فــ ( النَّـشِـيـطِ ) مجــرورة مثلها .

وأمـا (العطـف) ، فلو قلنا : ( مـرَرْتُ بالشيخِ ِو تلاميـذِه ) .
فهاهنا هـذه (الواو) تسمى بـ (حـرف عـطـف) وتجـعـل مابعدها يتبع ماقبلها فى علامة إعرابه كما أشرنا ، فأما ما قبلها (الشيخ ِ) هى { اسم مجـرور بالباء وعلامة جـره الكسرة الظاهرة } ، وأما ما بعدها (تلاميذِ) نقول عنها { معـطوف مجـرور وعلامة جـره الكسرة الظاهرة } .
فماذا حـدث ؟ جاءت الأولى مجـرورة ، فتبعتها الثانية فى الجـر ، ولو كانت الأولى مرفوعة لرفعنا الثانية أيضا ، فلو أبدلنا هـذا المثال بغيره ، وقلنا ( جـاءَ الشيخُو تلاميذُه ) لكانت (الشيخُ) فاعِـلاً ، والفاعِـل يكون مرفوعاً ، فنقول حينها عن (تلاميذُ) أنها معطوف مرفوع ، وكذلك لو كانت الأولى منصوبة لنَصَبْـنَا الثانية ، وهكذا فالمعطوف مثلا وغيره من باقى التوابع يكون تابعا لما قبله فى علامة إعرابه ، فهـذا مايسمى بــ (الجــر بالتبـعـية) .

فهـذه حالات الجـر الثلاث ، وهى : (الجـر بحـرف الجـر ، الجـر بالإضافة ، الجـر بالتبعية) .
ويمكن أن نأخذ مثالا يجمع الحالات الثلاث ، فى قولنا : (بـِـسْـمِ اللـهِ الرحـمنِ الرحـيمِ) .

فهذه الجملة تجمع أنواع الجـر الثلاثة ، ولنتأمل كلماتها الآن سَوِيَّاً ، فتقول :
(بـِـسْـمِ) الباء : حـرف جـر مبنى لامـحل له من الإعـراب .
اسـم : اسـم مجـرور بالباء وعلامة جـره الكسرة الظاهـرة .
فهــذا جـر بحـرف من حـروف الجـر .
[ ملحوظة : كل حـروف الجـر تأخـذ هـذا الإعراب ، فنقول فى إعراب أى حـرف من حـروف الجـر ، أنه حـرف جـر مبني لامحل له من الإعراب ] .

(اللـهِ) لفظ الجلالة مـضافٌ إليه مجـرور وعلامة جـره كـسر الهاء تأدّباً .
وهـذا جـر بالإضافة .
(الرحـمنِ) نَـعْـتٌ مـجـرورٌ وعلامة جـره الكسرة الظاهرة .
وهـذا جـر بالتبعية .
(الرحـيمِ) نَـعْـتٌ مـجـرورٌ وعلامة جـره الكسرة الظاهرة .
وهـذا أيضا جـر بالتبعية .

فهـــذا هــو الخـفض وعلاماته أو الجــر وعلاماته .


العلامة الثانية : حــروف الخَــفـْـض


كانت العلامة السابقة تتحـدث كما رأينا عن الجـر بشكل عام ، أن مجـرد أن تكون الكلمة مجـرورة فهذه علامة على أنها إسمٌ .
وأمـا هـذه العلامة فهـى تختـص بدخـول حـروف الجـر على الكلمة ، فلو دخـل حـرف الجـر على الكلمة ؛ نعـلم بدون شـكٍّ أن هـذه الكلمة إسمٌ .
فأنْ تكون الكلمة مجـرورة علامة ، وأنْ يدخـل حـرف الجـر على الكلمة هـذه علامة أخـرى .
وقد وضـحْـنا فى الأمـثـلة السابقة كيـف يمكن أن تظهر علامة الكسرة على الكلمة بدون دخـول حـرف الجـر ، والآن نتناول مثالا صغيرا يوضـح لنا من باب الفائدة كيف يمكن أن يدخـل حـرف الجـر على الكلمة ومع هـذا لاتظهر علامة الكسرة على هـذه الكلمة .

فـمثلا الأسماء المبنية لاتظهر عليها علامة الجـر (الكسرة) .
كأن أقول ( قد ذهبْتُ إلـيْـكَ بالأمس ِ) فهـذا الكلمة مكونة فى الحقيقة من كلمتين وهما {حـرف الجـر إلى ، وكـاف المخاطب} والكاف هـذه مجـرورة بحـرف الجـر كما نلاحظ ، ومع ذلك هـل ظهرت عليها علامة الكسرة ؟ لا ؛ لأن الكاف ضمير مبنى ، وكلمة (مبنى) تعنى أنه يلازم حـركة واحـدة لايفارقها أبدا فى كل مواقع إعرابه فهـو سواء وقع مرفوعا أو منصوبا أو مجـرورا سنجـد عليه علامة الفتحة هـذه لاتتغير أبدا ، فمـاذا نقول فى إعراب هـذا الكلمة ؟
(إلـيْـكَ) إلى : حـرف جـر مبني لامحـل له من الإعـراب .
الكـاف : ضمــير مــخاطب مبنى فى محـل جـر إسم مجـرور .
وبالنسبة للضمائر وإعرابها وهـذه الأمـور فسنخـصص الأسبوع المقبل لنتطرق إليها وإلى غيرها أيضا إن شاء الله تعالى ، ولكن لماذا نذكر هـذا المثال ؟
حـتى نعـرف جـيدا أن ذكـر المؤلف لهاتين العلامتين بيس من باب التكرار ؛ وإنما الجـر علامة ودخـول حـرف الجـر علامة أخـرى .
وكلمة مثل التى الكاف هـذه (إلـيْـكَ) لاتظهر عليها علامة الكسرة ، فمِـنْ أين عَـلِمْنا أنها إسمٌ ؟
عَـلِمْنا ذلك من دخـول حـرف الجـر عـليها ، وهكـذا .


نـعـود لـكـلام المُـصَـنِّـفِ (رحـمه الله) ، قال : [ وَحُـرُوف الْخَفْضِ ، وَهيَ : مِنْ ، وَإلي ، وَعَنْ ، وَعَلَي ، وَفي ، وَرُبَّ ، والْبَاءُ ، والْكافُ ، وَالَّلامُ ، وحُرُوفُ القَسَمِ ، وهِيَ : الْوَاوُ ، والْبَاءُ ، والتَّاءُ ] .
وقـد سبق وأوضحنا أن حـروف الجـر لن تحتاج منا جهداً فى إعرابها ؛ حيث أنها جميعا لها نفس الإعراب ، ألا وهـو [ حـرف جـر مبني لامحـل له من الإعـراب ] ؛ ولكن حـروف الجـر يهتم بها النحـويون وغيرهم من علماء اللغة من حـيث معانيها ، أى من حـيث المعنى الذى تفيده فى سياق الجـملة .
وشـروح هـذا المتن جميعها لاسبيل فيها لاستقصاء معـانى حـروف الجـر ، إذ أن الحـرف الواحـد يمكن أن يكون له من المعانى الكثير والكثير ، ولكن كما قلنا أن ما ستقع أعينكم عليه فى شروح الآجـرومية من معانى حـروف الجـر إنما هـو من قبيل التمثيل وليس الإستقصاء أو الحـصر ؛ حـيث أن الحـرف الواحـد قد تجـد فيه كتبا مصنفة لتناول معانيه فقط ، وبالطبع لايستقيم هـذا مع مقدمة مثل الآجـرومية .
ونحـن هاهـنا نذكر بعضا من معانيها مع أمثلة يسيرة ، فنقول :

[ مِـنْ ] فهـذه قـد تـُـفِـيدُ الإبتـداء كقولك (رحَـلـْـتُ مِنْ بـلادِ الشامِ)فالرحلة بدأت من بلاد الشام.
وقـد تـفيد التبعيض كقولك (شربْتُ مِنَ الماءِ) أى : من بعض الماء .
وقد تأتى بمعنى { عِـندَ } كـقول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ }آل عمران10 ، أى : إن أموالهم وأولادهم لن تغني عنهم عند الله شيئا .
ولها كثير جـدا من المعانى كما ذكرنا .

[ إلى ] أشهـر معانيها الإنتهاء كقولك (رحَـلـْـتُ إلى بـلادِ الشامِ) فنهاية الرحلة فى بلاد الشام.
وقد تأتى بمعنى { مَـعَ } كقول الله عز وجـل : {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً }النساء2 ، أي : لاتأكلوا أموال اليتامى مـع أموالكم .


[ عَـنْ ] وهـذه قد تفيد المُجَـاوَزَةَ كقولك (رَمَـيْتُ السهمَ عَـن القـَـوْس ِ) أى أن السهم رميته وانفصل عن القوس وجاوزه .
وقد تأتى بمعنى التعليل ، كقول الله تعالى : {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }التوبة114
أى : وماكان استغفار إبراهيم لأبيه إلا بسبب موعدة وعدها إياه .

[ على ] ومن معانيها الإستعلاء كقولك (صَعَـدْتُ على الجَـبلِ) أى : صعدت وارتفعت فصار الجبل تحـتى وأنا فوقه ، فالإستعلاء هـذا من العُـلـوّ .
وقد تأتى بمعنى { مِـنْ } كقول الله تعالى : {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ }المطففين2

[ فى ] ومن معانيها الظرفية كقولك (وضعْتُ السّـمَّ فى العَـسَـلِ) أى : داخـل العـسـل .
وقـد تأتى بمعنى الإستعلاء كقول الله تعالى : {فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ }طه71 ، أى : عـلى جذوع النخـل أو فوق جـذوع النخـل ، وليس داخـلها بالطبع .

[ رُبَّ ] وهـذه تأتى للتقليل أو للتكثير ، وهنـاك من قالوا بأنها تأنى غالبا للتقليل وأحيانا فقط للتكثير ، وهناك من قالوا العكـس بأنها غالبا للتكثير وأحـيانا للتقليل .
وعلى كـل حـال فمعناها يُعْرَفُ من سياق الجملة التى جاءت فيها سواء دلت على التقليل أم دلت على التكثير .
فإن كانت للتقليل فهـى تدل على شىءٍ قليل الوجود أو نادر ، كقول الشاعـر (ألا رُبَّ مولودٍ وليس له أبٌ) ، فمن هو المولود الذى ليس له أب ؟ إنهما عيسى وآدم عليهما السلام ، فهى هاهنا للتقليل كما ذكرنا .
وأما إن كانت للتكثير ، فتأتى على مثل قولك (رُبَّ إنـسـانٍ فاسـدٍ عرفـته) فكم من إنسانٍ فاسد فى هـذه الدنيا ؟ ماأكـثر الفاسدين بالطبع ، فتكون هاهنا للتكـثـير .

[ الباء ] ومن أسمى معانيها الإستعانة بالطبع فى قولنا (بـسمِ الله الرحـمن الرحـيم) .
وقـد تفيد الظرفية كقولنا (جـلسْتُ بالدّارِ) أى ، داخل الدار .
وقد تفيد السببية كقول الله تعالى : {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً }النساء160 ، أى : فـبسبب ظلمٍ من الذين هادوا ، وبسبب صدهم عن سبيل الله كثيرا حـرمنا عليهم طيبات أحلت لهم .

[ الكـاف ] ومن معانيها التشبيه كقولك (العُـلـمَـاءُ كَـالمـصابيح ِ) أى : يشبهون المصابيح فى إنارتهم حياة الناس بالعلم والمعرفة .

[ اللام ] ومن معانيها الإستحقاق كقولك (الحَـمْـدُ لـلـهِ) أى أن الحـمدَ يستحقه الله جـل وعلا .
ومن معانيها التعليل كقولك (ضَـرَبْـتُـكَ لِــسُـوءِ أدَبـِـكَ) أى : ضربتك بسبب سوء أدبك .

** [ وحُرُوفُ القَسَمِ ، وهِيَ : الْوَاوُ ، والْبَاءُ ، والتَّاءُ ] : ومقصود الشيخ (رحـمه الله) أن حـروف القسم مِنْ حـروف الجـر أيضا ، ثم ذكـر ماهى حـروف القسم الثلاثة ، وهى الواو والباء والتاء .
فمعنى كلامه أن حروف الجـر هى : [ مِنْ ، وَإلي ، وَعَنْ ، وَعَلَي ، وَفي ، وَرُبَّ ، والْبَاءُ ، والْكافُ ، وَالَّلامُ ، وحُرُوفُ القَسَمِ ] وأن حروف القسم هى : [ الواو ، الباء ، التاء ] .

وحـروف القـسَـمِ كمـا هـو ظاهر من اسمها أنها تستخـدم للقسَمِ والحـلفِ ، كأن أقول (واللهِ) فأنا أقسم بالله تعالى أننى سأفعل كـذا أو أن كـذا قد حـدث .
فـ (الواو) مـثالـها قول الله تعالى : {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ }التين1
و (البـاء) مـثالـها أن نقول (باللهِ لأضربَـنَّـكَ) .
و (التـاء) مـثالـها قول الله تعالى : {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ }يوسف91
وتنبغى الإشارة هـنا إلى أن (التـاء) لاتدخـل إلا على لفظ الجلالة فقط ، ولا تستخدم فى غيره .

ولنأخـذ مثالا على إعراب حـروف القسم والكلمة التالية لها ، فنعرب مثل قول الله تعالى :
{وَالتِّينِ}التين1
(الواو) : حـرف قسم وجـر مبني لامحـل له من الإعـراب .
(التينِ) : مُـقـْـسَـمٌ بهِ مجـرور وعلامة جـره الكسرة الظاهرة .

وقـد أكون أطلت الكلام فى حـروف الجـر ، ولـكـن هـذه المـعانى التى يفيدها كـل حـرف اقرؤوها من باب الفائدة الآن فقط ، ولن أطلب منكم ذكرها إن شاء الله تعالى ، وإنما مايهمنى هـو ألاَّ ننسى إعـرابها أبدا ، وهـو [ حـرف جـر مبني لامـحـل له من الإعـراب ] .
وأمـا حـروف القسم ، فنقول [ حـرف قـسم وجـر مبني لامحـل له من الإعـراب ] .
أى أنه نفس الإعـراب ؛ ولكن فقط نزيد فيه كلمة [ قسم ] .

ولـعـل إخوانى قد لاحـظوا أمرا فى إعـراب الجـمل التى تحتوى على لفظ الجلالة ، وهـو أننا حينما نكتب الإعراب نسبقه بهذه العبارة [ لفظ الجلالة ] فلا يصح أن أذكر اسم الله ثم أقول (مضاف إليه أو مفعول به أو أو _ تعالى الله عن ذلك) وإنما أكتب قبل الإعراب عبارة (لفظ الجلالة) لتفيد أن الإعراب وسياقه وأحكامه يقع على اللفظ نحويا فقط .
ومن جانب آخـر ، فأنا حينما أقول مثلا [ والتين ] يكون إعراب كلمة التين أنها [ مُـقـْـسَـمٌ بهِ
مجـرور وعلامة جـره الكسرة الظاهرة ] ؛ أما إن قلت [ تالله ] فأقول عن لفظ الجلالة [ لفظ الجلالة ، مُـقـْـسَـمٌ بهِ مجـرور وعلامة جـره كسر الهاء تأدُّباً ] ، فلا أقول وعلامة جـره الكسرة ، وإنما أقول وعلامة جـره كسر الهاء تأدباً .

** حـسَـناً ؛ فهل هـذه هـى كـل حـروف الجـر ؟
لا ، وإنما ابن آجـروم حـينما صَـنَّـفَ هـذا الكـتاب فقد صَـنَّـفَـهُ فى الأصْـلِ للمبتدىء ؛ ليكـون الكتابُ باباً يَـلِـجُ مِنْ خِـلالِهِ الدَّارسُ إلى عِـلـمِ النـحْـوِ ، ومعنى هـذا أن ابن آجـروم(رحـمه الله) يذكـر فى كـل مسألة النقاط الأساسية التى لايستغنى عنها طالب العلم بحال من الأحـوال ويترك أشياءً أخـرى كـى يتداركـها طالب العـلم فى دراسته لكتاب آخـر من كتب النحـو بعد أن يُـحَـصِّـلَ الثمرةَ المَـرْجُـوَّةَ من كتاب الآجـرومية .
فابن آجـروم (رحـمه الله) ذكـر من حـروف الجـر مالايأتى إلا حـرف جـر ، وقد زاد عليها ابن مالك فى الألفية فوصـل بها إلى عشرين حـرفا ؛ فقال :
هَـاكَ حُـرُوفُ الجَـرِّ وهِـىَ مِـنْ إلى .:. حَـتَّى خَـلاَ حَـاشَـا عَـدَا فِى عَـنْ عَـلَى
مُـذ ْ مُـنْـذُ رُبَّ الـلامِ كَـىْ وَاوٍ وَتـَـا .:. والـكَـافُ والـبَـاءُ ولـعَــلَّ ومَـتـىَ
فـهذه عشرون حـرفا جـمعـها ابن مالك فى البيتين السابقين ، ولكن منها مايأتى حـرف جـر فقط ، ومنهـا ماله استخدامات أخـرى غير الجـر ، ومنها ماهو مـحـل خـلاف بين أربابِ النحْـوِ فيما إذا كان يستعمل للجَـرِّ أم لا .
فنحـن نلتزم بالطبع بما جـاء فى مقدمـة ابن آجـروم ، وإنـما نذكـر هـذه الأبيات من باب إتمام الفائدة فقط ، وبالطبع نحفظها كما اتفقنا ، فسوف تـكون إن شـاء الله مُـعِـينَـةً لكلٍّ مِنا فى باقى مـراحـل دراسـة النحـو بعد أن ينتهىَ كـلُّ أحـدٍ مِنا مِـنْ قَـطـْـفِ ثِـمَـارِ الآجـرومية .


العـلامة الثالثة : التنوين


والتنوين هـو النـون الساكنـة الزائدة التى تلحق بآخـر الإسم فى اللفظ فقط دون الكتابة .
كـان أقـول (جـاءَ مـحـمـدٌ) فـلـو تأملنـا فى كلـمة (مـحـمدٌ) وهـى فاعل مـرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، لـو تأملـنا فى حـرفها الأخير لوجـدنا عـليه ضَـمَّـتَـيْـنِ (مـحـمـدُ ُ) فهـى تكـون هـكـذا ( مُـحَـمَّـدُنْ ) فـتـم حـذف النـون الساكنة الأخيرة ، وبدلا منهـا قمـنا بتكرار حـركة الحـرف الذى قبلـها وهـو (الدال المضمومة) فصارت الكلمة بهذا الشكل : (مـحـمـدُ ُ) .
يعنى نـنـطـقـها ( مـحـمـدُنْ ) ونكتبـها ( مـحـمدُُ ُ ) .
فـهـذا هـو التنـوين ؛ أن ينتهى الإسم بنون ساكنة منطوقة غير مكتوبة ، ويتم تكرار حـركة الحـرف الذى يسبقها .
وهـذا التنـوين له أنواعٌ أربـعة [ تنوين التمكين ، تنوين العِـوَض ، تنوين المُـقابَـلة ، تنوين التَّـنْـكِـير ]
وهـذه الأنواع الأربعة سنتناولها الأسبـوع المقبل إن شاء الله تعالى فى سياق حـديثنا عـن بعـض الأمـور الأساسيـة التى ستفيدنا فى دراسة الكتاب ، أى أن الأسبـوع المقـبل إن شاء الله تعالى سيكون كلامـنا عـاما بعض الشىء غير ملتزم بترتيب أبواب الكتاب ؛ حـيث سـنبـيـن باختصار بعض الأمـور التى ينبغى علينا معرفـتـهـا وتعيننا فى باقى أبواب الكتـاب .


العـلامـة الرابـعـة : دخـول الألـف واللام


والألف والـلام يقصد بها ابن آجـروم (رحـمه الله) آداة التعـريف ( الْ ) التى تدخـل على أول الإسـم ِ .
كَـكَـلِـمَـةِ (كِـتَـاب) حـينما تدخـل عليهـا آداة التعـريف ( الْ ) تصبح (الـْـكِـتَـاب) .
وأنت يُمكنكَ التأمـل فى المعنيين ؛ فأنا لو قلت (كـتاب) إذن فأنا أعنى أى كتاب وليس كتابا مُـحَـدَّداً بعـيـنه ، ولكن لو قلتُ (الكـتـاب) فأنا أعنى كتاباً مـحـدداً .
ومِـنْ هُـنـَا نـعْـرفُ أن (ال) علامة من علامات الأسماء ، فحينما تراها فى أول الكلـمة هكذا فاعلم أن هذه الكلمة إسمٌ من الأسمـاء .
ولـكن ننتبه إلى شىءٍ ، وهـو أن (ال) ليست كلها تأتى للتعريف ، فمثلا إن جاءت فى بداية فعل من الأفعال فهـل يمكننا أن نقول إنها للتعريف ؟
كـقـول الفَرَزْدَق :
مَـاأنْتَ بالـْـحَـكَـمِ الـتُـرْضَـى حُـكـُـومَـتُـهُ
فأمامنا ( تُـرْضَـى ) فعل مضارع كما نرى ، ودخـلت عليه (ال) فهل هى للتعريف ؟
لا ؛ وإنما هـى بمعنى الإسم الموصـول وتسمى ( أل المَوْصُولِيَّة ) ، وسنتعرف فى الأسبوع المقبل على الأسـماء الموصولة ، ولكن لمن لايعرفها فهى مثل (الذى ، والتى ، واللذان واللتان) وهكـذا . فـتـاتى (ال) فى هـذا البيت بمعنى (الذى)
فيكون معنى هـذا الشـطر من البيت : [ مـاأنت بالـحـكم الذى نرتضى بحكومته ونقبل أن يكون حـاكماً علينا ] .


فـهـذه هـى علامات الإسـم كما أوردها الإمام ابن آجـروم (رحـمه الله) فى مقدمته ، [ الخـفـض ، والتنوين ، ودخـول الألف واللام ، وحـروف الخـفـض ] .
وكذلك ليست هـذه كل علامات الأسماء ، ولنحْـفظ ْ هـذا البيت للإمام ابن مالك ، حيث قال :
بالجَـرِّ والتنوين والنـدا وألْ .:. ومُـسْـنَـدٍ للإسْـمِ تَمْـييزٌ حَـصَـلْ
فزاد هنا ابن مالك علامتين بالإضافة لما عرفناه ، وهـما (النِّـداء ، والإسـناد إلى الإسم)
فالنـداء ، كـأن أقول (يَا أمـيرَ المُؤمِـنِـين) فأداة النداء عـلامة أيضا من علامـات الأسماء .

أما الإسناد إلى الإسم هـو أن أسْنِـدَ وصفا أو فعلا للإسم وأنسبه إليه أو أُخـبِرَ عن الإسم بخـبر ما ، كما لو قلتُ مثلا (حَـضَـرَ مـحـمـدٌ) فأنا أخـبرت عن الحضـور أن مَـنْ الذى قامَ به ؟ أن مـحـمد هـو الذى قام بالحـضور .
أو لو قلت (مـحـمـدٌ مُـجْـتَـهِـدٌ) فأنا أسندت الإجتهاد إلى مَـنْ ؟ إلى محـمـد ، وهـكـذا .

فـهـذه علامات الأسمـاء جـميعها .


عــلامــات الفــعــل

قـال المصنف (رحـمه الله) : [ والفِعْلَ يُعْرَفُ بِقَدْ ، وَالسينِ و" سَوْفَ " وَتَاءِ التأْنيثِ السَّاكِنة ] .
فقـد ذكـر المـؤلف كما نرى أربع علاماتٍ يتميز بها الفعل عن الإسم والحـرف .

[ قـد ] وهـذه تدخـل على الفعـليْنِ الماضى والمضارع .
فإن دخـلت على الماضى ، فهى تفيد التـحـقيق ، كقولنا(قـدْ سافَـرَ مـحـمـدٌ) فالسفر هـنا تحـقق أم لا ؟ نـعـم تحـقق ، فهى فى الفعل الماضى تفيد التحـقيق فقط ، وهـو تحـقق الفعل فى الزمـن الماضى ، ولا تفيد شيئا آخـر .
وإن دخـلت على المضـارع فهى تفيه شيئا من ثلاثة (التقليل ، أو التكثير ، أو التحـقيق) .
فإن أفادت التقليل فهى مثل قولنا (قـدْ يُـفْـلِـحُ الكَـسُـولُ) فقليلا مايفلح الكسول ، أليس كذلك ؟
وإن أفادت التكثير فهى مثل قولنا (قـدْ يَـجُـودُ الكَـرِيمُ) فالكريم يجود كثيرا بالطبع .
فهى مابين التقليل تكون على حسب ماجاءت به من معنى أثناء السياق ، كما قلنا فى (رُبَّ) فى حـروف الجـر .
وإن أفادت التحـقيق فهى كقول الله تعالى : {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب18
وكذلك قول الله تعالى : {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً}النور63
فهل [ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ ] تفيد تقليلا أو تكثيرا ؟ كـلا ؛ بل تفيد التحـقيق ، فالله يعلم السر وأخفى ، ولا يشك فى هـذا مسلم ، فهـى هاهـنا تفيد التحـقيق وحـده .

[ السـين ، سـوف ] وهـذان الحـرفان يُـسَـمَّـيَـان بحـروف التنْـفِـيس ، أو حـروف التسْـويف ، لأنهما يفيدان حـدوث الفعـل فى المستقبل فقط ، وكـلاهـما لايدخـل إلا على الفعل المضارع فقط.
والفارق بينهما أن [ السـين ] تفيد المستقبل القريب ، و [ سـوف ] تفـيد المستقبل البعيد .
فـلـو قلتُ (سَـأذهَـبُ إلى الـحَـج) فالجملة تفيد أننى سأذهب قريبا جـدا إلى الحـج .
أمـا لـو قـلتُ (سـوف أسَـافِـرُ) فهـذه الجـملة تفـيد أننى سـوف أقوم بالسـفر ؛ ولكـن ربـما كان السـفر بعد فترة طويلة .

[ تاء التأنيث الساكنة ] وهـى التاء التى تلحـق بالفعل الماضى فقط ، وتدل على أن هـذا الفعـل منسوبٌ أو مُسْندٌ إلى إسمٍ مؤنثٍ .
كما لو قلت ( ذَهَـبَـتْ سُـعَـادُ إلى المَـعْـهَـدِ الدِّينِيِّ ) فمن التى قامت بالذهـاب ؟ إنها سُـعَـاد ، فجاءت التاء فى نهاية الفعل لتدل على تأنيث من قامت بهذا الفعل .

فـهـذه أربع علامات يتميز بها الفعل ، ومنها مايختص بالماضى فقط (تاء التأنيث الساكنة) ، ومنها مايختص بالمضارع فقط (السين ، سوف) ، ومنها مايدخل على الماضى والمضارع (قـد) .

** حَـسَـناً ؛ هـل هـذه كل علامات الأفعال ؟
لا ، وإنما نفس ماقلناه سابقا من أن المؤلف يذكر العلامات الرئيسة التى لايمكن الإستغناء عنها ، ويترك غيرها خـشـية الإطالة .
فمـثلا نـحـنُ قلنا فى العلامات الخاصة بالفعل الماضى (تاء التأنيث الساكنة) ، وهـناك أيضا تاء أخـرى وهى (تاء الفاعـل) أى التى تدل على الفاعل ، كـقولنا (ذهَـبْـتُ إلى المعهدِ) فهذه التاء تدل على الفاعل ، بل وتكون فى إعرابها هى الفاعل للجملة .


ومن باب الفائدة ، نذكـر نموذجاً لإعـرابِ كُـلٍّ من تاء التأنيث وتاء الفاعل :
(ذهَـبَـتْ سُـعَـادُ) ذهَـبَ : فعل ماضى مبنى على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث .
سُـعَـادُ : فاعـل مرفوع وعلامة رفـعه الضمـة الظاهرة .
(ذهَـبْـتُ) ذهَـب : فعل ماضى مبنى على السكون لاتصاله بتاء الفاعـل .
التـاء : ضـمـير مبنى فى مـحـل رفع فاعـل .

فيمكنك أخـى الكـريم أن تضبط الفارق بين التاءين ، بأن تاء التأنيث تدل على إسناد الفعل إلى مؤنثة ، وأن تاء الفاعـل تدل على أن المتكلم يُـسْـنِـدُ الفعل لنفسه .

وبالنسبة لحالات بناء الفعل الماضى والتطبيق عليها فستأتى لاحـقا إن شـاء الله ، ولكن هـذا فقط من باب التوضيح للفارق بين تاء التأنيث وتاء الفاعل .

وهـناك أيـضاً ( لـَـمْ ) الجَـازِمَـة النَّـافِـيَـة ، وهى تدخل على الفعل المضارع ، كقولنا (لـَـمْ يَـضْـرِبْ مُـحـمـدٌ أحَـداً) .

وأمـا فعـل الأمـر فـيُـعْـرَفُ بدلالته على الطلب مع قبوله [ ياء المُخـَاطـَـبَـة ].
فلـما أقول ( اذْهَـبْ ياغـلام ) فهـذا يدل على أنِّى أطلب منه الذهـاب .
ولـمـا أقول ( اذْهَبِـى يافـتاة ) فـهاهـو الفعل قـد قـَـبـِـلَ دخـول ياء المخـاطبة التى تدل على أنى أطلب الفعل من مؤنثة .

وهـناك أيضا [ نون التوكيد ] فإن رأيتها فى كلمة فاعلم أن هـذه الكلمة فِـعْـلٌ بلا شك ، كقولنا ( اذْهَـبَـنَّ يافتى ) ( لاتظـلِـمَـنَّ إذا ماكُـنْـتَ مُـقْـتَـدِراً )

** ويبقى لنا شىءٌ واحـدٌ هاهـنا وهـو مـاذا لو دَلـَّـت الكـلِـمَـة على الطلب ، ولكن لم تقبل دخـول ياء المخـاطبة ؟ فهـل تكـون فـعل أمر ؟ أم تكـون إسماً ؟

كـمـا لو قـلتُ ( صَـهْ ) فهى بمعنى ( اسْـكُـتْ ) _ أو لـو قـلتُ ( حَـيَّـهَـلْ ) بمعنى ( أقـْـبـِـلْ ) _ أو لوو قـلتُ ( مَـهْ ) بمعنى (كُـفَّ ) .
فهنا الكلمات دَلـَّـتْ على الطلب ، ولكن لايمكن أن نُدْخِـلَ عليهم ياء المُـخَـاطَـبة ولا نون التوْكـيد ، فهل هـم من الأسماء أم من الأفعال ؟
الإجـابة : أن كُـلاًّ منهم يكون [ إسْـمَ فِـعْـلٍ ] فهم بمعـنى الأفـعال ، لكنهم ليسوا من الأفعال ؛ بل من الأسـماء . والدلـيل عـدم قبول أىّ منهم دخـول ياء المخاطبة ولا نون التوكيد .

** ومن باب اخـتـصار ماسبق من علامات الأفعال ، نـقـول بأن من علامـات الأفـعال ، مايلى :
[ قـد ، السين ، سوف ، لم الجازمة النافية ، تاء التأنيث الساكنة ، تاء الفاعل ، قبول ياء المخاطبة ، نون التوكيد ] .
فأنت إن تأملت الكلمة فانْـظُـرْ هل تقبل هـذه العلامات أم لا ، فإن قبلت إحـداها فهى فعل ، وإن لم تقبل فليست من الأفعال .


عــلامـــات الحـــرف


قال المصنف (رحـمه الله) : [ والْحَرْفُ مَالاَ يَِِصْلُحُ مَعَهُ دَلِيلُ الاِسْمِ وَلاَ دَلِيلُ الْفِعْل ] .

وكـما نرى فإنَّ الحـروف أرَاحَـتْ واسْـتـَـرَاحَـتْ ، وحـاصِـلُ كـلامِ الشيخ أن :
[ عـلامـة الحـرف أنه ليس له عـلامـة ] ؛ فأي كلمة تقابلنا نجـرب عليها علامـات الأسماء فإن قبلتها فهى اسم ، وإن لم تقبلها نجـرب عليها علامات الأفعال فإن قبلتها فهى فعل ، وإن لم تقبلها فهى حـرف ؛ لأن الحـرف ماليس له علامـة تميزه .

ومن هـذا قول الـقـائـل :
والـحـرف ماليست له عـلامـة .:. فَـقِـسْ على قـوْلِى تـكُـنْ عـلامـة
أى أن عـلامـة الحـرف أنه ليست له علامـة تميزه عن غيره .



وإلى هـنا نكون قد أنهينا باب علامات الإسم والفعل والحـرف ، وسنخـرج اللقاء القادم خارج الآجـرومية قليلا ، لنتعرف على بعض الأشياء قد تكون الأساس الذى نرتكز عليه فيما بعـد فى دراسة الآجـرومية ، ثم بعدها نعود لمتابعة الآجـرومية فى الأسبوع بعد القادم إن شاء الله تعالى ،ولا أعـلـم حـقيقة إن كانت عبارة هـذه المشاركة يسيرة أم لا ، فإن كنتُ قد ضللتُ الطريق فأرجو من إخوانى إخبارى دون تحرج بارك الله فيهم حـتى أعـدل إلى أسـلـوبٍ غـيـر هـذا إن شـاء الله تعالى .




و




والآن وقبل الخـتـام نطرح هـذه الأسئلة ، فـمَـنْ رَغِـبَ فى الإجـابة عليها فـلـيـتـفـضـل وليفتح موضوعا بقسم الإقتراحات كما بَـيَّـنَا سابقا باسم ( إجابات الآجـرومية ) ، ونسأل الله العظيم أن ينفعنا وإياكم بما نقول ونقرأ .



الـسـؤال الأول

وضـح نوع الكلمات الملونة باللون الأزرق مع بيان السبب ، فيما يأتى :

( 1 ) قال تعالى فى سورة [ عَـبَسَ ] : [ فَلْيَنظُرِالْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ{24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً{25} ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً{26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً{27} وَعِنَباً وَقَضْباً{28} ] .
( 2 ) قال تعالى : [ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ] المؤمنون1
( 3 ) قال تعالى : [ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ] الزخرف89
( 4 ) قال تعالى : [ وَالْعَصْرِ ] العصر1
( 5 ) قال تعالى : [ يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ] آل عمران43
( 6 ) قال تعالى : [مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ] [ التحـريم : من الآية 5 ]
( 7 ) قال تعالى : [ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ] البقرة67


السؤال الثانى

قـُـمْ بإعـراب الكلمات الملونة باللون الأزرق فيما يأتى :

( 1 ) سَـلـَّـمْـتُ على طالبِ العِـلـْـمِ النـشيـطِ المتفوقِ فى مَعْهدِهِ .
( 2 )اجْـتَـهَـدْتُ كما اجْـتَـهَـدَتْ سُـعَـادُ .


السؤال الثالث

قال الفرزدق :
مَـاأنْتَ بالـْـحَـكَـمِ الـتُـرْضَـى حُـكـُـومَـتُـهُ

هـل ( ألْ ) هـنا هى ( ألْ ) التعريفية أم ماذا ؟


وخـتـاماً أسأل الله العظيم أن يغفر لنا ولكم وأن يجنبنا الفتن ماظهـر منها وما بطن وأن يحسن لنا ولكم الخـتام ، إنه سبحـانه ولي ذلك ومولاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 03-12-2008 الساعة 08:59 AM
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 03-11-2008, 05:26 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

الدرس طويل جدا يا مولانا

ياليتك تقسمه على أجزاء

عن نفسي قرأته كاملا ولله الحمد

شرحك ممتاز يا مولانا

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 03-11-2008, 11:51 PM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

وفيك بارك الله ياحبيب
نعم الدرس طويل بالفعل ولم أكن أعتقد وأنا أكتبه أنه سيخرج بكل هـذا الحجم
وأيضا ماورد فى الكتاب تحت باب واحـد كنت أريد أن أجمعه فى مشاركة واحدة ، ولكن أطلت فى الإسهاب بعض الشىء

فالله المستعان
فبالنسبة لهذه المشاركة فلنجـعـل مدتها تمتد لأسبوعين بدلا من أسبوع واحـد ، حتى يتيسر الأمر على باقى إخواننا ، أى ستكون المشاركة القادمة فى الثلاثاء بعد المقبل إن شاء الله تعالى .
وإن شاء الله أقلل أحجام المشاركات ابتداء من المرة القادمة

أحـسن الله إليك ياأبا عيسي وجزاك خيرا ياحبيب .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 03-11-2008 الساعة 11:55 PM
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 03-12-2008, 06:43 AM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
وربنا يعينا على قرائتها
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:02 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.