سفر الأبناء.. جائز بشروط

[الشافعى الصغير]

 

سفر الأبناء.. جائز بشروط

«للسفر سبع فوائد».. هكذا تقول الحكمة الشهيرة، لكن السفر فى بعض الأحيان قد يكون له سبعة أضرار أو أكثر، إذا ارتبط الأمر بأطفال تقل أعمارهم عن ١٦ سنة، أو حينذاك يكون السفر منفلتا بعيدا عن عين الأسرة وهنا فالخطأ وراد والضرر متوقع بالطبع..
رغبة الأبناء فى الخروج والانطلاق بعيدا عن الجو الأسرى، تنشأ لديهم منذ بداية سنوات المراهقة، لهذا يجب إعداد الأبناء منذ طفولتهم على الاعتماد على النفس.
يقول د. عصام عبدالجواد، أستاذ الصحة النفسية بجامعة القاهرة: «يجتاح الأبناء دوما رغبة فى السفر للفسحة والعمل، أثناء فترة الإجازة الصيفية، لكنها قديما ارتبطت بالأولاد الذكور فقط، دون الفتيات، لكن مع التغير والحراك المجتمعى، أصبحت هناك بعض الفتيات يرغبن فى الانطلاق والسفر بعيداً عن القيود الأسرية.
ورغم أن للسفر فوائد كبيرة، مثل صقل مهارات الفرد، وجعله قادرا على الاعتماد على نفسه، والتعرف على أماكن وأشخاص جدد، واكتساب مهارات وعلاقات جديدة، إلا أن السفر يحتاج إلى توافر صفات محددة فى الأبناء الراغبين فى السفر قبل سن الـ١٦ فيجب ألا يتحرك الطفل إلا ضمن مجموعة من الزملاء مع مدرسته مثلا أو النادى، ويكون هناك مشرف عليه وعلى زملائه،
أما إذا بلغ سن الـ١٦ عاماً، فيمكنه السفر مع مجموعة من زملائه الموثوق بهم، والذين يربط بينهم وبين العائلة معرفة وثيقة، والذهاب إلى مكان محدد يسهل الوصول إليه، مع عدم منح الأبناء مال وفير، بل منحهم مبلغ محدد من المال يكفى قيامهم ببعض الأنشطة الترفيهية لمدة محددة من الوقت ومتابعتهم، على الهاتف بشكل دائم دون التضييق عليهم حتى لا يشعروا بالملل أو الضيق من اهتمام الأهل،
أما بالنسبة للفتيات فعند رغبتهم فى السفر مع صديقاتهن يفضل أن يكون ذلك تحت إشراف أسرى، وأن يكن ضمن مجموعة كبيرة من الفتيات، بإشراف الجامعة مثلاً، ولا يفضل أن يسافرن بمفردهن تماماً، لأن هناك أسساً وتقاليد مجتمعية وأخلاقية لا يجب تخطيها..
لا يمكن أن نمنع الأبناء من الانسياق وراء مظاهر التقدم والتى تنقلها وسائل الإعلام، والتكنولوجيا والإنترنت، ولكن علينا بتسليح أبنائنا كى يكونوا قادرين على مواجهة أى مواقف قد تواجههم، واضعين فى الاعتبار أن كل تجربة إنسانية، يعيشها الفرد السوى، تضيف له خبرات ومعلومات وصفات إنسانية حميدة.

[*زهرة الفردوس*]

جزاكم الله خيرا ونفع بكم