|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
مركز أنصار الإعلام (تفريغ اللقاء مع مقدمة مستخلصة) مؤسس جماعة أنصار الإسلام الشيخ ملا كريكار: عدونا لا يفهم إلا لغة السلاح والتاريخ سيخلد الشيعة والأكراد كأكبر المناصرين للغزاة! · ناصحاً: خلافات فصائل الجهاد تحل بورقة عمل تشكل للاتفاق على قواسم العراق. · يرى في النموذج الباكستاني خير مثال لحكم العراق. · مبشراً: لا أخاف على أرث الجهاد من اللصوصية والأدعياء، والغرب لن يكرر تجربة العراق وأفغانستان. · معزياً ومهنئاً باستشهاده: أسامة بن لادن أصطف بكل جدارة مع صلاح الدين ومحمد الفاتح وطارق بن زياد. · لماذا حكمت عليه الأردن بالسجن خمسة عشر عاماً وهو الذي لم تطأ قدمه أرض الأردن يوماً !؟ · مُتمنياً العودة إليها: أرض كردستان لا تزال بيئة خصبة للقتال والجهاد. · كاشفاً: راتبي الطلباني والبرزاني تتجاوز المائة وخمسين مليون دولار شهرياً!! · محذراً: تعليمات وزارة أوقاف كردستان تعادي الإسلام وساستهم حقودون ومعبئون ضد الإسلام! · متخوفاً من العواقب: الثورات العربية رهينة العسكر الذين تكبلهم اتفاقيات كامب ديفيد، والغرب يحاول أستملاكها واحتوائها والإفشال! · مستشهداً باعترافات رامسفيلد: رغم ضعف الإمكانيات الإعلام الجهادي هزم الماكينة الإعلامية الأميركية والغربية. بين قمم جبال كردستان في شمال العراق وصقيع أوسلو في أقصى شمال الأرض رحلة عمرها ثلاثون عاماً، تخللتها سنين عجاف، وأخرى صعاب، ورافقها ألوان من العذاب والفراق والشقاء، والجهاد.. رحلة كان الموت فيها رفيق دربه الدائم، والهم والسقم والعوز والزنازين له بالمرصاد في الحل والترحال.. حمل هم أمته شاباً يافعاً فتياً، وجعل من نصرة الإسلام هدفاً سامياً نبيلاً في اليقظة والمنام، فرسم في ربى كردستان أساس متين وخارطة لجماعة جهادية كان لها السبق في محاربة الطغاة والحكام والأقزام.. ولادة جهادية كانت الأودية والتلال والهضاب شاهدة عليها وسفوح الجبال، فآتت ثمارها، بعد النشأة، لهيبا وجحيماً ونار طال لظاها أعداء الحياة وأعداء السلام وأعداء الإسلام.. عانى من ضنك العيش، وفقدان الأمان، وملاحقات الأعداء والعملاء والخونة والأكراد، فأنهكه الحال، وسقم وشقى وثبت كإحدى قمم جبال الشمال، منتصباً كنخلة جنوبية تعانق سماء الفيحاء، وكناعورة فراتية ظل يفيض خيراً ونقاء وصفاء.. تسع سنوات وهو رهين بيته بلا أي حقوق يستحقها إنسان، بلا إقامة، وبلا جنسية، ممنوع من السفر، ومن حق التملك، وبلا عمل أو ضمان، وتلك ضريبة الجهاد.. لا يخاف على أرث الجهاد من السرقة، ومن اللصوصية وأدعياء القتال، فمثلما حفظ الله كتابه، حفظ لنا أمجاد الأسلاف.. يفضح أن تاريخ ما بعد احتلال العراق لم يسجل للشيعة والأكراد إلا توفير الدعم والإسناد للغزاة.. و يرى في القوة الرمي، والسلاح اللغة التي يعرفها المحتل دون سائر اللغات.. يدعو لتشكيل هيئة قيادية من ممثلي الفصائل لتكتب ورقة عمل والاتفاق على ميثاق الجهاد، ويؤمن بأن النموذج الباكستاني لولايات إسلامية خير مثال لحكم العراق.. ينظر في ردة شيخ شريف أحمد على إنها تطهيراً لصفوف الجهاد، ويهنئ لاصطفاف أوحد زمانه، الشيخ المفقود، أسد الأمة، أسامة بن لادن مع صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح، وطارق بن الزياد.. لم يزر الأردن يوماً، ولم يطأ لها أرضاً أو سماء، لكن عقداً ونصف من السنين تنتظره فيها بتهمة الاتجار بالحشيش والهيروين والمسكرات.. تعرض لمحاولتي اختطاف من قبل السي آي إيه، ويحمل معه أكثر من أربعين تهمة، وقضى أمام المحققين أكثر من ستمائة ساعة لمخابرات من مختلف الأقطار والأعراق والأجناس.. حاول الكرد تصفيته بهجوم هنا، وآخر هناك، فكتب الله له النجاة، وأصيب صهره، فأضطر للتخفي والتنقل والاختفاء. يرى في أرض كردستان بيئة خصبة لمقارعة الظلم والبغي والعدوان، مؤكداً أن تلك الجبال والمروج والأشجار لا تزال مهيأة للجهاد برغم ضعف الحال والأحوال.. يدرك أن الإيرانيين يحصدون ثمرة جهد بذلوه ثلاثون عاماً، مؤكداً أن عودتهم فاطمية، صفوية، واستعمار، واستيطان.. محذراً من أن وزارة أوقاف كردستان، علناً، ترفع لواء محاربة الإسلام.. يُذكّر أن ليبيا ونفطها وخيراتها عرضت على أميركا وأوربا فرفضوا إرسال الجند خوفاً من مصير محتوم كما في العراق وأفغانستان، موضحاً أن ما يجري من حرب على الإسلام إنما هو صراع حضاري متعدد الأبعاد.. يصف الثورات الشعبية بساحات مواجهة عسكرية، رغم سلميتها، وميدان مبارزة، ووسيلة مناصرة للهوية والعقيدة والانتماء، فهي التي أسقطت رموز الغرب وأحجار لعبة الأسياد، متخوفاً عليها من استملاك العساكر واحتواء الغرب لها للإفشال.. ملوحاً أن أبرز حسناتها دفع مشروع الخلافة الثاني مرحلة أخرى إلى الأمام.. أخيراً، أعلنها على الملأ مدوية، من وسط قيود الغرب، وحصار الأوغاد، بأنه سيظل للجهاد مؤيداً، وللمجاهدين سنداً وظهيراً حتى تعود إلينا خلافتنا وتكون رقما صعباً في معادلات الوجود والبقاء.. انه الشيخ المجاهد (ملا كريكار) مؤسس جماعة أنصار الإسلام، الذي كان أكثر جرأة من أولئك الذين ينعمون بالحرية والأمان وحمى السلطان، فقال كلمة الحق وجهر بمناصرة الإسلام، وأعلن مساندته ودعمه لأهل الثغور والجهاد من قلب الغرب الحاقد على الإسلام: سألناه أولاً: بين أنصار الإسلام وأنصار السنة ومن ثم أنصار الإسلام رحلة طويلة من الجهاد كانت فيه الجماعة رقماً صعباً في المعادلة العراقية، كيف تقيمون تجربة هذه الجماعة المجاهدة التي كنت على رأس هرمها في أحد الأيام؟! الشيخ كريكار: بسم الله الرحمن الرحيم .. بالنسبة لي استطيع أن اُقيّم التجربة الأولى لتشكيل أنصار الإسلام حيث كنت ممن شكلها، والفترة التي تلتها.. أما تقيم التجربة الطويلة هذه، فبصراحة أنا لست الكفء لها.. - الكثير من الفصائل التي طفت على الساحة الجهادية تظهر من خلال الإعلام على أنها القوة الوحيدة والفاعلة في محاربة الأميركان وأعوانهم، لكننا على أرض الواقع نجد العكس وأن هذه الفصائل لا نجدها سوى على شاشات الانترنت أو على الورق، ما الخطر الذي تشكله هذه الفصائل، التي تحاول سرقة ثمرة الجهاد، على مسيرة الجهاد في بلاد الرافدين من وجهة نظر الملا كريكار !؟ الشيخ كريكار: بما أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، ومن يمارسه هو الشهم الشجعان، مقبول عند الرحمن، مَعلَم بين الخلان، لذا يتمنى كل مسلم أن يحسب واحدا من المجاهدين.. والمجاهدون الصادقون لا يبالون كثيرا بوجود من قلَّت همّته وكثرت ثرثرته عن كره وفره، لأنهم يعتقدون أن صف الجهاد كاف بتصفية النيات والسلوك.. قد يملأ الدنيا إعلامي زار بعض الخنادق الخلفية في جبهة جماعة جهادية ما، وأخذ ألف صورة.. فهذا لا شك أقدر على الظهور في صفحات الانترنت ممن رابطوا و جاهدوا وواجهوا. وقيادة الجماعات المؤثرة لا ينبغي أن تلتفت إلى هذه الظاهرة كثيرا،لأن قيادة الصفوف الأمامية أستاذية تفرض مسؤولية التوجيه والتنشئة.. ولا خوف مطلقا من سرقة التاريخ من القاعدة أو الأنصار أو أقرانهما.. - يحاول الشيعة الروافض إدعاء المقاومة والوقوف بوجه المحتل، سواء سياسياً أو عسكرياً، ويتعاطف معهم في هذه الطرح بعض من الفصائل والجهات المحسوبة على أهل السنة، وهم بذلك يمنحون صك البراءة للعملاء وكلاب المحتل، بل ويمنحونهم شرف الدفاع عن أرض الإسلام وهم من باعها.. موقف هؤلاء الداعمين للطرح الشيعي الرافضي من باب، الأخوة، ووحدة الدين، والطرح الوطني، وغيرها من الترهات، بمَ تصفونه؟! الشيخ كريكار: تاريخ ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق لم يسجل لعموم الشيعة والأكراد إلا توفير الدعم للاحتلال وقواته العسكرية و مشاريعه الاستعمارية، وهذا لم يمنع ظهور من يرفض الاحتلال ومشاريعه بين الشيعة والأكراد.. أما قبول الطروحات الشيعية أو دعمها من باب وحدة الدين والأخوة، فاعتقد إن في الموقف ضعفا واستكانة، وتساهلا في شروط التوثيق والتضعيف. فقد جربنا خلال الأعوام الثلاثين المنصرمة كل ألوان التعامل السياسي والعسكري مع الشيعة الإيرانيين والعراقيين بفصائلهم المتعددة، فلم نجد منهم صدقا ولا وفاء ولا انفتاحا جديا.. - محاولات التقريب في وجهات النظر بين الفصائل والحركات الجهادية في الساحة العراقية باءت جميعها بالفشل لاختلاف منهجية وعقيدة كل فصيل وحركة جهادية عن الآخر.. في ظل هذا الظرف العصيب الذي يصعب فيه التوحد، ما الحل الأنجع الذي يراه الملا كريكار للخروج من أزمة تشتت الفصائل الجهادية؟! الشيخ كريكار: كثرة الجماعات الجهادية وظهور الاختلافات الأولية في بداية الجهاد ومقاومة الاحتلال في العراق كان أمرا شبه طبيعي، لأن المنطقة السنية عانت القهر والكبت كبقية مناطق العراق، لكن ممارسة العدوان البعثي لم تكن عليهم مثلما كانت على الشيعة والأكراد.. الشيعة والأكراد شكلوا لأنفسهم أحزاباً وجماعات و فتحوا جبهات المقاومة المسلحة ونظموا أنصارهم وأنشاؤا مؤسسات حزبية، وعلاقاتهم الدبلوماسية الخارجية وفرت لهم أنواعا من الدعم .. كل ذلك وفر لقادتهم ومؤسساتهم الإستراتيجية الأمان والجو الهادئ للتفرغ للتخطيط المناسب ودراسة طرق التنفيذ.. بعكس المنطقة السنية العربية.. لم يخرج إلا قيادات الإخوان المسلمين.. وكان ذلك بعلم السلطة ، حيث خرجوا بصفة رسمية، وكانوا يجددون جوازات سفرهم في السفارات العراقية بدون أية مشكلة، وهؤلاء ما أقدموا يوما على عقد مؤتمر في الخارج ولو لتنظيمهم الإخواني، ولو في لندن حيث سكن قادة منهم.. أما قيادات التيار السلفي الجهادي فكانوا تحت القهر، وفي الداخل، ولم يستطيعوا أن يجتمعوا ويتبادلوا وجهات النظر ويلاقحوا الآراء ويدونوا المنهج والرؤية وكيفية التنشئة الجماعية، واحتمالات الأحداث والمواقف المطلوبة لكل حالة.. عندما جاء الاحتلال استعد التيار بكل إمكانياتها خارج إطار الحكومة وجيشها الرسمي وميليشياته الشعبية والحزبية.. ولم يكونوا يتصورون ـ مثل غيرهم ـ سقوط الحكم وانهيار الدولة بهذه السرعة التي أربكا الجميع وهم في المقدمة.. فكان كل همهم تشكيل مفارز المواجهة.. هذا في رأي مبرر ينظر إليه لظهور أكثر من ثلاثين جماعة جهادية سنية في هذه المنطقة الصغيرة نسبيا.. ولكن الأمر ـ في نظري الضعيف المخلص ـ ما كان مقبولا بعد مرور ثلاث سنوات وظهور القيادات السياسية و الميدانية لأغلب الجماعات.. وبعد مرور خمس سنوات أو أكثر لم تعد كثرة الأسماء مرضية ولا كثرة الجبهات مقبولة.. وها نحن نتدخل السنة العاشرة للاحتلال والجماعات الجهادية العراقية ـ وهم مفخرة الأمة ـ مازالت بآرائها المختلفة وتوجهاتها المتباينة، في الوقت الذي ترون أنها مطالبة بخطاب سياسي أسمى مما طرح وأغنى مما يتغنى به القوم.. أرى والله اعلم تشكيل هيئة قيادية من ممثلي كل فصيلة من الفصائل الجهادية لتكتب ورقة عمل تتضمن القواسم المشتركة وغير المشتركة لأمر العراق، من كيفية طرد المحتل، وتشكيل حكومة مركزية وطرح نظام الولايات الإسلامية بدلا من الفدرالية على مناطق مكونات العراق الثلاث، وتحديد صلاحيات الحكومات المحلية، ومشاركة الجميع حسب نسبهم في تشكيل الحكومة المركزية كنظام باكستان وأقاليمها الخمسة.. ولا أشك أن اغلب الجماعات قد كتبت رؤيتها والسعي المطلوب هو جمعها وتحديد المتفق عليها والمختلف فيها، وبيعة أمير تكون إمارته دورية بين أمراء الفصائل ويبدأ العمل الموحد، و يبارك فيه الله عز وجل.. - لا يختلف اثنان على حرمة دم الأبرياء، فهدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دم مسلم برئ، ولكن هناك البعض من الفصائل تضع عصمة للدم العراقي بشكل عام، بغض النظر عن انتسابه إلى مرتدي الشرطة، أو عناصر الجيش الحكومي الصفوي، أو أن كان من خونة الصحوات، والذين يشكلون درع المحتل الواقي والمُثبت لأركان الاحتلال.. مصطلح (حرمة الدم العراقي) الذي تنادي به بعض الفصائل هل ترونه جائزاً من الناحية الشرعية، وما حكمه في ظل هذه الظروف؟! الشيخ كريكار: الدول أو الدار لها تأثير في تنفيذ بعض الأحكام، وحرمة الدم تعتمد على الموقف من الإيمان والأمان لا على الانتماء إلى البلدان.. جواز القتال وعدمه لا يكونان إلا بحكم شرعي الذي يعتمد على أدلة شرعية واضحة.. المسلم السوري والنيجيري والاندونيسي على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه.. - بعض الفصائل ترى أنه من الحكمة المشاركة في العملية السياسية حتى لو كانت بطريقة (من تحت العباءة)، والبعض بالفعل عمل بهذا الرأي، رغم التعتيم الإعلامي من قبل تلك الفصائل.. كيف ينظر الملا كريكار إلى المشاركة في العملية السياسية التي جاء بها المحتل أي كانت الذرائع والأسباب والحجج، وسواء أكانت سرية أم علنية؟! الشيخ كريكار: هذه الاختلافات في الرؤى تأتي بسبب النظر إلى الاحتلال وقوته وقدرة بقائه وقوة المجاهدين في دفعه.. لو اتفقنا جميعا على بطلان الاحتلال ووجوب طرده وضرورة العمل مجتمعين على إفشال مخططاته، على أن تكون الأولوية للعمل الجهادي لجاز في رأيي تشكيل جناح سياسي وواجهة دبلوماسية تحت إشراف قيادة المجاهدين يتوليان الضغط سياسيا على الاحتلال مثلما لدينا مؤسسات الرصد والمتابعة والإعلام والتنظيم وغيرها، ليكن الجناح السياسي الذي يتولى الإشراف على ملف التحاور والتفاوض، على أن تتركز جهود الكل على تقوية المواجهة العسكرية باعتبارها المحور الفاعل، كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي) فالرمي إشارة إلى قوة القتال باعتبارها الأصل في هذه النازلة، وبقية القوى كقوة المخابرات، والاستثمار، والتنظيم، والإعلام في خدمة الرمي وكذلك الدبلوماسية هذه.. وفي هذه الحالة ما المانع أن يجلس وفد المجاهدين أو ممثلوهم علنا مع الاحتلال لإبلاغهم شروط المجاهدين.. أصل الاجتماع بالكفار المحاربين للاتفاق معهم ليس حراما، الحرام هو إقرار احتلالهم أو السكوت على مشاريعهم الاستعمارية.. كم من وفود لأهل الإسلام حاورت واتفقت عبر التاريخ مع قوى كافرة محاربة، سواء في ميادين القتال أو عبر الوفود؟! ألم يجتمع قادة الأفغان في 1989 في الطائف بوفد الحكومة السوفياتية بأمل الاتفاق على بعض النقاط التي كانت كل طرف يراها من صالحه؟! ولكن المشكلة في الحالة العراقية هي عدم الاتفاق على (ميثاق) مشترك، يلتزم به الجميع.. ولذلك لا أحد يستطيع إجبار طرف على موقف معين.. ما تراه استسلاما يراه غيرك تحقيق مكاسب، ما تراه خيانة يراه غيرك زلة من الممكن تجاوزها! - بعض الفصائل والجماعات الجهادية كأنصار الإسلام وجيش المجاهدين، فضحت ما يجري في الغرف المغلقة خلف الأبواب الموصدة بخصوص تواطؤ عدد من الفصائل وعدد من الأشخاص المحسوبين على الخط الجهادي، سواء مع المحتل أو مع الحكومة الصفوية، من خلال العمل على تقويض العمل الجهادي أو عن طريق شق صف أهل الجهاد، أو عبر تشويه صورة فصائل وجماعات أخرى.. باعتباركم أصحاب خبرة في الساحة الجهادية، وخصوصاً العراقية منها، كيف ترون هذا الأمر؟ الشيخ كريكار: السؤال بنفس مضمون السؤال السابق والله اعلم.. فجوابه هوهو.. - هل من حق قيادات الفصائل ومجالس الشورى تنحية أمير الجماعة.. ومتى يحق لها القيام بذلك؟! الشيخ كريكار: هذا يعتمد على شروط بيعتهم لأميرهم، إن كانت تتضمن حق تغيره من قبل قيادات الفصائل أو مجالس الشورى فهو من حقهم.. قد يخرج الأمير عن شروطه فيستوجب التذكير، ثم المحاسبة، ثم الإنذار، ثم العزل.. أما أن لم تكن هناك شروط فلا أرى لهم حقا في تغير أميرهم.. فأميرهم أعلمهم، وأهو أصدقهم، وأكثرهم استيعابا لجبهات الصراع وخفاياه، وأكثرهم تعرضا للضغوط.. الأمير ينظر إلى أمر الجهاد وواقعه وجماعته وواقعها كمن ينظر إلى شكل مخروطي أو هرمي من قمته، فهو يرى ما لا يرون، ويخطط لما لا يستوعبون.. وتصله أحيانا معلومات خاصة مما لا تصل إليهم، حتى لو صاروا أمراء.. وقد يكون الأمير معروفا في أوساط الأمة فعزله يحدث ـ في الجماعات غير المنضبطة كلياً ـ بلبلة في صف المجاهدين وربما انشقاقاً إذا أصدر بيانات تحريضية تتضمن مظلوميته.. - خروجك على وسائل الإعلام في هذا التوقيت، وظهورك بشكل علني، وكشفك لبعض التفاصيل الخاصة بالمسيرة الجهادية، وإبداء رأيك الصريح في الحركات والجماعات الجهادية التي تختلف معها عدّه البعض ضربة موجعة للجهاد والمجاهدين، وهو يؤكد مقولة أن المجاهد حينما (يتقاعد) يصبح أشد خطورة على الجهاد من أعداء الجهاد؟! الشيخ كريكار: لم أتكلم على أية جماعة جهادية إلا بخير.. لم أرد ولو بكلمة على من أعلنوا علي عدواناً وحاولوا تشويه صورتي ولا قطعت عنهم المساعدات التي كنت أوصلها إليهم وإلى الآن، ولو تكلمت لجففت منابعهم التنظيمية قبل المالية.. أنا لا أفعل شيئا فيه إضعاف للمجاهدين أبداً، لأن ذلك يقوي الاحتلال، وهذا حرام لا ينبغي أن نرتكبه مناصرة للنفس أو دفاعا عن وجهة نظر، وأتحدى أن يأتي أحد بشيء قلته أو فعلته أو مارسته وفيه تضعيف لمجاهد في إحدى الساحات الجهادية النائية فكيف بمن يقاتل الاحتلال في أفغانستان والعراق؟! ثم من قال أنني تقاعدت؟! فلم استمرار أذية الكفار علي إذن؟! ولماذا تزداد ولا تخفف وها أنا أكمل السنة التاسعة وأنا رهين بيتي بدون أبسط حقوق لكائن حي! حق الإقامة، والعمل، حق التملك والسفر، حق الترابط الاجتماعي، وقد كنت إمام مسجد في أوسلو.. وأين حقي في السلامة الصحية التي تجبر القوانين الأوربية دولها لتجعلها مجانية وإجبارية لكل من بلغ من العمر خمسين عاما، وأنا لي خمس وخمسون عاماً.. ومع ما أنا فيه بفضل الله عز وجل فتحت على الانترنت معهداً شرعيا يدرس فيه حوالي مئة وخمسون (150) طالبا هم في الامتحانات النهائية الآن، وقد درسوا العقيدة، والتجويد والتفسير والسيرة والأحاديث والفقه والحاكمية والتزكية والآداب والفكر السياسي والدعوة وغيرها.. وطبعت بفضل الله، عز وجل، أكثر من ثلاثين ألف نسخة من الكتب ووزعتها مع إخواننا في كل أوربا، إضافة إلى إلقاء أكثر من ألف محاضرة عبر غرف البالتوك، وأعطيت جواب سبعة آلاف سؤال شرعي، وألفت خلال هذه الفترة وأنا داخل بيتي أكثر من عشرين كتاباً منها كتاباً موسوعياً عن الصلاة بثلاثة آلاف صفحة.. إضافة إلى تحقيق آلاف الأحاديث.. فأنا بفضل الله، عز وجل، لم أتقاعد، ولم أتكلم على المجاهدين بكلمة فيها تضعيف لهم والحمد لله، وسنظل نؤيد الجهاد والمجاهدين علنا حتى تعود إلينا خلافتنا رقماً صعباً في المعادلة الدولية.. إن شاء الله تعالى.. - ردة شيخ شريف أحمد، وتقاعد الملا كريكار، وشهادة الشيخ أسامة بن لادن.. معادلة غريبة للواقع الجهادي اليوم.. كيف تنظر إلى هذه المعادلة؟ الشيخ كريكار: هذه الثلاثة لا تشكل أية معادلة.. فموقف الشيخ شريف لم يتضرر منه إلا نفسه.. موقف تطهرت بسببه صفوف المجاهدين من أهل الدنيا والمتخاذلين والمثبطين، فزادت الصفوف عددا وعدة.. وبرزت قيادات على مستوى عال من الرزانة والشجاعة، والدراية والرؤية الواضحة لصراع الأمة، وفهم لأهمية جبهتي الصومال واليمن.. والإقامة الجبرية التي علي يجب أن نفهمها فضلا لله، عز وجل، علي وعلى من حولي من الشباب الأكراد في أوربا.. لأن المخطط الأمريكي كان تسليمي إلى مصر، فلما لم يستطيعوا وبعدما سلمتني إيران إلى هولندا خططوا لتسليمي إلى الأردن، فلما لم يوفقوا رتبوا لي أكثر من أربعين تهمة في النرويج وسلموني سجينا إليها وقد قدمت إلى تحقيقات واستجوابات المحاكم لأكثر من ستمائة ساعة، وقد حققت معي عشر مخابرات دولية منها أمريكية وهولندية وايطالية وألمانية ونرويجية وغيرها، وقد صرفت النرويج في هذه اللعبة الشيطانية خمسة ملايين دولار! والهدف منها كان إثبات تهمة والحكم علي بعشر سنوات سجن كي لا استطيع التواصل مع ساحات الجهاد والعراق خاصة.. فلما لم يستطيعوا، حاول المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي) مرتين اختطافي لكنها فشلت بفضل الله، عز وجل، ثم خططوا لاختطافي من قبل قوة عسكرية بحرية أمريكية، ثم أوقفوا العمل به لخطورة الأمر على علاقتهم بالنرويج.. لما فشلوا في كل ذلك، جاءت مجموعة كردية مستأجرة إلى بيتي في أوسلو أطلقوا علينا الرصاص ليلا وقد نجوت ولكن صهري أصيب.. إذن كان المخطط أن أكون في غوانتانامو وقد قدر الله، عز وجل، أن أكون في وضع آخر باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب.. وليس لي هم إلا بعدي عن الإخوان كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في سجنه في قلعة دمشق.. والحمد لله رب العالمين.. أما استشهاد الشيخ الكريم لم يكن غير متوقع أبدا، لو تمكن الأمريكان من اغتياله في السنين الثلاث الأولى بعد أحداث سبتمبر2001 لكان الوقع أشد إيلاما، ولكن استمرار ظهوره أو ظهور صورته أو صوته كان لا شك على أعداء أمتنا جمعاء حربا نفسية دامية، ولنا روح معنوية.. مضى الشيخ رحمه الله وقد اصطف بكل جدارة واقتدار في ذاكرة الأمة عند طارق بن الزياد وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح الذين أجبروا الغرب على نكوص الرؤوس أمام أمتنا فشعوبهم.. كتبت مقالة عن أوحد زمانه الشيخ المفقود، سأرسلها إليكم إن شاء الله أيضا مع أجوبتي هذه.. هناك تجدون جواب السؤال هذا.. إن شاء الله. - ما الذي يمنع الملا كريكار من العودة إلى سوح الجهاد الميداني الذي هو أحوج ما يكون إليه اليوم، خصوصاً بعدما تمايزت الصفوف، وظهر أين هو الحق، ومع من هو؟! الشيخ كريكار: الموانع كثيرة، أولها الانهزام النفسي الذي أصاب في ديارنا قومنا عموما ونخبتنا الإسلامية المثقفة خصوصاً.. هذا الذي ما كان ينبغي ظهوره بعدما تخطينا مراحل متقدمة في الدعوة الجهاد.. ومن الموانع خلو ساحتنا من قادة المجاهدين وكوادرهم الوسطى، لأن أغلب هؤلاء الأخيار هاجروا إلى المثلث السني ليشكلوا رأس رمح بوجه الاحتلال، فخلت ساحتنا.. وعندما طلبنا منهم العودة ببعض القيادات والشباب المتدربين إلى كردستان، قالوا أصبحت مواقعنا في المثلث السني في أهمية إستراتيجية ليس من السهل تركها، لابـد من الصبر حتى ينسحب الاحتلال.. فعدم وجود منطقة محررة، أو مجموعة مجاهدة يجعل عودتي بلا فائدة حقيقية.. عودتي بجواز رسمي معقد للغاية، لوجود اسمي على قائمة الإرهاب.. و عن طريق غير الرسمي (طرق التهريب) أكثر صعوبة.. لبعد المسافة بين النرويج و كردستان .. وهي مليئة بالمخاطر، أقلها احتمال الاعتقال في بلد ما، وتسليمي إلى الأردن فهذا يعني بقائي في سجونهم حيث حكموا علي، أخزاهم الله، خمس عشرة سنة بتهمة بيع الهيروين في بلادهم.. علما أنني لا رأيت الهيروين في عمري ولا رأيت الأردن!! - لماذا لم يفكر الملا كريكار في تأسيس فصيل جهادي أو جماعة جهادية بالاعتماد على تاريخه الطويل في العمل الجهادي وخبرته بميادين الجهاد؟! الشيخ كريكار: أرضية الجهاد في كردستان ما زالت مهيأة نسبيا، ولكن وسائله ضعفت.. لان انتقال كل القيادات الميدانية بخبراتهم المتراكمة إلى المثلث السني أفرغ منطقتنا حتى من الخبرات الأولية.. وقد رأى بعض إخواننا خطورة ذلك، ورأى آخرون ضرورة فتح جبهة أخرى في كردستان بعيدة وواسعة ضد الاحتلال، لكن الأغلبية من القيادات والكوادر الميدانية رأت أن مواجهة الاحتلال وإيقاف زحفه العدواني وإفشال مشاريعه في بغداد أهم من الناحية الإستراتيجية من فتح جبهة أخرى بعيدة، إضافة إلى الاجتهاد الشرعي الذي رأى ضرب الاحتلال في المثلث السني بمجاهدين أكراد ممارسين لأنواع القتال مقدم على فتح جبهة في كردستان لمقاتلة الحكومة الإقليمية الموالية كليا للاحتلال.. وإنشاء العمل الجهادي ثانية في المنطقة يحتاج أولاً إلى نية وعمل جماعي نوعي (إمارة ونخبة تنظيمية وجماهير واعية) من الذين يقفون على أرضية عقائدية واضحة، ولديهم التزام شرعي صارم، واستعداد نفسي ويقين، وعهد صادق مع الله.. مع الإعداد المستطاع من الرجال والسلاح والمال، مع الفهم الدقيق لقوى الصراع في المنطقة.. هذه كلها أركان للعمل الجهادي وكل واحدة أهم من التاريخ الجهادي الطويل وخبرة الميادين المختلفة التي ترونهما ـ من حسن ظنكم ـ في.. - في ظل تهاوي أنظمة الظلم والحكم والاستبداد في البلاد الإسلامية، سواء تلك التي اُسقطت أو التي في طريقها إلى الزوال والأفول، اتخذت بعض الفصائل والجماعات الجهادية مواقف داعمة لهذه الثورات، في حين أن البعض الآخر رأى فيها استبدال أنظمة دكتاتورية بأخرى علمانية، ترفض حتى الاعتراف بالشريعة الإسلامية كدستور للمسلمين، في الوقت الذي اتخذت فيه بعض الفصائل موقف الحياد والاستقلالية من هذه المظاهرات مكتفية بالنصح والإرشاد.. في ظل هذا الوضع، ما المفترض من الجماعات والحركات الجهادية القيام به، وما المطلوب منها لتحاشي ما كانت تمر به الأمة سابقاً بسبب هذه الأنظمة التي كان يقودها حكام الجور والظلم والفساد؟! الشيخ كريكار: ينبغي أن نفهم عميقا أن ما نخوضه الآن بجماعاتنا ضد العدوان الغربي هو صراع حضاري متعدد الأبعاد، البارز المسيطر فيه هو حربهم التكنولوجية، وتشعباتهم المخابراتية، وفرض القانون الدولي، ومنه ما يسمى بالحرب على الإرهاب وسيطرتهم على حكام بلداننا، وعن طريقهم نهب خيراتنا وقوت أجيالنا المقبلة.. ثم الغزو الفكري، وفرض أسس التعليم الحديثة، وعشرات أبعاد أخرى.. لذلك ترى إن اشتراك الأمة في هذا الصراع ضرورة ثورية، ضرورية لتوظيف الطاقات المهمشة من جانب، ومن جانب آخر لتحمل الأمة ثقل الصراع عن نخبتها.. ألا ترى شعور النخبة المسلمة (فكريين و سياسيين و جهاديين) منذ قرن أن أبعاد الصراع ميادين مبارزة حضارية، فرضت علينا فرضا.. فانشغل المنظر الفكري المسلم بردوده على شبهات العصر التي أتت بها القوى الاستعمارية وأتباعها إلى أمتنا وأنشأت لها الجامعات ومراكز التنشئة والتوجيه وبالتالي أنشأت جيلين أو ثلاثة ليتولوا لها زمام الأمور في بلاد المسلمين.. وانشغل السياسيون بتدوين الخطاب السياسي الإسلامي من جديد وبلغة العصر، كتبوا عن كيفية إدارة الدولة و المجتمع، وحقوق الإنسان في نظر الإسلام، وشروط التعددية، وأسس العلاقات الخارجية وغيرها.. وانشغل الجهادي بجبهات القتال، بالتعرف على واقع الأمة وحجم العدوان، تمركز الاستعمار الجديد وتشتته، نقاط قوته وضعفه، وكيفية مواجهته.. فما يجري اليوم في ساحات التحرير هو الشعور المتراكم عند أجيال الأمة بظلم الغرب الطاغي، إحساس مرهف بلا أبالية الغرب بإنسانيتنا وكرامتنا وجمعنا الذي يربو على مليار ونصف وليس لنا أبسط رقم في المعادلات الدولية.. إن ما يجري في ساحات التحرير هو ـ رغم سلميتها ـ من ساحات المواجهة العسكرية لأن المقصود منها ثورة على السلطات العلمانية الفاشلة التي تمثل لويس الرابع عشر وباستيله، ثورات شعوبنا تسقط رموز الغرب وأحجار لعبته القذرة.. وهذا هو الفارق الكبير لثورتنا والثورة الفرنسية.. هناك كانت الثورة ضد السلطة والدين.. وهنا للإسلام حضوره مع أمته، وأمته تتحرك به وله.. هنا الإسلام الذي وجه وأنشأ يقود الصراع في كل أبعاده و ميادينه.. لذلك يجب أن نؤيد هذه الثورات ونشجع غير مسلحينا بالاشتراك فيها.. أما أن نعتقد أن هذه الثورات ستأتي لنا بالإسلام إيماناً وهجرة وجهادا، وإيواء ونصرة ومن ثم دار إسلام و سيادة الشرع فهذا وهم .. وهم ناتج عن قهر الإذلال الغربي وإطالة زمن هواننا بعد تركنا الجهاد.. لا ينبغي أن نتصور أن الشباب المجتمعين في ساحات التحرير سيأتون لنا بالمشروع الإسلامي حاكما.. لا، هذا بعيد المنال نسبيا في الوقت الحاضر، لكنهم بكل تأكيد سيدفعون مشروع خلافتنا الثانية مرحلة أخرى إلى الأمام.. جبهتهم في استنهاض الأمة جبهة جديدة، حراستها والحرص على اتجاهها الصحيح وتوجيهها وتحذيرها من الاحتواء والتحريف مسؤوليتنا جميعا.. أن خوفنا من مجيء حكام آخرين هم على شاكلة من مضوا وان كان ظاهره في محله، ولكن قراءة المرحلة بتأني تقلل المخاوف هذه، لأن الشعوب لم تعد كما كانت، وان الوعي بالذات تأصل في العقل الباطن الجمعي للأجيال، وثورة المعلومات والتواصل التقني أزاح جدران الأنظمة التوليتارية.. عموم التغيرات هي من صالح الإسلام بكل تأكيد، لذلك ترى الغرب يحاول أن يجعل من نفسه مالكا موجها!! وإن لم يستطيعوا فالاحتواء، وإلا إفشالها.. - ألا ترون أن هناك انفصالاً تاماً مع إخواننا السُّنة الأكراد، حتى استولى عليهم العَلْمانيون ولم نعد نسمع لهم صوتاً؟! أين الخلل برأيكم، ومن هو المسؤول عن ارتماء أبناء الشعب الكردي في أحضان الأحزاب العلمانية التي تتبع لإسرائيل، وتعلن معاداتها للإسلام جهراً؟! الشيخ كريكار: نعم هناك فصل تام بين الأكراد والسُنة العرب أو التركمان.. وانقطاع كلي مع الأسف.. وهو من نقاط الضعف التي ابتلينا بها منذ أوائل عملنا الحركي، كما هو الحال عند لخواننا من السنة العرب، أو من إخواننا التركمان اليوم، وهو من نقاط القوة لأعدائنا وخصومنا، وهو ثمرة من ثمرات العمل السياسي المبرمج لعلمانيي الأكراد وحلفائهم.. من الخطط المؤثرة في الصراع أن تكون لك علاقات و اتفاقيات تقوي جبهتك، وبالمقابل تخطط لفك ارتباط حلفاء خصمك لتشتت جبهتهم، لتنفرد بكل واحد منهم متى شئت.. الصلة التي بيننا وبين المجتمع العربي السني العراقي كصلتنا بالأفغاني أو صلتهم بالصومالي.. صلة عقائدية وتأييد عاطفي، وأمنيات لهم بالنصر، لا غير.. حتى إخواننا الذين ذهبوا إلى المثلث السني وقاتلوا وقتلوا هناك لم يتركوا أثرا نلمسه في تصحيح رؤية أو حساب شيء.. عتابنا على إخواننا العرب العراقيين هو إهمال إخوتنا وترك مناصرتنا يوم قمنا بجهادنا المبارك ضد البعثيين العرب والماركسيين الأكراد، يوم كنا بحاجة إلى نصح ودرهم وكتاب.. يوم كنا نواجه الأسلحة الكيماوية وقد أبيدت أكثر من أربعة آلاف قرية من قرانا وأبيدت 184 ألف كردي معصوم الدم عام 1988، لم نجد من يبكي قتلانا في حلبجة وقد أبيدوا بالغازات الكيماوية التي رشت عليهم من الجو! حتى عندما اشتد في 1992 عودنا وصارت لنا في كل قرية وقصبة اللجان الشرعية ليتحاكم إليها الناس بدلا من المحاكم الكفرية، وصارت لنا مدرسة عسكرية تخرج أمراء الكتائب ضباطا، وصارت لنا محطة تلفزيون، وصرنا القوة الثالثة بعد جماعتي البارزاني والطالباني بلا منازع، لم نر عالما عراقيا، أو سياسيا أو موسرا يلتفت إلينا.. في الوقت الذي كان الإيرانيون يخططون و يعملون.. وهاهم الآن يحصدون ثمرة جهد بذلوه ثلاثين عاما.. فأنت لا ترى في كل كردستان جريدة أو مجلة تنشر مقالة ضد الشيعة بسبب سلطة إيران العلنية وسطوة مخابراته السرية!! أما سيطرة العلمانيين على كردستان والأكراد كليا، بديهية لا يجادل فيها إلا جاهل.. العلمانيون أنشئوا وقادوا حركة التحرر الكردية منذ 1905، لكنهم لوجود الزعماء الدينيين الكبار لم يظهروا دعواتهم الكفرية إلا بعد خمسين عاما.. فخمسين سنة الأولى عملوا في الخفاء دؤوبين لتنشئة الكوادر القيادية اللا دينية، وساندهم منذ 1919 السلطة العسكرية البريطانية الحاكمة في السليمانية، مثلما تساندهم اليوم منظمات الاحتلال المدنية.. ودأبت العلمانية الكردية في السنين الخمسين الثانية على التنشئة اللا دينية علناً.. لذلك صارت لهم آلاف من الكوادر الفكرية والسياسية والقانونية والاقتصادية والإدارية.. وآلافا ممن يوجه المجتمع المدني من إعلاميين وتعليميين وحقوقيين وغيرها.. العلمانية في بلادنا حديثو عهد بالسلطة، فهم مازالوا في سكرتهم الأولى بها، لكنهم معبئون ضد الإسلام حقودون.. لذلك ترى كل مؤسسة من مؤسسات السلطة الحاكمة في كردستان حتى وزارة الأوقاف وتعليماتها تعادي الإسلام عقيدة وشرعا، فكرا وقيما، مسجدا وانتماءا.. وصلتهم بإسرائيل ليست قابلة للنفي، وأن كان وجودها لم يعد عاراً سياسياً لا في فلسطين ومصر ولا في الأردن أو العراق.. فلِم يخجل عنه طالباني أو بارزاني؟! - برأيكم هل تعد الثورات الشعبية والجماهيرية بديلاً عن سلاح المجاهدين؟! الشيخ كريكار: لا ، أبـداً.. الثورات الشعبية ميدان مبارزة ووسيلة مناصرة لهوية المجتمع وانتمائه الحضاري.. وهي تشارك الأمة في رد العدوان الغربي بإزاحة أحجاره على رقعة الشطرنج.. أما الجهاد وهو الوسيلة الأسرع أثراً، والأنجع والأقرب جدوى، فهو ميدان آخر ووسيلة أخرى في مواجهة العدوان.. ولا ينبغي أن نكون سذجا إلى درجة نعتقد أن الثورات هذه ستأتي بالتغير المنشود.. فهل الثورة التونسية والثورة المصرية كالثورة الإيرانية؟! كلا .. أن الثورة الإيرانية كانت ثورة بكل ما للكلمة من معنى سياسي.. قيادة حازمة، ونخبة موجهة، وجمهور مليونية يضحي بكل غال ونفيس.. ثم وضوح الهدف والمسار.. أما الثورة المصرية فهي تحت حكم العسكر منذ اليوم الثالث لها ثم العسكر ومن يحكمونه كلهم تحت عطايا كامب ديفيد رغم أنفهم.. - الحراك الشعبي والجماهيري في محافظات الشمال العراقي الثلاثة، اربيل والسليمانية ودهوك، هل ترى فيه من جدوى في ظل القبضة الأمنية الشديدة لمرتزقة الحزبين الكرديين، وبماذا تنصح أبناء الشعب الكردي المسلم في هذا الوقت بالتحديد؟! الشيخ كريكار: نعم فيه جدوى.. أقلها إزالة عقدة الخوف لدى الكثيرين، وجرأة انتقاد الطاغوتين، وكشف جرائمهم وفسادهم السياسي والقانوني والإداري والمالي والأخلاقي.. رغم أن فرص النجاح أمام المتظاهرين كانت قليلة، لأن المنطقة ليست تابعة لدولة ما كي تكون تحت سيطرة قانون وحكومة مركزية، بل تحكم من قبل حزبين لهما 190 ألف ميليشيا مسلح في عشر مؤسسة عسكرية و150 ألفا من أفراد الأجهزة الأمنية الثمانية التي تحت تصرفهم.. بالإضافة إلى مسلحي الحزب ومنظماته "المدنية"! وبالإضافة إلى وجود الهيئة التشريعية والتنفيذية والقضائية والسيل العرمرم من الإعلام الحزبي.. ذكر في تقارير نوقشت في البرلمان أن الراتب الشهري الذي يحصل عليه قادة الحزبين الحاكمين من ميزانية الحكومة الإقليمية 75 مليون دولار شهريا!! قادة حزب، ويحصلون على رواتب من ميزانية الحكومة!! وهو بهذا الحجم المهول.. هذا عدا ما يحصلون عليه من أرباح مؤسساتهم ورشاوى تدفع اليهم بالملايين.. ونصحي للشباب المسلم في ديارنا وغيره الصدق مع الله أولا ثم الاهتمام بالعلم الشرعي معمقا وليس سطحيا ارتجاليا، وكذلك فهم الصراع الحضاري بتوسعه على ضوء دعوة الأنبياء الكرام على نبينا وعليهم الصلاة و السلام.. ثم العمل الجماعي المبرمج والصبر على معوقات الطريق.. - يُكثر الاحتلال من الحديث المتناقض عن مدة بقائه في العراق، فتارة يقول أن مدة بقائه طويلة،وتارة أخرى يقول قصيرة.. كيف تقيمون معنويات العدو، وهذا التخبط، وما رؤيتكم للوضع العام في العراق سياسياً وأمنياً ؟! الشيخ كريكار: لم يأت الاحتلال إلى العراق ليخرج اختيارا بعد سنوات.. بل جاءوا ليبقوا، ولكن ضربات الشرفاء جعلت بفضل الله وقوته حساباتهم أصفارا.. قال بيل كلنتون دخلت قواتنا البوسنة لمدة عام، وها هو العام العاشر ونحن في البوسنة ولا يتحدث أحد عن عودة جنودنا.. ولكن كل أعضاء الناتو يتحدثون عن سحب جنودهم في أفغانستان والعراق.. ألم تُعرض ليبيا بنفطها وخيراتها على أمريكا وأوربا فَلَم تتجرأ أية دولة إرسال مشاتها؟! لِمَ لم تتجرأ؟! أليس بسبب ما ذاقوه في أفغانستان الاُسود وعراق الأحرار؟! الاحتلال الأمريكي فشل في العراق كليا: فلا استطاع أن يشكل شرق أوسطه الكبير ولا نشر ديمقراطيته، ولا استطاع أن يسرق خيرات العراق أكثر مما صرفها على حربه، ولا هو نظم المناهج الدراسية، ولا أوقف التوجيه الإسلامي في المجتمع.. وأن الجهاد العراقي ـ بارك الله فيه ما أعظمه من مدرسة في زمن الغربة ـ أثبت أن أمة الإسلام ليسوا هنود حمر يستأصلهم المحتل ويتحكم في خيرات ديارهم.. وإنما هي أمة التوحيد والجهاد.. سيخرج المحتل من ديارهم حتى لو بقى مئة عام مثلما بقت الصليبية الحاقدة في قدس ويافا و غيرهما.. · الإعلام الجهادي مرّ بظروف صعبة تماماً كما هو حال الجهاد الميداني، وهو ساحة مهمة من ساحات المواجهة بين الاحتلال ومن والاه من جهة، وأهل الجهاد من جهة أخرى، فهل ترون أن القائمين على هذا الإعلام تمكنوا من تحقيق ما يصبو إليها المسلمون خلال السنوات الماضية، أم إنه لا يزال بعيد عن تحقيق ذلك أمام شدة الإعلام المضاد والمضلل؟! الشيخ كريكار: نعم أنا أعتقد أن الاعلام الجهادي ـ إذا غضينا الطرف قليلا عن امكانياتها المادية ـ كانت في مستوى الحدث الجلل، كانت رائعة جدا، استخدمت بسرعة التكنولوجيا الحديثة، شاركت بجدارة الحرب النفسية، حركت نخوة الشهم، ووظفت طاقات جديدة للقتال.. ألم يعترف رامسفيلد بتفوق اعلام القاعدة على الاعلام الامريكي؟ أليس ذلك مفخرة للإعلام الجهادي؟! بلى والله مفخرة وذخر في الدنيا والآخرة.. ان شاء الله.. . هل هناك سبيل لإعادة دور العشائر في العراق من جديد في مساندة الفصائل الجهادية ؟ الشيخ كريكار: ليس من مصلحة الاسلام العودة الى القبائل وانتماءاتها وصراعاتها وتعصبها الجاهلي.. عودة الناس الى الاعتزاز بقبائلها بعد أن منَّ الله عليهم بالايمان والانتماء الى أمة الاسلام في رأيي هي انتكاسة عقائدية.. نعم ينبغي أن نستفيد في الجهاد من كل طاقة تعرض، ولو كانت من فاسق فسقه على نفسه، ولكن ينبغي أن نكون في أمر العشائر على حذر شديد.. لأن القبائل كالاحزاب الأرضية تفتش عن مصالحها، و تقلباتها خطيرة.. . كيف تقيم الدور الإيراني في المنطقة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص ؟ الشيخ كريكار: ايران تحكم العراق، ايران تمتلك العراق دون أن تدفع ثمنا.. ايران توجه أهل العراق شيعة وسنة، عربا وأكرادا.. ايران تستورد من بلادنا البترول مجانا وتصدر الينا المشروبات الغازية باسعار مضاعفة!! وتطالبنا الدفع بالدولار.. ايران ربحت عبر شركاتها المتعددة في تجارة الاشهر الستة الاولي مع العراق من العام الماضي (2010) أكثر من ستة مليارات دولار.. مليار دولار معدل لكل شهر.. الدور الايراني دور فاطمي ، دور صفوي ، دور استعماري استيطاني.. ولكن ليس لها مستقبل كما ليس للاحتلال مستقبل.. لأنها دولة استكبارية كاذبة.. فشلت في مشروعها السياسي حتى في نشر مذهبه المتقوقع.. انتهى اللقاء مع الشيخ المجاهد ملا كريكار، الذي يرفض القول أنه تقاعد عن الجهاد، فهو يصر على أن جهاده ماضٍ، كمضي فريضته إلى قيام الساعة، وأن كان جهاده اليوم قد أخذ أشكالاً متعددة غير السلاح، إلا أنه لا يزال يحن، ويسعى، ويدعو الله ليعيده إلى سوح الجهاد والوغى، لتعود البندقية رفيقته من جديد، ويعيش معها ثانية رحلة الموت والحياة، رحلة نهايتها نصر مؤزر يُعزّ به الإسلام، أو ختامها مسك وشهادة. للمراسلة : Mrkaz1@live.com البث التجريبي لموقعنا : http://ansarcenter.webs.com/ الخميس 9 حزيران 2011 م الموافق8 رجب 1432 هـ مركز أنصار الإعلام |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مركز, أصيل, أنصار, مؤسس, لقاء, الملا, الاعمال, الإسلام, انصار, جماعة, يقدم/, في, كريكار |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|