أُخي
منذ أن هجرت الماضي ، وبتناسي ذكرى ذكرياته ، بذكر إلهي
منذ أن وضعت قدماي ، علي طريق من جاء بنور الهدى ، حبيبنا المصطفى
منذ أن أغمضت جفني ، عن لوحات تزينها زينة الدنيا
منذ أن صرفت سمعي عن كلام الهوى ، المنبعث من أفواه من أستحل المعازف والخنا
منذ أن كتبت آيات ربنا ، وحديث نبينا
وجدت نوراً في الصفحات ، وعبق شذاه
أحار عقلي ، رحل بروحي إلي العلا .
أختي
لما صرفت نظري ، إلي ما يرضي إلهنا ، وجدت جنة الدنيا
لما تزينت بزينة شرعنا ، وجدت الزهور ، تتمايل لقدوم زينتنا
لما نطق اللسان بما هو طيب ، جاءت الفراشات طربه
هلت الطيور فرحة ، لسماع ما يرضي مولانا
لما هطلت وانهمرت وسالت ، دموع الخشية والخوف ، من الحنان المنان
علي ما مضى ، واستمرت من غسق الليل إلي الضحى
ندماً علي أوقات ، ذهبت أدراج الرياح
بعيداً عن قرب خالقنا ، علي سنة هادينا
لطريق النجاة من النار ، إلي دار القرار
مع الأبرار ، بجوار الملك الجبار
أيقنت بأن تبليغ ديننا بحق
هو الفوز بعنبر الجنان
وما بها من مسك وزعفران
ربنا
أهدني وأهدي المسلمين والمسلمات
ابعد عنا مصائب الأيام ، وما بها من ويلات
أعزنا بما جاء به كتابك ، وسنة نبيك ، المخرج من الظلمات
اغفر وأرحم وأهدنا السبيل الأقوام ، يا غافر الزلات
استرنا وانصرنا ، ولا تخذلنا بما فعل السفهاء منا
والصلاة والسلام علي النبي الأمي مُعلمنا خاتم الرسالات