انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى اللغة العربية > واحة العروض والبلاغة

واحة العروض والبلاغة هنا توضع الموضوعات المتعلقة بقواعد وأصول علم البلاغة وعلم العروض وبحور الشعر العربي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-17-2010, 11:13 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

 

04-لمحة في قوله تعالى:

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} ملِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4}


سينصب اهتمامنا على ملاحظة انتظام الأسماء العلية الخمسة في الآيات الثلاث..مع بيان دلالاتها الوجدانية ، وما تبعثه من خاطرات على الشعور،فنقول بإيجاز:
الآية الأولى لاستشعار المحبة،
والثانية لاستشعار الرجاء،
والثالثة لاستشعار الخوف..
1-أما المحبة فلأنها من مستلزمات الحمد..وسواء أكان الحمد للصفات الاختيارية، أم للصفات الذاتية ، أم للأعم، فإن المحبة لازمة على كل اعتبار...
فالنفس مجبولة على الميل إلى الكمال وإلى التعلق بالجمال.فثبتت المحبة على تقدير الحمد للصفات الذاتية..
وعلى تقدير الحمد للصفات والأفعال الاختيارية فالمحبة ثابتة أيضا لأن الإنعام والعطاء سبب المحبة للمنعم والمعطي..ودليله قول الرسول :"تهادوا، تحابوا "
واسم الرب يدور على معنيين :السيادة (الملكية)والتربية،وقد حمله العلامة الزمخشري على المعنى الأول أي معنى المالك، لكن المشهور هو معنى التربية أي"تبليغ الشيء إلى كماله بحسب استعداده الأزلي شيئاً فشيئاً" وهو مختار العلامة الألوسي محتجا-عن حق-أن الحمل على المعنى الأول يؤدي إلى أن يكون { مالك يَوْمِ الدين } تكراراً لدخوله في { رَبّ العالمين } فضلا عن مناسبة المعنى الثاني للمقام " لأن التربية أجل النعم بالنسبة إلى المنعم عليه وأدل على كمال فعله تعالى وقدرته وحكمته ."
2-أما الرجاء في آية" الرحمن الرحيم" فإن القلب يجد ريحه من جهتين:
-من جهة دلالة الصيغتين.
-ومن جهة الاقتران.
فأنت ترى أنه من مادة واحدة"رحم" اشتق اسمان ،تدل الصيغة في كليهما على المبالغة في ثبوت الرحمة وإيصالها..
فصيغة "فعلان" توحي بالامتلاء، و الزيادة في بناء الصيغة يوازيها زيادة في المعنى.
وصيغة "فعيل "معدودة عند سيبويه من أمثلة المبالغة، غير أن صاحب «الكشاف» والجمهور لم يثبتوا في أمثلة المبالغة هذا الوزن فالرحيم عندهم صفة مشبهة مثل مريض وسقيم. والحق ما ذهب إليه سيبويه كما قال العلامة ابن عاشور.
وقد اختلف الأعلام في أي الصيغتين تكون الدلالة فيها على الرحمة أشد وأبلغ ..وعلى كل حال فمجيء الصيغتين مقترنتين بدون فصل ليرفع الدلالة على الرحمة إلى أوجها...مانِحًا بذلك القلب منتهى الشعور بالرجاء .

3-أما الخوف فمستفاد من التركيب الإضافي "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" وإنك واجد هذا الشعور في كل مفردة فيه..
الملك:
صورة الملك متجذرة في المخيال البشري مشوبة بالخوف..فلا زالت ملوك الأرض إلى يومنا هذا تدعى "أصحاب الجلالة" و"أصحاب المهابة"
ولم يجد النابغة شبيها للملك إلا أخوف ما يخافه الإنسان بالغريزة:
*فَإِنَّكَ كَاللَّيْلِ الَّذِى هُوَ مُدْرِكي * وَإِنَ خِلْتُ أَنَّ الْمُنْتَأَى عَنْكَ وَاسِعُ*
يوم:
يقترن "اليوم" في الاستعمال العربي بالشدة والبأس، فسموا معاركهم" أياما" وسمَّى القرآن البعث "يوم القيامة" إشارة إلى عسره وشدته.
الدين:
الدين الجزاء والحساب والاقتصاص...وهي معاني تولد التوجس والترقب..

إن انتظام الأسماء السنية في مطلع الفاتحة من شأنه أن يرسم الصورة لما ينبغي أن تكون عليه العبادة الحقة..وقد شبه الأئمة من قبل العبادة بطائر رأسه المحبة وجناحاه الخوف والرجاء...فالعبادة بالرجاء وحده تضييع للشرائع والتكاليف ،والعبادة بالخوف وحده مآلها إلى اليأس والقنوط ،والعبادة بالمحبة وحدها يفضي إلى ضلال النصارى ، والعبادة بدون خوف من الحساب يشجع الفسق والفجور..


منقول من منتدى اهل اللغة .
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-23-2010, 09:02 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

05-لمحة في قوله تعالى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }الفاتحة5

ذهب غير واحد من أهل البلاغة والتفسير إلى أن العطف في الآية هو من باب عطف الآلة على المقصود، أو عطف السبب على المسبب،فالمطلوب هو العبادة أما الاستعانة فسبيل إليها ووسيلة لتحصيلها..
وقد اقتضى هذا المذهب تأويل الترتيب وتوجيهه،لأن السبب في الوجود متقدم على نتيجته ،فكان من حقه التقدم في الذكر أيضا..
وقد عللوا هذا العدول بأمور منها :
- أن فواصل السورة مبنية على الحرف الساكن المتماثل أو القريب في مخرج اللسان، والترتيب في الآية يفي بهذا الغرض.
-أن العبادة تقرُّب للخالق تعالى فهي أجدر بالتقديم في المناجاة ، وأما الاستعانة فهي لنفع المخلوق للتيسير عليه فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك..
-أن السبب وإن كان متقدما في الوجود فهو متأخر في الوعي..فالمرء يتصور مراده ، أولا ،ثم يتصور ما به تحقيقه من أسباب وشروط..
-أن الترتيب ،كما يكون باعتبار الوجود، يكون باعتبار الشرف ، وهو هنا من هذا الباب..فالمقاصد أشرف من الوسائل..

والتحقيق أن الترتيب في الآية ليس من باب ما ذكروا من سبب ومسبب ، أو من وسيلة ومقصد، وإنما هو من باب عطف الخاص على العام الذي من شأنه التنويه بالخاص، والتنبيه إليه، والتأكيد عليه..
فالاستعانة من العبادة قطعا،واعتبارها وسيلة فقط يخرجها من مفهوم العبادة.لأن من بدائه العقول أن سبب الشيء ليس هو ذلك الشيء...
فيكون معنى الآية تقرير جنس العبادة على الإجمال، وتقرير فرد منها على الخصوص هو الدعاء..وما ذلك إلا تعريضا بالمشركين الذين يدعون مع الله آلهة أخرى ،وتنويها بمكانة الدعاء في التوحيد..كما قال : "الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ"
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لمحاتٌ, آياتٍ, بلاغية, في, قرآنية.


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:42 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.