انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-28-2011, 10:28 PM
أبو أسلم المنصوري. أبو أسلم المنصوري. غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




3agek13 هذا بلاغ للناس

 


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولى الله على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :

فأريد أولا توجيه نصيحة إلى المسلمين المتحمسين للمشاركة في الانتخابات في هذه الفترة

فأقول وبالله التوفيق :

أيها المسلمون إذا كنتم تعلمون بأن النظام الديمقراطي نظام شركي كفري لا يمكن أن تجتمع المشاركة فيه مع تحقيق توحيد الحاكمية فينبغي أن تعلموا أيضا أن ماعرض لكم من مصلحة وما برق أمام أعينكم من فوائد المشاركة ما هو إلا فتنة لكم وامتحان من الله عز وجل ..

وقد يمتحن الله تعالى عباده بيسر المعصية وقد يمتحنهم بعظم جدواها وظهور منفعتها .

وقد ورد من ذالك في القرآن قصتان :

القصة الأولى : قصة أصحاب السبت

قال تعالى : {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف : 163]

قال ابن جرير في تفسيره :
(حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن ماهان الحنفي أبي صالح في قوله: "تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرَّعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم"، قال: كانوا في المدينة التي على ساحل البحر، وكانت الأيام ستةٌ، الأحد إلى الجمعة. فوضعت اليهود يوم السبْت، وسبّتوه على أنفسهم، فسبَّته الله عليهم، ولم يكن السبت قبل ذلك، فوكّده الله عليهم، وابتلاهم فيه بالحيتَانِ، فجعلت تشرع يوم السبت، فيتقون أن يصيبُوا منها، حتى قال رجل منهم: والله ما السَّبت بيوم وَكّده الله علينا، ونحن وكّدناه على أنفسنا، فلو تناولت من هذا السمك ! فتناول حوتًا من الحيتان، فسمع بذلك جارُه، فخاف العقوبة، فهرب من منزله. فلما مكث ما شاء الله ولم تصبه عقوبة، تناول غيرُه أيضًا في يوم السبت. فلما لم تصبهم العقوبة، كثر مَنْ تناول في يوم السبت، واتخذوا يوم السبت، وليلةَ السبت عيدًا يشربون فيه الخمورَ، ويلعبون فيه بالمعازف).

وقال القرطبي :
(وروي في قصص هذه الآية أنها كانت في زمن داود عليه السلام، وأن إبليس أوحى إليهم فقال: إنما نهيتم عن أخذها يوم السبت، فاتخذوا الحياض؛ فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم الجمعة فتبقى فيها، فلا يمكنها الخروج منها لقلة الماء، فيأخذونها يوم الأحد.) تفسير القرطبي - (7 / 306)

وقال الطاهر ابن عاشور :
(فالمقصود من الآية الموعظة والعبرة وليست منة عليهم، وقرينته قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} أي نمتحن طاعتهم بتعريضهم لداعي العصيان وهو وجود المشتهى الممنوع.)[التحرير والتنوير - (8 / 330)]

ويقول سيد قطب رحمة الله عليه في تصوير بديع لهذه القصة :
(لقد وقع ذلك لأهل القرية التي كانت حاضرة البحر من بني إسرائيل . . فإذا جماعة منهم تهيج مطامعهم أمام هذا الإغراء ، فتتهاوى عزائمهم ، وينسون عهدهم مع ربهم وميثاقهم ، فيحتالون الحيل - على طريقة اليهود - للصيد في يوم السبت! وما أكثر الحيل عندما يلتوي القلب ، وتقل التقوى ، ويصبح التعامل مع مجرد النصوص ، ويراد التفلت من ظاهر النصوص! . . إن القانون لا تحرسه نصوصه ، ولا يحميه حراسه . إنما تحرسه القلوب التقية التي تستقر تقوى الله فيها وخشيته ، فتحرس هي القانون وتحميه . وما من قانون تمكن حمايته أن يحتال الناس عليه! ما من قانون تحرسه القوة المادية والحراسة الظاهرية! ولن تستطيع الدولة - كائناً ما كان الإرهاب فيها - أن تضع على رأس كل فرد حارساً يلاحقه لتنفيذ القانون وصيانته؛ ما لم تكن خشية الله في قلوب الناس ، ومراقبتهم له في السر والعلن . .

من أجل ذلك تفشل الأنظمة والأوضاع التي لا تقوم على حراسة القلوب التقية . وتفشل النظريات والمذاهب التي يضعها البشر للبشر ولا سلطان فيها من الله . . ومن أجل ذلك تعجز الأجهزة البشرية التي تقيمها الدول لحراسة القوانين وتنفيذها . وتعجز الملاحقة والمراقبة التي تتابع الأمور من سطوحها!

وهكذا راح فريق من سكان القرية التي كانت حاضرة البحر يحتالون على السبت ، الذي حرم عليهم الصيد فيه . . وروي أنهم كانوا يقيمون الحواجيز على السمك ويحوّطون عليه في يوم السبت؛ حتى إذا جاء الأحد سارعوا إليه فجمعوه؛ وقالوا : إنهم لم يصطادوه في السبت ، فقد كان في الماء - وراء الحواجيز - غير مصيد!) في ظلال القرآن - (3 / 308)

القصة الثانية : قصة صيد المحرم
قال تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ، ليعلم الله من يخافه بالغيب ، فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم } . .

قال ابن كثير في تفسيره :
(قال الوالبي، عن ابن عباس قوله: { لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ } قال: هو الضعيف من الصيد وصغيره، يبتلي الله به عباده في إحرامهم، حتى لو شاؤوا يتناولونه بأيديهم. فنهاهم الله أن يقربوه.

وقال مجاهد: { تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ } يعني: صغار الصيد وفراخه { وَرِمَاحِكُمْ } يعني: كباره.

وقال مُقَاتِل بن حَيَّان: أنزلت هذه الآية في عُمْرة الحُدَيْبِيَّة، فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم، لم يروا مثله قط فيما خلا فنهاهم الله عن قتله وهم محرمون.

{ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } يعني: أنه تعالى يبتليهم بالصيد يغشاهم في رحالهم، يتمكنون من أخذه بالأيدي والرماح سرًا وجهرًا ليظهر طاعة من يطيع منهم في سره وجهره، كما قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } [الملك:12].) [تفسير ابن كثير - (3 / 190)]

وقال الطاهر ابن عاشور :
(فخاطب الله المؤمنين بتنبيههم إلى حالة قد يسبق فيها حرصهم، حذرهم وشهوتهم تقواهم.وهي حالة ابتلاء وتمحيص، يظهر بها في الوجود اختلاف تمسكهم بوصايا الله تعالى، ...وقد روي عن مقاتل:"أن المسلمين في عمرة الحديبية غشيهم صيد كثير في طريقهم، فصار يترامى على رحالهم وخيامهم، فمنهم المحل ومنهم المحرم، وكانوا يقدرون على أخذه بالأيدي، وصيد بعضه بالرماح.ولم يكونوا رأوا الصيد كذلك قط، فاختلفت أحوالهم في الإقدام على إمساكه، فمنهم من أخذ بيده وطعن برمحه.فنزلت هذه الآية"اهـ)[التحرير والتنوير - (5 / 207)]

فتأمل في ها تين القصتين أخي المسلم ترى من خلالهما أن الله تعالى يبتلي عباده ويغريهم بيسر المعصية والقدرة على ما فيها من فائدة ومصلحة مرغوبة .

والحقيقة أن الكثير من الناس قد يتبرأ من المعصية علنا حينما لا تكون أسبابها متوفرة أو حين يكون نيلها ضئيل الجدوى قليل الإغراء ..

أما حين تظهر القدرة على المعصية أو يلوح الإغراء الجذاب فتلك هي الفتنة التي قل من يصبر أمامها !!

أيها المسلمون :

لقد كنتم ترددون دائما أن الديمقراطية شرك وأن المشاركة فيها لا تجوز ‘ وقولكم بأنها شرك يعني أن المشاركة فيها غير جائزة في كل الأحوال سواء كانت لها فائدة وثمرة أو كانت عديمة الفائدة ..
وها قد جاءكم الامتحان من الله عز وجل ..

فالمشاركة في الديمقراطية اليوم أصبحت لها فوائد ملموسة بل أصبح بإمكانكم اليوم أن تصوغوا الدستور من خلالها وأن تصلوا إلى الحكم من خلالها وأن ترفعوا الظلم عنكم من خلالها ..

فهل تعرضون عن هذه الفرصة البراقة وتهجرون المصالح الخلابة رغبة في التمسك بطاعة الله والتزاما بما علمتم من حرمة المشاركة في هذا النظام الشركي أم أن بهرج المصلحة وإغراء الحكم أنساكم كل ذالك ؟

ألا فاعلموا رحمكم الله أن ما تسمونه اليوم "فرصة" ما هو إلا فتنة ..

وأن الله تعالى تعهد بفتنة عباده فقال :
{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت : 1 - 3]

***

وقبل الرد على الشبهات أشير إلى أنه ينبغي التنبه إلى العلة الأساسية التي هي مناط منع المشاركة في النظام الديمقراطي ألا وهي : "أنه نظام شركي مناقض للتوحيد وأن الشرك لا يباح لمصلحة ولا يترخص فيه لمنفعة"..

هذه النقطة هي لب الموضوع فمن أراد الحديث بموضوعية فليتحدث عنها وليبين موقفه منها وكل من تجنب الحديث عنها فلا قيمة لكلامه .

وكما قلت سابقا فإن القائلين بمشروعية الانتخابات اليوم ليس أمامهم إلا خياران :

إما أن ينكروا بأن النظام الديمقراطي نظام شركي ويدعوا بأنه لا يخالف التوحيد .
وإما أن يدعوا بأن الشرك يباح للمصلحة والمنفعة .

أما أن يقروا بأن النظام الديمقراطي نظام شركي ويقروا بأن الشرك لا يباح لمجرد المصلحة والمنفعة ثم يزعمون بعد ذالك مشروعية المشاركة في النظام الديمقراطي فهذا هو التناقض الصارخ !!

وأشرع الآن في الرد على الشبهات فأقول :

1- قوله :
(لمّا يقول قائل هذه الأحزاب غير مشروعة .ما السّبب في عدم مشروعيّتها؟؟ ما الفرق مثلا بين الجمعيّة الشّرعيّة أو الجمعيّة الخيريّة الإسلاميّة بالمنطقة كذا التّي مثلا تعين الأرامل والمساكين..الجمعيّة الشّرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنّة المحمّديّة..جماعة أنصار السنّة التّي اجتمعت على نصر سنّة النبيّ صلى الله عليه وسلّم ..ما الفرق بينها وبين أيّ حزب؟؟).

التعليق :

الفرق واضح ولا ينبغي لمثلك أن يطرح هذا السؤال !!

الأحزاب السياسية تخضع للنظام الديمقراطي وتشارك فيه ‘ أما الجمعيات الخيرية والإسلامية فلا علاقة لها بهذا النظام الشركي ..

2- قوله :
(الأصل في الأشياء الإباحة..)

التعليق :

نعم الأصل في الأشياء الإباحة فإذا جاء دليل الحرمة عملنا بمقتضاه ‘ والدليل هنا موجود وهو أن هذه الأحزاب خاضعة للنظام الديمقراطي الشركي ومشاركة فيه .

3- قوله :
والنبيّ صلى الله عليه وسلّم ذكر أنّ حلفا في الجاهليّة يعرف بحلف الفضول.....ويذكر صلى الله عليه وسلّم أنّه لو دعي إليه لأجاب.دعي إليه من قبل من؟؟ من قبل المسلمين؟ لا..لو دعيت إليه أي من قبل الذّين أسّسوه لي المشركين ..

التعليق :

النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن استعداده للدخول في حلف يعين المظلوم ويرفع الظلم لا في حلف يقر الشرك ويخضع له .

ولم يكن عليه الصلاة والسلام يتساهل في شيء من الشرك قليلا أو كثيرا صغيرا أو كبيرا .

رُوِيَ أنَّ رهطاً مِنْ عُتاةِ قريشٍ قالُوا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم : هلمَّ فاتبعْ دينَنَا ونتبعُ دينَكَ تعبدُ آلهتَنَا سنةً ونعبدُ إلهك سنةً ، فقالَ : " معاذَ الله أنْ أشركَ بالله غيرَهُ " فقالُوا : فاستلمْ بعضَ آلهتِنَا نصدقكَ ونعبدَ إلهك، فنزلتْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}

4- قوله :
(فلمّا أُنشئ حزب سياسيّ وأتطلّعُ للحصول على مقاعد تُمكّنني من المساهمة في تحديد مصير هذا البلد بدلا من أن يقع في أيدي العلمانيّين...يطلع واحد فيقول : هذا الحزب غير مشروع لأنّها فُرقة..فرقة ماذا؟؟؟).

التعليق :

قلنا بأن المانع من إنشاء هذه الأحزاب هو خضوعها للنظام الديمقراطي ومشاركتها فيه .

أما قضية التفرقة فنحن نذكرها من باب التنبيه على الفرق بين النظام الديمقراطي والنظام الإسلامي فنقول بأن النظام الإسلامي لا يسمح بالتعددية لأنها تفرقة وانتم توافقوننا على أن النظام الإسلامي لا توجد فيه تعددية .

والمطبق حاليا هو النظام الديمقراطي المبني على التعددية لكن المشاركة في هذا النظام غير مشروعة كما ذكرنا .

5- قوله :
(ماذا نعمل؟؟ما الحلّ؟؟ )

التعليق :

ادع إلى الله وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وادع إلى تطبيق الشرع وطالب به واسع إلى تطبيقه بما تيسر من دعوة وإعداد وجهاد .

وإذا لم يتيسر لك عمل أي شيء فذلك لا يبيح لك الدخول في نظام شركي .

6- قوله :
(نحن أمامنا قوّتان.قوّة تريد أن تطمس هويّة البلد وتريد أن تضيّع دينها وقوّة تريد أن تحافظ على هويّة البلد وأن تحافظ على دينها والله يقول (ولكلّ وجهة هو مولّيها فاستبقوا الخيرات)..لو أنّك قلت لن أفعل ولن أذهب للصّندوق ولن أقوم بأيّ شيء من هذا القبيل..فتركك هذا نفسه فعل كما هو معلوم في أصول الفقه ....... أنت بين خيارين...إمّا أن تفعل التّرك وتقف موقفا سلبيّا فتقع البلد في أيدي العلمانيّين وإمّا أن تدخل بقوّة في هذه العمليّة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا و كلّ شيء بقدر..النتائج وكلّ شيء..لله الأمر من قبل ومن بعد..فأنت أمامك هذا الفعل والآخر..ومادمت بين فعلين فأنت مطالب بأن تفعل أحدهما..إذًا في هذه الحالة يجب عليك أن تختار الفعل الأكثر خيرا والأقلّ شرّا ).

التعليق :

ذكرنا بأن التوصيف الشرعي للنظام الديمقراطي أنه نظام شركي ..والشرك لا يستباح بمثل هذه التعليلات لعظم خطره ..

ونحن مطالبون بحماية البلد من الوقوع في أيدي العلمانيين بالوسائل الشرعية من دعوة ومدافعة وجهاد فإن عجزنا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..

أما الديمقراطية الشركية فلم يكلفنا الله تعالى بجعلها وسيلة لذلك .

وما دمنا مكلفين باختيار الأكثر خيرا والأقل شرا بغض النظر عن شركية النظام فلماذا لم تشارك السلفية في الانتخابات في السنوات الماضية وهي تجزم أن بإمكانها تقليل الشر إن دخلت ؟

7- قوله :
(وفي ما يلي نصّ الفتوى \'\'\'الفتوى رقم ( 14676 ) س: كما تعلمون عندنا في الجزائر ما يسمى بـ: (الانتخابات التشريعية)، هناك أحزاب تدعو إلى الحكم الإسلامي، وهناك أخرى لا تريد الحكم الإسلامي. فما حكم الناخب على غيرالحكم الإسلامي مع أنه يصلي؟ ج: يجب على المسلمين في البلاد التي لا تحكِّم الشريعة الإسلامية، أن يبذلوا جهدهم وما يستطيعونه في الحكم بالشريعة الإسلامية، وأن يقوموا بالتكاتف يدًا واحدة في مساعدة الحزب الذي يُعرف منه أنه سيحكم بالشريعة الإسلامية، وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية فهذا لا يجوز، بل يؤدي بصاحبه إلى الكفر؛ لقوله تعالى: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ، ولذلك لما بيَّن الله كفر من لم يحكم بالشريعة الإسلامية، حذر من مساعدتهم أو اتخاذهم أولياء، وأمر المؤمنين بالتقوى إن كانوا مؤمنين حقًا، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 374) وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء توقيع الرّئيس عبد العزيز بن باز نائب الرّئيس عبد الرزّاق عفيفي العضو عبد الله بن غديان \'\' انتهت الفتوى)

التعليق :

هناك فرق بين الدليل الشرعي والفتوى فالدليل يسلم له والفتوى عرضة للخطأ والصواب .

واللجنة الدائمة غير معصومة ولا تحرم مخالفتها .

وسبب الخطأ لدى أصحاب هذه الفتوى أنهم لم يدركوا حقيقة النظام الديمقراطي وطبيعته الشركية ولو أدركوا هذا الأمر لما ترددوا في القول بمنع المشاركة فيه مهما بدا فيه من مصالح ومكاسب إذ المصالح والمكاسب لا تبيح الدخول في الشرك .

8- قوله :

(واسمع لقوله تعالى {قال اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم} قال القرطبيّ في تفسيره : فيه مسائل .... الثالثة : ودلت الآية أيضا على جواز أن يخطب الإنسان عملا يكون له أهلا ; فإن قيل : فقد روى مسلم عن عبد الرحمن بن سمرة قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها . وعن أبي بردة قال : قال أبو موسى : أقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجلان من الأشعريين ، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ، فكلاهما سأل العمل ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يستاك ، فقال : ما تقول يا أبا موسى - أو يا عبد الله بن قيس . قال قلت : والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما ، وما شعرت أنهما يطلبان العمل ، قال : وكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت ، فقال : لن - أو - لا نستعمل على عملنا من أراده وذكر الحديث ; خرجه مسلم أيضا وغيره ; فالجواب : أولا : أن يوسف - عليه السلام - إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم فرأى أن ذلك فرض متعين عليه فإنه لم يكن هناك غيره ، وهكذا الحكم اليوم ، لو علم إنسان من نفسه أنه يقوم بالحق في القضاء أو الحسبة ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامه لتعين ذلك عليه ، ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك ، ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك ، كما قال يوسف - عليه السلام - \'\' ثمّ عقّب الشّيخ قائلا \'\' إذًا فالذّي يسعى لإقامة العدل و قواعد الدّين نقول له : لا .إجلس؟؟؟؟...لمّا يقول أنا أحق بها نقول له : لا إجلس؟؟ الشّريعة نهت في أن نتمادح بيننا أو أن يثني الرّجل على نفسه ..ومع ذلك أبي حميد هذا أبو حميد الساعدي يقول وهو في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة: \"أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: ما كنت أقدم منا له صحبة، ولا أكثرنا له إتيانا؟ قال بلى، قالوا: فاعرض، فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما، ورفع يديه حتى يحاذي بها منكبيه، ثم يكبر، فإذا أراد أن يركع، رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال الله أكبر، وركع. هذا عبد الله بن مسعود يقول: أنا أعلم أهل الأرض بكتاب الله عزّ وجلّ....).

التعليق :

ونحن الآن سوف نوافق القرطبي ونقول : "لو علم إنسان من نفسه أنه يقوم بالحق في القضاء أو الحسبة ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامه لتعين ذلك عليه" ولكن ذلك لا يبيح له المشاركة في نظام شركي ‘ ويوسف عليه السلام حين قال {اجعلني على خزائن الأرض} لم يكن مشاركا في نظام شركي .

9- قوله :
(فنأتي نحن في هذه الظّروف الحالكة نخرج بيانات وفتاوى تؤدّي إلى زعزعة الصفّ الإسلامي هذا شيء غريب وعجيب !!! )

التعليق:

الصف الإسلامي لا يجتمع على الشرك ‘ ولو اجتمع المسلمون على الدخول في نظام شركي فلا خير في اجتماعهم .

10- قوله :
(وجاري إعداد بحث في هذه المسألة إن شاء الله....إنّما أن نترك العجلة تدور بسرعة شديدة جدّا وننشغل بإلقاء إشكالات على النّاس..طيّب حتّى لو أنّ إنسانا خالف في هاته المسألة..مادامت مسألة خلافيّة فاتركها يا أخي)

التعليق :

الخلاف ليس دليلا والواجب عند حدوث الخلاف هو البحث والتثبت والتبين واتباع القول الأرج والأورع .

والترجيح واجب ومتعين عند الخلاف لقوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} النساء 59.

وقوله تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} الشورى 10.

فإذا اختلفت الأقوال وجب عرضها على الكتاب والسنة واتباع ما كان منها موافقا لهما .

قال ابن القيم رحمه الله: (لا يجوز للمفتي أن يعمل بما شاء من الأقوال والوجوه من غير نظر في الترجيح ولا يَعْتَد به، بل يكتفى في العمل بمجرد كون ذلك قولا قاله إمام أو وجها ذهب إليه جماعة فيعمل بما يشاء من الوجوه والأقوال حيث رأى القول وَفْقَ إرادته وغرضه عمل به، فإرادته وغرضه هو المعيار وبها الترجيح، وهذا حرام باتفاق الأمة) [إعلام الموقعين]

11- قوله :
ما دمت تعرف أنّنا مهدّدون ..نحن إمّا أن نكون وإمّا أن لا نكون وفي هذه الأوقات قد تحسم أمور تستمرّ لفترات طويلة .

التعليق :

إنما يجوز لكم حسم هذه الأمور بالوسائل الشرعية لا بالوسائل الشركية .

والله اعلم
والحمد لله رب العالمين .
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
للناس, بلاغ, هذا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:38 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.