عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تغليظ تحريم القول على الله بغير علم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن القول على الله تعالى بغير علم من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، وقد جعله الله سبحانه وتعالى عديل الشرك، وتوعد عليه بالعذاب الأليم، قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}. وقال سبحانه: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النحل:116ـ 117}. وقال جل من قائل: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {الأنعام:144}. وجاء في الحديث المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار. والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم داخل في الكذب على الله ـ كما هو معلوم ـ يقول ابن حجر في الفتح: تقويله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل يقتضي الكذب على الله تعالى، لأنه إثبات حكم من الأحكام الشرعية سواء كان في الإيجاب أو الندب، وكذا مقابلهما وهو الحرام والمكروه. اهـ. وقد أفاض العلماء في الكلام على خطورة القول الله بغير علم، وفي النكير على من يتجرأ عليه، جاء في مدارج السالكين لابن القيم: وأما القول على الله بلا علم فهو أشد هذه المحرمات تحريما، وأعظمها إثما، ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان، ولا تباح بحال، بل لا تكون إلا محرمة، وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير، الذي يباح في حال دون حال، فإن المحرمات نوعان: محرم لذاته لا يباح بحال، ومحرم تحريما عارضا في وقت دون وقت، قال الله تعالى في المحرم لذاته: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن {الأعراف: 33} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال: والإثم والبغي بغير الحق {الأعراف: 33} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال: وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا {الأعراف: 33} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون {الأعراف: 33} فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثما، فإنه يتضمن الكذب على الله، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه، وعداوة من والاه وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله، فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه، ولا أشد إثما، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم. اهـ. الشبكة الاسلامية قال الشيخ الفوزان رحمه الله تعالى القول على الله بغير علم عديل الشرك قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَـزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، جعل سبحانه القول عليه بغير علم فوق الشرك، وهذا عام في القول عليه بغير علم أي بغير دليل من الكتاب والسنة في أصول الدين وفي فروعه ونص على القول عليه بغير علم في التحليل والتحريم فقال سبحانه: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، فإذا كان الله قد توعد الذين يحللون ويحرمون بغير دليل بالعذاب الأليم وعدم الفلاح فكيف بالذين يقولون عليه بغير علم في العبادات ومكانها وزمانها اللذين حددهما الله لها، والعبادة كما هو معلوم توقيفية في كيفيتها وفي زمانها ومكانها، فمن شرع فيها شيئاً لم يأذن الله به فهو داخل في قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)، فجعل سبحانه من شرع للناس شيئاً من الدين لم يشرعه الله شريكا له في تشريعه، ومن أطاعه في ذلك فهو مشرك بالله تعالى شرك الطاعة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، لأنه صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما شرعه الله وحدده متبعاً بذلك ما حدده الله له وقال سبحانه: (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)، (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)، وفي حدود الله الأمكنة التي جعلها الله أمكنة لعبادته فلا يجوز تقديمها بزيادة أو نقصان وهي شعائر ومشاعر عبادته (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، ومن شعائر الله الصفا والمروة والسعي بينهما في حج أو عمرة تعبد الله سبحانه قال تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم كيفية السعي ومكانه لأمته وقال: "خذوا عني مناسككم"، فرقى على الصفا حتى رأى البيت وهلل الله وكبره ودعا ثم نزل ماشيا متجهاً إلى المروة وسعى في بطن الوادي ثم مشى حتى وصل إلى المروة فصعد عليها وقال ما قاله على الصفا، فعل ذلك سبع مرات يبدأ بالصفا ويختم بالمروة والصفا هو الطرف المرتفع من جبل أبي قبيس، والمروة هي الطرف المرتفع من جبل قيعقعان، وقد توارث المسلمون هذا المكان الذي سعى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يسعون فيه، وأقاموا على جنبيه المباني من بيوت ودكاكين حتى أزيلت تلك المباني في توسعة المسجد الحرام في عهد الملك سعود رحمه الله وأقيم جداران على حدود المسعى شرقا وغربا فيهما أبواب وفتحات وشبابيك وأقيم فوق المسعى دور ثان لأجل التوسعة على الساعين وكان ذلك بإشراف لجنة علمية من خيرة العلماء والمؤرخين وأهل الخبرة برئاسة سماحة الشيخ: محمد بن إبراهيم رحمة الله على الجميع واستقر الأمر على هذا من غير منازع، وفي عهد خادم الحرمين: الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله فكر في الزيادة في مساحة المسعى للتوسعة على الحجاج والمعتمرين فاستشار هيئة كبار العلماء فصدر القرار بإكمال ما رآه العلماء في عهد الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله من زيادة الأدوار فوق المسعى ولكن ظهر من يرى أن الزيادة تكون في مساحة المسعى من جهة الشرق لا في أدواره وهم فريقان: فريق يقول: إن طرف الصفا والمروة لم يستكملا فلهما بقية تحت الأرض فيجب أن تلحق هذه البقية بهما ويوسع المسعى تبعا لهذه البقية - والجواب عن ذلك أن نقول لماذا ترك المسلمون في مختلف العصور هذه البقية وبنو البيوت والدكاكين في هذا المكان، هل يليق بالمسلمين أن يستحلوا المشعر ويختزلوه من المسعى لمصالحهم الخاصة، وأيضاً الصفا والمروة مرتفعان يصعد عليهما بدرج كما ذكر المؤرخون وكما صعد عليهما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والزيادة المزعومة منخفضة لم يعثر عليها إلا بالحفر والتكلف، وأيضاً من يجزم بأن هذه الزيادة من الصفا والمروة ولم لا تكون من الجبلين الممتدين. والسعي ليس بين الجبلين وإنما هو بين الصفا والمروة. والفريق الثاني: ممن يرون الزيادة في مساحة المسعى يقولون إن الضرورة تدعو إلى هذه الزيادة لشدة الزحام وخشية الخطر والجواب عن ذلك بأمرين: الأمر الأول: أن العبادات توقيفية لا مجال للاجتهاد فيها فلا يزاد في مكان العبادة الذي حدده الله لها، ومكان السعي بين الصفا والمروة كما أن مكان الطواف هو بالبيت العتيق . الأمر الثاني: أن الزحام يزال بزيادة الأدوار كما أفتى بذلك كبار العلماء، لأن الهواء يحكي القرار - هذا ما أردت بيانه نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم - إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|