#1
|
|||
|
|||
31 - إذا كانوا ثلاثة / بستان السُنَّة ~
~ الحديث الحادي والثلاثون من مشروع بستان السنة ~
~ الحديث ~ عن ابن عمر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " اذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث" رواه البخاري ~ أحاديث مشابهه ~ - "" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس فإن ذلك يحزنه "" الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 786 خلاصة حكم المحدث: صحيح - "" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما ؟ فإن ذلك يحزنه "" الراوي: عبدالله المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 7/421 خلاصة حكم المحدث: صحيح ثابت من حديث الأعمش ~ شرح الحديث ~ قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله : كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه ، فالله سبحانه وتعالى قال : { إنما النّجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله } والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء، فالمراد : أن نبتعد عن كل ما يحزن , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم"" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما ؟ فإن ذلك يحزنه ""؛ فكل ما يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم"" إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس فإن ذلك يحزنه "" الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 786 خلاصة حكم المحدث: صحيح نعم، وحديث ابن مسعود ثبت في الصحيحين معناه أيضا من حديث ابن عمر، وجاء تعليله: حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه. يقال: يُحزِنه ويَحزُنه، والعلة كما في الخبر أنه يقع له حزن ولهذا أمر الشارع: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان" فالنجوى لا خير فيها إلا ما كان لله: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾(2) كل ما يتناجاه الناس ويقولونه لا خير فيه "إلا" إن كان الاستثناء منقطع هنا، وذلك أن النجوى والتناجي وهو الاختصاص بالنجوى، سواء كان جماعة أو فرادى، بمعنى أن تختص إنسانا أو جماعة بالمناجاة، وهي المشاورة والمحادثة، مأخوذة من النجوى من الأرض، وهي المكان المرتفع، كأنك خصصت فلانا دون غيره، كما اختصت هذه البقعة من غيرها بارتفاعها. --------------- "لا يتناجى" -وظاهر النهي التحريم- دون الثالث * وهذا ليس المعنى أنه يختص بالثلاثة لا، حتى الأربعة دون الرابع، والخمسة دون الخامس وهكذا، بل إنه إذا كثر العدد كانت التهمة أشد، والنبي -عليه الصلاة والسلام- ذكر عدد الثلاثة؛ لأنها أقل ما يتصور، أقل ما يتصور ثلاثة في التناجي، أما إذا كانوا اثنين لا يحصل التناجي، لأن من يناجي؛ لأنه ذكر أقل العدد إذا كانوا ثلاثة يتناجى اثنان ويبقى واحد، وكذلك يلحق به فيما إذا كانوا أكثر من ثلاثة. * ويفهم منه أنه قال: "دون الآخر" وهو ما إذا كانوا أكثر من ثلاثة، أربعة، فلا بأس أن يتناجى اثنان دون اثنين؛ لأنه في هذه الحال ينتفي المحذور؛ لأنه يستطيع الثاني أن يناجي صاحبه دونهم، فليس أولى بالاستثناء منهم. * وكذلك أيضا يخرج منه ما إذا تناجى اثنان ودخل ثالث عليهما، فلا بأس بذلك؛ لأن المحذور أن يبتدئ التناجي بينهما والآخر موجود، وفي حكمه ما إذا كان بعيدا عنهما، مثل: إذا تناجى اثنان في مجلس والآخر بعيد عنهما، يظهر والله أعلم أنه لا بأس بذلك إلا إذا دلت القرينة على أمر أنه يؤذيه أو سبق حديثهما، أو أنهم بينهم كانوا مجتمعين ثم هو انفرد مثلا وحده، في هذه الحالة يظهر المنع؛ لأنهم مجتمعون. * وكذلك مثل ما تقدم إذا كان في مكان عام مثل سوق وتناجى اثنان وهناك واحد فلا بأس، وإن كان قريبا منهما؛ لأن هذا مكان عام، لكن هذا في الأماكن الخاصة، وهو التناجي، تناجي اثنين دون الثالث. --------------- وإن احتاج أن يتناجى رجلان وهنالك ثالث، فلا بأس أن يأتي برابع حتى يجلس مع أحدهما أو يؤخر المناجاة حتى يذهب من يريدان أن يتناجيا دونه: " حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه" لهذا نهى المؤمن أن يحزن أخاه، وأن يوقع في قلبه الحزن، وذلك أنه ليس المقصود مجرد الحزن؛ لأن الحزن أصلا منهي عنه ولا ينبغي للمؤمن أن يحزن، بل إنه يجعل ما يقع في قلبه لله -عز وجل- والحزن لا فائدة فيه. أما سائر الأعمال التي توقع في القلب من الخوف والخشية، هذه عبادة، أما مجرد الحزن، لا، فإنه لا يحصل به فائدة، قال: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾(3) يخاطب أبا بكر -رضي الله عنه-. ولهذا يفتح باب الشيطان على المكلف، يقول: لماذا يتناجيا دوني؟ إما أنهم تناجيا بأمر فيه شر، وقد يقول قائل: لا، بيننا من المودة ما بيننا، مما يقطع هذه الوساوس. نقول: لماذا خص أحدهم دون الآخر، أو خصصت هذا دون هذا، فإنه يقول: لماذا خصه بالمناجاة فإنه رآني لست أهلا للمناجاة. أيضا إما هذا وإما هذا، وهذا فيه إيهام احتقار المسلم لمسلم، إما حقيقة أو من تسويل ووسوسة الشيطان، أُمِرَ المكلف أن يسد أبواب الشيطان وأن يقطع دابرها عن نفسه، كذلك أيضا لا يجوز له أن يفتحها على أخيه، نعم. (1) البخاري : الاستئذان (6290) , ومسلم : السلام (2184) , والترمذي : الأدب (2825) , وأبو داود : الأدب (4851) , وابن ماجه : الأدب (3775) , وأحمد (1/462) , والدارمي : الاستئذان (2657). (2) سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آيةرقم:114 (3) سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آيةرقم:40 المصدر http://www.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=982&node=8707#1 ~ تنبيهات ~ الأول : ظاهر هذا الحديث الحرمة لا الكراهة ، فإنه متى انتفى الحل خلفه الحظر ، وجزم به النووي ، ومن ثم قال بعضهم نسخه . والمعتمد فقها يكره ذلك تنزيها والله أعلم . --------------- الثاني : مفهوم كلام الناظم لو كانوا أربعة فتناجى ثلاثة دون الرابع أن ذلك مكروه . قال في الرعاية : ويكره أن يتناجى اثنان دون ثالثهما . وفي المجرد : ولا يتناجى اثنان دون واحد . قال في الآداب : ومرادهم جماعة دون واحد اقتصر عليه . وقال الحجاوي : ولا يكره إلا إذا كانوا ثلاثة لا أربعة فأكثر . فقول الناظم الجمع يحمل على الاثنين لأنه أقل الجمع على قول . ولا يستقيم أن يكون مراده بالجمع الثلاثة لأنه يفضي إلى الكراهة إذا كانوا أربعة واستدل لذلك بحديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "" إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث "" أخرجاه وقال المازري ومن تبعه : لا فرق في المعنى بين الاثنين والجماعة لوجود المعنى في حق الواحد ، زاد القرطبي : بل وجوده في العدد الكثير أمكن وأشد فليكن المنع أولى . قال وإنما خص الثلاثة بالذكر لأنه أول عدد يتصور فيه ذلك المعنى . فهما وجدا المعنى فيه ألحق به في الحكم . انتهى . --------------- الثالث : محل الكراهة ما لم يأذن الواحد المنفرد للجمع في المناجاة ، فإن أذن فلا كراهة لأن الحق له . قاله في الآداب عن بعضهم . وذكر النهي عن الإصغاء إلى من يتحدث سرا بدون إذنه . قال وإن كان إذنه استحياء فذكر صاحب النظم يكره . وقد ذكر ابن الجوزي أن من أعطى مالا حياء لم يجز الأخذ . قال في الرعاية وهو معنى ما في الفصول . انتهى . ويتجه مثله هنا أن لو أذن لهم في المناجاة حياء منهم بأن استأذنوه فأذن لهم على جهة الحياء كره انفرادهم عنه ، ولا يكون هذا الإذن منافيا والله تعالى أعلم . غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب - مطلب في كراهة مناجاة الاثنين دون الثالث حال الرفقة مشــروع بستــان الســنّة لا تنسـونا من طيّـب دُعائـكم |
#2
|
|||
|
|||
|
#3
|
|||
|
|||
وإياكم بإذن الله
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
-, /, 31, السُنَّة, ثلاثة, بستان, هذا, ~, كانوا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|