انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-27-2010, 03:19 PM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي بك أصبحنا الحلقة رقم 40

 

بسم الله الرحمن الرحيم








بك أصبحنا



الحلقة رقم 40



الإخوة والأخوات أعضاء المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لى أن اطل على المنتدى من هذه النافذة و يسعدنى كثيرا مشاركتكم وإضافاتكم القيمة للحلقة .

الحمد لله وصلنا للحلقة رقم 40 وأخذت أفكر عن موضوعا متميزا لهذه الحلقة التى تصدر بعد يوما واحدا من احتفال المسلميين فى مصر وتركيا وبعض البلاد الاخرى بالمولد النبوى

وتاريخيا هناك إجماعاً على تحديد تاريخ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فى يوم 12 من شهر ربيع الاول وهناك إختلافاً فى تحديد يوم مولده هل هو 8 أو 9 ربيع الاول فلا أدرى هل احتفل الناس أمس بيوم مولده ام بيوم وفاته

واذا كان امر الاحتفال بالمولد النبوى سنة حسنة فلما لم يسنها أى من الخلفاء الراشدين أو الصحابة أو التابعين فى القرون الاولى المفضلة

عموما اخذت ابحث فى النت لاعداد الحلقة الجديدة من البرنامج ووجدت كنزا رائعا أعده بعض محبى الشيخ محمد العريفى ستكون حلقة اليوم من ابداعات الشيخ محمد العريفى



موضوع الاسبوع
من ابداعات الشيخ محمد العريفى

سأبدا الحلقة بفقرة أعرف نبيك ثم بفقرة عن فلسطين
ثم مجموعة قصص متنوعة واخيرا فقرة من مستشفى المجانيين

رابط موقع الشيخ
http://www.alarefe.com/index.html


أعرف نبيك

نسبه



: هوأبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن عبد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه


واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.





ولادته
: ولد
يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر،وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.


قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب


صيانة الله تعالى له
من دنس الجاهلية: وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلابالأمين، لما شاهدوه


من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديدبناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوافيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول اللهفقالوا: جاء الأمين، فرضوابه، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب،ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه. [أحمد والحاكم وصححه].

زواجه: تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامهاميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجعأخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.


وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت،فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج عائشة بنت أبي بكرالصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضيالله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمهاهند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله جويرية بنتالحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنتأبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوجميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله.


أولاده: كل أولاده من ذكروأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.


فالذكور من ولده: القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب.


وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولدبالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله بثلاثة أشهر




فلسطين .. فلسطين ..




فلسطين .. أرض الأنبياء ، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حاصرها كبار الصحابة ، وفتحها صاحب البغلة الهزيلة والثياب المرقّعة المعفّرة بالطين والتراب: أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .. كانت كالعروس قروناً من الزمان يزينها خلفاء المسلمين بأبهى الحُلل ، ويقصدها وجهاء المسلمين وعوامهم تعظيماً لبيتها وتشريفا دون كلل ، حتى سلبها النصارى من أيدي المسلمين في زمنِ الإنحطاط وانتكاس راية الجهاد فنحروا على أعتاب أقصاها 70 ألف نفسٍ مسلمة ، وما توقفوا إلا لتعبهم من القتل .. بقيت سجينة حزينة مأسورة بيد الصليبيين قرابة الـ 90 سنة حتى ضج المسجد الأقصى فأرسل برسالة من وراء القضبان لقائد المسلمين ومُحطّم الصُّلبان ، مفادها:




يا أيها الملك الذي .... لمعالم الصلبان نكَّسْ

لقد أتتكَ ظِلامةٌ .... تسعى من البيت المقدَّسْ

كلٌ المساجد طُهِّرت .... وأنا على شَرفي منجَّسْ





فما رُؤي بعدها السلطان "صلاح الدين" مبتسماً حتى حرر المسجد الأقصى ، وعادت فلسطين حاضرة من حواضر المسلمين.

أراد اليهود مساومة خليفة المسلمين العثماني "عبد الحميد" (وليس السلطان كما يزعمون) على تراب فلسطين فكان له – رحمه الله - موقف سجله التاريخ بمداد من نور .. عم بعده الإنحلال من ربقة الدين ، وارتفعت شعارات الجاهلية والكفر المبين ، وخسر العرب دينهم ثم دنياهم ، فسقطت فلسطين مرة أُخرى في أيدي الصليبيين ، وبمؤامرة دنيئة خسيسة (من قبل حكام مصر وسوريا والأردن والعراق وغيرهم) سُلِّمت فلسطين لليهود على طبق نضح بدماء أهلها ، وجعل المتآمرون "وعد بلفور" شمّاعة تعلَّق عليها خياناتهم. [وقد كتبت في هذا مقالة بعنوان "يا أهل العراق: هكذا سقطت فلسطين" ]



أكثر من 50 سنة واليهود يقتلون ويعذّبون ويشرّدون أبناء الأرض المباركة ، والمسلمون منصرفون بقلوبهم وعقولهم عن قضيتهم الأولى وكأن الذي يحدث في فلسطين ضرب من القصص والخيال الذي لا وجود له في الواقع المحسوس.
لماذا لا يتأثر المسلمون بما يحصل في فلسطين وهم يرون كل يوم على شاشات التلفاز وصفحات الجرائد والمجلات صور القتلى والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ !! بيوت تُهدّم ، ومزارع تُحرق ، وأقصى يُدنّس ، والمسلمون لاهون عن أولى القبلتين وثالث المسجدين (وليس ثالث الحرمين ، لأن المسجد الأقصى ليس بحرم كما قرر العلماء) !!


بعد البحث والنظر ، والسؤال والاستقراء ، خرجت بمجموعة من الأسباب التي قد تُعيننا على فهم واقع المسلمين السلبي تجاه أهم قضيّة من قضاياهم المصيرية ، هذا الواقع الأليم الذي قُتل فيه الإحساس ، وغابت عنه النخوة ، ووؤدت فيه المروءة .. ثم ثنيته بما رأيت أنه يصلح أن يكون باعثاً للقضية وموقضاً للقلوب الأبيّة.




من أهم أسباب انصراف قلوب المسلمين عما يجري في فلسطين:



1- تكرار المشهد: حيث يألف الإنسان مشاهد الدماء والأشلاء ، ويعتاد سماع الأخبار عن القتلى والجرحى فتكتسب نفسه مناعة ضد التأثر بالأحداث التي تمر عليه مرور من سئمها فتحصل عنده رتابة نفسية يتبلّد على إثرها حسه ويموت إحساسه.

2- إنشغال المسلمين بطعامهم وشرابهم وشهواتهم عن قضاياهم المصيرية ، بل عن دينهم ، وهذا مما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بالدِّينَار والدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا بالعِينَةِ، واتَّبَعُوا أذْنَابَ البَقَرِ، وَترَكُوا الجِهَادَ في سَبِيلِ الله، أنْزَلَ الله بِهِمْ بَلاَءً، فلم يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهُم" (أبو داود \ حسن) .. إن الله لم يجعل في جوف امرئ قلبين ، فمن انشغل بدنياه ولم يكن همه الإسلام ورفع رايته فإن قلبه لا يحترق ولا يتأثر لما يحصل لإخوانه في العقيدة ، وهذا شأن أكثر عوام المسلمين اليوم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .



3- ضعف الإيمان في قلوب المسلمين ، وبالتالي ضعف الرابطة الأخوية بينهم .. إن علاقة الإسلام بالإيمان علاقة العام بالخاص: فكل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمن ، وأغلب التكاليف العملية الشاقة في القرآن يخاطب بها المؤمن وليس المسلم (كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) .. إن رابطة الإيمان أقوى من أية رابطة في الأرض ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى" (متفق عليه). فإذا غاب الإيمان تقطعت الأعضاء وانفرط عقد الجسد ، وهذا من أعظم أسباب انصراف قلوب المسلمين عن قضاياهم .. فالله المستعان.


4- تَعْمد الأجهزة الحكومية في البلدان العربية إلى عقد اللقاءات وإقامة المهرجانات باسم فلسطين ، فتكون فيها من ألوان المنكرات كالرقص والأغاني والاختلاط ، وترتفع فيها الشعارات الجاهلية والرايات الكفرية مما يصرف أصحاب القلوب الحية عن التفكير في القضية .. كما تقوم الحكومات العربية برفع بعض الشعارات الجوفاء وإطلاق بعض الكلمات الرنّانة التي وظيفتها تخدير القلوب وقتل الهمم وزرع الخمول في الأجساد ، فيشتغل الناس بها عن العمل الجاد المثمر .

5- تسليم أمر القضية إلى سمسار من سماسرة الدماء والأشلاء ليُتاجر بها باسم المسلمين .. لقد أُتي بعرفات بعد أن ارتفعت راية الجهاد في فلسطين (وليس الإنتفاضة كما يزعمون) ليعمل على القضاء على الجهاد والمجاهدين ، ولكي يضمن يهود عدم تمكن راية إسلامية إرهابية في فلسطين " لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ " (الحشر : 13) ، فكان قرار الإعتراف بهذا السمسار الخبيث من قبل يهود طعنة في قلوب المسلمين في الأرض المباركة لأنهم إن قاتلوه انشغلوا به عن يهود ، وإن هادنوه أو أطاعوه أشغلهم بأنفسهم وتسلّط عليهم يهود !! لقد أبغض الناس هذا السمسار حتى اختلط في القلوب مع بغض شخصه نوع من الإنصراف اللاإرادي عن القضية الإسلامية الكبرى ، نسأل الله أن يرينا فيه عجائب قدرته ..

6- إنصراف فلسطينيي المهجر في البلاد العربية وغيرها عن قضية بلادهم أعطى انطباعاً سلبياً لكثير من الناس مفاده ، أنه: إذا انصرف أصحاب الحق عن الإشتغال بقضيتهم فلماذا ينشغل بها غيرهم !! وهذا من جهل عوام الناس بالقضية التي هي إسلامية عقدية وليست فلسطينية أو عربية .
7- دفن أوراق القضية في مقبرة المنظمات الدولية التي يتحكم فيها النصارى والصهيونية .. هذه المنظمات الكفرية لم ولن تحل أي مشكلة إسلامية ، وهي إنما وُضعت لقهر الشعوب الغير "نصراصهيونية" بأقل الخسائر ، وكل قضية إسلامية عُرضت في هذه المنظمات كان مصيرها الخراب (كما حصل للقضية الأفغانية الأولى في مؤتمر "جنيف" الذي أعد بنوده يهودي خبيث) .. وللأسف: لا زال هناك من المسلمين من يُعلّق آمالاً على هذه المنظمات التدميرية التخريبية ، فينتظر القرارات ويصدّق ما يُرفع من الشعارات فتضيع القضية وسط هذا الكم الهائل من الترهات !! نسأل الله للمسلمين الهداية ..

8- قامت الأجهزة الإعلامية الرسمية في البلاد العربية بصرف قلوب المسلمين عن هذه القضية بطريقة خبيثة شيطانية ، حيث تعمد إلى عقد لقاءات مع أناس لا خلاق لهم ولا دين عُرفوا بفسقهم وفجورهم ليُبدوا رأيهم في قضايا المسلمين (راقصات ، مغنيات ، ممثلات وممثلين ..) ، وهذا يخلق نوع من النفرة الباطنية في قلوب المسلمين الصادقين الذين ترتبط صورة الأقصى وخريطة فلسطين - لا شعورياً - في قلوبهم بهؤلاء الماجنين .. هذا في الوقت الذي لا تسمح فيه الدول العربية للعلماء والخطباء بالخوض الصريح في هذه القضية إلا بما تُملي عليهم كي لا تنهض القوب وتتدفق الدماء في العروق.

9- أصبحت قضية المسلمين كرة يتقاذفها ساسة الكفار من فوق رؤوس المسلمين حتى أصابها الدوران .. فمرة تُعلن أمريكا استنكارها لأعمال يهود فيتدافع المغفلون إلى عتبات البيت الأبيض طمعاً في رقة قلوب الكافرين !! ثم تعلن أمريكا أنها مع يهود في الوقت الذي تُعلن فيه فرنسا شجبها لما يحدث في فلسطين ليكسر المغفلون رتاد باب مجلس النواب الفرنسي طمعاً في وقوفهم بجانب المسلمين !! ومرة روسيا ، ومرة بريطانيا ، ومرة ، ومرة .. !! ولقد لُدغ العرب بهذه الحيلة آلاف المرّات ، ولو أنهم آمنوا بربهم لما لُدغوا أكثر من مرّة "لا يُلْدغ المؤمن من جُحْر مرَّتين" (متفق عليه)




أما كيفية إحياء القضية ، فأرى أنه لا بد من :



1- إعادة بعث المفاهيم العقدية من مصادرها الأصلية: كالولاء والبراء ، والحب والبغض في الله ، والجهاد في سبيل الله ، ومفهوم وحدة الأمة ، وحقيقة وعد الله ناصري دينه بالنصر والتمكين.

2- تصعيد العمليات الجهادية ضد الكفار والإثخان في قتلهم ، وهذا من شأنه أن يبعث الأمل في قلوب المسلمين ، ويُبقي القضية حية في الإعلام وبين الناس.


3- تربية الأبناء تربية إيمانية أصولية بعيدة عن فلسفات التيارات التمييعية التي تحاول التقرب إلى الكفار بقتل الثوابت الشرعية باسم الوسطية والتقدمية والعقلانية والحداثية وكل "إيّة" ليست إسلامية !!

4- دخول غير الفلسطينيين إلى داخل فلسطين للجهاد والإعلان عن ذلك يعطي القضية بعداً آخر في نفوس المسلمين ، ويا حبذا لو كانوا من غير العرب .

5- تميز الراية الإسلامية عن الرايات الكفرية الموسومة بالقومية والديمقراطية وما إلى ذلك ، وبهذا تتضح الصورة ويعرف المسلمون أين يجعلوا ولائهم .. وهناك اليوم "حماس" و "الجهاد الإسلامي" نسأل الله أن ينصرهم على أعداء الأمة ويمكن لهم ..

6- جمع الأموال والعتاد للمجاهدين في فلسطين (سراً ، أو علناً إن أمكن) ، فلا يجب على المسلمين ترك إخوانهم يواجهون الكفر اليهودي – الصليبي العالمي بمفردهم ، وهذا يؤدي إلى استمرارية التفاعل مع القضية ، وهو بحد ذاته جهاد إن خلُصت النية .

7- يجب على الفلسطينيين في كل مكان (المسلمين منهم .. ولا شأن لنا بغيرهم) أن يدركوا بأن أنظار المسلمين ترمقهم ، وأنهم مخاطبون بهذا قبل غيرهم لأن عوام الناس يتأثرون بموقفهم ، فعليهم أن يتقوا الله ويُدركوا تبعات تصرفاتهم وانشغالهم عن مسرى رسولهم.

8- يجب أن يدرك المسلمون بأن آخر ما يفكر فيه الحكام هو التحرك من أجل فلسطين ، وأذكركم بالمكالمة الهاتفية التي التقطها وبثها "صدام حسين" عبر الإذاعات ، والتي كانت بين حاكمين من حكام الخليج - إبان حرب الخليج الثانية - حينما قال أحدهما للآخر "وِش لِنا حِنَّا بفلسطين" (ما لنا نحن ولفلسطين) !! .. فالقضية في نظرهم انتهت منذ أن سلّموها (وآبائهم) لليهود ، فعلينا أن لا نركض خلف فتات الشعارات وأصداء الكلمات التي مغزاها إشغال القلوب الحية عن القضية ..

9- لا بد للعلماء الربّانيين أن يحطموا ذل القيود التي كممت أفواههم ، ويجاهدوا في سبيل الله بأعظم الجهاد ، فهم قادة الأمة ومحرّكيها ، والأمور من غيرهم فوضى ، فلا راية شرعية تُرفع ، ولا منهج قويم يُتَّبع .. "لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم" ..

10- يجب أن يعتقد المسلمون اعتقادا لا يزاوله شك بأن فلسطين لا تتحرر بالإتفاقيات ، ولا بالسياسات ، ولا بالمحافل الكفرية (الدولية) ، إنما يحرر فلسطين (كل فلسطين) أهل الإيمان والجهاد (الذي هو القتال) ، وليس غيرهم (إلا أن يقضي الله أمراً من عنده) ، وهذه الحقيقة يجب أن تكون محفورة في أذهاننا ، وأن لا تغيب عنا طرفة عين ..

11- وقبل هذا وذاك: لا بد من الرجوع إلى الله والتوكل عليه والعمل بإخلاص على نُصرة دينه ، فلا نصر ولا تمكين ولا بقاء بغير توفيق ومدد من الله سبحانه وتعالى .

وبعد:
فإن فلسطين أمانة في أعناق مسلمي الصين وأمريكا والبرازيل وأستراليا والجزيرة وكل من يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ، يُسألون عنها يوم القيامة .. الجهاد في فلسطين لم يصبح فرض عين بعد الـ "48" ، بل كان فرض عين منذ احتلت بريطانيا النصرانية الأرض المباركة ، ولكن المنافقين من الحكام وأذنابهم الذين باعوا مسرى نبينا بثمن بخس غسلوا أدمغة المسلمين وحاولوا إخفاء الحقائق الشرعية والتاريخية التي تعريهم وتكشف سوْأتهم طمعاً في بركات أسيادهم الصليبيين ، وأبى الله إلا أن يظهر هذه الحقائق ويكشف خبث طويتهم ويفضحهم على رؤوس الخلائق ..

اللهم ارفع علم الجهاد ، وادحر أهل الكفر العناد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، اللهم صب عليهم سوط عذاب ، وكن لهم بالمرصاد .. اللهم عذبهم عذاباً لا يُعذّبَه أحد ، وأوثقهم بوثاق لا يوثِقه غيرك أحد ، يا جبار السموات والأرض ، يا ذا القوة المتين






صلِّ قبل أن يُصلّى عليك



كنت تاركاً للصلاة .. كلهم نصحوني .. أبي أخوتي .. لا أعبأ بأحد .. رنّ هاتفي يوماً فإذا شيخ كبير يبكي ويقول : أحمد ؟ .. نعم ! .. أحسن الله عزاءك في خالد وجدنا ميتاً على فراشه .. صرخت : خالد ؟! كان معي البارحة .. بكى وقال : سنصلي عليه في الجامع الكبير .. أغلقت الهاتف .. وبكيت : خالد ! كيف يموت وهو شاب ! أحسست أن الموت يسخر من سؤالي دخلت المسجد باكياً .. لأول مرة أصلي على ميت .. بحثت عن خالد فإذا هو ملفوف بخرقة .. أمام الصفوف لا يتحرك .. صرخت لما رأيته .. أخذ الناس يتلفتون .. غطيت وجهي بغترتي وخفضت رأسي .. حاولت أن أتجلد .. جرّني أبي إلى جانبه .. وهمس في أذني : صلِّ قبل أن يُصلى عليك !! فكأنما أطلق ناراً لا كلاماً .. أخذت أنتفض .. وأنظر إلى خالد .. لو قام من الموت .. ترى ماذا سيتمنى ! سيجارة ؟ صديقة ؟ سفر ؟ أغنية !!

تخيلت نفسي مكانه .. وتذكرت ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) .. انصرفنا للمقبرة .. أنزلناه في قبره .. أخذت أفكر : إذا سئل عن عمله ؟ ماذا سيقول : عشرون أغنية ! وستون فلماً ! وآلاف السجائر ! بكيت كثيراً .. لا صلاة تشفع .. ولا عمل ينفع .. لم أستطع أن أتحرك .. انتظرني أبي كثيراً .. فتركت خالداً في قبره ومضيت أمشي وهو يسمع قرع نعالي ..





كان يظن أن السعادة في



تتبع الفتيات .. وفي كل يوم له فريسة .. يكثر السفر للخارج ولم يكن موظفاً فكان يسرق ويستلف وينفق في لهوه وطربه .. كان حالي شبيهاً بحاله لكني - والله يشهد - أقل منه فجوراً .. هاتفني يوماً وطلب إيصاله للمطار .. ركب سيارتي وكان مبتهجاً يلوّح بتذاكره .. تعجبت من لباسه وقصة شعره فسألته : إلى أين .. قال : ... قلت : أعوذ بالله !! قال : لو جربتها ما صبرت عنها .. قلت : تسافر وحدك ! قال : نعم لأفعل ما أشاء .. قلت : والمصاريف ؟ قال : دبّرتها .. سكتنا .. كان بالمسجل شريط " عن التوبة " فشغلته .. فصاح بي لإطفائه فقلت : انتهت ( سواليفنا ) خلنا نسمع ثم سافر وافعل ما شئت .. فسكت .. تحدّث الشيخ عن التوبة وقصص التائبين .. فهدأ صاحبي وبدأ يردد : أستغفر الله .. ثم زادت الموعظة فبكى ومزّق تذاكره وقال : أرجعني للبيت .. وصلنا بيته بتأثر شديد .. نزل قائلاً : السلام عليكم .. بعدما كان يقول : بآآآآي .. ثم سافر لمكة وعاد بعدها وهو من الصالحين لم أره إلا مصلياً أو ذاكراً وينصحني دائماً بالتوبة والاستقامة .. مرض أخوه بمدينة أخرى فسافر إليه .. وبعد أيام كانت المفاجأة ! اتصل بي أخوه وقال : أحسن الله عزاءك في فلان .. صلّى المغرب البارحة ثم اتكأ على سارية في المسجد يذكر الله .. فلما جئنا لصلاة العشاء وجدناه ميتاً ..





أما زوجها فقد جاوز الأربعين





مدمن خمر يسكر فيضربها هي وبناتها ويطردهم .. جيرانهم يشفقون عليهم ويتوسلون إليه ليفتح لهم .. يسهر ليله سكراً .. وتسهر هي بكاءً ودعاء .. كان سيء الطباع .. سكن بجانبهم شاب صالح فجاء لزيارة هذا السكير فخرج إليه يترنّح فإذا شاب ملتحٍ وجهه يشع نوراً فصاح به : ماذا تريد ؟ قال : جئتك زائراً ! فصرخ : لعنة الله عليك يا كلب .. هذا وقت زيارة ! وبصق في وجهه .. مسح صاحبنا البصاق وقال : عفواً آتيك في وقت آخر .. مضى الشاب وهو يدعو ويجتهد .. ثم جاءه زائراً .. فكانت النتيجة كسابقتها .. حتى جاء مرة فخرج الرجل مخموراً وقال : ألم أطردك .. لماذا تصر على المجيء ؟ فقال : أحبك وأريد الجلوس معك .. فخجل وقال : أنا سكران .. قال : لا بأس اجلس معك وأنت سكران .. دخل الشاب وتكلم عن عظمة الله والجنة والنار .. بشّره بأن الله يحب التوابين .. كان الرجل يدافع عبراته .. ثم ودعه الشاب ومضى .. ثم جاء فوجده سكراناً فحدثه أيضاً بالجنة والشوق إليها .. وأهدى إليه زجاجة عطر فاخر ومضى .. حاول أن يراه في المسجد فلم يأت .. فعاد إليه فوجده في سكر شديد .. فحدثه فأخذ الرجل يبكي ويقول : لن يغفر الله لي أبداً .. أنا حيوان .. سكّير لن يقبلني الله .. أطرد بناتي وأهين زوجتي وأفضح نفسي .. وجعل ينتحب .. فانتهز الشاب الفرصة وقال : أنا ذاهب للعمرة مع مشايخ ، فرافقنا .. فقال : وأنا مدمن !! قال : لا عليك .. هم يحبونك مثلي .. ثم أحضر الشاب ملابس إحرام من سيارته وقال : اغتسل والبس إحرامك .. فأخذها ودخل يغتسل .. والشاب يستعجله حتى لا يعود في كلامه .. خرج يحمل حقيبته ولم ينس أن يدسّ فيها خمراً .. انطلقت السيارة بالسكير والشاب واثنين من الصالحين .. تحدثوا عن التوبة .. والرجل لا يحفظ الفاتحة .. فعلموه .. اقتربوا من مكة ليلاً .. فإذا الرجل تفوح منه رائحة الخمر .. فتوقفوا ليناموا .. فقال السكير : أنا أقود السيارة وأنتم ناموا !! فردّوه بلطف .. ونزلوا وأعدوا فراشه .. وهو ينظر إليهم حتى نام .. فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون .. أخذ يتساءل : يقومون ويبكون وأنا نائم سكران .. أُذّن للفجر فأيقظوه وصلّوا ثم أحضروا الإفطار .. وكانوا يخدمونه كأنه أميرهم .. ثم انطلقوا .. بدأ قلبه يرقّ واشتاق للبيت الحرام .. دخلوا الحرم فبدأ ينتفض .. سارع الخطى .. أقبل إلى الكعبة ووقف يبكي : يا رب ارحمني .. إن طردتني فلمن التجأ ! لا تردني خائباً .. خافوا عليه .. الأرض تهتز من بكائه ..

مضت خمس أيام بصلاة ودعاء .. وفي طريق عودتهم .. فتح حقيبته وسكب الخمر وهو يبكي .. وصل بيته .. بكت زوجته وبناته .. رجل في الأربعين وُلِد من جديد .. استقام على الصلاة .. لحيته خالطها البياض ثم أصبح مؤذناً .. ومع القراءة بين الآذان والإقامة حفظ القرآن ..





قال د. عبدالله : دُعيت لمؤتمر طبي بأمريكا ..



فخطر لي أن أحضره بملابسي العادية ثوب وغترة .. وصلت إلى هناك .. دخلت الصالة فرأيت طبيباً عربياً فجلست بجانبه .. فقال : بدّل هذه الملابس ( لا تفشلنا أما الأجانب ) .. فسكتُّ .. بدأ المؤتمر .. مضت ساعتان .. دخلت صلاة الظهر فاستأذنت وقمت وصليت ..

كان مظهري ملفتاً للنظر ثم دخلت صلاة العصر فقمت أصلي فشعرت بشخص يصلي بجانبي ويبكي فلما انتهيت فإذا صاحبي الذي انتقد لباسي يمسح دموعه ويقول : هذه أول صلاة منذ أربعين سنة !! فدهشت ! فقال : جئت أمريكا منذ أربعين سنة وأحمل الجنسية الأمريكية ولكني لم أركع لله ركعة ولما رأيتك تصلي الظهر تذكرت الإسلام الذي نسيته وقلت : إذا قام هذا الشاب ليصلي ثانية فسأصلي معه .. فجزاك الله خيراً .. ومضت ثلاثة أيام .. والمؤتمر بحوث لأطباء تمنيت أن أحدهم عن الإسلام لكنهم مشغولون ..

وفي الحفل الختامي سألوني لِمَ لَمْ تلبس لباس الأطباء ؟ فشكرت اهتمامهم وقلت : هذه ملابسنا ولست في مستشفى ، ثم أردت أن انتهز الفرصة لدعوتهم فأشار المدير أن وقتي انتهى فخطر لي أن أضع علامة استفهام وأجلس .. فقلت : مؤتمر يكلف الملايين لبحث ما بداخل الجسم فهذا الجسم لماذا خُلق أصلاً ؟!! ثم ابتسمت ونزلت فلاحظ المدير دهشتهم فأشار أن استمر .. فتحدثت عن الإسلام وحقيقة الحياة والغاية من الخلق ونهاية الدنيا فلما انتهيت قامت أربع طبيبات وأعلنّ رغبتهن في الدخول في الإسلام ..






قال لي : سافرت إلى هناك للعلاج



وكانت سارة ممرضة المختبر في المستشفى .. كلهم يعرفونها يرَون تبرجها ويشمون عطرها .. رأتني فتناولت ملفي وتبسّمت .. خفضت رأسي ، قالت : أهلين فلان سلامات ؟ سكتّ .. أنهيت التحليل وخرجت متأسفاً لتبرجها وجرأتها أدركت أنها خطوة من خطوات الشيطان .. قال لي الشيطان : أعطها رقمك فإذا اتصلت بك انصحها !! ما أروع أفكارك يا إبليس ! أنصحها دقائق ثم أهوي معها في حفرة الشيطان .. قرّرت أن أهديها كتاباً مؤثراً ..

فكتبت بمقدمته : " أختي !! حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .. نساء يلبسن لباس إغراء ويضعن غطاء فاتناً والمرأة المتعطرة التي تعرض ريحها شبيهة بالزانية التي تعرض جسدها فهل تخسرين الجنة بسبب زينة يستمتع بها غيرك ؟! الأمر خطير لا يمرّ بهذه السهولة " .. ذهبت للمستشفى .. دخلت المختبر لم أجدها .. لحظات وأقبلت إليّ : أهلين كيف حالك .. قلت : الحمد لله .. تفضلي وناولتها الكتاب .. هزت رأسها شاكرة فاستأذنت ومضيت .. سمعت بعض من رآني يردّد : جزاك الله خيراً ..

بعدها جئت لإكمال التحاليل فاستلقيت على سرير المختبر جاءني ممرّض ! تعجبت أين سارة !! وبجانبنا ستار ويفصلنا عن قسم النساء .. أول ما ذكرت اسمي سمعتها تقول من وراء الستار : جزاك الله خيراً ، ثم مرّت بنا فإذا الحجاب يغطي زينتها لا تبرّج ولا عطور ، وعمل مع النساء فقط ..








وأخيراً .. هل طرقت الباب !!



نحن في زمن كثرت فيه فتن الأبصار والأسماع والفاحشة والمال الحرام .. حتى كأننا في الزمان الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : (( فإن وراءكم أيام الصبر ، الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين منكم )) .. فيعظم أجر للمؤمن آخر الزمان لأنه غريب بين العصاة يأكلون الربا ولا يأكل ويسمعون الغناء ولا يسمع وينظرون إلى المحرّمات ولا ينظر ويشربون الخمر ولا يشرب ..

وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )) .. وقال : (( لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم )) وقال صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله : " وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمَنين إذا أمِنَني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإذا خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة " )) فمن كان خائفاً في الدنيا معظّماً لجلال الله أمِنَ يوم القيامة وفرح بلقاء الله .. أما من عصى وهمّه شهوة بطنه وفرجه فهو في خوف وفزع في الآخرة .. فتوكل على الله وتوكلي ..

قبل أن يغلق الباب ويحضر الحساب .. ولا تغتر بكثرة المتساقطين .. ولا ندرة الثابتين .. فإنك على الحق المبين ..






من مستشفى المجانيين
كنت في رحلة إلى أحد البلدان لإلقاء عدد من المحاضرات ..


ألقيت محاضرتين صباحاً .. وخرجت وقد بقي على أذان الظهر ساعة ..

كان معي عبد العزيز .. رجل من أبرز الدعاة ..

التفت إليه ونحن في السيارة .. قلت : عبد العزيز .. هناك مكان أود أن أذهب إليه ما دام في الوقت متسع ..

قال : أين ؟ قلت :: مستشفى الأمراض العقلية ..

قال : المجانين !! قلت : المجانين ..

فضحك وقال مازحاً : لماذا .. تريد أن تتأكد من عقلك ..


قلت : لا .. ولكن نستفيد .. نعتبر .. نعرف نعمة الله علينا ..


أقبلنا على مبنى كالمغارة..الأشجار تحيط به من كل جانب..كانت الكآبة ظاهرة عليه..

قابلنا أحد الأطباء .. رحب بنا ثم أخذنا في جولة في المستشفى ..

أخذ الطبيب يحدثنا عن مآسيهم .. ثم قال :

وليس الخبر كالمعاينة ..

دلف بنا إلى أحد الممرات .. سمعت أصواتاً هنا وهناك ..

كانت غرف المرضى موزعة على جانبي الممر ..

مررنا بغرفة عن يميننا .. نظرت داخلها فإذا أكثر من عشرة أسرة فارغة .. إلا واحداً منها قد انبطح عليه رجل ينتفض بيديه ورجليه ..

التفتُّ إلى الطبيب وسألته : ما هذا !!

قال : هذا مجنون .. ويصاب بنوبات صرع .. تصيبه كل خمس أو ست ساعات ..

قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. منذ متى وهو على هذا الحال ؟

قال :منذ أكثر من عشر سنوات ..كتمت عبرة في نفسي .. ومضيت ساكتاً ..

بعد خطوات مشيناها .. مررنا على غرفة أخرى .. بابها مغلق .. وفي الباب فتحة يطل من خلالها رجل من الغرفة ..

ويشير لنا إشارات غير مفهومة ..

حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة .. فإذا جدرانها وأرضها باللون البني ..

سألت الطبيب : ما هذا ؟!! قال : مجنون ..

شعرت أنه يسخر من سؤالي .. فقلت : أدري أنه مجنون .. لو كان عاقلاً لما رأيناه هنا .. لكن ما قصته ؟

فقال : هذا الرجل إذا رأى جداراً .. ثار وأقبل يضربه بيده .. وتارة يضربه برجله .. وأحياناً برأسه ..

فيوماً تتكسر أصابعه .. ويوماً تكسر رجله .. ويوماً يشج رأسه .. ويوماً .. ولم نستطع علاجه .. فحبسناه في غرفة كما ترى .. جدرانها وأرضها

مبطنة بالإسفنج .. فيضرب كما يشاء .. ثم سكت الطبيب .. ومضى أمامنا ماشياً ..

أما أنا وصاحبي عبد العزيز .. فظللنا واقفين نتمتم : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به

ثم مضينا نسير بين غرف المرضى ..

حتى مررنا على غرفة ليس فيها أسرة .. وإنما فيها أكثر من ثلاثين رجلاً .. كل واحد منهم على حال .. هذا يؤذن .. وهذا يغني .. وهذا يتلفت ..

وهذا يرقص ..

وإذا من بينهم ثلاثة قد أُجلسوا على كراسي .. وربطت أيديهم وأرجلهم .. وهم يتلفتون حولهم .. ويحاولون التفلت فلا يستطيعون ..

تعجبت وسألت الطبيب : ما هؤلاء ؟ ولماذا ربطتموهم دون الباقين ؟

فقال : هؤلاء إذا رأوا شيئاً أمامهم اعتدوا عليه .. يكسرون النوافذ .. والمكيفات .. والأبواب ..

لذلك نحن نربطهم على هذا الحال .. من الصباح إلى المساء ..

قلت وأنا أدافع عبرتي : منذ متى وهم على هذا الحال ؟

قال : هذا منذ عشر سنوات .. وهذا منذ سبع .. وهذا جديد .. لم يمض له إلا خمس سنين !!

خرجت من غرفتهم .. وأنا أتفكر في حالهم .. وأحمد الله الذي عافاني مما ابتلاهم ..


سألته : أين باب الخروج من المستشفى ؟

قال : انتظر.. بقي بعض الأقسام ..

قلت : يكفي ما رأيناه ..


مشى الطبيب ومشيت بجانبه .. وجعل يمر في طريقه بغرف المرضى .. ونحن ساكتان ..

وفجأة التفت إليّ وكأنه تذكر شيئاً نسيه .. وقال :

يا شيخ .. هنا رجل من كبار التجار .. يملك مئات الملايين .. أصابه لوثة عقلية فأتى به أولاده وألقوه هنا منذ سنتين ..


وهنا رجل آخر كان مهندساً في شركة .. وثالث كان ..

ومضى الطبيب يحدثني بأقوام ذلوا بعد عز .. وآخرين افتقروا بعد غنى .. و ..

أخذت أمشي بين غرف المرضى متفكراً ..

سبحان من قسم الأرزاق بين عباده ..

يعطي من يشاء .. ويمنع من يشاء ..


قد يرزق الرجل مالاً وحسباً ونسباً ومنصباً .. لكنه يأخذ منه العقل .. فتجده من أكثر الناس مالاً .. وأقواهم جسداً .. لكنه مسجون في مستشفى

المجانين ..

وقد يرزق آخر حسباً رفيعاً .. ومالاً وفيراً .. وعقلاً كبيراً .. لكنه يسلب منه الصحة .. فتجده مقعداً على سريره .. عشرين أو ثلاثين سنة .. ما أغنى

عنه ماله وحسبه ..!!

ومن الناس من يؤتيه الله صحة وقوة وعقلاً .. لكنه يمنعه المال فتراه يشتغل حمال أمتعة في سوق أو تراه معدماً فقيراً يتنقل بين الحرف المتواضعة لا

يكاد يجد ما يسد به رمقه ..

ومن الناس من يؤتيه .. ويحرمه .. وربك يخلق ما يشاء ويختار .. ما كان لهم الخيرة ..


فكان حرياً بكل مبتلى أن يعرف هدايا الله إليه قبل أن يعد مصائبه عليه .. فإن حرمك المال فقد أعطاك الصحة .. وإن حرمك منها .. فقد أعطاك

العقل .. فإن فاتك .. فقد أعطاك الإسلام .. هنيئاً لك أن تعيش عليه وتموت عليه ..

فقل بملء فيك الآن بأعلى صوتك : الحمــد لله ..




خاتمة




أشكر الاخوة والاخوات المسئولين عن المنتدى حيث وضع بانر للحلقة السابقة وكذلك ارسال ملخص الحلقة عن طريق المجموعة البريدية مما كان له أثراً طيباً فى زيادة عدد المشاهدات والمشاركات




اشكر كل من شارك معى فى الحلقة الماضية وهم :

















وأتمنى ان ينصحونا دائما لنطور الحلقات فى الأسابيع القادمة ان شاء الله
للأخوة الذين لم يتابعوا الحلقات من البداية هنا والحمد لله روابط جميع الحلقات السابقة
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=39193



انتظر مشاركاتكم واقتراحاتكم


أدعو الله ألا أكون جسراً تعبرون به الى الجنة ويلقى بى فى النار
و أرجو ألا أنهاكم عن شيء و آتيه وآمركم بشيء ولا أفعله
وادعوا الله أن يغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



التعديل الأخير تم بواسطة د. حازم ; 02-27-2010 الساعة 03:56 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-27-2010, 05:22 PM
سعيد عناني سعيد عناني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله كل خير وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-27-2010, 05:39 PM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد عناني مشاهدة المشاركة
جزاك الله كل خير وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا منه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-27-2010, 08:26 PM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

بارك الله فيكم
وأحسن الله اليكم
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-27-2010, 10:23 PM
أم عمر أم عمر غير متواجد حالياً
اللهم نسألك الجنة بغير حساب وأن ترحم أبى وتعلى قدره فى الجنة وترزقنا الثبات حتى الممات
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً ونفع بكم
التوقيع

غراس الجنة:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-28-2010, 08:52 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الزُبير السلفية مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم
وأحسن الله اليكم

جزاك الله خيرا منه
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-28-2010, 08:53 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عمر مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
جزاكم الله خيرا منه
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-28-2010, 09:37 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

جزاك الله خيرا كثيرا
على هذه الحلقة القيمة
نفع الله بك
واحسن اليك
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-28-2010, 11:05 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هجرة إلى الله السلفية مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا كثيرا
على هذه الحلقة القيمة
نفع الله بك
واحسن اليك

جزاكم الله خيرا منه
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-28-2010, 03:33 PM
المحبة للإسلام المحبة للإسلام غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعدك الله في الدنيا والأخرة أخي الكريم
مجهود رائع جعله الله في ميزان حسناتك
نسأل الله أن يرزقنا الأخلاص في القول والعمل
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
40, أصبحنا, الحلقة, بك, رقم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:27 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.