انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-31-2010, 09:24 PM
*زهرة الفردوس* *زهرة الفردوس* غير متواجد حالياً
{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
 




I15 ::: _ إذن لا يضيعنا _ :::

 

الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه..أما بعد.


فإنه لو تسنى لك التفتيش في صدور الشباب, لوجدت نسبة معتبرة من تلك القلوب تحوي بداخلها حبا لدين الله ورغبة صادقة في الاستقامة على شرعه, ولكن لما كانت الدنيا حلوة خضرة, قد زُين للناس حب شهواتها, ولما كان للشيطان من قلب ابن آدم لمة, لم يزل الخبيث يلقي هذه الشبهة الملعونة, التي طالما صدت العباد –لا سيما من كان منهم في زهرة شبابه- عن طريق الله تعالى, وملخص الشبهة التي ألقاها:


"أن الدين جميل, وشرع الله كامل, وكم يتمنى المرء لو كان من أولياء الله تعالى الصالحين, لكن كن على حذر, فقبل أن تضع قدمك اليمنى على أول الطريق, فلتعلم أنك بذلك تقطع كل علاقة بملذات الدنيا, توشك أن تدخل حبسا انفراديا لا فكاك منه إلا يوم تلقى الله, قد طلقت النعيم ثلاثا, فلتوطن نفسك على حياة لم يقدر عليها قبلك إلا نفر معدودون, وكان مأواهم الجنة بإذن ربهم".


ومع ممارسة الملعون لما نذر له نفسه من الوسوسة في صدور العالمين, تتطور الشبهة حتى تصبح اعتقادا راسخا في قلب الشاب, يقف أمامه كالجدار, لا يستطيع أن يظهره ولا يستطيع له نقبا, فيولي دبره, ويعود سيرته الأولى, وتتحطم أحلامه على عتباته.


و كثيرٌ هي الشبهات الشيطانية التي تنبني على تلبيسات ومغالطات, يصورها الشيطان في وهم الإنسان ويزخرفها, فيتلقاها كمسلمات!
ولو محَّص العبد ودقق وأعمل فكره لاجتث الشبهة من أصلها.


وشبهتنا هنا من هذا النوع, سرعان ما تتهاوى إذا واجهتها بسلاح التفكير المنطقي, الذي يحسنه حتى من لم يعلم من كتاب الله آية, ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم حديثا! وبيان ذلك:


أن صاحبنا قد قفز قفزة هائلة متجاوزا أهم مراحل التفكير المنطقي, ألا وهي: مرحلة جمع الأدلة (المعطيات) وترتيب المقدمات!


فلنا أن نسأله: يا أخانا الحبيب: هل جربت الطريق بنفسك فوجدته ضيقا حرجا, فآثرت التراجع؟ الجواب: قطعا لا, لم تفعل بل أنت لا ترى الآن من الطريق إلا بابَه!


فهل كلفت نفسك عناء سؤال صاحبك الذي سبقك على هذا الطريق؟! هل هو سعيد أم حزين؟ هل ضاقت عليه الأرض بما رحبت أم أنه قد خرج من قمقم ضيق إلى فناء واسع؟ الجواب: وهذه أيضا لم تفعلها!


فمن أين لك بأنك سوف تُسجن أو تَحزن وأنت لم تجرب بنفسك ولا حتى سألت من جرب؟ أي مقدمات استعملتها لتصل إلى هذه النتيجة؟
سامحني يا أخي, لكن لا يقال في ما توصلت إليه من اعتقاد إلا إنه مبني على شفا جرف هار!



والإنسان بطبعه –في الأعم الأغلب- عدو لما يجهل, وكثيرا ما سمعنا ورأينا صاحبنا ينكر على رفاقه في الجامعة أو العمل, حين كان يحجم الواحد منهم عن تعلم فن ما أو القيام بنشاط ما لا لشيء إلا لأنه يجهله!


فذاك المتوقف لم يتصور ما يتضمنه هذا العمل الذي أتيحت له فرصة مباشرته من نفع ولم يتبين له مقدار سهولة تحقيقه, فقد يكون الأمر أيسر بكثير مما تصورَه, بل إن هذا يحدث كثيرا جدا, فما أن يأخذ المرء الخطوة الأولى إلا وتنفتح له من سبل التقدم والترقي ما لم يكن يتخيله, وهذا مُجرَّب, بل لم تخلُ مرحلة من مراحل صاحبنا العمرية من هذه التجربة.


فما باله اليوم يحجم عن سلوك طريق الله جل وعلا, والذي يوافقنا صاحبنا في كونه أشرف طريق وأهدى سبيل وأكثر الطرق أمنا, ويرسم له تلك الصورة القاتمة! وما فتحَ بابه بعدُ, وما اطلع على ما بداخله بعدُ؟


وأيضا, فقد نسي صاحبنا حقيقة من الأهمية بمكان, وهي أن المكسب والخسران أمر نسبي, فعلى فرض أنه سوف يخسر إن استقام على شرع الله, فمن أدراه أنه الآن في مكسب؟ أفرأيت لو امتلك بين عشية وضحاها ضعف ما يمتلك الآن من متاع, فهل يكون حينئذ رابحا؟ فإن كان حينها رابحا, فماذا كانت حاله قبل أن يتضاعف متاعه؟ فإن فقد هذه الزيادة ورجع إلى حاله الأولى, فهل يعد نفسه بذلك خاسرا أم رابحا؟
وهكذا, فهو أمر نسبي, لا إطلاق فيه أبدا, فما تراه أنت كافيا قد أراه أنا غير واف بعشر معشار شهواتي!


بل الأبلغ من ذلك, أن النسبية ليست فقط في الكم, بل في الكيف أيضا, بل إن النسبية في الكيف أظهر وأوضح من النسبية في الكم, فلربما أسعد أنا بلذة ما تراها أنت أمرا عاديا لو عُرِضَ عليك بجنيهين لما بذلتهما في سبيل تحقيقه, وفي المقابل, قد يبدو لي ما تعده أنت كنز الدنيا أحقر من الجعلان! وكلانا بشر وربما كلانا في نفس المرحلة العمرية ونسكن في نفس الحي!


بل إن الإنسان الواحد لا يبقى محبا للذة معينة من لذات الدنيا طوال عمره إلا فيما ندر, وإنما ينشغل في كل مرحلة بشيءٍ ما, وهو نفس الشخص بنفس العقل والقلب والأعصاب والروح!



فما يدريك!


لعلك لو التزمت فخسرت نوعا من الملذات: لعوضك الله بما هو خير منه في دنياك..ربما!



فإذا أردت الإنصاف مع نفسك, فانظر لمن حولك, تجد حقيقة لا يكاد ينازع فيها أحد, ألا وهي:


أنه وإن كان المرء لا يَسلَم من الضيق والهم, إلا أنك تجد أقل الناس تضجرا وسخطا على الأحوال العامة والخاصة هم أهل الالتزام بشرع الله, بل كلما كان الرجل في طريق الالتزام أقدم, كلما قل نصيبه من التسخط والقلق والتوتر!


أفلا يعني هذا لك شيئا؟!!



فإذا رأيت بعد ذلك, أن نصوص القرآن والسنة, وحي الله لنبيه الذي لا ينطق عن الهوى, والذَين تؤمن بصدق كل ما فيهما وإلا لما كنت مسلما أصلا! رأيت هذه النصوص قد تضافرت واجتمعت على كون أهنأ الناس عيشا هم أهل الاستقامة على شرع الله, من ذلك قول الله تعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) وقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: (...ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ).


بل زاد في البيان –وما أكرم ربنا!- فأخبرنا عن ضد هذه الحال, فقال:
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا), والضد يظهر حسنه الضد, وبضدها تتميز الأشياء! فإن ذلك يكون نورا على نور, تنقشع أمامه ظلمات تلك الشبهة الشيطانية, وتجتث من أصولها وما كان لها من قرار.


وكأني بك حينئذ تردد قول الله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
فتجيب ربك: بلى والله, هو يعلم, وهو الذي أخبر أنني سأكون أهنأ الناس عيشا إن رجعت إليه, بل إني لأصدق من سبقني في الطريق ببضع خطوات, أفلا أصدق خالق الطريق ومقيم الناس عليه, أنا ومن سبقني منهم ومن سيلحقني عليه؟!



وكأني بك ساعتها قد مر بخلدك قول هاجر حين سألت الخليل عليه السلام, بعد أن سار بها وبرضيعها حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هنالك ، ووضع عندهما جرابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء ، ثم قفى إبراهيم، فتبعته، فقالت : يا إيراهيم ، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي ، الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا ، وجعل لا يتلفت إليها ، فقالت له : آلله الذي أمرك بهذا؟ قال : نعم ، قالت : إذن لا يضيعنا".



إي والله لا يضيعك..كيف وقد أقبلت عليه وهو الكريم الرحيم, الذي هو أرحم بك من أمك التي ولدتك؟! أفتراها تردك وقد أقبلت عليها معترفا بتقصيرك في حقها؟ ولربك العظيم المثل الأعلى.



كيف وفرحُه جل وعلا بتوبتك ورجوعك أشد من فرح رجل وهبت له الحياة بعد أن رأى الموت بعينيه كما في الحديث؟!


أمرك فامتثلت, فلن يضيعك!



عامله..وأقسم لك -عن تجربة- أنك لن تخسر ولن تضيع, وصدقني كلما خطوت خطوة تقربك إلى الله, تمنيت لو صرخت بأعلى صوتك:
"ربح البيع, والله ربح البيع!"


فإن حصل لك ذلك, فقل ساعتها بقلب خاشع وعين دامعة ورأس مطأطأة ذلا لمن أنعم عليك وأقامك على الطريق:


(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله),
وتذكر: (لولا أن من الله علينا لخسف بنا)!


والحمد لله رب العالمين.

منقووووووووووووووول
التوقيع

أنت مهموم بالقرش والفرش والكرش وسعد يهتز لموته العرش !

جعفر تق...طعت بالسيوف أوصاله وارتفع بالفرح تهليله وابتهاله !


تهاب الوضوء إذا برد الماء و حنظلة غسل قتيلا في السماء !


تعصي حي على الفلاح ومصعب بن عمير قدم صدره للرماح !


ما تهتز فيك ذرة والموت يناديك في كل يوم مائة مرة !


والله لو أن في الخشب قلوب لصاحت ولو أن للحجارة أرواح لناحت !


يحن المنبر للرسول الأزهر والنبي الأطهر وأنت لا تحن ولاتئن ولا يضج بكاؤك ولا يرن !


ويحك خف ربك وراجع قلبك واذكر ذنبك

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-07-2011, 06:19 AM
جنه عصام جنه عصام غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-07-2011, 04:03 PM
أم حبيبة السلفية أم حبيبة السلفية غير متواجد حالياً
« عَفَا الله عنها »
 




افتراضي

اللهم ثبتنا على الحق حتى نلقاك به واللهم ردنا إليك ردا جميلا وجميع المسلمين

جزاكِ الله خيرا زهرة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-09-2011, 01:22 AM
املى ان يرضى عنى ربى املى ان يرضى عنى ربى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-24-2011, 01:26 AM
خليل (ابو ادم) خليل (ابو ادم) غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Islam

اخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان من اسوأ اسباب الانتكاس شيئين فاحذروهما:
1- أن من ادعى الهدايه والصبر وكله الله الى نفسه فهذا من باب الغرور فالاصل ان تعزوا الفضل الى صاحب الفضل (تبارك وتعالى)
2-النفاق والتلون فالله عدل -سبحانه وتعالى - فاحذروا من ذنوب الخلوات فهي اصل الانتكاسات وعليكم بعبادة الخفاء فهي اعظم اسباب الثبات
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله : لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه
أن من عاش على شىء مات عليه، ومن مات على شىء بعث عليه



في بداية الطريق الى الله تجد الطريق مزدحما ولكن في نهاية الطريق لا تجد الا قلة قليلة هي الصفوة فاحرص ان تكون منهم

ارجوا من الله - جل وعلا - ان يستركن اخواتي في الله في الدنيا والاخرة

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-04-2011, 11:16 PM
مشتاقة للنقاب مشتاقة للنقاب غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

نفعنا الله بعلمكم اختنا الفاضلة و جزاكم عنا خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
:::, لا, يضيعنا, إذن, _


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:47 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.