القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّه "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله (فإن تولوا) :أي : أعرضوا مع هذا البيان الواضح بوصف الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا التفات من الخطاب الى الغيبة ، لأن التولي مع هذا البيان مكروه ، ولهذا لم يخاطبوا به ، فلم يقل : فإن توليتم . والبلاغيون يسمونه التفاتا ، ولو قيل : انه انتقال ، لكان أحسن . قوله : ( فقل حسبي الله ): الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي : قل ذلك معتمدا على الله ، متوكلا عليه ، معتصما به : حسبي الله ، وارتباط الجواب بالشرط واضح ، أي : فإن أعرضوا ، فلا يهمنك اعراضهم ، بل قل بلسانك وقلبك : حسبي الله ، و (حسبي ) خبر مقدم ، ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر ويجوز العكس بأن نجعل :(حسبي ) مبتدأ ولفظ الجلالة خبر ، لكن لما كانت حسب نكرة لاتتعرف بالاضافة ، كان الأولى أن نجعلها هي الخبر . قوله ( لا إله الا هو ) : أي : لا معبود حق حقيق بالعبادة سوى الله -عز وجل -. قوله (عليه توكلت ) : عليه : جار ومجرور متعلق بتوكلت ، وقدم للحصر . والتوكل : هو الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به وفعل الأسباب النافعة .. وقوله ( عليه توكلت ) مع قوله : (لا إله الا هو ) فيها جمع بين توحيدي الربوبية والعبودية ، والله تعالى يجمع بين هذين الأمرين كثيرا ، ( اياك نعبد واياك نستعين ) وقوله : ( فاعبده وتوكل عليه ) .. قوله : (وهو رب العرش العظيم ) الضمير يعود على الله - سبحانه -.. و (رب العرش ) ، أي : خالقه ، واضافة الربوبية الى العرش وإن كانت ربوبية الله عامة تشريفا للعرش وتعظيما له . ومناسبة التوكل لقوله : ( رب العرش العظيم ) لأن من كان فوق كل شيء ولا شيء فوقه ، فإنه لا أحد يغلبه ، فهو جدير بأن يٌتوكل عليه وحده . وقوله : ( العرش ) فسره بعض الناس بالكرسي ، ثم فسروا الكرسي بالعلم ، وحينئذ لا يكون هناك كرسي ولاعرش ، وهذا التفسير باطل ، والصحيح أن العرش غير الكرسي ، وأن الكرسي غير العلم ، ولا يصح تفسيره بالعلم ، بل الكرسي من مخلوقات الله العظيمة الذي وسع السماوات والأرض ، والعرش أعظم وأعظم ، ولهذا وصفه بأنه عظيم بقوله تعالى : (وهو رب العرش العظيم ) وبأنه مجيد بقوله : ( ذو العرش المجيد ) على قراءة كسر الدال ، وبأنه كريم في قوله : ( لا إله إلا هو رب العرش الكريم ) ، لأنه أعظم المخلوقات التي بلغنا علمها وأعلاها لأن الله استوى عليه ، . وفيه دليل على أن كلمة العظيم يوصف بها المخلوق ، لأن العرش مخلوق ، وكذلك الرحيم ، والرؤوف ، والحكيم .. ولايلزم من اتفاق الاسمين اتفاق المسميين ، فإذا كان الانسان رؤوفا ، فلا يلزم أن يكون مثل الخالق ، فلا تقل : اذا كان الانسان سميعا بصيرا عليما لزم أن يكون مثل الخالق ، لأن الله سميع بصير عليم ، كما أن وجود الباري سبحانه لا يستلزم أن تكون ذاته كذوات الخلق ، فإن أسماءه كذلك لايستلزم أن تكون كأسماء الخلق ، وهناك فرق عظيم بين هذا وهذا .. وقوله :( فقل حسبي الله ) ، أي : كافيني ، وهكذا يجب أن يعلن المؤمن اعتماده على ربه ، ولا سيما في مثل هذا المقام الذي يتخلى الناس عنه ، لأنه قال : ( فإن تولوا ) وهذا الكلمة - كلمة الحسب - تُقال في الشدائد ، قالها ابراهيم حين ألقي في النار ، والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين قيل لهم : ( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) ... **** المصدر: منقول من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد ج1 ص(441-444 )،لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح بن عثيمين غفر الله له ولوالديه وللمسلمين ... |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً
|
#3
|
|||
|
|||
جزانا الله وإياكم, وبارك فيكم . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|