انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2009, 05:24 PM
ضياء الغنيمى ضياء الغنيمى غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




New هذه أول خطبة ألقيت بعد تحرير بيت المقدس فى عصر صلاح الدين

 

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خطبة جمعه الفتح ، للقاضي محي الدين محمد بن زكي الدين علي القرشي رحمه الله

هذه أولخطبة ألقيت بعد تحرير بيت المقدس على يد السلطان القاهر جامع كلمة الإيمانوقامع عبده الصلبان صلاح الدين والدنيا سلطان الإسلام والمسلمين مطهرالبيت المقدس من أيدي المشركين أبي المظفر يوسف بن أيوب
﴿ صلاح الدينالأيوبي رضي الله عنه وأرضاه ﴾

جاء في كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل لمجير الدين الحنبلي رحمه الله :
لمارقى (أي القاضي محي الدين) المنبر استفتح بسورة الفاتحة فقرأها إلى آخرهاثم قال:
﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُلِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ، ثم قرأ أول سورة الأنعام : ﴿ الْحَمْدُلِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِوَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ، هُوَالَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّىعِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ، وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِوَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَاتَكْسِبُونَ ﴾
ثم قرأ من سورة سبحان الذي أسرى ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُلِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِيالْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُتَكْبِيرًا ﴾ ، ثم قرأ من سورة الكهف ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَعَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ، قَيِّمًالِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَالَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ،مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ، وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُوَلَدًا ، مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْكَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ،فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوابِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ ، ثم قرأ من سورة النمل ﴿ قُلِ الْحَمْدُلِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌأَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ ، ثم قرأ من سورة سبأ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِيالْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ ، ثم قرأ من سورة فاطر: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِالْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَيَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ ، مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَلَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُالْحَكِِيمُ ﴾
ثم شرع في الخطبة فقال :
الخطبة الأولى :-
الحمدلله معز الإسلام بنصره ، مذل الشرك بقهره ومصرف الأمور بأمره ، ومديمالنعم بشكره ، ومستدرج الكفار بمكره الذي قدر الأيام دولا بعدله ، وجعلالعاقبة للمتقين بفضله ، وأفاء على عباده من ظله ، وأظهر دينه على الدينكله ، القاهر فوق عبادة فلا يمانع ، والظاهر على خليقته فلا ينازع ،والآمر بما يشاء فلا يراجع ، والحاكم بما يريد فيما يدافع ، أحمد علىأظفاره وإظهاره ، وإعزازه لأوليائه ونصره لأنصاره ، وتطهير بيته المقدس منأدناس الشرك وأوضاره ، حمد من استشعر الحمد باطن سره وظاهر جهاره ، وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ،ولم يكن له كفواً أحد ، شهادة من طهّر بالتوحيد قلبه ، وأرضى به ربه ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله رافع الشك ، وداحض الشرك ، ورافض الإفك ،الذي أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى هذا المسجد الأقصى وعرج به منهإلى السماوات العُلى ﴿ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، عِندَهَا جَنَّةُالْمَأْوَى ، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ، مَا زَاغَ الْبَصَرُوَمَا طَغَى ﴾ ، صلى الله عليه وسلم وعلى خليفته أبي بكر الصديق السابقإلى الإيمان وعلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول من رفع عن هذا البيتشعائر الصلبان وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان ذي النورين جامع القرآن ،وعلى أمير المؤمنين على بن أبي طالب مزلزل الشرك ومكسر الأوثان ، وعلى آلهوصحبه والتابعين لهم بإحسان .
أيها الناس أبشروا برضوان الله الذيهو الغاية القصوى والدرجة العليا ، لما يسّره الله على أيديكم من استردادهذه الضالة من الأمة الضالة وردها ألي مقرها من الإسلام بعد ابتذالها فيأيدي المشركين قريباً من مائة عام ، وتطهير هذا البيت الذي أذن الله أنيرفع ويذكر فيه اسمه ، وإماطة الشرك عن طرقه بعد أن امتد عليها رواقه ،واستقر فيها رسمه ، ورفع قواعده بالتوحيد ، فإنه بُني عليه وشيد بنيانهبالتمجيد ، فإنه أسس على التقوى من بين يديه ومن خلفه ، فهو موطن أبيكمإبراهيم ومعراج نبيكم عليه الصلاة والسلام وقبلتكم التي كنتم تصلّون إليهافي ابتداء الإسلام ، وهو مقر الأنبياء ومقصد الأولياء ، ومدفن الرسل ومهبطالوحي ، ومنزل ينزل به الأمر والنهي ، وهو أرض المحشر وصعيد المنشر ، وهوفي الأرض المقدسة التي ذكرها الله في كتابه المبين ، وهو المسجد الأقصىالذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملائكة المقربين ، وهوالبلد الذي بعث إليه عبده ورسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروحه عيسىالذي أكرمه برسالته وشرّفه بنبوته ، ولم يزحزحه عن رتبة عبوديته ، فقالتعالى :﴿ لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَالْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ﴾ ، ﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍوَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَاخَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّايَصِفُونَ ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّايُشْرِكُونَ ﴾ ، ﴿ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَالْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْأَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِيالأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَابَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِوَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌمِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِمُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىفَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَنَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ ﴾.
وهو أول القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين ، لاتشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه ولا تعقد الخناصر بعد الموطئين إلا عليه، فلولا أنكم ممن اختاره الله من عباده واصطفاكم من سكان بلاده لما خصّكمالله بهذه الفضيلة التي لا يجاريكم فيها مجار ولا يباريكم في شرفها مبار،فطوبى لكم من جيش ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية ، والوقعات البدريةوالعزمات الصدّيقية ، والفتوحات العُمرية ، والجيوش العثمانية ، والفتكاتالعلوية ، جددتم للإسلام أيام القادسية ، والملاحم اليرموكية ، والمنازلاتالخيبرية ، والهجمات الخالدية . فجزاكم الله عن نبيه محمد صلى الله عليهوسلم أفضل الجزاء ، وشكرا لكم ما بذلتموه من مهجكم في مقارعة الأعداء ،وتقبل الله منكم ما تقربتم به إليه من إهراق الدماء ، وأثابكم الجنة فهيدار السعداء ، فأقدروا رحمكم الله هذه النعمة حق قدرها وقوموا لله قانتينبواجب شكرها فله تعالى المنة عليكم بتخصيصكم بهذه النعمة ،وترشيحكم لهذهالخدمة فهذا هو الفتح الذي فتحت له أبواب السماء ، وتبلجت بأنوار وجودهالظلماء ، وابتهج به الملائكة المقربون ، وقر به عينا الأنبياء والمرسلون، فماذا عليكم من النعمة أن جعلكم الجيش الذي يفتح على يديه البيت المقدسفي آخر الزمان ، والجند الذي تقوم بسيوفهم بعد فترة من النبوة أعلامالإيمان فيوشك أن يفتح الله على أيديكم أمثاله وأن يكون التهاني لأهلالخضراء أكثر من التهاني لأهل الغبراء ، أليس هذا البيت الذي ذكره الله فيكتابه ونص عليه في محكم خطابه فقال تعالى : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىبِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِالأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ ؟ ، أليس هو البيت هو الذي أمسك الله تعالىلأجله الشمس على يوشع أن تغرب وباعد بين خطواتها ليتيسر فتحه ويقرب ؟ أليسهو البيت الذي أمر الله عز وجل موسى أن يأمر قومه باستنقاذه فلم يجبه إلارجلان وغضب الله عليهم لأجله فألقاهم في التيه عقوبة للنسيان ؟ فاحمدواالله الذي أمضى عزائمكم لما نكلت عنه بنو إسرائيل وقد فضلت على العالمين ،ووفقكم لما خذلت فيه أمم كانت قبلكم من الأمم الماضين . وجمع لأجله كلمتكموكانت شتى ، وأغناكم بما أمضته كان وقد عن سوف وحتى ، فليهنكم أن الله قدذكركم به فيمن عنده وجعلكم بعد أن كنتم جنودا لا هويتكم جنده وشكر لكمالملائكة المنزلون على ما أهديتم لهذا البيت من طيب التوحيد ، ونشرالتقديس والتمجيد ، وما أمطتم عن طرقهم فيه من أذى الشرك والتثليث ،والاعتقاد الفاجر الخبيث ، فالآن تستغفر لكم أملاك السماوات ، وتصلي عليكمالصلواتالمباركات ، فاحفظوا رحمكم الله هذه الموهبة فيكم ، واحرسوا هذهالنعمة عندكم بتقوى الله التي من تمسك بها سلم ومن اعتصم بعروتها نجا وعصم، واحذروا من إتباع الهوى ، ومواقعه الردى ورجوع القهقرى ، والنكول عنالعدى ، وخذوا في انتهاز الفرصة ، وإزالة ما بقى من الغصة ، وجاهدوا فيالله حق جهاده ، وبيعوا عباد الله أنفسكم في رضاه إذ جعلكم من خيار عباده، وإياكم أن يستذلكم الشيطان ، وأن يتداخلكم الطغيان فيخيل لكم أن هذاالنصر بسيوفكم الحداد ، وخيولكم الجياد ، وبجلادكم في مواطن الجلاد ، لاوالله ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ، فاحذروا عباد الله بعد أنشرّفكم الله بهذا الفتح الجليل ، والمنح الجزيل ، وخصّكم بنصره المبين ،وأعلق أيديكم بحبله المتين ، أن تقترفوا كبيرا من مناهيه ، وأن تأتواعظيماً من معاصيه ( ... ) ، الجهاد الجهاد فهو من أفضل عباداتكم ، وأشرفعاداتكم ، انصروا الله ينصركم ، أحفظوا الله يحفظكم أذكروا الله يذكركم ،اشكروا الله يزدكم ويشكركم ، خذوا في حسم الداء وقطع شأفة الأعداء ،وطهّروا بقية الأرض من هذه الأنجاس التي أغضبت الله ورسوله واقطعوا فروعالكفر واجتثّوا أصوله ، فقد نادت الأيام بالثارات الإسلامية ، والملةالمحمدية ، الله أكبر فتح الله ونصره ، غلب الله وقهر ، أذل الله من كفر ،واعلموا رحمكم الله أن هذه فرصة فانتهزوها ، وفريسة فناجزوها ، وغنيمةفحوزوها ومهمة فأخرجوا لها هممكم وأبرزوها ، وسيّروا إليها عزماتكموجهّزوها ، فالأمور بأواخرها ، والمكاسب بذخائرها ، فقط أظفركم الله بهذاالعدو المخذول وهم مثلكم أو يزيدون ، فكيف وقد أضحى قبالة الواحد منكمعشرون فقد قال تعالى ﴿ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَيَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًامِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ، الآنَخَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُنمِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْأَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَالصَّابِرِينَ ﴾ . أعاننا الله وإياكم على إتباع أوامره والازدجار بزواجره، وأيدنا معاشر المسلمين بنصر من عنده ﴿ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَغَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّنبَعْدِهِ ﴾ . إن أشرف مقال يقال في مقام وأنفذ سهام تمرق عن قسي الكلام ،وأمضى قول تحلّى به الإفهام ، كلام الواحد الفرد العزيز العلاّم ، قالالله تعالى ﴿ وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُوَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيمبسم الله الرحمن الرحيم ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، هُوَ الَّذِي أَخْرَجَالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِالْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُممَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُلَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَبُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ ، ثم قال : آمركم وإيّاي عباد الله بما أمر الله بهمن حسن الطاعة فأطيعوه وأنهاكم وإيّاي عما نهى الله عنه من قبح المعصيةفلا تعصوه ، أقول قول هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمينفاستغفروه .
ثم خطب الخطبة الثانية على عادة الخطباء مقتصرة ، ثم دعا للإمام الناصر خليفة العصر ثم قال :
الخطبة الثانية :-
اللهمأدم سلطان عبدك الخاضع لهيبتك ، الشاكر لنعمتك ، المعترف بموهبتك ، سيفكالقاطع وشهابك اللامع والمحامي عن دينك المدافع ، والذاب عن حرمك الممانع، السيد الأجل الملك الناصر ، جامع كلمة الإيمان ، وقامع عبده الصلبانصلاح الدين والدنيا ، سلطان الإسلام والمسلمين ، مطهّر البيت المقدس منأيدي المشركين ، أبي المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين ، اللهمعم بدولته البسيطة ، واجعل ملائكتك براياته محيطه ، وأحسن عن الدين الحنفيجزاءه ، واشكر عن الملة المحمدية عزمه ومضاءة ، اللهم ابق للإسلام مهجته ،ووف للإيمان حوزته ، وانشر في المشارق والمغارب دعوته . اللهم كما فتحتعلى يديه البيت المقدس بعد أن ظنت الظنون وابتلي المؤمنون ، فافتح علىيديه داني الأرض وقاصيها ، وملّكه صياصي الكفرة ونواصيها ، فلا تلقاه منهمكتيبة إلا مزّقها ولا جماعة إلا فرّقها ولا طائفة بعد طائفة إلا ألحقهابمن سبقها . اللهم اشكر عن محمد صلى الله عليه وسلم سميه ، وأنفذ فيالمشارق والمغارب أمره ونهيه ، اللهم أصلح به أوساط البلاد وأطرافها ،وأرجاء الممالك وأكنافها ، اللهم ذلل به معاطس الكفار وأرغم به أنوفالفجار ، وانشر ذاؤب ملكه على الأمصار ، وابثث سرايا جنوده في سبيلالأقطار . اللهم أثبت الملك فيه وفي عقبه إلى يوم الدين ، وأحفظ بنيه الغرالميامين ، وإخوانه أولي العزم والتمكين ، وشد عضُده ببقائهم ، واقضبإعزاز أوليائه وأوليائهم . اللهم كما أريت على يديه في الإسلام هذهالحسنه التي على الأيام ، وتتجدد على ممر الشهور والأعوام ، فارزقه الملكالأبدي الذي لا ينفذ في دار المتقين ، وأجب دعاءه في قوله ﴿ رَبِّأَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىوَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِيبِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ .
ثم دعا بما جرت به العادة ونزل وصلى .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ألقيت, أول, المقدس, الدين, بيت, تحرير, بعد, خطبة, صلاح, عشر, في, هذه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:32 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.