نُكمل حديثنا
لقد بين لنا رسولنا ما تحتاجه الأمة فى جميع شؤنها حتى
قال أبو ذر رضى الله عنه ( ما ترك النَّبى طائراً يقلب جناحيه فى السماء إلا ذكر لنا منه علماً)..
وقال رجل من المُشركين لسلمان الفارسى: علمكم نبيكم حتى الخراة-آداب قضاء الحاجة-
قال: نعم، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار
أو أن نستنجى باليمين أو أن نستنجي برجيع أو عظم ..
النَّبي صلى الله عليه وسلم بين كل الدين إما بقوله وإما بفعله وإما بإقراره
إما ابتداء أو جواباً عن سؤال وأحياناً يبعث الله أعرابياً من أقص البادية
يسأله عن شئ من أمور الدين لا يسأله عنه الصحابة الملازمون لرسول الله
ولهذا كانوا يفرحون أن يأتى أعرابى يسأل النبى صلى الله عليه وسلم عن بعض المسائل...
وقال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم وأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ
لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً} (المائدة:){3}
اعلم أيها المسلم أن كل من ابتدع شريعة فى دين الله ولوبقصد
حسن بدعته ضلالة وتُعتبر طعناً وتكذيباً لله عز وجل فى قوله تعالى
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم}
لا يصح أن يكون هناك بدعة تنقسم إلى ثلاث أو خمسة ..
من كتاب { الإِبدَاعُ فِى كَمَالِ الشّرعِ وَخَطِر الإبتِدَاعِ
للإِمَامَ العَلاَّمَةُ: مُحَمَّد بن صَالِح العُثَيمين}
وللحديث بقية إن شاء الله
ولا تنسونا من صالح الدُعاء
السلام عليكنَّ ورحمة الله
فاصل ونعود!
قال ابن القيم:
دخل الناس النار من ثلاثة أبواب: باب شبهة أورثت شكا في دين الله. وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته. وباب غضب أورث العدوان على خلقه.(الفوائد)
السعيد من اتعظ بغيره
قال مطرف: (( اللهم إني أعوذ بك..أن يكون أحدٌ أسعد بما علمتني مني، وأعوذ بك أن أكون عبرة لغيري)). الزهد للإمام أحمد (1342).
دعوة عظيمة وصفها شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع فتاويه(14/307) بأنَّها ((من أحسن الدعاء)). ومن لم يعمل بعلمه ودعا الناس إليه كانوا أسعد بعلمه منه ، ومن لم يعتبر بحال غيره من المفرطين الذين سبقوه كان لمن بعده عبرة.
علو الهمة
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «إنَّ الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمرٌ تركوه ما قام دينٌ ولا دنيا». حلية الأولياء لأبي نعيم (4/88).
ولذا ينبغي للمرء أن تكون طموحاته عالية وهمته كبيرة مجافيًا للتواني والكسل قوي الثقة بالله في أن يبلغه ما يرجو وخيرًا مما يرجو.
العلم ميزان
بالعلم توزنُ الأمور، ويُعرَفُ الحلالُ والحرامُ، وبه تميَّز الأحكامُ، ويُعرف الحقُّ من الباطل، والهدى من الضَّلال؛ ولهذا كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول كلَّ يوم بعد صلاة الصُّبح: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا صَالِحًا» ، وفي رواية: «مُتَقَبَّلًا» رواه أحمد وغيره.
فبدأ بالعلم النَّافع؛ لأنَّه به يميِّز الإنسانُ بين الرِّزق الطَّيِّب والخبيث، وبين العمل الصَّالح والطَّالح، أمَّا إذا لم يكن مع الإنسان علمٌ نافعٌ؛ فكيف يميِّز بين حلال وحرام، وطيب وخبيث، وصالح وطالح؟!
اليقين
قال سفيان الثوري رحمه الله: « لو أنَّ اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحا وحزنا شوقا إلى الجنة أو خوفا من النار ». حلية الأولياء لأبي نُعيم (7/17).
اليقين روح الأعمال وعمودها ولبها ، ومنزلته من الإيمان منزلة الروح من الجسد رزقنا الله اليقين وجعلنا من أهله بمنّه وكرمه.
أهل القران
قال الفضيل رحمه الله: «إنما نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذ الناس قراءته عملا». أخلاق حملة القرآن للآجري (38).
فأهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه، لا بمجرد إقامة الحروف، ففي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة، وآل عمران»، وهو مفسر لما رواه ابن ماجة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنَّ لله أهلين من الناس ) قالوا يا رسول الله مَن هم ؟ قال (هم أهل القرآن أهل الله وخاصته).