#1
|
|||
|
|||
شرح حديث من لعنه النبي أو دعا عليه أو سبه وليس هو أهلاً لذلك
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2600 | خلاصة حكم المحدث : صحيح شرح الحديث تَحكي عائشَةُ رضِي اللهُ عنها أنَّ رَجُلين دَخَلَا عَلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فكَلَّماه بشَيءٍ لا تَدْري عائشَةُ ما هوَ؛ فأَغضَباه؛ فلَعَنَهما، أي: دَعا عَليهِما بالإبعادِ عنْ رَحمةِ اللهِ؛ وسَبَّهُما، أي: قال لَهما قولًا شَديدًا أو سيِّئًا؛ فلمَّا خَرجَا قالتْ عائشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، مَن أَصاب مِن الخيرِ شيئًا ما أَصابَه هَذانِ، أي: لمَ يُصيبَا الخيرَ، بل حُرِمَا مِنه؛ قال: وما ذاكَ؟ أي: كيفَ عَرفْتِ هَذا؟ قالتْ: لَعنتَهما وسَببْتَهما؛ فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: أَوَ ما عَلمْتِ ما شارَطتُ عليه رَبِّي؟ قُلتُ: اللَّهمَّ إِنَّما أَنا بشرٌ، أي: يَصدُرُ مِنِّي ما يَصدُرُ منَ البَشرِ، فأَغضبُ نادرًا في بَعضِ الأَحيانِ بحُكمِ البَشريَّةِ؛ فأيُّ المسلمينَ لَعنتُه أو سَببتُه وهوَ لا يَستحِقُّ هَذا اللَّعنَ أو هَذا السَّبَّ؛ فاجْعلْه لَه "زَكاةً"، أي: طَهارةً له منَ الذُّنوبِ، ونَماءً وبَركَةً في الأَعمالِ والأَموالِ، وأَجرًا، أي: ثَوابًا. وَما وَقعَ مِن سبِّه ودُعائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلى أحدٍ وَنَحوِه لَيسَ بِمقصودٍ، بَل هوَ ممَّا جَرتْ به العادةُ فَخافَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أن يُصادِفَ شيءٌ من ذلكَ إِجابةً، فَسألَ ربَّه سُبحانَه ورَغِبَ إليه في أنْ يَجعلَ ذلكَ رَحمةً وكفَّارةً، وقُربةً وطَهورًا وأَجرًا، وإنَّما كانَ يَقعُ هَذا مِنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نادرًا؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يَكُنْ فاحشًا ولا لَعَّانًا. في الحديثِ: وُقوعُ اللَّعنِ والسَّبِّ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَقِّ مَن لا يستَحِقُّ؛ رَحمةً ومغفرةً وطَهارةً وأجرًا لَه يومَ القيامةِ. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|