انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > الإعلامي وأخبار المسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-07-2010, 05:55 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أُكمل : يقول تعالى { ومَن أحسنُ ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو مُحسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً } طبعاً لمّا يوضع فى الإناء المتوافق معه يُثمر ديناً حسناً ، وهذا الدين الحسن من أهم معالمه إيه ؟
أن يُسلم وجهه لله وهو مُحسن ، إذاً هذه نقطة خزِّنها عندك فى الجنب كدة ، سيأتى لها كلام وهى أن بُغية العقيدة فى هذا البناء المتكامل ( أى بناء : كل عمود فيه ، كل جدار فيه له بُغية ، كل جزء فيه له بُغية ، فبناء الإسلام المتكامل من صُلبه العقيدة ، هذا المُكونفى هذا التكوين الكُلي – الذى هو العقيدة – له هدف ..
إذا كنا بنُدخل الكهرباء فى مبنى ففيه هدف من إدخال الكهرباء ،
وإذا كنا بنُدخل المياة فى مبنى ففيه هدف من إدخال المياة
وإذا كنا بنعمل أعمدة ففيه هدف منها
أى شئ بيُعمل فى أى مبنى له هدف .
العقيدة شئ أساسي جداً فى مبنى الإسلام ، الهدف منها أن تجعل من الآدمي دينه حسن ، وهذا الدين الحسن يتلخص فى أن يُسلم وجهه لله وهو مُحسن [ هذا المبنى عندما يُعمل فيه الجزء دة فإن الهدف منه أن يُثمر ديناً حسناً ، هذا الدين الحسن من أهم معالمه : أن يُسلم وجهه لله وهو مُحسن ] ولذلك بنرى أن إخلاص الدين لله هو أهم الأُمور التى تُثمرها العقيدة وأهم الأُمور التى تُعنى بها العقيدة .. يعنى العقيدة تركيب بيوضع فى المبنى المتكامل لكى يُثمر إخلاص ، إخلاص الوجه لله مع الإحسان .
إخلاص الدين لله تعالى لا يبلغ كماله إلا بإخلاص المحبة لله المعبود سبحانه وتعالى ، والمحبة لا تكتمل إلا بتمام المعرفة ، لايمكن إنسان يحب مَن يجهل ، الإخلاص بيأتى من كمال المحبة ، كمال الإخلاص يأتى من كمال المحبة ، المحبة بتبعث على الإخلاص ،
محبة الله المعبود وحده تبعث على الإخلاص ، كلما علت المحبة وكمُلت كلما علا الإخلاص وكمُل .
من أين تأتى المحبة ؟
تأتى من التعريف بالمحبوب .
والعقيدة الإسلامية تُقدم للإنسان كل ما يجب عليه معرفته فى حق الله تعالى ، وبذلك يبلغ كمال المحبة . لأن العقيدة بتُعنى بتدي السلوك وبتدي الكابلات والوصلات التى تؤدي إلى إظهار المبنى ونفعه بكل ما يحتاجه ، فالعقيدة تُقدم للإنسان – نحن قلنا أنها تملأ الإناء العقدي وبتتفاعل معاه وبتُقيمه على ما ينبغى عليه فبتُقدم له من خلال مُعطيات الكتاب والسُنة ما يجب عليه معرفته فى حق الله تعالى ، وبذلك يبلغ كمال المحبة ، وبالتالي يسعى لكمال الإخلاص لله ، لإنه خلاص المحبة بترتفع فبتبعث على السعى لكمال الإخلاص كما قال صلى الله عليه وسلم فى حق نفسه من باب التعبير عن هذه القضية ( التى هى قضية أن الإخلاص يتولد من المحبة ، والمحبة تتولد من المعرفة بالله ) فأخبرنا إخباراً فى حق نفسه صلى الله عليه وسلم يُترجم هذه القضية ، هذا الإخبار جاء فى الأحاديث التى أخرجها البخاري ومسلم وأهل السُنن فى روايات ، منها :
-" واللهِ لقدعلمتم أني أتقاكم لله " .. طبعاً .. لماذا ؟
أعرف الناس بالله هو محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالتالى سيكون أعلى الناس محبةً لله المعبود ، وبالتالى سيكون أتقى الناس لله .
" والله لقد علمتم أنى أتقاكم لله " وفى رواية " لقد علمتم أنى أتقاكم لله عز وجل وأصدقكم وأبركم " ... صح
-وفى رواية : " والله إني أتقاكم لله وأخشاكم له "
-وفى رواية " والله إنى أتقاكم لله وأخشاكم له سبحانه "
-وفى رواية" أنا أتقاكم لله وأعلمكم بحدود الله "
-وفى رواية " إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا "
كل هذا يُبين أن العقيدة بتُعنى بالتعريف بالمعبود ، بتُعنى بالتعريف بالذى ينبغى أن يُعرف ، بالتالى هذه المعرفة بتبعث على تكميل البناء الوجداني ، وبالتالى بتبعث على محبة الله عز وجل ، وهذه المحبة بتدفع إلى الإخلاص له لأنه : المُحب لمَن أحبَّ مُطيعُ ..
ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان خليفة فى الأرض ووكّل إليه إعمارها ، وكان من أعظم الإعمار أنه أمره بعبادته سبحانه وتعالى وحده ، أعظم إعمار فى الأرض ليس الكباري ولا الطرق ولا المباني ؛ بل هو عبادة الله سبحانه وتعالى وحده ، يعنى لو أن قرية فيها كل ما يحتاجه الإنسان من تقنيات وأموال و..وترفيات وليس فيها توحيد : فإنها قرية خَرِبة .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-07-2010, 05:56 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ولذلك دمّر الله القرى التى بلغت مبالغ عظيمة جداً فى تكوين الدنيا وفى الماديات بسبب خرابها من العمارة الأساسية ومن العمارة الأصلية التى هى عمارة القُرى بعبادة الله وحده سبحانه وتعالى { ألم تَرَ كيف فعل ربك بعاد . إرمَ ذات العماد . التى لم يُخلق مثلها فى البلاد . وثمود الذين جابوا الصخر بالواد } حضارات ومدنيات وماديات عظيمة جداً جداً جداً .
طيب : لماذا فعل فيها ودمرها على رؤوس أصحابها ؟
لأنها خربت من العمارة .
وما هى العمارة ؟
عبادة الله تعالى والدعوة إلى دينه .
لذلك : المسلم حياته كلها لابد أن تدور فى هذه العمارة فإن عُمّار الأرض هُم الذين يقومونَ بعبادته وحده ويسعونَ لتحقيق شرعه فى الأرض .
طيب : هذا المعنى لايمكن أن يندفع إليه إلا بعقيدته ، لأن العقيدة دي هى كما قلت ( التوصيلات ) المتوافقة مع الإناء أو مع التركيب الوجداني للعبد بحيثُ تصير هذه العقيدة هى الدافع لـ.. إحنا قلنا إيه ؟
قلنا إن المحبة تدفع للإخلاص ، معلوم : فيه محبة فيه إخلاص .
طيب : ما هي وجود المحبة فى القلب بكل أبعادها الدافعة للإخلاص بكل أبعادها : هو دة الدفع العقدي لتكوين الإنسان الآدمي ، إذاً دى قضية عظيمة جداً جداً .. كل دى أصول مقدمات يُفهم بها عُمق علاقة العقيدة بالتكوين الآدمي . فالبنى آدم لكى يقوم بالخلافة ويُعمِّر – يعنى الآن لمّا يكون عندنا بلاد بتُعمَِر وبتعمر وبتعمر حتى يربوننا حالياً – كل الناس بيربونا على إن الإقتصاد والحالة الإقتصادية ، والبلاد والحضارات والبناءات والعطاءات وكذا وكذا وكذا .. كل ذلك نوع من أنواع تعميق الماديات والتعلُق بالماديات والنظر إلى أن العمارة الحقيقية هى فى الماديات ..لأ.. العمارة الحقيقية هى فى عبادة الله وحده دونما سواه فالبنى آدم لكى يقوم بحق الخلافة فى الأرض ويُعمِّرها ( يُعمِّرها التعمير الحقيقي ) الثاني بيُسمى إعمار أيضاً لكن ليس هو الإعمار المطلوب شرعاً ، فالعقيدة بتدفعه للعمل الجاد المخلص لأنه يعلم أنه مأمور بذلك ديناً ، وأن الإنسان مُثاب على كل ما يقوم به من عملِ جلَّ ذلك العمل أم صغر .
كذلك إفراد الله تعالى بالتوجُّه إليه فى جميع الأُمور هذا لمّا بيتحقق فى وجدان العبد بحيث إنه يبقى مُلئ بالمحبة الدافعة على الإخلاص ويبقى محكوم بالتوجه إلى الله فى جميع الأُمور – الذى يحكمه فى ذلك : مُعتقده . هذا المعتقد لمّا بيكون موجود فى داخل الإنسان وبيكمُل التكوين الوجداني فى الآدمي وبيبدأ يتحرك من خلال الطاقة الداخلية – محكوم بقى وفيه وحدة تحكُم إليكتروني ، وحدة تحكُم ذاتي داخلي – هذا التوجه يُحقق للإنسان الحرية الحقيقية بحيث إنه بدل ما يبقى ( عبد مادي ) أو ( عبد أشخاص ) أو عبد كيانات أو عبد حضارات : يبقى عبد لله وحده .. فيُعطيه قَدْر من الحرية لا يوجد إلا مع وجود العقيدة ، الحرية التى يسعى إليها لأن الإنسان يريد أن يكون حُراً ، فلمّا يكون عبد لله وحده بيكون حُر جداً ، لكن لمّا تكون العبودية انخرمت عنده وبدأت تقع لله ولغيره أو تقع لغيره فقط : هذا يكون عين الذُل وعين الأسر .
ولذلك قالوا : إن الأسير هو أسير شهواته وأسير المعبودات من دون الله
فمن الحُر إذاً ؟
هو المُخلص لله وحده سبحانه وتعالى ، لأنه لمّا بيكون عبد لله وحده لا شريك له : تصغُر بذلك عنده المعبودات من دون الله ، وتصغُر العبودية للمادة والإنقياد للشهوات ، لأن العقيدة ما إن تتمكن من قلب المسلم حتى تطرد منه الخوف إلا من الله تعالى ، والذُل إلا لله عز وجل .. وهذا التحرر من العبودية لغير الله تعالى هوالذى جعل جندياً من جنود الإسلام وهو ربعى بن عامر رضى الله تعالى عنه : لمّا ذهب لملك الفرس ( رُستم ) حين سأله عن سبب مجيئهم إليهم فى بلادهم ، قال له : لقد جئنا لنُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العالمين ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة .
كذلك العقيدة الإسلامية هى العقيدة الوحيدة التى تُحقق الأمن والإستقرار والسعادة والسرور والعقيدة عموماً– نحن نتحدث الآن عن العقيدة عموماً ولكن فى إطار العقيدة الإسلامية .
نحن عرفنا العقيدة الإسلامية من خلال تحقيق التوحيد ومن خلال الإخلاص لرب العالمين وحُسن التوكل عليه وحُسن الصلة به سبحانه وتعالى : دة بيجعل العبد مُستقراً وآمن مع كل المتغيرات العظيمة حوله ، لإنه طبعاً ارتبط بمن بيده الأمر ، ولذلك يقول الله تعالى { بلى مَن أسلم وجهه لله وهو مُحسن فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هُم يحزنون } .. إنتبـــــه :
1)له أجره عند ربه 2) ولا خوف عليهم 3) ولا هُم يحزنون
طيب : كيف أصبح مُؤمِّل فى سعادة أبدية وليس عنده خوف ولا شئ يهزه ولا عنده حَزَن مع أن الدنيا حوله سوداء ؟
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-07-2010, 05:58 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

طيب : كيف أصبح مُؤمِّل فى سعادة أبدية وليس عنده خوف ولا شئ يهزه ولا عنده حَزَن مع أن الدنيا حوله سوداء ؟
السبب : إنه أسلم وجهه لله وهو مُحسن .
طيب : إسلام الوجه لله وهو مُحسن دة تعبير عن إيه ؟
تعبير عن استقرار العقيدة فى القلب ، كما أن العقيدة الإسلامية وحدها هى التى تحقق العافية والرخاء – يعنى حتى الأزمات الإقتصادية والكون والعُملة والدينار والأزمة الإقتصادية والأزمة العالمية والناس الفقر وكثرة الـ... والكلام الذى يُدندنون به دائماً حول الناس ؛ يقول الله تعالى { ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكذبون }
ولذلك : القصور الإقتصادي والإضطراب الإقتصادى فى الكون – بالرغم من كثرة الأموال وكثرة الدخول وتعذيب الناس بعضهم ببعض - نتيجة لأنهم حُرموا العطايا التى أعطاها الله لأهل عقيدته أو لأهل العقيدة .. { ولكن كذّبوا فأخناهم بما كانوا يكسبون } .
طيب حاجة ثانية :
العقيدة الإسلامية سبب حصول التمكين فى الأرض وقيام دولة الإسلام ، قال الله تعالى { ولقد كتبنا عليهم فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادىَ الصالحون }
طيب : مَن هُم الصالحون ؟
أصحاب العقيدة ، لأنه ليس هناك صحة ولا فساد إلا بمعيار توافق ، ملْ الإناء العقدي مع ما يملأه ، ونحن عرفنا أن توافق الإناء العقدي مع ما يملأهُ لا يكون إلا بالعقيدة الإسلامية {ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادىَ الصالحون }

وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يجعل الإنسان إنساناً بجوهره الروحي الداخلي الخفي لا بشكله الجسدى الخارجي ، يعنى بمعنى إنه فيه حكمة أو يعنى : الفارق بين الإنسان والحيوان – أعزكم الله – هو أن الحيوان ليس له كيان إلا بالخارج – إلا بالجسد – : شكل الجلد ، نوع الجلد ، حجم البدن ، ارتفاعه عن الأرض ، إلتصاقه بالأرض ... فقط .. ليس عنده أى جوهر آخر
بينما البنى آدم فيه شيئين – يعنى مكون من جانبين كما قلت أول الكلام :
-مكون من جانب جسدى : كالطول والقصر والبياض والسواد وحُسن الصورة من عدمها أو الضخامة من عدمها ( اللى هو الأمر الجسدى الآدمي المعروف بأشكاله المختلفة ؛ ما يُحمد وما لا يُحمد ) .
-ومنه الجوهر الروحي الداخلي الخفى
هذا الجوهر الروحي هو محل الإدراك والإيمان والتصورات والمشاعر – يعنى الإرادات التصورات المشاعر الأحاسيس الفهوم ... دى موجودة فين ؟
لا فى الركبة ولا فى العظم ولا فى الدم السائل ولا فى الشعر .. إنما موجودة فى الروح ، موجودة فى الوجدان ، موجودة فى الإناء العقدي .
والإنسان يتحرك دائماً بما يعتقد – سواء كانت هذه العقيدة حق أو باطل – لو واحد إعتقد إن مثلاً مثلاً دابة مُعينة ممكن تطير به أينما طار وأنه لو أخذ من لُعابها يُشفى ، ولو أكل من لحمها سيصير له قوة 100 رجل ..؛ وأعتقد الإعتقاد دة ستجده يشترى هذه الدابة أو يشترى بعضها بكل ما يملك حتى لو استدان بما يستطيع للحصول على بعضٍ منها ..!!
وقد يكون هذا وهماً ، لكن هو الإنسان أسير تصوراته لا يتصرف إلا بدافع من تصوراته ، لذلك قالوا : إن المسلك فرعٌ عن التصور .
ولذلك أنت ترى البنى آدم – أى بنى آدم – كل ما يتصرفه أياً كان تصرفه ستجده نابع من إعتقاده ( أنا لا أتكلم عن إعتقاد الحق ، أنا أتكلم عن التركيبة الآدمية الإنسانية : أن المسلك فرعٌ عن التصور ) لو واحد إعتقد أن عامود فى المسجد أو عامود فى حائط أو عامود فى جدار ينفع أو يضر ويسمع الدعاء ويُجيب المضطر ويُجيب النجوى : سيذهب جنبه ويشتكي له نجواه ويطلب منه النفع والضر بناءً على إعتقاده كما يفعل الناس مع القبور أو مع الأبنية التى قد حوت قبوراً قد بليت وصارت رماداً ..
إذا كان الأمر كذلك كان ما يظهر لنا من صلاح الإنسان أو فساده السلوكي راجع بالضرورة إلى صلاح معتقداته وتصوراته – يعنى بمعنى أن البنى آدم مننا الصلاح اللى فيه صلاح عقيدة والفساد اللى فيه فساد عقيدة . حتى البنى آدم مننا إحنا كبنى آدمين حتى مثلاً نقول الإخوة والأخوات بلغتنا المشهورة على ألسنتنا – أيضاً الأخ الصالح له إعتقاده والأخ الأقل من ذلك له إعتقاده ، والأخت كذلك ... حتى الأخ نفسه يكون فى بعض الأحوال صالح والبعض كدة ... نتيجة لتذبذب المؤشر العقدي : فالذى عنده إعتقاد قوى جداً جداً جداً ، وعنده خوف ( طبعاً سنفهم بعد كدة يعنى إيه معتقد ، وسنفهم جوانبه ولكن نحن نتكلم الآن عن التركيبة الكلية للمعاني الأصولية فيما يتعلق بماهية العقيدة وأهميتها وبالتالي يبقى أى بنى آدم صلاحه فى السلوك أو فساده فى السلوك راجع لماذا ؟
راجع لمعتقداته وتصوراته سواء كانت صالحة أو فاسدة .
إذاً الجانب الذى نسميه عملياً اللى الناس دائماً بتظن على أن الأعمال الإيمانية أو الجوانب العملية : دة بيصوم كتير – دة بيزكّى كتير – دة بيقول ترانيم – دة بيقول أذكار – دة بيقول لا إله إلا الله ألف مرة – دة بيصلى على النبى مائة ألف مرة – دة ... دة بعمل كذا هذه الأعمال اللى إحنا دايماً بنقول إنها دي أهم الجوانب إن دة أثره .. وإن دة معيار القياس ومعيار الوزن : دي نظرة غير منضبطة . ليه ؟
لأن هذا الصلاح الظاهر قد يكون ثمرة وعنوان لصلاح الباطن اللى هو المعيار الحقيقي والميزان الحقيقي والمقياس الحقيقي ، وإما قد يكون مجرد صورة ليس وراءها الحقيقة .
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-07-2010, 05:59 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

طيب إيه الموضوع ؟
الموضوع هو وجود الحقيقة ، اللى هو وجود القدر العقدي والملء العقدي فى الإناء العقدي فى وجدان الإنسان ، هو دة الأصل – يعنى المعيار ، ولذك " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى ما في قلوبكم "
إذاً كثير من الناس بتعوّل على الشكل ، يقول لك : دة فلان دة ما شاء الله عليه دة بيصوم ، دة بيُقيم الليل ، دة بيعمل .... وبعدين فى النهاية ييجى مثلاً يوالي النصارى ، يوالي اليهود ، تلاقيه ممكن يستهزئ ، ممكن يعترض على آيات ، تلاقيه ممكن يرُد حقائق ، ممكن يُكذّب بحق ( نتيجة للفساد العقدي والخراب العقدي ) مع إن الأعمال الشكلية كثير منها حسن فى صورته ..
[ تقطيع فى الصوت ... ] // 24:40 دقيقة//
والعلم الذى لا تحيا القلوب إلا به ، وأن يكون الإنسان مخلوقاً كريماً إلا بمعرفته والإعتراف به ، نعم لأن هذا العلم لا يُعطي ثماره إلا إذا اختاره [ هذه نقطة مهمة – هى جانبية ولكنها مهمة جداً ] : هل العقيدة تُجمع فى القلوب بمجرد قراءة نصوصها أو تعلُم معارفها ؟
يعنى هل أنا إذا تعلمت معارف علم العقيدة – من أى مصدر للمعرفة – من كتاب / من مسموع / من مرجع / من موسوعة ... هل بذلك أكون قد ملأت الوعاء العقدي بالمملوء الصواب الذى يبعث على المحبة والتى تبعث على الإخلاص لله وتُعطي القوة فى الحق والإنفعال العقدي السليم ؟
الجواب : ليس بمجرد العلم ، بل لابُد من إنه يفهم أن المسألة لابد أن تتم فى قالب معين .
ما هو هذا القالب ؟
أن يتعلم المعلوم ويعترف به ويعرف قَدْره – قدر المعلوم – يعنى :
رقم (1) : يعرفه
رقم (2) يعترف به ، يقول : الله واحد ؟ آه واللهِ الله واحد . الله هو الرزاق ؟ آه واللهِ الله هو الرزاق ولا غيره . الله بيده المصائر ؟ آه والله الله بيده المصائر . الله يُحيى ويُميت ، الله هو الذى يقضى فى الأمر ... يبقى يعترف به .. ثم مش يعترف به بس كدة : ثم يتفاعل معه بقدر ما يستطيع بحيث إنه لا يكون مجرد محفوظات
واحد//26:30// من الناس ممكن يكون عنده محفوظات أكثر منه ويعلم معلومات وترتيبات أكثر منه بكثير لكن لا يرى فيه تفاعل بهذا الأمر ولا إعترافاً به .
لأن هذا العلم يا إخوان – خذ بالك من القاعدة دي لأجل خاطري – لأن هذا العلم لا يؤتي ثماره إلا إذا اختار من عَلِمهُ أن يعترف بما علِمَ ويؤمن به ، فالروح لا تحيا بالمعرفة وحدها بل لابد أن تنضم إليها الإرادة – إرادة الإيمان – قال تعالى { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتُخبت له قلوبهم وإن الله لهادي الذين ءامنوا إلى صراطٍ مستقيم } الحج 54 . . والمعنى : وإن الله لمرشد الذين ءامنوا بالله ورسوله إلى الحق القاصد والحق الواضح
هذه اية أريدها أن تكون مثل ( الحَلَقَة فى أُذنك ) : { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتُخبت له قلوبهم وإن الله لهادي الذين ءامنوا إلى صراطٍ مستقيم }
أولاً فين رقم واحد فى الآية ؟ .. رقم واحد فى الآية : العلم
وبعد العلم : الإعتراف بأنه الحق من ربك { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك } { فيؤمنوا به } :
يبقى رقم (1) إنهم علموه ( المعرفة )
رقم (2) الإقرار والإعتراف أنه الحق
رقم (3) التفاعل معه
فين التفاعل معه ؟ .... { فيؤمنوا به }
طيب إيه الضريبة ؟ إيه اللى هيأتى من ذلك ؟
{ فتُخبت له قلوبهم }
يبقى الآية دي علّقها فى صدرك ، حطها فى دماغك .. المهم إنها تبقى قُدامك كدة .. { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتُخبت له قلوبهم } هذه الآية بيّنت أن الإنسان إذا عرف الحق واعترف بأنه حق بعلمٍ وجزمٍ ثم تفاعل معه { فيؤمنوا به } ... آدى 3 حاجات ، فتكون الثمرة : وجود العقيدة فى القلوب ، اللى هى إيه ؟
{ فتُخبت له قلوبهم وإن الله لهادي الذين ءامنوا } على هذه الطريقة بقى : إنه يكون معرفة مع اعتراف بما عرفوه وإقرار جازم مع التفاعل به { فيؤمنوا به } فتنتج وتنشأ بذلك عقيدة فى القلوب ، وبعدين وعد ربنا سبحانه وتعالى والجزاء العظيم { وإن الله لهادي الذين ءامنوا } آمنوا بهذه الطريقة بهذه الثلاث مُعطيات { إلى صراطٍ مستقيم }
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-07-2010, 06:00 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


وقال تعالى { وإذا ما أُنزلت سورة فمنهم من يقول أيُكم زادته هذه إيماناً فأما الذين ءامنوا فزادتهم إيماناً وهُم يستبشرون وأما الذين فى قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهُم كافرون } .. ليه ؟
حصل معرفة للطرفين أم لم يحصل ؟
هذان فريقان :
- الفريق الأول زادته إيماناً .. ليه ؟ لأنه رتّب الأمور على الآية السابقة – آية الحج 54 آية الحج 54 دي أنا أريدك أن تضعها مثل سورة الفاتحة
{ وإذا ما أُنزلت سورة فمنهم من يقول أيُكم زادته هذه إيماناً فأما الذين ءامنوا فزادتهم إيماناً وهُم يستبشرون } .. مَ، هُم الذين آمنوا ؟
اللى هُم { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به } هو دة بقى { فتُخبت له قلوبهم }
وفى سورة التوبة قال : { فأما الذين ءامنوا فزادتهم إيماناً } .. زادتهم إيماناً دي تشبه أو تُقارب { فتُخبت له قلوبهم } ، { وهُم يستبشرون }
طيب الفريق الثاني اللى هو معرفة فقط ليس فيها إعتراف جازم أنه الحق ولا تفاعل { وما تُغني الآيات والنُذر عن قومٍ لا يؤمنون } يعنى إيه ؟
خللى واحد يقرأ كتا واثنين وثلاثة ويقول لك : أنا أخذت الورقات ، والأصول الثلاثة ، التدمُرية ، وفتح المجيد ، وقرأت .. مع الشيخ الفلاني ، وأخذت ورقة من الشيخ الفلاني ، والشيخ الفلاني امتحنت معاه ونجحت ، ودخلت المعهد الفلاني ونجحت و...
كل دة نقول له : إن لم يكن هذا على ترتيب آية الحج 54 فإنه { وما تُغني الآيات والنُذر عن قومٍ لا يؤمنون } دة اللى نرُد عليه ونقول له كدة
لكن لو هو دخل على الموضوع بهذه المعطيات : إذاً يمكن أن يكون هناك أمل فى أن يُحصِّل العقيدة
دى نقطة جانبية مهمة جداً : إن تأثير هذا العلم – علم العقيدة – معتمدٌ على قبوله أو رفضه لا على مجرد إكتسابه ، وهذا يعنى أن العقيدة لا تستقر فى القلب بمجرد تعلُم علم العقيدة بغير إرادةٍ واختيار وقبولٍ وإقبال .. فتدبّروا هذا المعنى فى ظل آية الحج 54 .. لو سمحتم.

فإذا ما عرف الإنسان ربه وآمن به : تفجرت ينابيع الخير فى قلبه ، لو أن الإنسان عرف وتعلم وتعارف على معارف العقيدة بحيث أثمرت فى قلبه عقيدة { فتُخبت له قلوبهم } ، { فزادتهم إيماناً إلى إيمانهم } فإذا ما عرف الإنسان ربه وآمن به : النتيجة إيه ؟
إيه اللى بيحصل ؟
المسلك الظاهر – ألم نقُل أن المسلك فرع عن التصور
إذا استقرت العقيدة فى الوجدان ( وعرفنا بالنقطة الجانبية المهمة جداً جداً جداً كيف تستقر العقيدة فى الوجدان ) ودايماً الإخوة بيسألوني كثير عندما يُقابلوني :
إزاى نبقى أصحاب عقيدة ؟
فأظن القضية دي حصل عليها جواب شافي : إنك تتعلم فتعرف ، فتُقر بهذه المعرفة وتُجزم بها جزماً صادقاً بكل اليقين وتتفاعل معها تفاعلاً إيمانياً .. عندئذٍ تُخبت القلوب ، وعندئذٍ يزداد الإيمان ، عندئذٍ يرزق الله عز وجل ، وعندئذٍ تنال الجائزة : يهديكَ الله عز وجل إلى صراطٍ مستقيم .
طيب الإنسان وصل لكدة وتحقق فيه كدة ، والخير دخل فى قلبه : تفيض جوارحه بمقدار علمه وقوة إيمانه ، ولذلك فى الحديث ( ألا إن فى الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) قال أهل العلم : وهذا يُبين ما يظهر على البدن أو على الجوارح من صلاحٍ أو فساد بحسب ما فى القلب من صلاحٍ أو فساد : فيه 60% يظهر 60% - فيه 30% يظهر 30% - فيه 100% يظهر 100% ذى أبو بكر وغيره وغيره رضى الله عنهم أجمعين ..
ليه ؟
لأن الله سبحانه وتعالى كما جعل الروح جوهر الإنسان جعل الإيمان به منبع كل خيرٍ فيه ، ولذلك كانت الدعوة إليه والتذكير به مفتاح كل دعوة إلى فكرٍ قويم وسلوكٍ مستقيم ، وكانت الدواء الذى لا غناء عنه لكل أنواع الإنحرافات السلوكية ، والنبى صلى الله عليه وسلم لمّا بُعث يا إخوان : بُعث على أرضٍ كانت من أسود ما يكون : ماؤهم الخمر ، عبادتهم السجود للأصنام ، إيمانهم بالكهنة والدجالين ، متعتهم فى الزنا ، مالُهم فى الربا والسرقة والغصب ، حميتهم جاهلية يُقاتلون من أجل الخيل أو من أجل إمرأة ) يعنى سواد ما بعده سواد ..
لمّا أتى النبى صلى الله عليه وسلم وجوّد نفوسهم بالعقائد الصحيحة ونقّى الأرواح بهذا الجوهر وملأ الوعاء العقدي بالعقيدة وحصل تفاعل ما بين الوعاء وبين محتواه : تفاعل الناس بهذا فأصبح داخلهم تصور سليم .. هيظهر إيه فى المسالك ؟
هتظهر مسالك قويمة ، فبالتالي تقوّت المسالك واستقامت استقامة كما تعلموها وكما تسمعوها فى السير وتستشعروا أنها أعاجيب وخروقات وكرامات وأشياء فوق العادة ، لكن هى حقيقية .. ليه ؟
لأن الصلاح الوجداني والقلبي والعقدي – إحنا لم نَرَ .. إحنا نسبة الصلاح فى عقيدتنا ما بين 30-40 لكن هُم كانوا 100% وكاسرين الـ 100% - مستويات خاصة – كاسرين الـ 100% لذلك كانت بتظهر منهم الأُمور التى تعتبرونها أنتم خوارق وتعتبرونها أنتم غير عادية
لهذا كانت البداية فى جهود الرسل جميعاً : لم تكن بأنهم يأمرونهم بالصلاة أو الصيام أو كذا .. إنما كانت لإصلاح العقائد – دائماً – كل الرسل ، لذلك القرآن كله : وإلى قوم فلان رسولهم فلان : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره .. كل الرسل ..
ليه ؟
يدعو أحدهم قومه إلى إفراد الله تعالى بالعبودية ، ثم يدعوهم بعد ذلك إلى تفاصيل الشريعة وترك ما هُم عليه من أنواع الإنحرافات السلوكية – خلقيةً كانت أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية – أياً كانت أنواع هذه الإنحرافات فإن الدواء يأتى من خلال توجيه الآلة الآدمية إلى المسلك القويم من خلال التصور القويم .
فالعقيدة هى التى تُهيء النفوس إلى عبادة الله ، خذ بالك من الكلام دة ، وتُنشّط الجوارح كلها ، وصدق القائل :
وإذا حلّت الهداية قلباً نشط للعبادة الأعضاء
فهى التى تُهئ النفوس لقبول تفاصيل الشريعة ، وفيه مَثَل حديث عظيم جداً جداً – حديث عائشة رضى الله عنها – رواه البخاري – أُذكرك بهذا الحديث وركّز معي فيه : عن يوسف بن مالك قال : إنى عند عائشة أُم المؤمنين رضى الله عنها إذ جاءها عراقي فقال : أىُ الكفن خيرٌ ؟ قالت : ويحك . وما يضيرك ؟ قال : يا أُم المؤمنين أريني مُصحفكِ ؟ قالت : لِمَ ؟ قال : لعلّى أؤلف القرآن عليه ( أؤلف القرآن عليه يعنى أُرتبه ) فإنه يقرأ غير مُؤلَّف . قالت : وما يضرك آية قرأتُ قبلُ ؟ .. إنما نزل أول ما نزل منه سورةٌ من المفصلَّ فيها ذِكر الجنة والنار حتى إذا ثابَ الناسُ إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شئٍ لا تشربوا الخمر لقالوا : لا ندع الخمر أبداً ، ولو نزل لا تزنوا لقالوا : لا ندع الزنا أبداً ، لقد نزل بمكةٍ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وإنى لجاريةٌ ألعب { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده .
قال : فأخرجت له المصحف فأملت عليه آى السور " .. أخرجه البخاري فى كتاب فضائل القرآن – باب تأليف القرآن .
الحديث دة عظيم جداً فى إيه ؟
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-07-2010, 06:01 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الحديث دة عظيم جداً فى إيه ؟
واضح جداً ، يُبين القضية بجلاء : إن لو إنت جئت لناس حالهم إسود ( ذى الصحابة قبل أن يكونوا صحابة قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم ) وقلت لهم : لا تزنوا – لا تقتلوا – لا تُرابوا .. فلن يستجيب أحد ، لكن لمّا بدأ القرآن المكي : كله عقيدة إلى أن تجاوبت النفوس وامتلأت الآنية العقدية بما يُناسبها ويُلائمها : تكون وجدانٌ صافي ، تصور قويم جداً جرَّ إلى مسالك قويمة .
فلذلك كانت فى الأول السورة فى المجتمع المكي ممكن تنزل سوؤة 100 آية و200 آية ليس فيها حُكم واحد أو ليس فيها إلا حُكم بسيط جداً .. بينما تنزل السورة أى آية من الجزء الم( السور الكبيرة فيه جزء منها مكي وجزء مدني ) أى سورة أى آية فى القرآن المدني تجد الآية الواحدة ممكن يبقى فيها عشر أحكام ، بل أنا أذكر إن فيه آية من الآيات لا أذكرها الآن كان فيها 30 حُكم - آية واحدة وليس سورة ( واعتقد إنكم فاهمين الفرق بين الآية والسورة ) فآية واحدة .. ليه ؟
لإن خلاص تهيأ المكن وبقى مُجهّز للأداء الدقيق وللجودة العالية فيشغّله فى أى حاجة سيُنتج انتاج ثمين لا يقطع الخيط ولا يُتلف المنتجات ولا شئ إطلاقاً ، لأنه لهذا بتقول له : إنما نزل أول ما نزل منه سورةٌ من المفصّل فيها ذِكر الجنة والنار ( يعنى إيه يا إخوان ؟ .. يعنى عقيدة ) حتى إذا ثابَ الناس ( ثابَ يعنى رجع إلى الإسلام ) نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شئٍ لا تشربوا الخمر لقالوا لاندع الخمر أبداً ... إلخ الحديث .
ولذلك : دة بيعمّق – إفهم الكلمة – إن الحل الأساسى للمشكلات اللى فى الدنيا كلها : إقتصادية – سياسية – خُلقية – اجتماعية ... هى إيه ؟
العقيدة ، دة مش معناه إن العقيدة ستُغني عن التفصيلات التشريعية وإن الشريعة ليس لها قيمة .. إوعى حد يفهم الكلام دة تبقى مصيبة .. أنا بأتكلم عن ماهية العقيدة وأهميتها ، وليس إبراز أهمية جانب يُلمز الجانب الآخر يا إخوان : الله يستركم إفهموا كويس ، ولا يقول لي واحد إن الشرائع ليس لها قيمة ..لأ.. لأن الشرائع هى الإختبارات العملية لأصحاب العقائد فإذا إدّعى أحد أنه صاحب عقيدة وأنه تجودت عقيدته وأن إناءه العقدي مُلئ بما يُناسبه : فتأتى الشرائع للإبتلاءات { إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه } طيب نبتليه إزاى علشان نشوف صدقه من كذبه ؟
لذلك يقول الله تعالى { ألــــم * أحَسِبَ الناس أن يُتركوا أن يقولوا ءامنا وهُم لا يُفتنون } والفتنة بتكون بإيه ؟
أول فتنة بالشرائع : إفعل ولا تفعل
الفتنة نوعين :
1) إما شرعية 2) وإما قَدرية
الشرعية اللى هى إفعل ولا تفعل
القدرية اللى هى المصائب والبلايا
ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى { تبارك الذى بيده المُلك وهو على كل شئٍ قدير الذى خلق الموتَ والحياةَ ليبلوكم أيُكم أحسنُ عملاً } يبقى إبتلاء ..
ولذلك { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلماتٍ فأتمهنَّ }[ طبعاً ابراهيم عليه السلام قبل الإبتلاء كان إيه ؟ .. كان فيه تدريب عقدى عظيم حتى صار إماماً للمتقين وإماماً لأصحاب العقائد العظيمة القويمة ، فلمّا ابتُلى : أحسن ، أتمَّ .. فبالتالي الأساس فى حل المشكلات كلها هو الإعتقاد ، هو العقيدة الحق ، العقيدة التى تقوِّم التكوين الآدمي قيماً لا عوج فيه . لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بهذا الأمر وجعله لا يستقيم إلا بهذا الطريق ، ولايمكن يكون هناك أسباب ، ولذلك يا إخوان : لا دراسات فى كليات ولا دراسات إجتماعية ولا ندوات ودورات إجتماعية لفلان فى علم الإجتماع وفلان فى علم السعادة وفلان فى علم الفكر و... كل دة ما هو إلا هُراء وزخرفة قول من الشياطين { شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعضٍ زُخرف القول غروراً }
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-07-2010, 06:03 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أُمّال إيه طريق السلامة ؟ إيه الموضوع ؟ إيه الصواب ؟ إيه الحكاية ؟
هو ما ربّى عليه النبى عليه الصلاة والسلام اصحابه بما هداهُ إليه ربه ، ولم يكن النبى مُفكر ولم يكن النبى أديب ولم يكن النبى عالم إجتماع إنما كان رسولاً عليه الصلاة والسلام جاءه المنهج فأدّاهُ بأمانة ، لم يخترع فيه ، ولم يُحدث فيه إستدراكات ولا تعديلات ولا فزلكات .. بل أدّاهُ بأمانة عليه الصلاة والسلام .
وليس هناك سبيل للإصلاح إلا بما أصلح محمد صلى الله عليه وسلم - بفضل ربه - الصحابة على ما كانوا عليه من السوء ، وبالتالي العقائد هى السبيل .
ثم إن العقائد بتجُر إلى المسالك القويمة الموعود عليها بالخير ، العقائد تجُرُ إلى المسالك القويمة – كما رأينا فى الآية { ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا ... كذلك يقول الله تعالى { فقلتُ استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً }
طيب : استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يعنى إيه ؟
واحد يقول يعنى : أقول استغفر الله العظيم استغفر اللهالعظيم استغفر الله العظيم ..
لأ .. دة معناه إنك تعرف ، تُقدِّر الحقائق ، تتفاعل معها إيمانياً ، يبعث ذلك على معرفة القَدْر ، يبعث ذلك على معرفة الجُرم ، وبالتالي يبعث ذلك على الإستغفار .. فيكون الإستغفار باعثاً على رضا الرب ويكون سبباً لرضا الرب { فيُرسل السماء عليكم مدراراً ويُمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً }
وقال تعالى { ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون }
هذه مقدمات – إخواني وأخواتي فى الله – مقدمات ينبغي أن نعيها بحيث تُجسم لنا خطورة العقيدة وأهميتها العُظمى وما هيتها الكبيرة التى أتناول معكم فيما بعد إن شاء الله ما هى العقيدة الإسلامية ، وما يتعلق بالخصائص ، وما يتعلق بالفرق بينها وبين الأمور الإيمانية أو الثمرات الخارجية ومعالم تلك الأهمية .
لكن هذه المقدمات هى بمثابة رسم الخريطة للتكوين الآدمي ومكان العقيدة فى هذه الخريطة وأن العقيدة هى ذلك المُحرك الأساسى الذى إذا فُقد من أى آلة صارت خُردة لا قيمة لا ، وإذا وُجد بجودة فى أى آلة صار يُعطيها قيمة حتى ولو كان ظاهرها مُشوش .
ولذلك أصحاب العقائد – حتى وإن قلّت أعمالهم وساءت – زى ما يكون عندك مثلاً ( معذرةً للمثل ولكن بس لتقريب المعنى ) غسالة آلية كاملة الأداء كاملة الميكانيكية اللى بيسموها فول أُتوماتيك : موتورها جيد دورتها الكهربائية جيدة جداً لكن الصاج الخارجي مكسّر مضعضع – وآكلاه البارومة ، لكن هذه الآلة كلما تضع فيها غسيل بتغسله جيد جداً مع إن شكلها يُغني عن استعمالها ، السبب فى كدة إيه ؟ .. جودة إيه ؟
السبب فى كدة جودة العُمق ، جودة العقيدة ، جودة الموتور والتركيب الكهربائي .
آهو الموتور والدورة الكهربائية الجيدة جداً ( اللى موجودة فى شكل سئ ) هى دى العقيدة اللى ممكن تكون فى أصحاب الذنوب – إن تصورنا
فالصحابة منهم من أذنب لكن بلغوا مبالغ عظيمة جداً جداً – نسأل الله أن يُبلغنا إياها – بسبب عقيدتهم وليس بسبب ذنوبهم
لهذا فى الحديث " يا ابن آدم لو أتيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك لي شيئاً لقيتك بقرابها مغفرة "
وكذلك حديث... كل دة له تفصيل بإذن الله تعالى فى المرات القادمة
أسأل الله عز وجل أن يتقبل منى ومنكم وأرجو أن تكونوا استفدتم من هذه الكلمات ، وأن تكونوا استوعبتم ما ذكرتُ لكم
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ألا إله إلا أنتَ أستغفركَ وأتوبُ إليك


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 02-07-2010, 06:13 PM
*الغميصاء* *الغميصاء* غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي


بارك الله فيكم معلمتى
وجزاكِ الفردوس الاعلى
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 02-07-2010, 09:18 PM
ام الفرسان السلفية ام الفرسان السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك ربى الفردوس الاعلى وجعل ذلك فى ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 02-07-2010, 10:19 PM
بانه بانه غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

الله يجزاك عنا خير الجزاء ي ام سلمي
لانه الصوت مش واضح ووصل الدرس
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
محاضرة, الدكتور/, الشيخ, العربى, بن, كلام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:06 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.