الاخلاق في القرأن العظيم والجزء السابع عاشر

[صابر عباس حسن]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء السابع عاشر نعيش مع الاخلاق في القرأن العظيم و بعض ايات من سورة الانبياء و بعض ايات من سورة الحج

سورة الانبياء
نعيش اليوم مع ثمرة الاخلاق الفاضلة , الا وهى الاصلاح في الدنيا والتمكين , والفوز بالجنة في الاخرة
وهذا قانون وسنن الله في جميع الرسالات ,
قال تعالى:
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ
والعبادة هنا بمعناها الشامل , فإن افعال الانسان كلها تصبح عبادة إذا ابتغي به مرضات الله.

والمقصد لرسالة الاسلام هي الرحمة للعالمين
قال تعالى:
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
ورسالة الاسلام رسالة عالمية , تضمنت شرائع صالحة لكل زمان ومكان , وأخلاقيات متكاملة لانقاذ البشرية من التردي والسقوط في صراعات , سواء بين الافراد , أو الدول , وهذا ما نراه اليوم من فتن ورذائل واعتداءات واخلاق سافلة , وشح وفقر وفساد وإهمال , وكل هذه مؤشرات للضياع في الدنيا والاخرة , ولكن هناك أمل إن شاء الله , ففي رسالة الله حبل النجاة والرحمة للعالمين , فلنتمسك بها ونسلم لرب العالمين في كل ماأمر ونبتعد عن كل ما نهى . .
قال تعالى:
قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ
وهذا الخطاب موجه لسائر البشر , إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون ؟
والجواب , نعم أسلمنا ياالله ياحبيب القلوب الطاهرة النقيه, يامن خلقتنا ورزقتنا وأكرمتنا على سائر المخلوقات وارسلت لنا خاتم رسلك "سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه , وأمنا برسالتك الخالده " القرأن العظيم "
فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس

سورة الحج

كلنا يعلم أن العرب قبل الاسلام كانوا قبائل متغرقة يدور بينهم صراعات على اتفه الاسباب , كما كانت صراعاتهم لصالح الرومان والفرس , ولكن بعد أن أنعم الله عليهم بالاسلام , أصبحوا خير أمة أخرجت للناس ومكن لهم الله في الارض وانتصروا على الفرس والروم وسادوا الارض في زمن قياسي استمر عشرة قرون بلا منازع
وقانون التمكين في الارض واضح وبغيره لا تمكين

قال تعالى:
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ
ومن الامور المعروفة انه إذا بلغ أي شئ حدا كبيرا, أثر على من حوله , ومن الامثلة المادية اذا بلغت جمرة النار حدا كبيرا فإنها تؤثر على من حولها بإشاعة الدفئ , وكذلك قطعة الثلج إذا بلغت من البروده مداها فهي تؤثر على من حولها بالبرد , فإذا بلغت الاخلاق حدا كبيرا , فإن الامر الطبيعي أن تتعدى تلك الاخلاق على من حولنا, وذلك بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر, أما إذا حدث العكس وكان الفجور بالغا حدا كبير فستجد من يامر بالمنكر وينهى عن المعروف . نعوذ بالله من ذلك
ومن الاخلاق التي ختم بها الجزء وختمت بها سورة الحج
فعل الخيرات,متمثلا في الجهاد في الله, وإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, والاعتصام بالله ,

قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ