أعرف عدوك

[سالم عليوه سالم]

 

العلم و التقنية عند اليهود :
بدأ اهتمام اليهود بالعلم مبكراً بل و سبق إقامة دولتهم ، فقد وضعوا حجر الأساس لمعهد " التخنيون " على " جبل الكرمل " بفلسطين فى 1912 م ،و شارك فى افتتاحه عام 1924 م العالم اليهودى الشهير " ألبرت أينشتاين " ، و المعهد الآن يحظى بتقدير عالمى كبير [1].كذلك فقد تم وضع حجر الأساس للجامعة العبرية فى " القدس " الحاصلة على المركز 93 على مستوى جامعات العالم عام 2008 [2] - والتى شارك فى افتتاحها " طه حسين " ! - فى عام 1918 بعد 4 سنوات فقط من وضع حجر الأساس للجامعة المصرية [3].ودائماً ما تضم قائمة أفضل مائتى جامعة عالمية – التى لا تضم جامعة عربية واحدة – جامعات من الدولة اليهودية [4] .
كذلك تحتوى القائمة الصينية لأفضل 500 جامعة فى العالم لعام 2009 على 7 جامعات إسرائيلية على رأسها " الجامعة العبرية " و معهد " التخنيون " فى المركزين 64 و 116 بينما حوت جامعة عربية واحدة هى " جامعة الملك فهد للبترول و المعادن " فى المركز 266 [5].
طبقاً لمعهد اليونسكو للإحصاء ( UIS ) وصل الإنفاق على البحث العلمى و التطوير عام 2007 فى الدولة اليهودية 4.7 % من الدخل القومى لتسبق بذلك " اليابان " و" الولايات المتحدة " اللتان تنفقان بالترتيب 3.4 % و 2.7 % – وهى بذلك الأولى عالمياً - بينما بلغ الإنفاق فى " مصر " 0.2 % من الدخل القومى وهى نفس النسبة منذ 2004 [6]،و طبقاً لإحصاء 1992 م تضم الدولة اليهودية 20.100 من العلماء و المهندسين و التقنيين المهرة بما يعادل 48 من كل 10.000 يعملون فى تلك الأنشطة المتقدمة و هى نسبة عالية [7].
وقام العلماء اليهود من حاملى جنسية الدولة اليهودية بنشر 1 % من إجمالى البحوث على مستوى العالم فى بداية التسعينات من القرن الميلادى الماضى ، و هو – طبقاً لمنظمة اليونسكو - ضعف ما نشره العلماء و الباحثون العرب مجتمعين ، بل إن ما نشرته " الجامعة العبرية " وحدها يفوق جميع الجامعات العربية [8].بل إن اليهود يمثلون 9 % من أعضاء هيئات التدريس فى " الولايات المتحدة " [9].
و نسبة العلماء اليهود الذين نشروا أبحاثاً بالنسبة لعدد السكان تبلغ 11.7 لكل 10.000 نسمة و هى تفوق النسبة ذاتها فى الولايات المتحدة و اليابان [10]، كما احتلت الدولة اليهودية المرتبة الرابعة عالمياً لبراءات الاختراع الأوروبية و الأميركية عام 1998 [11].
و يعمل 5 % من قوة العمل فى مجال التقنية المتقدمة ، حتى أن الكيان اليهودى استقطب شركات كبيرة مثل " إنتل " - التى تستثمر 1.6 مليار دولار هناك - و " ميكروسوفت " و " آى بى إم " [12] ، و قد بلغت الصادرات اليهودية من السلع الإلكترونية المتطورة 15.3 مليار دولار عام 2004 م [13]، وتضم بورصة " ناسداك " الأميركية أكثر من 100 شركة تحمل جنسية الدولة اليهودية [14] لتصبح بذلك الثانية فى عدد الشركات الصغيرة المدرجة بتلك البورصة [15] .
العلم فى خدمة التفوق العسكرى و النووى :
بدأ الاهتمام بالتقنية أساساً لخدمة الصناعة العسكرية ، و أسست حركة " الهاجاناه " الإرهابية مصنع ( تعس ) للسلاح فى عام 1933 م [16]، كما ضم الجيش خلال عام 1948 م سلاح العلوم [17] ، والآن تقوم الدولة اليهودية بتصدير الأسلحة المتطورة إلى 63 دولة – بينها الولايات المتحدة – و تضم تلك الأسلحة : الأسلحة الخفيفة و الذخائر و الصواريخ بأنواعها ( أرض – أرض و أرض – جو و جو – جو و الحاملة للرءوس النووية – و كروز و المضادة للصواريخ و البحرية ) و الطائرات المقاتلة و التجسسية بدون طيار و اجهزة التشويش و أقمار التجسس و معدات الملاحة للطائرات و أسلحة الليزر ، حتى صارت الدولة اليهودية الرابعة عالمياً عام 2007 م [18].
فى عام 1949 م تم إنشاء وحدة " هيميد جميل " العلمية بوزارة الدفاع اليهودية للإعداد لبرنامج نووى وقامت الوحدة بمسح صحراء " النقب " للبحث عن " اليورانيوم " ، و فى عام 1952 م أنشئت وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية ، ثم تم استخراج " اليورانيوم " من صحراء " النقب " بعد عام كما تمكن علماء الدولة اليهودية من إنتاج كميات من " الماء الثقيل " وحصلوا على الباقى من " النرويج " [19] .
و قد كان لمعاونة فرنسا الفنية دور كبير فى المضى قدماً فى المشروع حيث أمدت الدولة اليهودية بمفاعل أبحاث عام 1956 م قبل عدوانهما المشترك على مصر بأسابيع ، وبعدها استمر التعاون السرى بين البلدين لإنشاء مفاعل " ديمونة " بل ونقلت فرنسا أربعة أطنان من " الماء الثقيل " النرويجى جواً إلى مفاعل " ديمونة " – دون علم " النرويج " – [20] وانتهى العمل فى المفاعل و مصنع التخصيب وتم تزويده بالبلوتينيوم الفرنسى المخصب ثم بدأ تشغيله فى عام 1964 م [21].
كما تغاضت ألمانيا الغربية عن وجود شركة وهمية يهودية تقوم بتزويد إسرائيل بمستلزمات إنتاج أسلحة نووية داخل 550 برميلاً مغلقاً بتمويل أميركى ، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى انتقل عشرات علماء الذرة الروس إلى الدولة اليهودية كما انتقل إليها مواد نووية روسية بالتعاون مع المافيا الروسية [22].
وقد علمت الولايات المتحدة بأمر مفاعل " ديمونة " فى عام 1958 م وتسترت عليه ، وفى عهد " كنيدى " قام مفتشون أميركيون بزيارة المفاعل عدة مرات بدون السماح لهم بالتفتيش الفعلى ، واستمرت الولايات المتحدة فى التستر على البرنامج النووى اليهودى طوال الوقت ومنع المجتمع الدولى من الضغط علي الدولة اليهودية لإخضاع منشآتها النووية للتفتيش [23] ، بل وأهدت الولايات المتحدة – فى إطار برنامج " الذرة من أجل السلام " – للدولة اليهودية مفاعل " ناحال سوريك " بالكامل بجانب الدعم المادى و الفنى ، وبجانب المفاعلين المذكورين تمتلك الدولة اليهودية مفاعلين تجريبيين فى جامعة بن جوريون و معهد التخنيون [24]. و تمتلك الدولة اليهودية بصورة شبه مؤكدة 200 رأس نووى و قنابل نووية تكتيكية و قنابل هيدروجينية و نيوترونية [25] ، كما تمتلك أربع غواصات نووية ألمانية حصلت عليها مجاناً مزودة بصواريخ نووية عابرة للقارات [26].

[1] مسيرة العلم و التكنولوجيا فى إسرائيل – أحمد بهاء الدين شعبان – السياسة الدولية – 172 – أبريل 2008 .

[2] وذلك طبقاً لصحيفة التايمز لأفضل مائتى جامعة عالمية - عن أمريكا و بريطانيا تسيطران على قائمة أفضل جامعات العالم – عبد الرحمن السيد – الأهرام – 10/10/2008 .

[3] هذا العدد - سليمان العجان - الكهرباء العربية - العدد 99 يناير / مارس 2010 ..

[4] أمريكا و بريطانيا تسيطران على قائمة أفضل جامعات العالم – عبد الرحمن السيد – الأهرام – 10/10/2008 .

[5] جامعة عربية واحدة و 7 جامعات إسرائلية ضمن أفضل 500 جامعة فى العالم - الكهرباء العربية - العدد 99 يناير / مارس 2010 ..

[6] إسرائيل الأولى إنفاقاً على البحث العلمى و مصر فى المؤخرة - الكهرباء العربية - العدد 99 يناير / مارس 2010 ..

[7] مسيرة العلم و التكنولوجيا فى إسرائيل – أحمد بهاء الدين شعبان – السياسة الدولية – 172 – أبريل 2008 .

[8] تقرير اليونسكو : العلم فى العالم – مؤسسة الكويت للتقدم العلمى – الكويت – 1998 .

[9]المجتمع الأمريكى و النفوذ اليهودى – د عبد العزيز صقر – البيان – 251 – رجب 1429 هـ / يوليه 2008.

[10] أثر التغيرات فى النظام الدولى المعاصر على مستقبل الوظيفة الأقليمية للكيان الأسرائيلى – د وليد عبد الحى – مجلة شئون عربية – القاهرة – 65 – أبريل 1996.

[11] تقرير اليونسكو : العلم فى العالم – مؤسسة الكويت للتقدم العلمى – الكويت – 1998 .

[12] هذا العدد - سليمان العجان - الكهرباء العربية - العدد 99 يناير / مارس 2010 ..

[13] نقلاً عن صحيفة يديعوت أحرونوت – 17/5/2005 .

[14] مسيرة العلم و التكنولوجيا فى إسرائيل – أحمد بهاء الدين شعبان – السياسة الدولية – 172 – أبريل 2008 .

[15] هذا العدد - سليمان العجان - الكهرباء العربية - العدد 99 يناير / مارس 2010 ..

[16]Israel Government Year Book 1968-1969 – Jerusalem – Central Office Information1968 .

[17] المجمع الصناعى العسكرى فى إسرائيل – يورام بيرى و أمنون نوبياخ – مؤسسة الدراسات الفسطينية – بيروت – 1985.

[18] مسيرة العلم و التكنولوجيا فى إسرائيل – أحمد بهاء الدين شعبان – السياسة الدولية – 172 – أبريل 2008 .

[19] الغرب و دعم البرنامج النووى الإسرائيلى – أحمد حجاج - السياسة الدولية – 174 – أكتوبر 2008 .

[20] كما قامت بريطانيا سراً بتزويد الدولة اليهودية بعشرين طناً من الماء الثقيل الفائض لديها من النرويج – نقلاً عن : الغرب و دعم البرنامج النووى الإسرائيلى – أحمد حجاج - السياسة الدولية – 174 – أكتوبر 2008 .

[21] الغرب و دعم البرنامج النووى الإسرائيلى – أحمد حجاج - السياسة الدولية – 174 – أكتوبر 2008 .

[22] الغرب و دعم البرنامج النووى الإسرائيلى – أحمد حجاج - السياسة الدولية – 174 – أكتوبر 2008 .

[23] الغرب و دعم البرنامج النووى الإسرائيلى – أحمد حجاج - السياسة الدولية – 174 – أكتوبر 2008 .

[24] مسيرة العلم و التكنولوجيا فى إسرائيل – أحمد بهاء الدين شعبان – السياسة الدولية – 172 – أبريل 2008 .

[25] الدور الوظيفى للعلم و التكنولوجيا فى تكوين و تطوير الدولة الصهيونية - أحمد بهاء الدين شعبان – دار الطباعة المتميزة – القاهرة 2004 .

[26] الغرب و دعم البرنامج النووى الإسرائيلى – أحمد حجاج - السياسة الدولية – 174 – أكتوبر 2008
منقول